عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2006, 08:15 AM   #1
المقترح
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 494

 

افتراضي عبرة... فقط لمن أراد أن يعتبر

منقول للفائدة:

عقول من النوع السنجابي‏!!‏
بقلم : جمال الشاعر

‏ جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن
يكافئ أحد مواطنيه فقال له‏:‏ امتلك من الأرض كل
المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك‏..‏
فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في
جنون‏..‏ سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك
ليمنحه المساحة التي قطعها‏..‏ و لكنه غير رأيه و قرر
مواصلة السير ليحصل علي المزيد‏..‏ سار مسافات أطول و
أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه‏..‏
لكنه تردد مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي
المزيد و المزيد‏..‏ ظل الرجل يسير و يسير ولم يعد
أبدا‏..‏ فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه
وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد‏..‏ لم يمتلك شيئا و
لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية
(القناعة)‏.‏

النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد
ستيفنسون‏..‏ يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ
الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن
يشعر بالارتواء‏..‏ من يستطيع أن يقول لا في الوقت
المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و
السلطان‏؟

لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏ فعليك أن تختار ما
يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..‏ و نواصل
الإرسال بعد الفاصل‏..‏ بعد فاصل من التأمل يتم فيه
إعادة ترتيب أولويات المخطط‏..‏
الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏..‏ فإذا بك أنت
الصيد الثمين‏..‏ لا تصدق؟‏!..‏ إليك هذه القصة‏..
‏ ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة
كبيرة وضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏ فسأله
الآخر‏:‏ إلي أين تذهب؟‏!..‏ فأجابه الصديق‏:‏ إلي
البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏..‏ فرد
الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة
مثلي‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏ فرد
الرجل‏..‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن
تبيعها‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏ قال
له كي تحصل علي المزيد من المال‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و
لماذا أفعل ذلك؟‏ فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد
من رصيدك في البنك‏..‏ فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟ فرد
الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏ فسأله الصديق‏:‏ و ماذا
سأفعل بالثراء؟‏!‏ فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام
عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..‏
فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن l
لا أريد تأجيله حتي أكبر و يضيع العمر‏..‏ رجل
عاقل‏..‏ أليس كذلك‏!!‏
يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، و لكن
الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ أصبح في هذا العالم
مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل‏..‏ تتجه شرقا
بينما هو يتجه غربا‏..‏ فيصبح من المستحيل أن تصل إلى
ما تريد‏..‏ لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر
بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة
ملايين خلية‏.‏
و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه و مع
العالم المتغير المتوحش‏..‏ و لا يستطيع أن يصل إلي سر
السعادة أبدا‏.‏
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة
لدى أحكم رجل في العالم‏..‏ مشي الفتى أربعين يوما حتي
وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم
الذي يسعي إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم
جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين
دوره‏..‏ انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏
الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل
القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏ و أضاف الحكيم و
هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب
منها الزيت‏.‏
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي
الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏:‏ هل
رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة
الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في
مكتبتي؟‏..‏ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا،
فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من
الملعقة‏..‏ فقال الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف على عالم
القصر‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت
الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبها
إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد
الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلي الحكيم
قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏ فسأله الحكيم‏:‏ و لكن
أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى
إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏ فقال له
الحكيم‏:‏
تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة
هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا
قطرتي الزيت‏.‏
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن
بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما
التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏
يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل
الeجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏
اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏ فالسناجب
تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و
حيويتها‏..‏ فهي تقضي عمرها في قطف و تخزين ثمار
البندق بكميات أكبربكثير من قدر حاجتها
المقترح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس