انخفاض أسعار النفط وتزايد توقعات بقائها في النطاقات العليا
هبط مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف نحو دولار أمس بعد أن ألحق الإعصار ريتا أضراراً أقل من المتوقع بمنشآت النفط الأميركية وإن كان من المتوقع ألا تستأنف بعض المصافي العمل قبل أسابيع. وانخفض برنت في عقود نوفمبر في بورصة البترول الدولية بلندن 91 سنتا إلى 53,61 دولاراً للبرميل وهبط الخام الأميركي الخفيف 06,1 دولار إلى 13,63 دولاراً للبرميل.
وانخفض سعر السولار في بورصة البترول الدولية 25,7 دولارات الى 75,581 دولاراً للطن في حين هبط سعر وقود التدفئة الأميركي 53,4 سنتات إلى 9037,1 دولار للجالون. وفقد سعر البنزين الأميركي الخالي من الرصاص 81,9 سنتات الى 9875,1 دولار للجالون.
وانخفض كذلك سعر سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، المكونة من خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، إلى 71,57 دولاراً للبرميل من 28,59 دولاراً.
لكن متعاملين في مجال النفط يتوقعون أن تعود الأسعار للارتفاع مرة أخرى، ويقولون إن بعض المصافي تتحدث عن فترة بين أربعة وستة أسابيع للعودة للعمل. وقالت شركات نفط إن مصفاتي نفط كبيرتين على الأقل ستتوقفان عن العمل لمدة تصل إلى شهر. وكان إقبال المتعاملين بقوة على البيع قد دفع النفط للنزول أكثر من دولارين في نهاية الأسبوع الماضي عندما انحسرت قوة الإعصار.
في الأثناء قالت مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية إن نمو الاقتصاد العالمي قد يتباطأ بنسبة واحد في المئة العام المقبل مقارنة بالتوقعات السابقة إذا ظلت أسعار النفط لفترة طويلة عند مستوى 70 دولارا للبرميل الذي بلغته في الآونة الأخيرة.
وأوضحت المؤسسة أن نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة السبع في الآونة الأخيرة عززته الإجراءات التي اتخذت في وقت سابق لتخفيف السياسات الحاكمة للاقتصاد الكلي لكن هذا الوضع بدأ يتغير الآن في الوقت الذي بدأت تظهر فيه آثار ارتفاع أسعار النفط. وقالت فيتش في بيان «عند سعر 70 دولارا للبرميل ستكون صدمة أسعار النفط على نطاق مساو للأسعار التي شهدتها السوق في 1974 و1979».
ورأى برايان كولتون المدير بمجموعة الديون السيادية في فيتش أنه إذا بقيت أسعار النفط مرتفعة فإن الرياح المعاكسة التي تواجه النمو الاقتصادي العالمي ستكتسب قوة في الوقت الذي سيتقلص فيه مجال تكييف سياسات الاقتصاد الكلي من جديد.
وفي السياق ذاته حذر مؤتمر النفط العالمي الذي انعقد في مدينة ساندتوس بجنوب افريقيا من أن الأسعار المرتفعة للنفط حالياً قد تكون دائمة وليست مؤقتة كما يتوقع البعض.وقال إيفالد رورين رئيس المؤتمر «أعتقد أننا اكتشفنا مستوى جديداً لتسعير النفط والغاز لسنوات عديدة مقبلة».
وأضاف أن «الإمدادات من النفط الخام والمخزون كافية ولكن عنق الزجاجة يتمثل في التكرير» مضيفاً أن الطاقة الإنتاجية لمعامل التكرير محدودة جداً حتى قبل موجة الأعاصير التي ضربت السواحل الجنوبية للولايات المتحدة.
ويستمر مؤتمر النفط العالمي الذي تأسس عام 1933 ويعقد اجتماعه في افريقيا لأول مرة بحضور حوالي 4500 من كبار المسؤولين والسياسيين خمسة أيام. ومن المنتظر أن يركز على قضية التنقيب عن النفط والبحث عن مصادر بديلة مستدامة للطاقة.
من جانبه توقع ايفالد رورين رئيس مجلس البترول العالمي أن تظل أزمة الارتفاع الحالي لسعر النفط في السوق العالمي مستمرة بعض الوقت، مشيراً إلى أن الأزمة ليست مؤقتة.
وأرجع رورين السبب في ذلك إلى وجود مشكلة في عمليات التكرير.وقال ان إمدادات النفط الخام واحتياطاته كافية، غير أن المشكلة تكمن في عمليات التكرير، مشيراً إلى أن طاقة التكرير كانت محدودة إلى أقصى حد حتى قبل الإعصارين الأخيرين اللذين ضربا الولايات المتحدة.
وكانت (أوبك) قد قالت إن ارتفاع أسعار النفط لا يخدم مصالح الدول المنتجة ودعت العمل من أجل أسعار «منصفة».
وأوضحت في كلمة لرئيسها قدمت نيابة عنه في مؤتمر عقد في أبوظبي «أن أسعار النفط المرتفعة التي تؤدي اقتصادات الدول المستهلكة لا تخدم الدول المنتجة خاصة أعضاء منظمة أوبك». وأضافت الكلمة «كما بينت الكثير من التجارب الماضية فإن مثل هذه الأسعار المرتفعة سوف تؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى انهيار الأسعار».
وأكد أن «من المصلحة الحيوية والمهمة بالنسبة إلى دول أوبك الحفاظ على طلب عالمي وصحي على النفط عبر مستوى أسعار منصفة لا يؤثر سلباً على الطلب». وتقول أوبك انها حاولت وما زالت تحاول خفض الأسعار الراهنة بأية وسيلة ممكنة. وبينت أن ارتفاع أسعار النفط الحالي ناجم عن انتعاش الاقتصاد العالمي.
وأوضح «أن أسعار النفط المرتفعة الحالية، خلافاً للهزات النفطية السابقة، هي نتيجة انتعاش الاقتصاد العالمي الذي أدى إلى زيادة استهلاك النفط والطلب عليه. (وكالات)
2005-09-27 UAE