جريدة الشرق الاوسط
الأسهم السعودية في أدنى مستوياتها خلال العام الحالي
المؤشر العام يؤكد بلوغ القاع أمام قوى الشراء بعد توقفه فوق نقطتين للدعم القوي
الرياض: محمد الشمري أبها: علي البشري
باشرت أسعار أسهم العوائد في سوق الأسهم السعودية، البحث عن أسباب منطقية توقف تدهور الأسعار، الذي قاد إلى استمرار نزيف نقاط المؤشر العام للسوق، وهو النزيف الذي تسبب في فقدان 1039.88 نقطة، بما يعادل 7.93 في المائة هبوطا إلى مستوى 12076.74 نقطة، حيث بلغت الاسهم ادنى مستوياتها خلال العام الحالي. ويأتي التوقف عن هذا المستوى من القيمة للمؤشر العام، ليكون الأقرب إلى نقطة الدعم القوية المحددة عند 12064 نقطة التي تتبعها نقطة دعم قوية أخرى هي 11880 نقطة.
وبرز ضمن أهم الأسباب التي تلوذ الأسعار خلفها ضد نيران حرق الأسعار التي يكسوها اللون الأحمر في أغلب التعاملات المتتالية منذ الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، تدني قيمة معامل بيتا بالنسبة لأسهم العوائد وبعض أسهم المضاربة الرابحة.
يشار إلى أن أي سهم تقل تعادل قيمة معامل بيتا بالنسبة له الرقم واحد أو أقل، يمكن تصنيفه ضمن أسهم الاستثمار الآمنة، التي تكاد تكون بلا مخاطر، وفي المقابل فإن قيمة معامل بيتا، كلما ارتفعت إلى مستويات أعلى من الواحد، زادت نسبة مخاطرة شراء السهم أو الاحتفاظ به.
ولا تتوقف العوامل التي تعلق عليها سوق الأسهم، آملا عريضة في التخلص من شبح الانهيار المتواصل عند مغريات معامل بيتا الذي يقيس حجم المخاطرة ويكشف حقيقة مستواها المتدني في سوق المال السعودية، بل تتضمن العوامل أيضا تأكيدات التحليل المالي على عدالة الأسعار الحالية بالنسبة لقوى الشراء، والباحثين عن الاستثمار الآمن، وذلك بفعل التراجع الكبير في مكررات أرباح السوق على مدى شهرين متتاليين من الهبوط الحاد.
لكن أبرز ما يهدد سوق الأسهم بمزيد من التراجع الجائر وتنامي أعمال حرق السيولة النقدية، استمرار تراجع مستويات الثقة التي لم تقف على أقدامها بسبب الاهتزاز الشديد الذي لم يسمح لها بفرصة كافية لالتقاط الأنفاس.
كما أن من ضمن أهم التحديات، التي تواجه سوق الأسهم، فقد المتخصصين في التحليل الفني لمسارات السوق للمصداقية أمام المتابعين لتحليلاتهم، وذلك بسبب طمس المؤشر العام لنقاط الدعم والمقاومة، في تعاملات يقال إنها تعمدت هذا الطمس وبفعل فاعل.
* عبد الله البراك: لا مبرر لغياب قوى الشراء عن أسعار القاع في هذا الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط»، عبد الله البراك وهو محلل مالي وعضو في جمعية المحاسبين، أن سوق الأسهم وصلت إلى مستويات لم تدع أمام قوى الشراء، مبررا يمكن التذرع به للإحجام عن شراء أسهم استثمارية.
ودلل على ذلك بقوله، إن أسعار العديد من أسهم العوائد والاستثمار، وصلت إلى ما هو أدنى من السعر العادل، وفقا لكافة المعطيات التي تعتمد عليها أسواق المال بشكل عام وسوق المال السعودية.
