عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-2005, 10:58 PM   #1
ابو المجد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 455

 

افتراضي جزى الله الشدائد كل خير *** عرفت بها مسارك يا (الجماعي) !

الجماعي سهم حير العقول ، كل الأسهم طارت ، وعانقت السحب ، ومنها من عانق الشهب ، إلا هذا المسكين ، يمشي الهوينا على أربع كالسلحفاة ، مذ وقعت عيناي على عينيه منذ أمد وأنا اقرأ فيها أشياء وأشياء ، قرأت فيها هما وغما وانكسارا ، قرأت فيها مستقبلا مشرقا ، قرأت فيها جلدا وصبرا ، قرأت فيها إباء وتمردا ، قرأت فيها مالم اقرأه في عيون البشر ، وليتني ماقرأت !

نعم ليتني ماقرأت ، على الأقل سلمت من بث همومه وغمومه ، والاستماع إلى تطلعاته وآماله ، المسكين يحدثني عن السير في ركاب أسهم كبار ، يحدثني عن أرقام فلكية ، يقول لي خذني إلى طيبة ، وأخرى خذني إلى السيارات فطالما ضممتها إلى صدري ، وأسكنتها في حجري ، يحدثني عن قيود وأغلال ، وليل بهيم أشرق على الأسهم كلها إلا هو ، شكى لي أسر مضارب حسود ، يطعمه الريال والريالين ، ويأخذ منه الخمسة والعشرة ، لم يبك سهم أمامي طيلة معاشرتي الأسهم مثلما بكى ، و أي بكاء ! حتى خلته يموت كمدا ،
هون عليك أيها الحبيب سينكشف همك وستنجلي كربتك ، فقط اصبر واحتسب ، وانظر إلى من هو دونك ، فنخر نخرة وحملق فيّ بعينيه الحمراوين ، وكانما خرج منهما قلبي ، وصاح بي قائلا : أتسخر مني ! لم يبق دوني إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع من المواشي ، وتلك المغضوب عليها الكهرباء ، فقلت له: أيها السهم الحبيب هون عليك ما أردت إلا تذكيرك بقول خير البرية : ( لينظر أحدكم إلى من هو دونه ) فلا تذهب نفسك حسرات ، ولاتحملني مالا أطيق ! أنسيت أن الباحة بكل ماتحوي من اتساع دونك وهي مازالت صابرة محتسبة ، فقال لي : الباحة ، تلك ثالثة الأثافي وواهنة اللحم وداقت العظم ، فتح الله عليها وألقت علي تحية الوداع بالأمس ، قلت : الباحة !، قال الباحة ! .

مسكين أيها الجماعي حشرت في زمرة الأنذال ، وتهاوت عليك المصائب من كل حدب وصوب ، فلم تعد تطيق نفسك ،وغدت حياتك جحيما ، وشمسك زمهريرا ،

غير أني رمقته اليوم وهو يجاهد المؤشر فاعجبني ، وأكبرته عندما رأيت تلك السهم المتعالية تحتمي به ، وتدرع بجنابه ، حتى السيارات لجأت إليه وارتمت في أحضانه !
جزى الله الشدائد كل خير *** عرفت بها مسارك يا (الجماعي) !
ابو المجد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس