الأسهم السعودية تستأنف التداول بالاعتماد على الديناميكية الإيجابية
التحليل الفني لمسار المؤشر يقود إلى تساوي فرص الصعود والهبوط و12886 نقطة مقاومة أولى
الرياض: محمد الشمري
تستأنف سوق الأسهم السعودية تعاملاتها اليوم في أولى جلسات تبادل الأسبوع الجديد، بالاعتماد على التحليل الأساسي الذي يتم وفقا لمعطيات ديناميكية السوق الإيجابية، وهو أبرز ما يمكن العمل وفقا لمعطياته بعد أن قاد تحليل مسار المؤشر العام من الناحية الفنية إلى تساوي فرص الصعود والهبوط خلال التعاملات القريبة المقبلة.
وفيما أقفل المؤشر العام للسوق عند مستوى 12751 نقطة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، فإنه حاليا يعتمد على نقطة دعم محددة عند مستوى 12470 نقطة، ثم 12064 نقطة. وفي المقابل تعتبر النقطة 12886 نقطة المقاومة الأولى التي يحتاج المؤشر كسرها في حال الصعود.
وتبدأ تعاملات السوق اليوم بعد الحصول على مزيد من المؤشرات التي تؤكد متانة الاقتصاد السعودي، فضلا عن أن التعاملات ستتم بعد ثبوت ارتفاع مستوى الثقة في السوق، وذلك من خلال العودة لتحليل معطيات تعاملات الأسبوع الماضي الذي شهد تدوير سيولة عالية خلال الجلسات اليومية.
لكن هذه المعطيات لا يعكر صفوها سوى الحيرة التي وقع بها المتخصصون في مجال التحليل الفني لتعاملات السوق، خاصة أن هذا النوع من التحليل الذي يعتمد على الرسوم البيانية، وقع في فخ تشكيل راية السفينة والمثلث متساوي الأضلاع، وهما علامتان متشابهتان، الأولى تعني أن المسار المقبل سيكون نحو الهبوط، فيما تشير الثانية إلى أن المؤشر قد يرتد لاستعادة النقاط المهدرة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
وستأخذ تعاملات الأسابيع الثلاثة المقبلة في حساباتها أن الاكتتاب العام في أسهم الشركة المشغلة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وهي شركة إعمار كي إس أي، سيتم خلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه على أن يستمر لمدة أسبوعين.
ومن المتوقع أن تتم قراءة الحدث الذي يعتبر أكبر اكتتاب من نوعه خلال العام الحالي، عبر أكثر من زاويتين على الأقل، الأولى تؤكد أن في هذا الطرح مؤشرا إيجابيا يؤكد تسارع عجلة نمو وتطور الاقتصاد الوطني، فيما ظهرت الزاوية الثانية أن في الطرح الجديد سحبا للسيولة.
وحسب نتائج الاكتتابات الماضية التي تمت في الشركات المدرجة، فإن العدد الإجمالي للمكتتبين مرشح لتجاوز عشرة ملايين مكتتب، وهو ما يعني أن السيولة التي ستضخ عبر هذا الاكتتاب ستكون موزعة بدرجة لا تسمح لها بالتأثير سلبا على السوق.
وبقراءة معطيات ديناميكية السوق بشكل عام فإن الأسهم السعودية مرشحة لعدم التراجع والاعتماد على المسار الأفقي الذي سيقود في النهاية إلى بدء المسار الصاعد بعد فترة من التداولات المتأرجحة. يشار إلى أن العديد من الشركات المدرجة في السوق مقبلة على تطورات إيجابية من حيث الربحية والنمو، فضلا عن وجود عدد من الشركات التي تعتزم شراء شركات قائمة غير مدرجة في السوق.
السبيعي: الاقتصاد السعودي متين ولا خوف على الأسهم في هذه الأثناء، أكد لـ«الشرق الأوسط» إبراهيم السبيعي عضو مجلس إدارة بنك البلاد، وهو واحد من أبرز المصرفيين في منطقة الخليج، أن الاقتصاد السعودي متين جدا، وبالتالي فإن مستوى الثقة في سوق المال مرشح للتنامي مهما تعرضت أسعار الأسهم للتراجع.
واعتبر أن طرح أسهم الشركة المشغلة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية للاكتتاب العام، تأكيد لمتانة السوق السعودي، فضلا عن أنه سيكون مدعاة لتحفيز أسعار أسهم عدد من الشركات التي ستتأثر إيجابا بقيام هذه المدينة.
وبيّن أن الاكتتاب المنتظر خلال الشهر الجاري، سيحفز أسهم عدد من الشركات في مجالات: الإسمنت، الاتصالات، الكهرباء، النقل، والمصارف، مشيرا إلى أن كافة المعطيات المتعلقة في سوق المال تعتبر مدعاة للتفاؤل.
وقال إنه شخصيا «متفائل في مستقبل سوق الأسهم التي لا تزال أسعار أسهم العوائد فيها عند مستويات متدنية ومغرية لقوى الشراء»، في إشارة منه إلى أن الأسعار الحالية مهما تراجعت فإنها قادرة للعودة إلى مسار الصعود وبالتالي نجاح الاستثمار فيها على المدى المتوسط.
الشبيب: الأسهم السعودية قادرة على مخالفة التحليل الفني وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب وهو محلل لتعاملات الأسهم السعودية، أن التحليل الفني لمسار السوق خلال الأسبوع الجديد، قد لا يكون دقيقا بسبب الشكل الفني المحير الذي فتح المجال أمام احتمالات الصعود والتراجع.
وقال إن المؤشر قد يخالف قراءة الشكل الفني الذي يشير إلى احتمال التعرض للتراجع اليوم، مبينا أن ظهور أي خبر جيد من شأنه إلغاء معطيات التحليل الفني وقلب الوضع رأسا على عقب.
وعن تأثير قرب الاكتتاب في أسهم الشركة المشغلة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، قال إن ذلك يعتمد على طبيعة قراءة صناع السوق للحدث، مشيرا إلى أن رغبة صناع السوق في ضغط الأسعار قد تجعلهم يضغطون باتجاه قراءة الحدث على أنه سحب للسيولة، فيما إذا كانت عملية تجميع الأسهم قد انتهت بالنسبة للصناع فإن قراءة الحدث ستكون إيجابية على السوق.
|