بيتر سميث 04/12/1426هـ
ربما تكون أمريكا هي موطن صفقات شراء الحصص الكاملة المؤثرة، لكن أوروبا هي التي باتت الآن أخصب أرض لصيد شركات الاستثمار الخاصة في العالم. ارتفعت قيمة الصفقات التي أبرمت العام الماضي إلى معدل قياسي بلغ أكثر من 180 مليار دولار حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر)، وفقا لمجموعة ديلوجيك Dealogic للأبحاث.
يجب أن لا تكون مثل هذه المعدلات العالية من النشاط خلال فترة من الأوضاع السياسية والاقتصادية المتقلبة في العديد من الدول الأوروبية مثاراً للدهشة. تنتعش مجموعات الاستثمار الخاصة في الأسواق غير الكفؤة، حيث تتوافر لها بيئة تمكنها من شراء الأصول بأسعار منافسة، عندما تجبر الشركات (خصومها التقليديين) على البقاء خارج اللعبة. ويقول أحد خبراء الصناعة: "نحن نعشق الاضطرابات والفوضى والخراب". ويضيف: "المهم هو أن تكون يقظا للفوائد التي يمكنك جنيها".
ويتوقع داليب باثاك الرئيس الأوروبي لشركة الاستثمار الخاصة "واربورج بينكوس"، أن يكون للصناعة وجود أكبر في أوروبا. ويقول: "أشعر أن الشمس بدأت تشرق الآن فقط على سوق شركات الاستثمار الخاصة الأوروبية". ويضيف: "بالمقارنة مع الولايات المتحدة، مازالت شركات الاستثمار الخاصة تعد تجارة وليدة في العديد من الدول الأوروبية".
ويعتقد أن الرأي في عالم الشركات والعالم السياسي تغير على مدى الـ 18 شهرا الماضية: "مثلا، عندما تنظر إلى ألمانيا بمنظار الاقتصاد الكلي تميل إلى الاعتقاد أن هناك تغيرا طفيفا للغاية. وعلى الجانب الآخر ترى شواهد على حدوث تغيرات رئيسية في قطاع الشركات، ويتمثل ذلك في عملية إعادة الهيكلة التي نفذت أخيرا بواسطة شركة سيمنز وإجراءات منطقية أخرى مماثلة".
ومن ضمن أكبرعشر صفقات شراء حصص كاملة مؤثرة نفذت في أوروبا، أبرمت سبعة منها خلال العام الماضي، وفقا لـ "ديلو جيك". وهي صفقتان في الدنمارك، اثنتان في هولندا، وواحدة في كل من إسبانيا، ألمانيا، وإيطاليا.
إن هيمنة سوق شركات الاستثمار الخاصة البريطانية، الأكبر في أوروبا، على مدى سنوات عديدة بدأت تتراجع الآن. وعلى الرغم من وجود كثير من الإمكانيات غير المستغلة في دول غربي أوروبا، إلا أن مجموعات الاستثمار الخاصة باتت توجه أنظارها صوب الشرق بغية النفاذ إلى أسواق مثل المجر، بولندا، ورومانيا.
ويعتقد رستم خريجات الرئيس العالمي لقسم شراء الحصص الكاملة المؤثرة لدى "كي. بي. إم. جي" KPMG، أن نشاط الصفقات الأوروبية مدعوما بعدة عوامل تراوح من قبول متزايد لمجموعات شراء الحصص الكاملة كجهة بإمكانها الاستحواذ على الشركات، إلى ندرة المنافسة من قبل الشركات. وفي غضون ذلك، وفرت الشركات الأوروبية مصدرا غنيا للأهداف التي يمكن الاستيلاء عليها، وذلك في إطار سعيها نحو التخلص من وحدات الأعمال التابعة غير المحورية. ويقول خريجات: "تواجه الشركات ضغوطاً متزايدة لتقليص حجمها وتركيزاً من قبل حملة الأسهم الذين باتوا أكثر إلحاحا في مطالبهم بشأن الكفاءة التي يجب أن تتمتع بها هذه الشركات".
وعلاوة على ذلك، ساعد اليورو على تبني سوق ديون أوروبية شاملة، زودت مجموعات شراء الحصص الكاملة بالقوة المطلوبة لتنفيذ الصفقات في أسواق كان من الصعب في السابق جمع الأموال فيها. وغالبا ما تستخدم مجموعات الاستثمار الخاصة من ثلاثة إلى أربعة أجزاء من الديون إلى جزء واحد من الأسهم من أجل تمويل صفقاتها.
ويعبر شارلي بوت الرئيس المشارك في مجموعة الداعمين الماليين التابعة لـ "جولدمان ساش"، عن تفاؤله بشأن الآفاق المستقبلية لشركات الاستثمار الخاصة الأوروبية قائلا: "بوسعنا أن نتوقع تمويلاً أكثر وأكبر في السوق واستمرار قدوم أصول مغرية للبيع. ستكون منافسة بدرجة كبيرة إلا أنني أتوقع أن تبقى سوق الصفقات مزدهرة.
ويمكن أن تصبح مجموعات الاستثمارات الخاصة بطريقة غير مباشرة قوة إيجابية. إنها تأخذ الشركات والصناعات وتجبرها كي تصبح أكثر كفاءة في جني الأرباح وتوليد السيولة لتسديد الديون. ويشير أحد المعلقين بقوله: "إذا ساهمت مجموعات الاستثمارات الخاصة في إعادة هيكلة مسرح الشركات سيعد ذلك بمثابة منفعة هامشية رائعة". ويضيف: "لكن ذلك ليس هو الهدف من وجودها. هؤلاء الأشخاص موجودون في الصناعة لجني الأموال".