(بنات الرياض) في زمن سهلت فيه الشهرة
الدكتور/ عبدالله الطريقي
أطلت علينا رواية (بنات الرياض) في زمن سهلت فيه الشهرة وانحطت فيه كثير من الأذواق وتجاسر فيه أهل المجون وشجعت فيه الرذيلة نكاية بأهل الفضيلة . ما أعجب الإنسان، ما أقواه وما أضعفه ما أسفهه وما أعقله. ما أصعب أن يعرف في متمة وما أسهل أن يشهر في منقصة ؛فدية الأولى أن تثابر في المكرمات وأن تحفر الصخر لتنقش عليها أحسن الصفات، ودية الثانية أن ترضى لنفسك بالمهانة فتتنازل عن شيء من دينك وغير قليل من أخلاقك ومبادئك .
رواية ليس فيها أدنى مقومات العمل الأدبي لا لغة ولا أسلوبا ولا حبكة ولا خيال الفن الأدبي؛ لأنها ـ كما تزعم راويتها ـ تنقل واقعا لأربع بنات جامعيات وكأن بنات الرياض لا يخرجن عن هذه الأصناف الأربعة، فلم يقع نظرها من بنات الرياض طيلة ثلاث وعشرين سنة عاشتها في أحضان هذه المدينة إلا على هذا الواقع المخزي المملوء بالمواعيد المحرمة، والخيانة الزوجية، والخلوات والعلاقات المشبوهة، والرقص والخلاعة والمجون والخمر بأوصافه ومختلف أسمائه، ثم لا تخجل أن تنسب تلك الصفات المشينة و الأخلاقيات الهابطة إلى بنات الرياض عامة .
إن هذه الرواية التي ليس في ثناياها أدنى مقومات العمل الأدبي اعتمدت فيها الكاتبة على ستة عناصر أساسية ساهمت في رواجها وشهرتها أولها : العنوان الذي يرتكز على تعميم الجنس وتخصيص المدينة. الثاني: كون المدينة هي العاصمة الرياض. الثالث: تقديم الدكتور غازي القصيبي وإشادته بالرواية من باب المجاملة، والسر في ذلك ما يفهم من قول الكاتبة عندما سئلت: ما هي الأسباب وراء اختيارك الدكتور غازي القصيبي لتقديم روايتك ؟ قالت:
"عندما كنت أسأل وأنا في الثالثة عشرة من عمري :مثل من تريدين أن تصبحي عندما تكبرين؟ كنت أقول دائماً أبغى أصير غازي القصيبي!. إعجابي بشخصية الدكتور غازي القصيبي" فكأنه ما حب يكسر خاطرها .
الرابع والخامس:عنصر الإثارة المعتمد على الخلاعة والمجون والشراب ونسبته إلى مجتمع محافظ . السادس: كون الكاتبة امرأة سعودية ينبغي أن تكون محافظة. ثم ماذا قدمت هذه الرواية لمن طار بها وفرح بظهورها ،هل كشفت لنا سترا،أو أذاعت لنا سرا، هل كان أحد يظن عصمة بنات الرياض أو غيرهن، ألم يخطر ببال أحد وجود عدد من الساقطات الماجنات في كل مجتمع ،إن من لا يفهم ذلك ولا يعيه ولا يعرف أن لكل قاعدة شذوذ فلا أشك أن يكون أجهل من حمار أمه .اذا ما الجديد في هذه الرواية ؟لا جديد سوى الجرأة على إماء الله المحافظات ورميهن بالرذيلة والفجور و الخنا.
واسمحوا لي أن أعمم حكما أتحمل تبعاته وهو أن كل أديب ومثقف يرى أن تعميم الكاتبة بعنوانها (بنات الرياض) أنه ليس فيه إساءة إلى بنات هذا البلد المعين فقد ظلمهن، وقد يكون جاهلا أو مكابرا أو ليس عنده من الأدب شيء.
ويظهر لي أن كثيرا من الذين مجدوها وطبلوا لها "ليس حبا في عمرو ولكن نكاية في زيد "ولهم فيها مآرب أخرى. إن هذا العمل الهزيل لا يعدو أن يكون إساءة صريحة لكل بنت من بنات الرياض. والذي أراه في هذه المسألة أحد حلين:إما أن تغير الكاتبة عنوان روايتها لبنات جنسها ، أو أن يتقدم عدد لا باس به من بنات الرياض لأكثر من جهة قضائية لتأديب الكاتبة وتبرئة المؤمنات الغافلات العفيفات. وأن يتولاها محام على مستوى عال من الخبرة والكفاءة؛ بحجة أن هذه الرواية تسببت بضرر بالغ لبنات الرياض يتعلق بسمعتهن ونظرة الناس إليهن ولما له من أثر بالغ في نفوس الشباب مما يؤدي إلى عزوفهم عن الزواج بهن فلا يبعد أن يعيق شيئا من زواجهن في المستقبل القريب أو البعيد ؛ ولذا وجب أن تساءل وتحاسب فتأخذ مالها وتعطي ما عليها و إلا فستتوالى السفاهات وتتعاقب الإساءات وترقبوا عن قريب : بنات المدينة، وبنات جدة، وبنات مكة .
http://www.alwifaq.net/news/kmaqal.php?do=show&id=112