المؤشر يفقد 182 نقطة
سيولة انتهازية تربك السوق وتوقعات باستمرار التذبذب
تحليل: علي الدويحي
أنهى سوق الأسهم المحلية تعاملاته أمس الأحد متراجعا بمقدار 182 نقطة او بما يعادل 1،58 % ليقف عند مستوى 11345 نقطة ويعتبر اغلاقاً سلبياً نوعا ما ومن المحتمل ان يتراجع المؤشر اليوم ولكن بشكل خفيف، وبلغ حجم السيولة نحو 16 مليار ريال، ومن المآخذ عليها انها اصبحت سيولة انتهازية تدخل في وقت معين وتخرج في وقت معين.
هذا مؤشر سلبي يؤكد ان السوق حاليا بدون صانع حقيقي وهو ما يحتاجه خاصة في مثل هذه الاوقات وقد تسبب خروج ودخول السيولة في عودة المؤشر العام من عند حاجز 11726 نقطة وكان من المفترض ان يغلق المؤشر على مستوى 11580 نقطة ولكن تجاوزه لهذا المستوى بشكل سريع حدا بالصناع الى الضغط من جديد على الشركات القيادية لتضييق الخناق على نظرائهم من المضاربين في الشركات الصغيرة اضافة الى رغبتهم في وزن المؤشر العام على مستوى 11400 نقطة واغلاقه في منطقة محيرة.
ارتد السوق وخلال الفترة الصباحية من عند مستوى 10427 نقطة وهي ردة فعل عكسية طبيعية نتيجة وصوله الى النسبة السفلى فمن الطبيعي ان تحدث لجذب مزيد من السيولة المنتظرة للدخول، فكما شاهدنا في بداية الفترة المسائية استهلها على ارتفاع حيث كان يسير داخل قناة ضيقة مما جعله يجني ارباحه بشكل متكرروكان لعدم استقرار السوق طوال الفترة المسائية دور في عدم مقدرة دخول مزيد من المستثمرين ونتوقع ان يشهد السوق اليوم ارتفاعا ولكنه يبقى سوقاً مضاربة بحتة، رغم انه كان هناك عمليات تجميع في شركات معينة واخرى شهدت عمليات تصريف فمن الصعب جدا الحصول على اسهم في اقل اسعارها، ويبدو ان هناك مستثمرين يفكرون جديا في الدخول ويستعدون لتقييم مراكزهم المالية.
مازالت الشركات الأربع القيادية تمارس الضغط على السوق وبالتناوب، حيث نرى كل شركة منها تقوم بدور معين وذلك من خلال مراوحتها في مستوى محدد ولفترة معينة لتأتي الأخرى لتمارس نفس الأسلوب فعندما كانت سابك تحارب بشدة للبقاء مابين 180 الى 192 ريالا كان سهم الكهرباء ثابتاً حول حاجز 19 ريال والاتصالات مابين سعر130لى 135 ريالا ليبقى الراجحي الاعلى ارتفاعا عند مستوى 430 ريالا والذي بواسطته يمكن ان يلعب عليه صناع السوق لكونه العصا التي لاتنكسر من وجهة نظرهم وفعلا نجحوا في ذلك بدليل مايحدث لهذا السهم حاليا وهذا ما جعلنا في وقت سابق نحذر من الدخول بهذه الشركات كاستثمار على وجه التحديد والسوق بشكل عام الا بعد كسر حاجز 14200 نقطة وبحجم سيولة تتجاوز 20 مليار مع توضيح نقاط الدعم لتلك للشركات القيادية التي يعتبر كسرها سلبياً ومثال ذلك عندما ذكرنا ان تراجع سابك عن حاجز 185 ريالا والراجحي عن 339 ريالا والاتصالات عن 126 ريالا والكهرباء عن 18 ريالا، فان الوضع صعب، فالشركات القيادية تفرغت لمقارعة المؤشر العام ومن يوم الثلاثاء الماضي دخلت في صراع مع السوق وهي في الحقيقة تقود السوق الى التراجع وبطريقة احترافية فيما بقيت االشركات الصغيرة هي المستفيدة كمضاربة فقط، فلذلك شاهدنا في الايام الماضية ارتدادا وهمياً وفرصاً هائلة للمضاربين، اذا من الصعب جدا ان يصل سهم سابك الى حاجز130 ريالا والاتصالات تهبط عن حاجز 90 ريالا والكهرباء عن 12 ريالا والراجحي عن235 ريالا وهذا يعني ان وصول هذه الشركات الى هذه المستويات يكون المؤشر العام عند مستوى 8850 نقطة وهذا لا اتوقعه البتة ولكن اكتبه للمعلومة اضافة الى ان السوق مهيئ للارتداد من أي نقطة ولكن كثرة التخرصات الاخيرة هي من ابرز العوائق واحببت ان اطرح وجهة نظري حيالها، وليعلم صغار المساهمين ان مثل هذه الاشاعات ليست في صالحهم، فمن اهداف صناع السوق بث الخوف والهلع بين اوساط المتداولين، اجمالا السوق صحيح يمر بموقف محرج وخلل في التوازن ولكن لم يصل الى درجة فقدان الثقة وكل مافي الامر هو (الصبر) فالسوق لابد ان ينهي دورته التصحيحية بالكامل ومثل ماهبط سوف يعود ومن طبيعة الاسواق المالية ان تكون حساسة وحتى نتأكد من حقيقة أي ارتداد ان نركز على سحب العروض في الشركات الكبيرة هل هذه السحوبات شراء حقيقي أم مجرد ايهام وسحب للعروض فقط من غير شراء.0
|