وشدد على أسهم سوق الأسهم السعودية وصلت إلى أدنى مستويات المخاطرة، بعد أن بلغت القيم السوقية للعديد من أسهمها المدرجة للتداول أسعارا تم تجاوزها قبل فترة تتراوح بين 30 و36 شهرا، ما يعني أن التراجع الذي شهدته السوق عاد بالأسعار من أعلى قمة عرفتها السوق على منذ الإنشاء إلى ما هو أقل من أدنى مستوى تم تسجيله أثناء انهيار مايو (أيار) 2004 الشهير.
* السبيعي: السوق ما زال مرتبكا إلى ذلك يقول عضو مجلس إدارة بنك البلاد إبراهيم السبيعي لـ«الشرق الأوسط»، إن سوق الأسهم السعودية لا تبدو عليه أية ملامح واضحة وما زال مرتبكا. وعلى الرغم من هذه الظروف التي تحدث للسوق، أبدى السبيعي تفاؤله بالمستقبل، مشيرا إلى أن هذه الأحداث مؤقتة إذا قسنا بمعطيات الاقتصاد القوي السعودي، وقال إن المستوى العادل للمؤشر هو بحدود 17 إلى 18 ألف نقطة خلال المدى المنظور.
وأكد السبيعي في حديثه أن كل ما يحتاجه السوق الآن، هو إعادة الثقة التي فقدت، إضافة إلى الدور الكبير لصناع السوق من بنوك وكبار المضاربين، الذي قد يعيدون الأسعار إلى مستوياتها السابقة.
كما شخص السبيعي حال سوق الأسهم السعودية وما يتعرض له من هزات عنيفة والتي قد تعطي انطباعا سيئا عن الاقتصاد السعودي بقوله «إن ابتعاد كبار المضاربين ألقى بظلاله على أداء الأسعار»، مشددا على انه كانت هناك آمال عريضة لعودة السوق إلى وضعه الطبيعي هذا الأسبوع، ولكن هذا الأمر لم يحدث خصوصا مع تداولات أمس، وعلينا الانتظار قليلا حتى تتضح الرؤيا.
* العماري: سوق الأسهم لا يمكن ربطه بواقع الاقتصاد وقال محمد العماري رئيس مجلس إدارة شركة الغذائية، إن التحذيرات التي أطلقت من قبل لم يلق بها أحدا بالا، وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن سوق الأسهم عاد إلى مستوياته العادلة التي كان من المفترض أن يكون عليها وان الأرقام التي وصل إليها المؤشر خلال الفترة الماضية هي أرقام مبالغ فيها، ولا تحكي الواقع الذي نعيشه.
وأوضح أن سوق الأسهم السعودية لا يمكن ربطه بواقع بالاقتصاد السعودي القوي، مقارنة ببعض الأسواق العالمية التي تحكي واقع اقتصادها.
كما شدد العماري على أن الفترة المقبلة، يجب ألا تشهد صعودا غير عقلاني أو صعودا طائشا، مبينا أن مستوى المؤشر الآن هو المستوى العادل.
* أحمد البراك: على المتداولين التوقف الفوري عن البيع وقال أحد المستثمرين، ما على متعاملي سوق الأسهم السعودية إلا الاكتفاء بمراقبة هبوط الأسعار في ظل عمليات البيع العشوائية والخروج غير المبرر من السوق لا سيما وان حالة الخوف والهلع متواصلة.
وأشار المستثمر احمد البراك في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى ان سوق الأسهم لم تستطع إلى الآن تلمس قاعدة تكون هي آخر المطاف لهذا التراجع التصحيحي الذي بدأه منذ نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي.
كما شدد البراك، على أنه يجب على المتداولين بأن يتعاملوا مع سوق منهار شديد التذبذب، وان عملية الشراء تعتبر بحد ذاتها مخاطرة كبرى قد لا تحمد عقباها.
وأضاف البراك أن من أهم الضرورات التي تحتمها الضروف الحالية، والتي تعصف بسوق الأسهم الآن، هي التوقف الفوري عن البيع بالوقت الحالي، ومحاولة تنويع المحافظ بالأسهم الأكثر أمانا مستبعدا عودة الأسهم الصغيرة إلى مستوياتها قبل عملية التصحيح الأخيرة.
|