نفـــــــط
خبراء نفطيون: عصر النفط الرخيص انتهى .. والخوف من انحساره سبب الارتفاع
تركي سليهم - جدة
أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين ان عصر النفط الرخيص قد انتهى، وذلك لعوامل كثيرة نشأت وأثرت على أسعار النفط حتى وصلت لمراحل قياسية جعلت سعره يتعدى السبعين دولارا للبرميل.. ورأوا ان السياسة البترولية الداخلية مطمئنة وتتبع اسلوبا جيدا من حيث الأسعار والتنوع الذي يجعل الدخل متنوع المصادر وغير محكوم بمصدر واحد ، وعن العلاقة التي تحكم النفط بالأسهم أكدوا ان الأسهم ترتبط طرديا بالنفط بشكل غير مباشر بحيث تؤثر السيولة في نسبه الإقبال على الاستثمار والتداول في الأسهم .
وقال الدكتور اسامة فيلالي استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ان على المجتمع ان يدرك نهاية عهد النفط الرخيص، فالطلب في تزايد مستمر نتيجة لازدياد الطلب وبنسب كبيرة، والتنوع في طلب النفط نتيجة لكثرة استعمالاته الأمر الذي ادى لارتفاعه بشكل كبير، كما ان التوترات والمخاوف في سوق النفط ادت الى نقص الإمدادات بشكل ادى لتقلص المعروض، خاصة مع وجود مشاكل متفرقة حول العالم في الدول المنتجة للنفط سواء في نيجيريا او المكسيك اضافة الى المشاكل في المصافي الأمريكية وتعثر انتاج المشتقات البترولية خاصة مع نقص الإمدادات العراقية نتيجة لما تسببه الأحداث في العراق والتوترات الإيرانية مع امريكا، وقد ادت الأحداث دورها لان النفط سلعة استراتيجية مطلوبة تتأثر بزيادة الطلب والنقص في العرض، كما ان توفر النفط في بلادنا ادى الى استقرار اقتصادي خاصة مع تنوع منتجاته بين نفط خام ومشتقات وغاز طبيعي، مما حافظ على الأسعار في اوضاع مطمئنة كل ذلك نتيجة للسياسة الرشيدة التي تتبعها حكومتنا. ويضيف: الاستثمار في الأسهم مرتبط بمختلف المجالات من ضمنها النفط حيث يتأثر بشكل غير مباشر مع وجود عوامل عديدة تؤثر بشكل مباشر من ضمنها انعدام الشفافية ووجود من يتلاعبون في السوق واعلان اسماء الشركات مع عدم اعلان اسماء المتداولين كل ذلك اثر بشكل مباشر في سوق الأسهم والذي يؤدي الى ارتفاع وانخفاض في السوق . ويرى الدكتور عبدالله قربان الاقتصادي المعروف ان النفط سيرتفع بمستويات قياسية نتيجة لعوامل مختلفة طويله وقصيرة المدى، فالتخوف من انحسار البترول وقلته على مدار الثلاثين الى الخمسين سنه القادمة سيسيطر على الاسواق مما يؤدي الى ارتفاع اسعار النفط على المدى الطويل نتيجة البحث عن الطاقة البديلة ومحاولة المستهلكين البحث المفاجئ عن الطاقة البديلة دون تدرج مما يسبب ارتفاعا كبيرا، ورغم ان الدول النفطية تحاول البحث عن الطاقة البديله، الا انه يقلقها الاستغناء المفاجئ عن النفط، مما يتسبب في ارتفاع كبير للاسعار خوفا من انحسار النفط ونقصه، اما عن العوامل قصيرة الأجل فالقلاقل السياسية والمشاكل المتنوعة في الدول المنتجة للنفط وهذه العوامل تتأثر سلبا وايجابا وتتغير حسب تغير الظروف . وعن التـأثير في الداخل اكد على وضوح التاثير الإيجابي في الناتج القومي حيث استغلت الدوله الطفرة الثانية في تنوع الدخل وبدأت تتبع سياسة التخطيط الطويل والمتوسط المدى مما نتج عنه بدايه حقيقية للتنوع في مصادر الدخل وهذا يساعد الدولة في عدم الاعتماد على النفط ، كصناعة البتروكيماويات ومشتقات النفط والصناعات المتنوعة اضافة الى المصادر الأخرى كالزراعة والسياحة وغيرها مع الاعتماد على منتجات النفط اساسا لأننا دولة بترولية، ويرى تأثر سوق الأسهم بالسوق البترولية طرديا حيث ان تزايد السيولة يساعد على ارتفاع الاستثمار في الأسهم بشكل غير مباشر رغم تاثر الأسهم مباشرة بانعدام الشفافية وقلة المعلومات وتلاعب بعض المستثمرين اضافة الى قلة الخبرة في الجهة المسؤولة عن السوق وستكتسب الخبرة مع مرور الوقت ليتحسن وضع السوق . واستهجن الدكتور محمد دليم القحطاني الخبير الاقتصادي والمحاضر بجامعة الملك فيصل ارتباط النفط بالمشاكل العالمية وتدخل السياسة والمشاكل العالمية في اسعار النفط، مؤكدا على ظهور منظمة اوبك كسلطة تنسيقية مع دول العالم حتى تحافظ على اسعار النفط، فالمشكلات السياسية واتساع الهوة بين العالمين الغني والفقير بالسلب اثرت بشكل رئيسي في اسعار النفط مما ادى الى ارتفاعها وظهور ايد خفيه تحرك الأسعار في صالحها، ومن المفترض عالميا ان يكون هناك منظمة عالمية تحافظ على النفط وعلى اسعاره بحيث تضبط الأسعار لتبقى في حدود معقوله دون ارتفاع خيالي، والنقطة الثانية تكمن في فصل النفط عن السياسة حتى لا تتأثر الأسعار سلبيا في ارتفاع وتكون روسيا وكندا والدول المنتجة ارتفاعا في الإنتاج بحيث تعمل على بقاء الأسعار في وضع معقول فالنفط للجميع ولذا يلزم بقاء الأسعار في المتوسط حفاظا على الاقتصاد العالمي وليكون السعر ما بين خمسين وستين دولارا بحيث تظهر ابار جديدة وتحل المشاكل في الدول التي فيها ازمات. واضاف: اتوقع الارتفاع في المنتجات البتروليه داخليا، فالارتباط وهمي بالأسعار العالمية، لأن النفط نحن من ننتجه، الا اذا كانت هناك امور خفية لا نعلمها تؤثر في الأسعار، وربط القحطاني بين ارتفاع الأسهم وارتفاع اسعار النفط طرديا بشكل مباشر، اما الانخفاض الناشئ في السوق فهو نتيجة لعوامل نفسية وانعدام الثقة في السوق والتجزئة التي جعلت المتداولين يترقبون رغم ارتفاع الأسعار.
|