بيان قمة الأمريكتين الختامي: «اتفاق على عدم اتفاق»
مار ديل بلاتا (الأرجنتين) - د ب أ:
07/11/2005
كشفت مباحثات قمة الأمريكتين التي اختتمت أعمالها في مدينة مار ديل بلاتا الأرجنتينية أمس الأول اتساع هوة المصالح بين 34 دولة شاركت في هذه القمة.
ووضح من البيان الختامي للقمة أن المعارضين للولايات المتحدة أكثر قوة من المؤيدين رغم تفوق عددهم، حيث وافقت 29 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة على اتفاق للتجارة الحرة للأمريكتين، فيما عارضت خمس دول هذا المشروع ونجحت في تأجيل اتخاذ قرار في هذا الشأن.
وطالب المعارضون بقيادة البرازيل والأرجنتين بأن القرار الخاص باستئناف المحادثات يجب أن يرجئ إلى ما بعد قمة منظمة التجارة العالمية المقررة الشهر المقبل في هونج كونج.
وقال يورج تايانا نائب وزير خارجية الأرجنتين إن البيان الختامي الصادر عن قمة الأمريكتين التي شاركت فيها 34 دولة في مار ديل بلاتا كان بمثابة اتفاق على عدم الاتفاق.
وقاد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الجهود الرامية إلى تأجيل قرار اتفاق التجارة الحرة للأمريكتين، ومن ثم عرقل مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن استئناف المحادثات المتعثرة في نصف الكرة الجنوبي. كما عارضت باراجواي وأوروجواي وفنزويلا استئناف المحادثات.
وذكرت مصادر أن الأرجنتين تزعمت دعوة الدول الأعضاء في منطقة ميركسور للتجارة وهي: البرازيل، باراجواي، أوروجواي، وفنزويلا لتقليص الإعانات الزراعية التي تقدمها الولايات المتحدة وهي مسألة ستطرح للنقاش خلال محادثات منظمة التجارة العالمية المزمعة في هونج كونج الشهر المقبل.
وربما يشهد اجتماع هونج كونج مواجهة بين الدول النامية بقيادة البرازيل والدول الغنية التي ينظر إلى مسألة الإعانات الزراعية بها على أنها تشجيع للمزارعين على زيادة الإنتاج مقابل الأسعار المحبطة للمحاصيل التي تنمو في الدول الفقيرة.
وقال لولا ''إنها لا تمثل فرصة لمناقشة التوصل لاتفاق للتجارة الحرة في دول الأمريكتين في وقت نقترب فيه من اجتماع كبير لمنظمة التجارة العالمية''.
وغادر غالبية رؤساء الدول مار ديل بلاتا قبل صدور تسوية اتفاق نهائي جرى التوصل له بتلخيص مجمل الموقفين. ووصل بوش في وقت متأخر من البارحة الأولى إلى البرازيل.
ومن بين العقبات الرئيسية التي تقف أمام الخطة الخاصة بإقامة منطقة التجارة الحرة الأمريكية ذلك المأزق الذي تواجهه مفاوضات منظمة التجارة العالمية بشأن تحرير التجارة وذلك بسبب مسألة الإعانات الزراعية التي تطالب بلدان أمريكا اللاتينية الولايات المتحدة بتقليصها من منطلق أن هذه الإعانات تؤثر في قدرة تلك الدول على تسويق منتجاتها الزراعية هي نفسها.
وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي للرئيس بوش إن المحادثات ''لم تصل لطريق مسدود، لقد خرجنا من قمة كان يفترض أنها ستدفن اتفاق
التجارة الحرة بين الأمريكتين إلى قمة تحدثت فيها جميع الدول المشاركة بلغة اتفاق التجارة الحرة بين الأمريكتين''.