سوق أسهمنا كسوق الطماطم: مجنونة!!
مقال للكاتب عبدالله الجعيثن من جريدة الرياض حين كنا نزور مصر الحبيبة قبل 35 عاماً كنا نسمع الاخوة المصريين يسمون الطماطم: مجنونة!! وضحكنا وسألنا عن سبب هذا الاسم الغريب وعرفنا... فالطماطم في السوق المصرية مرة الكيلو بقرش.. ومرة الكيلو بجنيه.. وبين القرش والجنيه في تلك الايام ما يوازي عشر نسب في اسمهنا هذه الايام.. مرة نسب فوق.. ومرة نسب تحت.. أليست هي الاخرى سوقاً مجنونة كسوق الطماطم؟ انظروا الى اعلى سعر واقل سعر لعدد كبير من اسهمنا الصغيرة والكبيرة خلال ثلاثة اشهر فقط هي الربع الاول لعام 2006 (معدلة قبل التجزئة والفرق ثابت بالطبع!) والاسعار من موقع (تداول): الشرقية الزراعية: الاعلى: 1399 الادنى: 267,5 بيشة الزراعية: الاعلى: 2497 الادنى: 462,5 المواشي: الاعلى: 381 الادنى: 58,75 الكهرباء: الاعلى: 280 الادنى: 82,5 القصيم الزراعية: الاعلى: 715 الادنى: 128,75 الجوف الزراعية: الاعلى: 859 ريالاً الادنى: 146,25 ريالاً التعمير: الأعلى: 665 ريالاً الأدنى: 126,25 ريالاً شمس: الأعلى: 909ريالات الادنى: 202,5ريال الباحة: الاعلى: 737ريالاً الادنى: 152,5ريالاً فتيحي: الاعلى: 488ريالاً الادنى: 120ريالاً ثمار: الاعلى: 1449ريالاً الادنى: 228,75ريالاً الجماعي: الاعلى: 446ريالاً الادنى: 132,5ريالاً البحري: الاعلى: 652,5ريالاً الادنى: 141ريالاً طيبة: الاعلى: 705ريالات الادنى: 160ريالاً مكة: الاعلى: 1239ريالاً الادنى: 347,5ريالاً عسير: الاعلى: 1970ريالاً الادنى: 450ريالاً سدافكو: الاعلى: 751ريالاً الادنى: 187,5ريالاً صدق: الاعلى: 695ريالاً الادنى: 116,25ريالاً ينساب: الاعلى: 750ريالاً الادنى: 233,5ريالاً المتطورة: الاعلى: 2248ريالاً الادنى: 585ريالاً الكابلات: الاعلى: 554ريالاً الادنى: 120ريالاً الغذائية: الاعلى: 1137ريالاً الادنى: 213,60ريالاً اميانتيت: الاعلى: 535ريالاً الادنى: 185ريالاً فيبكو: الاعلى: 2148ريالاً الادنى: 493,75ريالاً سيسكو: الاعلى: 694ريالاً الادنى: 208,75ريالاً التصنيع: الاعلى: 988ريالاً الادنى: 345ريالاً الدوائية: الاعلى: 1640ريالاً الادنى: 297ريالاً سافكو: الاعلى: 1590ريالاً الادنى: 540ريالاً سابك: الاعلى: 1892ريالاً الادنى: 1112,20ريالاً انها فروق هائلة تصل الى اكثر من خمسين في المئة خلال ثلاثة اشهر وليس خلال ثلاث سنوات!! ان من يتأمل جاداً يدرك هول المأساة.. وسيدرك (حجم هول المأساة) حين يعلم ان ما يزيد على مليون مواطن يتداولون في هذه السوق، وكل مواطن يعول بالمتوسط ثلاثة مواطنين، اي ان ثلاثة ملايين مواطن اطبقت عليهم هذه المأساة بشكل سريع مخيف ومباغت.. والسبب الاساسي ان السوق ترك ضيقاً لم يطرح فيه للاكتتاب شركات جديدة برؤوس اموال كبيرة وبالقيمة الاسمية