http://www.aleqt.com/style/images/logo.gif
كل عام واقتصادنا بخير
http://www.aleqt.com/admpic/3.jpg
عبد الله العلمي - 04/12/1426هـ
مع إشراقة عام 2006، تلوح بشائر التطور الاقتصادي في ظل وفرة الإيرادات النفطية ونمو القطاع غير النفطي وقفزات سوق الأسهم والطفرة العقارية، مما يمنح الاقتصاد السعودي دفعة قوية نحو تحقيق مزيدٍ من التنمية الشاملة. توج انضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية قمة إنجازاتنا الاقتصادية لعام 2005م ودخلنا ضمن منظومة تتحكم في 89 في المائة من إجمالي التجارة العالمية و90 في المائة من حركة رؤوس الأموال المستثمرة. تحديات عام 2006 هي مدى صمود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أمام تدفق الشركات الاقتصادية العالمية. ومع احترامي لدعوة عضو مجلس الشورى حمد القاضي إلى فصل وزارة التجارة عن الصناعة "لاختلاف طبيعة عمل الجهتين اختلافاً جذرياً"، أقترح سيناريو آخر جديدا قديما وهو استحداث وزارة للتجارة العالمية وخاصة بعد المستجدات الاقتصادية والتنموية الإقليمية والعالمية.
السعودية حققت قفزة هائلة في تنافسية دول العالم في بيئة الاستثمار لعام 2005 وقفزت من المرتبة 67 إلى 38 لتحتل المرتبة الأولى عربيا، كما أن السعودية قد تصل إلى مصاف أفضل عشرة مراكز عالمية بحلول عام 2010. الاستثمارات الوطنية والمشتركة في مصانعنا بلغت نحو 143 مليار ريال، وبلغ عدد مصانعنا نحو 506 مصانع تضم نحو 80 ألف عامل. لكننا بحاجة لفتح المزيد من الأنشطة، إضافة إلى التوزيع بالجملة والتجزئة وقطاع الإتصالات والتأمين التعاوني والبنوك، وخاصة بعد السماح بزيادة نسبة رأس المال الأجنبي في قطاعي التأمين والبنوك من 40 في المائة إلى 60 في المائة وإستعداد 15 شركة تأمين جديدة اقتحام السوق السعودية.
أرامكو – العمود الفَقَري لاقتصاد الوطن - تعمل بسواعد رجالها ونسائها على زيادة طاقتها الإنتاجية النفطية من 10.5 مليون برميل إلى 12 مليون برميل في اليوم. كذلك تسعى "أرامكو" لتطوير مدينة رابغ لتصبح مركزا لصناعة التكرير والبتروكيماويات وخاصة بعد أن تصاعدت الأتربة في موقع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. وهاهي "أرامكو" تبذل جهوداً لرفع إنتاجها من الغاز الطبيعي واستكمال المشاريع العملاقة مثل تطوير حقول أبو حدرية والفاضلي والخرسانية وخريص الذي ربما يكون الأكبر في تاريخ الصناعة النفطية. سيشهد المستقبل القريب بناء مصاف جديدة على الساحلين الشرقي والغربي للمملكة ومشاريع مشتركة في الصين والهند والولايات المتحدة. التعدين له نصيب الأسد في عام 2006 حيث يتم إنشاء سكة حديد الشمال – الجنوب، ذلك العملاق الذي سينقل خامات الفوسفات والبوكسايت، مما سيكون له الأثر الكبير في مشاركة صناعة التعدين في مسيرة النمو الاقتصادي. "معادن" ستلعب دوراً كبيراً في تطوير الموارد البشرية حيث تزداد فرص العمل أمام السعوديين في المناجم والخدمات المساندة.
مؤسساتنا الصغيرة تحتاج إلى الاتصال بصديق لأنها من أكثر المؤسسات التي ستواجه التحديات في العام الجديد وخاصة المنافسة مع الشركات القوية، فالفرص ستكون فقط من نصيب السمكة الكبيرة. لعل ذلك يفرض على المؤسسات المبعثرة إعادة الهيكلة والاندماج كي تتمكن من مصارعة الأسواق القوية المحلية والخارجية. رغم أن بعض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تُصَدِر أكثر من 50 في المائة من إنتاجها للخارج، إلا أن معظمها مازال يلهث من قوة المنافسة التي ستزداد شراسة هذا العام ما لم يتحسن وضعها أو يتم اندماجها مع مؤسسات أخرى.
الشركات العائلية سيكون لها نقلة نوعية كبيرة في عام 2006 لكونها ركيزة أساسية في اقتصادنا الوطني ولأنها تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتؤمن فرص عمل جديدة. لذلك، لا بد من تكريس مفهوم العمل المؤسسي المنظم في الشركات العائلية لتبرز مواهبها الاجتماعية والاقتصادية وتعمل لتعزيز العمل الجماعي بين الأعضاء. كذلك لا بد من تأصيل مفهوم فصل الإدارة عن الملكية في الشركات العائلية لتصبح قادرة على النمو والإنتاج بمهنية ومصداقية.
المتوقع أن يتواصل ارتفاع نمو الاقتصاد السعودي خلال عام 2006 مع استمرار قوة الدفع للميزانية ونتيجة لتدفق الإيرادات النفطية. إلا أننا بحاجة إلى لعمل الجدي لمواكبة جميع التغيرات المحتملة من خلال تعزيز قدراتنا التنافسية وإعادة الهيكلة وتفعيل هيئات التنمية وتنويع مصادر الدخل والتركيز على الجودة والأبحاث والتطوير. لا يكفي أن نتغنى بتميزنا النسبي بإنتاج البتروكيماويات ونطرب لتكدس الفوائض المالية، لا بد من استغلال الفرص لمزيد من النمو وجلب التقنيات الحديثة والاستفادة من الخبرات والإمكانيات الفنية والبنكية العالمية.
وجهة نظر
الحكومة دعمت مشاركة جميع شرائح المجتمع لتعزيز الانفتاح الاقتصادي وهاهي المرأة تتألق بالصوت والصورة في الإعلام والحوار الوطني وانتخابات الغرف التجارية دون أن تسبب "مفاسد للمجتمع" كما كان يخشى البعض. فهل حان الوقت لإعطاء المرأة القادرة والراغبة حقها في المشاركة في المجالس التشريعية والتنفيذية الرئيسية المهمة الأخرى؟