عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2006, 02:10 PM   #4
المستوفي
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 299

 
افتراضي

أنه لا يجوز لآحاد الناس الكلام في أحكام الإسلام أو في تفسير القرآن وشرح الحديث ،
بل مرجع ذلك إلى أهل العلم الراسخين .

والذي يحدث هو عرض الشبهة على عامي من عوام المسلمين فيحتار في الجواب عنها
أو يجيب عليها خطئاً ، أو تبقى في قلبه شبهةً يصعب عليه ردها ،

{ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم
ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } النساء / 83 .

لذا فإننا نقول : إن الله تعالى حفظ لنا الدين بحفظ العلماء وتوفيقهم للفهم الصحيح للذب عن دينه
وتبيين حكمه عز وجل للناس ، وليس ذلك لعامة الناس بل هو لخاصتهم وهم العلماء .

وقد كان بعض أهل العلم يتحدى أن يأتيه واحد من الناس بآية تخالف آية أو تخالف حديثاً ،
أو يأتي بحديث يخالف آية أو حديثاً إلا ويبين لهم ما أشكل عليهم ،
وقد كانوا يعلنون ذلك ويتحدون به العالمين .

وقد وقف الدارقطني رحمه الله
– وهو من أئمة الحديث –
وقف ببغداد خطيباً
فقال :
يا أهل بغداد لا يستطيع أحدٌ أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حي ،
وهذا الكلام منه يدل على قوة علمهم وفهمهم للدين
بما يعجز معه أهل الباطل أن يطعنوا في الدين
أو يدسوا فيه ما ليس منه .

ولذلك .. فالنصيحة للمسلمين لاسيما الذين يخالطون الكفار بسبب العمل أو الإقامة في بلادهم أن يجتهدوا في طلب العلم والتعرف على الأحكام الشرعية الصحيحة المستنبطة من الكتاب والسنة مع الاهتمام بمعرفة علل هذه الأحكام وحَكَمِها حتى يكون عندهم من العلم ما يرد به شبهات المبطلين ، ويمكنهم ذلك من الدعوة إلى الله على بصيرة .

والله أعلم .
منقول من موقع الاسلام سؤال وجواب
___________

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله : لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى مرتبة عالية ومقام عظيم , لأنه مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) . فصلت /33 .. وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) . يوسف /108 .

ومن المعلوم أنه لا يمكن الدعوة بغير علم كما في قوله هنا ( على بصيرة ) وكيف يدعو الشخص إلى شيء لا يعلمه ؟ ومن دعا إلى الله تعالى بغير علم كان قائلاً على الله ما لا يعلم , فالعلم هو المرتبة الأولى للدعوة .

ويمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته , فإن تعذر الجمع كان البدء بالعلم , لأنه الأصل التي ترتكز عليه الدعوة , قال البخاري رحمه الله في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم : باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقّلبكم ومثواكم ) محمد /19 . قال فبدأ بالعلم .

ومن ظن أنه لا يمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ , فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم .

والناس اليوم في حاجة بل ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية , وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئاً من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جداً لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين .

فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لا يصدهم عن طلب العلم , لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى , ولهذا قال أهل العلم : إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يُعطى من الزكاة , لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ما إذا تفرغ للعبادة , فإنه لا يُعطى من الزكاة , لأنه قادر على التكسب .



من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص168 - 170.
المستوفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس