[كناريا]

http://www.okaz.com.sa/okaz/Common/images/LogoDay.gif



المؤشرات الخاطئة

عيسى الحليان

كثير من المؤشرات الاقتصادية المرسلة لا تصلح للحكم الدقيق على صحة التنبؤات وتحديد مسار التطورات المتوقعة في سوق الأسهم وهو ما يؤكد حتمية تدقيق هذه المؤشرات والاستنتاجات المتدفقة على طول الساعة وفقاً للمعايير الاقتصادية المألوفة للخروج من فوضى المؤشرات والأرقام المزيفة التي يجيد البعض التلاعب بها إلى حدود الإدمان.

وتكمن خطورة مثل هذه المؤشرات الناقصة التي يمكن تفصيلها على مختلف المقاسات, فيما تصنعه من تشويه للحقائق ليس لدى العوام, وإنما لما تتركه أيضاً من انطباعات خاطئة في أذهان من يعتقدون بأنهم يمتلكون القدرة على التفكيك والفرز والتحليل بشكل أو بآخر, وهذا ما يعني أن هناك إهداراً متعمداً للشفافية مع سبق الإصرار والترصد.

وتبعاً لذلك فإن السلوك السائد في سوق الأسهم يخضع لعنصرين أساسيين هما: الإشاعات بدلاً من المعلومات الحقيقية, والتوقعات غير الرشيدة بدلاً من التوقعات الرشيدة.

ويلعب المضاربون والمتلاعبون الآخرون دوراً خفيًّا في إطلاق هذه الشائعات بلا هوادة مما يجعل من السوق جهازاً كبيراً لمعالجة هذه الشائعات وفلترتها وليس لاستقبال المعلومات النظيفة القائمة على حسن النيَّة على أقل تقدير.

كل هذا يصبّ في خانة الشائعات التي تسيطر على أجواء السوق وتغذي التوقّعات غير الرشيدة للمتعاملين في السوق ويشوّه بالتالي نتائج القرارات الفردية بل ويحرفها عن مسارها الطبيعي في معظم الأحيان.

إطلاق الشائعات على عواهنها أصبح أحدى سمات السوق فاختلط الحابل بالنابل وزاد الطين بلّة دخول من هبّ ودبّ دفعة واحدة حتى بلغ المتعاملون في السوق أكثر من مليوني شخص دون سابق معرفة. ولا غرابة أن أصبحت المؤشرات والاستنتاجات التي يتم ترويجها لا تخضع لأبسط المبادئ الاقتصادية التي وردت في الكتب المدرسية, وهي ما تلقى -للأسف- رواجاً لدى شريحة واسعة من المتعاملين في السوق.