بدون علاوة اصدار حين كان المؤشر في حدود عشرة آلاف.. وهو ما طالبنا به مراراً من أول عام 2005 في مقالات عديدة في هذه الصحيفة، ومن هذه المقالات (اقتصاد ضخم وبنوك قليلة) (طفرة سوق الاسهم) (ضعوا سدوداً لطوفان السيولة) (اكتشاف عالم الاسهم) (الشركات الكبرى هي التي تبني الوطن) (الطفرة الثانية وتدوير الثروة) وغيرها كثير... مع العلم ان الشركات الجديدة والمجدية وذات رؤوس الاموال الكبيرة موجودة ملفاتها ودراساتها عند الهيئة العامة للاستثمار وقد كان يحسن بهيئة سوق المال - حين رأت هول الاقبال على الاكتتابات خاصة في اتحاد الاتصالات وبنك البلاد ان تبادر بسرعة لطلب ما لدى الهيئة العامة للاستثمار من مشاريع مجدية مدروسة تحتاج رؤوس اموال كبيرة جداً، بحيث تتحول تلك المشاريع - بالسرعة الواجبة في مثل هذا الظرف الحرج والحساس - الى تحويلها الى شركات مساهمة عامة تطرح للاكتتاب العام بدل ان تجوب هيئة الاستثمار بلدان العالم عن اموال تمول تلك المشاريع والاموال لدينا موجودة متروكة (تفحط) في سوق الاسهم المحدودة (تفحط) بكل ما في كلمة (تفحيط) من معنى خطير. الشركات الجديدة هي التي تثري الشعب السعودي، وتمنع سوق الاسهم من الارتفاع بجنون ثم النزول بجنون فيفتقر كثيرون، والشركات الجديدة هي التي توفر فرص عمل كثيرة تحارب البطالة الموجودة (اعلن عن شغور خمسمائة وظيفة (جندي) فتقدم لها اكثر من خمسة آلاف مواطن بعضهم جامعيون). الشركات الجديدة المدروسة والمجدية والتي رأس مالها كبير هي التي توفر فرص عمل جديدة لعشرات الالوف وتثري الشعب السعودي عن طريق الاكتتابات المتواصلة بالقيمة الاسمية بدون علاوة اصدار، وهي التي تقدم خدمات جديدة تنافسية وهي التي تبني الاوطان، وهي التي كانت سوف تحمي سوق الاسهم من الجنون الذي اصابه، ومن صرع السقوط الذي آل اليه.. ما اسهل جنون الطماطم عند جنون اسهمنا، وما اقل ضرره وخطره اذا جنت الطماطم فالأكل يصلح بدونها، ولكن سوق الاسهم لدينا جن فجأة وقد تعلق فيه مئات الالوف من المواطنين ولا يستطيعون الخروج الا بخسائر مهولة. والآن لابد من تكاتف الجهود لاعادة الثقة بسوق الاسهم، واعادة العقل، واصلاح بعض ما تدمر.. خاصة ان الاقتصاد الكلي في اوج قوته وازدهاره.وهذا ما يجعلنا نحس ببعض الطمأنينة رغم انهيار السوق، فما حصل هو انهيار بكل المقاييس، حتى وان كانت الاسعار سابقاً مرتفعة، فإن سرعة النزول وحدته وشدته والفوارق الهائلة بين اعلى سعر واقل سعر لشركاتنا خلال ثلاثة اشهر فقط، ووجود ثلاثة ملايين مواطن جل مدخراتهم في السوق، وبعضهم عليه تسهيلات و(ديون) هذا كله يؤكد انه انهيار حقيقي، وان آثاره اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً بعيدة المدى مالم يتم اصلاح حال السوق بسرعة ومبادرة جادة وقوية.. والله الموفق. ابو حمد
|