عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2005, 10:39 AM   #16
المخرج
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
المشاركات: 3,587

 
افتراضي

الحماية من النصب والاحتيال: مسؤولية من؟





د. صنهات بدر العتيبي
شاب أنيق ينتظرك عند صراف آلي (يشترط أن يكون صرافا لشركة الراجحي المصرفية) وبإحدى يديه فاتورة الجوال وبالأخرى مبلغ الفاتورة كاملا فيقول بأسلوب عذب كملمس الأفعى وفي أنيابها العطب!! يا أخي ساعدني في تسديد هذه الفاتورة في الصراف لان بطاقة الصراف الخاصة بي مفقودة أو معطوبة وهذا كامل مبلغ الفاتورة تأخذه الآن مسبق الدفع؟! الكثير من الناس تنطلي عليهم الحيلة ويسددون فاتورة هذا الغريب من منطلق المساعدة ولان المبلغ متوفر فليس في الأمر شبهة من أية نوع؟! ولكن في الحقيقة أن في الأمر شبهات ومطبات!! بعد مدة قد يريد أحدهم استخدام الهاتف المصرفي لتسديد فاتورة ما (أو كهرباء أو اتصالات) سيفاجأ برقم فاتورة الشاب الأنيق يظهر له علي لسان المتحدث بمبلغ جديد فيسدد متوقعا انها إحدى الفواتير الخاصة به أو بعائلته فيكون في الحقيقة قد دفع مبلغا في رصيد الأفعى الأنيق الذي تحدثنا عنه!! الكثير من المتعاملين يجهلون هذه الخاصية الغريبة في الهاتف المصرفي لشركة الراجحي والقليل من المستغلين يعرفون هذه الخاصية وكيف يستفيدون منها على حساب الآخرين ولكن هل للشركة نفسها دور في إيقاف هذا التلاعب؟

أن من صلب المسؤولية الاجتماعية للشركات حماية عملائها من النصب والاحتيال بكافة صورة وأشكاله. هذا من حيث المبدأ وعندما تعرف الشركة أن هناك ثغرة يتم استغلالها من قبل ضعاف النفوس للتلاعب بأموال العملاء بهذا الشكل الذي أوردناه فانه من قبيل الأولوية القصوى أن تحدث الشركة التعديلات اللازمة في أنظمتها وتقنيتها لقفل هذا الباب وما يدانيه من نوافذ وفتحات تهويه!! لا يفترض بالشركة مثلا أن تتوقع ملائكية الناس أو انتباه وحرص العملاء ولكن يجب أن تبادر لاكتشاف ومعالجة الثغرات النظامية أو التقنية حتى لو كانت بسيطة من منطلق حماية عملائها كما تحمي نفسها. توجد لدينا حالات من الهوس لانتهاك حقوق الآخرين وسرقة جيوبهم أو سياراتهم أو حتى براميل الغاز في ظل عدم مبالاة المستهدفين والجهات التي يفترض أن تحميهم. المستهدفون مثلا يقل اهتمامهم بحقوقهم المغتصبة إذا كان «الرأس سالم» أو إذا عجزوا عن المراجعات واللف والدوران كما هي الحالة عند عدم سداد الإيجارات وسرقات السيارات!! حتى أن أحدهم عندما تغتصب شركة تأمين حقه مثلا يقول «أصلا الحادث كان قضاء وقدر» أو «المهم الروح والحديد يروحس!! ويقنعه الآخرون وربما الجهة المكلفة بحفظ حقه بمنطق التنازل وعدم الخوض في مشاكل ومراجعات. بل أن العديد من البنوك والشركات تمر عليهم حالات نصب واحتيال وشيكات بدون رصيد (و نسمع عن شيكات مصدقة بدون رصيد) فلا تحاول الحد من هذه الظاهرة ومحاربتها ولو بمجرد التوعية والتنبيه للعملاء أو الحزم علي مدمني النصب والاحتيال بإدخال مفهوم القوائم السوداء؟! حالات اللامبالاة هذه من قبل المغرر بهم أو المخدوعين والشركات والجهات الحكومية ذات العلاقة هي التي جعلت الاحتيال ظاهرة والنصابين يتوالدون بمتوالية هندسية لا تعرف الملل ولا العيب ولكل طريقته وأسلوب ومنفذ سريع مزدوج إلى جيوب الطيبين!!
المخرج غير متواجد حالياً