عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-2006, 10:54 PM   #25
مرافق النجمة
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 276

 
افتراضي



أشْوَاقٌ إِلى طَيْبَة(يا سيِّدَ الثقلين مَعْذِرَةً )


د.محمد إياد العكاري




ما للفُؤَادِ ونَبضُهُ حدُّ

ووجيبُهُ والقلبُ ينقدُّ

والنَّفسُ ولهى هاجَت الذِّكرى

والشَّوقُ فيها والهوى وَقْدُ

والرُّوحُ تَسمو في تَطَلُّعها

نحو المعالي مالها حَدُّ

وطُيُورُ عِشْقٍ تَقتفي أثَراً

يا للتَّألُّقِ فيضُهُ مَدُّ

يا للمَشـاعرِ هُيِّجَـتْ وبِهـا

روحٌ تطـيرُ وطَائـرٌ يَشــدو



في طيبةَ الأطيابُ نَأنَسُها

حيث النَّدى والجُودُ والودُّ

حيثُ النُّبوةُ شَمسُهَا سَطَعت

حيث الرِّسالةِ سَطرُهَا مَجْدُ

فتألَّقَت من نُورها الدُّنيا

والأرضُ عرسٌ للهدى وِرْدُ

يا سيرةً شَعَّت لآلئها

مشكاةُ نورٍ زَيتُهَا الحَمْدُ

كـلُّ المَـآثر في صَـحائِفِـها

والحَـقُّ فيـها غرسُهُ الجِــدُّ



لَهَفي إليها والنَّشيدُ لها

ماذا أقولُ وأحرُفي جُرْدُ؟!

ماذا أخُطُّ وأسْطُري شَرُفَتْ

حين المشاعرُ شَفَّها القصدُ

يا للحنينِ لِجَنَّةٍ عَمَرتْ

فيها القُلوبُ مَذَاقُها شَهْدُ

والهديُ فيها كالهواءِ هوىً

أوجُ الصَّفاءِ ونشقُهُ وَرْدُ

يا للسَّـكينـةِ والفُؤادُ جَـوْىً

للـقُـبَّـةِ الخضـراءِ يَمتــدُّ



يا جَنَّةَ الفردوسِ في الدُّنيا

يا مركباً فيه الألى جدُّوا

يا مسجداً فيهِ النُّفوسُ سَمَت

روضُ القلوبِ هناكَ والسَّعدُ

يا منبراً قامَتْ لهيبتهِ

كلُّ الملوكِ ودَانت الجُندُ

يا روضَةً بالبرِّ مُتْرعَةً

والهديُ بحرٌ برُّهُ الرُّشدُ

ومَرابِعُ الخيراتِ بُقْعَتُهَا

ومرافئُ الجوزاءِ والرِّفدُ

فهنا الحَبيبُ رسولُ أمَّتنا

وهنا النَّبيُّ شموسُهُ تبدو



أرسى لدين الله عِزَّتَهُ

والصَّرحُ قامَ وكُلُّهُ جَدُّ

يا خَيرَ خَلقِ الله قاطِبَةً

صلَّى عليْكَ الواحدُ الفردُ

وملائكُ الرَّحمن ذاكرةٌ

والدِّينُ والدُّنيا لهُ قَصْدُ

ولَهي على الأنوارِ ساطعةً

شَغَفي إلى العلياءِ يشتدُّ

قلبي يَئنُّ وخَافقي وَجِـلٌ

ذَنبي يَنـدُّ، مَشـاعِري حَشْـدُ



صورٌ من الأحداثِ أذكُرُها

ذاكَ النبيُّ وصحبُهُ الأُسْدُ

وعيونُهم وَلْهى بها شغفٌ

أرواحُهُمْ من دونهِ سَدُّ

وقلوبُهُم لله خَافِقَةٌ

عَمَروا الحياةَ وعَيْشُهم زُهْدُ

ولدينَهُم بَذَلوا نُفُوسَهم

لحِياضِهم بدمائِهم ذَودُ

وبَنوا لنا الأَمجادَ عاليةً

من ذا يُطَاوِلُ ؟! حبُّهم عَهْدُ

هذا الرَّعيـلُ وصدرُ دَعوتـنا

أو بعد ذلك يُفْقَـدُ الرُّشْـدُ ؟!



يا سيِّدَ الثقلين مَعْذِرَةً

فالحالُ فيـهِ الكـدُّ والجهـدُ..

والذُّلُّ فيه مكانَ عِزَّتنا..

بلداننـا قد هَزَّها الضِّدُّ..

وارتابَ حتَّى الحرُّ في سُنَنٍ

ومع الجَفَاءِ الصَّدُّ والرَّدُّ

والحَقُّ مثلُ الشَّمسِ ساطِعَةً

لابُدَّ تُشرِقُ مالها بُدُّ

أَمَلي هـناك وخافقـي وَلَـهٌ

والشَّوْقُ عندي مَالَــهُ حَـدُّ
مرافق النجمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس