الخبراء لـ(عكاظ) مقللين من تداعياته مقارنة بكاترينا:
تأثير إعصار ويلما على أسعار النفط مؤقت وقصير المدى
محمد العبدالله (الدمام)
قلل الخبراء الاقتصاديون من تداعيات اعصار ويلما الذي ضرب المكسيك ويتوجه صوب الولايات المتحدة.. من تداعياته على اسعار النفط في الاسواق العالمية, اذ ستكون آثاره قصيرة المدى, لا سيما ان المخاوف المرتبطة بالاعصار تشير الى تأثر الصناعة النفطية المكسيكية بسبب الاعصار, الامر الذي ينعكس سلبياً على قدرة الولايات المتحدة في تغطية احتياطاتها من النفط, خصوصاً ان المكسيك تعتبر من اهم المزودين للاسواق الامريكية, مشيرين الى مستوى الارتفاع مرتبط بمدى قوة الاعصار.
لا سيما ان الكوارث الطبيعية والاعاصير السابقة مثل كاترينا وريتا التي ضربت بعض السواحل دفعت بعض الشركات لاخلاء منصات الانتاج وعطلت العمل, الامر الذي انعكس سلبياً على الامدادات العالمية.
ودعا د. عبدالله آل ابراهيم استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, الدول الصناعية لاستخدام المخزون الاستراتيجي, من اجل تعويض النقص الحاصل في حال اصيبت الصناعة النفطية المكسيكية بالعطب او الشلل الجزئي جراء الاعصار, باعتباره احد العوامل المؤثرة في تهدئة الاسواق العالمية, وبالتالي تسهم في الحد من الارتفاع الكبير, بحيث يحول دون وصول سعر البرميل الى 65-70 دولاراً.
وقال: ان اوبك لم تعد تمتلك وسائل اخرى لتهدئة الاسواق باستثناء زيادة طفيفة في سقف الانتاج, نظراً لقيام كافة دول اوبك بالعمل بالطاقة القصوى, وبالتالي لم يعد لدى اغلب الدول طاقة اضافية لزيادة انتاجها, الامر الذي يرمي الكرة في مرمى الدول الصناعية, من اجل استخدام المخزون الاحتياطي الكبير, لا سيما ان استخدام المخزون الاستراتيجي ساهم في المرات السابقة في اعادة التوازن للاسعار في الاسواق العالمية.
بالاضافة لذلك إن استخدام المخزون الاستراتيجي يعطي اشارات ايجابية للاسواق النفطية منها تدخل الدول الصناعية في ضخ المزيد من النفط في حال حدوث شح في المواد الخام او نقص في المشتقات البترولية.
ورجح د. موسى صياد استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, ان تبقي اوبك على مستويات الانتاج دون اتخاذ قرار بالزيادة, خصوصاً ان مبررات الزيادة لم تعد موجودة نظراً لتراجع مستويات الاسعار لأقل من 60 دولاراً للبرميل, مشدداً ان اتفاق اوبك على زيادة الانتاج بواقع 500 الف برميل يومياً, يعتبر رسالة واضحة للدول المستهلكة بتعاون الدول المنتجة للمحافظة على استقرار الاسعار عند وصولها الى مستويات قياسية.
وقال: ان مستويات الاسعار تراجعت في غضون ايام قلائل بعد اعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة مؤخراً, بسبب قرار منظمة الطاقة الدولية تزويد امريكا بنحو60 مليون برميل خلال الشهر الحالي بمعدل 2 مليون يومياً, بالاضافة لقرار المملكة بخفض اسعار اصناف النفط الثقيلة والمتوسطة, الامر الذي مهد الطريق امام تراجع الاسعار عند المستويات المعقولة, كما ان تناقل وسائل الاعلام العالمية تأكيد المملكة على قدرتها على رفع الانتاج لنحو 11 مليون برميل يومياً عوضاً من 9,5 ملايين برميل حالياً, شكل انعطافة ايجابية في الاسواق البترولية.
ورأى ان الزيادة الحقيقية ليست في اسعار النفط الخام, اذ تنحصر في المشتقات مثل البنزين الذي وصل الى 3 دولارات للتر الواحد, اذ يعود لعدم قدرة مصافي التكرير في الولايات المتحدة على تلبية الطلب في الاسواق الامريكية, الامر الذي يستدعي من الدول المستهلكة زيادة الاستثمارات في صناعة النفط للتغلب على النقص الحالي في مشتقات البترول.
بينما قال د. علي العلق استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, ان التأثيرات المرتبطة بالكوارث الطبيعية تكون مؤقتة وسرعان ما تمتصها الاسواق العالمية, بمعنى ان الارتفاع سيكون لفترة قصيرة, كما ان اعتماد الاسواق العالمية على واردات اعضاء اوبك وبالتحديد الدول الخليجية, يمثل عامل تهدئة في جميع الاوقات, لا سيما ان صادرات اوبك من النفط تمثل نحو 70% من اجمالي الصادرات العالمية وتتمركز اغلبها في منطقة الخليج نظراً لامتلاكها اكبر احتياطي نفطي على المستوى العالمي.
واعتبر مساعي اوبك لوقف مسلسل الارتفاع الكبير في اسعار النفط خطوة ضرورية للمحافظة على النمو الاقتصادي العالمي, والحيلولة دون تراجعه, مما يؤثر سلباً على اقتصاديات الدول المنتجة, بالاضافة لذلك تطويق التوجهات الداعية لايجاد بدائل للنفط, وبالتالي تقليل الاعتماد على البترول كمصدر للطاقة.
|