هيئة السوق مطالبة بمراعاة الحالة النفسية للمتعاملين والتوقف عن التصريحات غير المحفزة
سوق الأسهم تخسر 1,3 تريليون ريال من قيمتها السوقية والمؤشر يكسر جميع الحواجز الفنية
استمرت سوق الأسهم في تسجيل خسائرها الكبيرة وسجلت عشرات الشركات عروضاً بدون طلبات وهبط المؤشر أكثر من 1039 نقطة تعادل نسبة 8٪ ليصل إلى 12076 نقطة كاسراً بذلك العديد من الحواجز الفنية الهامة، وبذلك يكون السوق قد خسر من قيمته السوقية منذ بداية الهبوط الحالي 1,3 تريليون ريال.
وقال هاشم منتصر، رئيس إدارة الأصول الإقليمية في المجموعة المالية المصرية هيرميس «ل رويترز» أعتقد أن أسواق الأسهم تتسم بالتقلب بشكل عام ومعظمها متأثر بحركة البيع في المملكة رغم أن العوامل الاقتصادية في الأسواق ليست واحدة.
وساعد على الهبوط أمس تصريحات من أحد المسؤولين في هيئة السوق المالية حول تمديد المهلة للشركات لتصفية محافظها في سوق الأسهم، وهي تصريحات لم تراع الحساسية الشديدة التي أصبحت السوق تعاني منها عند سماعها لمثل تلك التصريحات التي تفسر من المتعاملين على أنها إحدى علامات التحدي مع المضاربين ودليل على تمسك الهيئة بقراراتها التي فجرت الهبوط ومنها قرار منع الشركات من الاستثمار المباشر في سوق الأسهم، ويفترض أن تراعي هيئة السوق هذا الجانب وأن تكف عن الاستمرار في إطلاق التصريحات أو القرارات السلبية والاستفزازية وأن تلتزم الصمت لحين انقشاع الأزمة لأن وضع السوق الحالي يتحكم فيه الجانب النفسي ويفترض العمل على تهدئة هذا الجانب ومحاولة علاجه.
من جهته يرى نايف الريغي أن هناك سببين لهذا التدهور في سوق الأسهم، الأول هيئة سوق المال ببياناتها المستمرة عن إيقاف المضاربين والتشهير بأسماء الشركات التي تم التلاعب بها والثاني هو المتداولون في السوق حيث أصبحت قاعدة البيع الجماعي هي التي تحكمهم والحلول تدخل صناديق الدولة لحفظ التوازن في السوق.
ويتحدث المواطن علي محمد بقوله: بكل أسف نعيش كمواطنين أياماً لن تنسى، خسائر وصلت 80٪ للعديد من المواطنين.. المسئولون عاجزون عن تطمين المواطن وحتى تفسير الكارثة صمت يملأه صوت الإشاعة والاتهامات المتبادلة عودة رؤوس الأموال أصبحت حلماً لن يتحقق في مثل هذه الظروف.
ويضيف: إلى كل مسئول معني بالمصيبة.. رجاء من كل مواطن أسعفونا أو تنازلوا عن مناصبكم لمن يستطيع وأنها لشجاعة سوف تشكرون عليها.
أما عصام أحمد فيقول: إن حالة الخوف المستشري جداً للأسف سيطرت على نفسيات المتعاملين فجني الأرباح والمضاربات القصيرة جداً تؤكد عدم ثقة المضارب .. كل الأسهم القيادية تتعرض لبيع يحد من ارتفاع المؤشر، فيوم الأربعاء مثلاً وصل الموشر لارتفاع بلغ أكثر من 740 نقطة، وظل مستقراً حول هذا الارتفاع حتى الربع ساعة الأخيرة والتي اتسمت بالبيع الجماعي وجني الأرباح، وعلى إثر ذلك فقد الموشر 600 نقطة من ال740 الذي كان قد اكتسبها..
السيولة ليست سبباً في التدهور بل البيع الجماعي هو السبب الأول، ويبدي عبدالله الجابر أسفه من قرارات هيئة سوق المال السابقة ويقول إنها اتخذت بشكل سريع وبدون دراسة مثل توقيف المضاربين والتشهير بأسماء الشركات سؤال يطرح نفسه لماذا يتم التشهير بأسماء الشركات؟ ما ذنب المتداولين،
من جانبه يقول ناصر الشمري: إن سوق الأسهم السعودية حالياً خارج عن أسواق العالم كونه غير خاضع لأي قراءات اقتصادية مستقبلية من شأنها تحفيز السوق لمستوى أفضل مما هو عليه الآن، ولا يمكن لأي محلل أو خبير اقتصادي أن يتنبأ بحال سوقنا حالياً لأنه فوضوي ومعتمد على الشائعات ولعب الكبار، وندعو الله أن يعين المساكين الذين خسروا كل مدخراتهم ودمرت أحوالهم المادية والاجتماعية ونحن بانتظار إفرازات ما حدث وسنرى إن شاء الله من يقوم بحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي أوهنت المجتمع من هذا الهبوط الكبير.
وتراجعت أيضاً بقية بورصات المنطقة وسجلت بورصة دبي أدنى مستوياتها منذ حين هبط مؤشر بورصة أبوظبي لأقل مستوى منذ 13 شهراً المئة، كما تراجع مؤشر بورصة البحرين أقل الأسواق الخليجية من حيث السيولة مسجلاً أكبر هبوط في يوم واحد منذ منتصف مارس.
وبدأت موجة الهبوط الأخيرة في أوائل ابريل - نيسان بعد أن أوقفت السلطات المنظمة لعمل البورصة السعودية متعاملين وسط مزاعم بتلاعبهما في السوق مما دفع المضاربين الأثرياء الذين يهيمنون على البورصة لبيع كميات كبيرة من الأسهم.
وامتد أثر موجة البيع عبر أسواق الخليج وبخاصة في الإمارات حيث يستشف المستثمرون الاتجاه عادة من السوق السعودية.
وقالت نورا علواني، من شركة نعيم للوساطة في دبي: «ما من سبب يدعو للنزول غير الحالة المعنوية».
وأضافت: «النفط ارتفع لمستويات قياسية. وفيما يتعلق بالقيم والمكاسب والحالة الاقتصادية العامة فإن الوضع قوي جداً. كان ينبغي أن نشهد حالياً موجة شراء». وقالت: إن التوتر المتعلّق بإيران ربما يلعب دوراً أيضاً في الهبوط.
وقال ناصر النفيسي، من مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية: «تواصل السوق اتجاه الصعود والهبوط بسبب استمرار المشكلة القائمة بين إيران والولايات المتحدة».
وتضرر المستثمرون الأفراد بشدة من اتجاه الهبوط بعد أن اقترضوا مبالغ طائلة لاستثمارها عندما كانت أسواق المنطقة من أفضل أسواق العالم أداء في العام الماضي.
وقال منتصر: «المستثمرون الأفراد يحاولون البيع... والمستثمرون من المؤسسات التي لديها قدر معقول من المبالغ النقدية سيعودون لكنهم يتريثون حتى يروا إلى أي مدى ستنخفض السوق».
|