[المخرج]

الغرف التجارية بلا لون ولا طعم ولا رائحة
سعود التويم
03/09/2005 طالب الدكتور عبد الله محمد صالح باشراحيل أحد رجال الأعمال المكيين، بضرورة أن يعجل بتأسيس قاعدة معلومات عن العقارات توفر البيانات الواقعية والمعطيات الدقيقة عن قطاع الإسكان والسكان للمستثمرين العقاريين والجهات ذات العلاقة، من شأنها أن تنشط مبدأ التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، والتكامل في توزيع الأدوار بينهما في مجالات إنتاج السكن، كالتمويل وتوفير الأرض وتمديد الخدمات لتسهيل الحصول على المسكن. وقال إن وجود مركز معلومات عقاري عبر هيئة متخصصة منتخبة من جميع الغرف التجارية في المملكة تعد لها اللوائح ونظم تقوم عليها يتم على أساسها إيضاح الصورة العقارية، ووضع برنامج يخطط للأولويات العقارية والاهتمام بالمناطق العشوائية ووضع التصورات الهادفة إلى إعادة تخطيطها بما يتلاءم مع طبيعة الأشياء والظروف، وفق أفكار مقنعة لأطراف العلاقة وتشجع المستثمرين على العمل البناء والربحية المعقولة لرأس المال وفق ضوابط نظامية لا يجوز الخروج عليها أو إهدارها، من خلال فوضويات العقليات العقيمة التي لا هم لها إلا مصالحها الذاتية.
ويقول الدكتور باشراحيل، الذي يعد واحدا من المؤثرين في سوق العقارات في العاصمة المقدسة، إن البنوك في السعودية لم تسهم بالمساندة بقوة في حل مشكلة الإسكان، مطالبا إياها بتحريك الرساميل الجامدة عبر دورات ربحية تحقق الفائدة لأطراف العلاقات الاستثمارية. ويعتقد باشراحيل أن وجود مؤسسة أو شركة كبرى متخصصة في إنشاء السكن تساهم البنوك السعودية في تمويلها من شأنه احتواء طالبي السكن من الشباب الداخلين بكثرة في سوق العمل، والتغلب على واحدة من أكثر المشاكل التي قد تنفجر في المستقبل بشكل يصعب السيطرة عليها.
وأمام هذا الزخم الكبير من الخبرات العقارية والمصرفية والاستثمارية في مختلف حقول التجارة أو الطب، يطرح باشراحيل رؤى عديدة لكثير من القضايا والمشاكل، مطالبا بسرعة احتوائها ودراستها وإعداد الحلول لها.
''الاقتصادية'' التقت الدكتور عبد الله بن محمد باشراحيل رجل الأعمال العقاري والمصرفي وصاحب صالون باشراحيل الأدبي في مكة المكرمة، الذي يكمل هذا العام عقده الثالث تزامنا مع اختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية، وبرامجه الكبيرة التي سيؤطرها احتفالا بتلك المناسبة الإسلامية الكبرى .. إلى الحوار:

بين الصرافة والتجارة والاستثمارات العقارية والصحية، الآن بعد هذه التجربة الطويلة، أي تلك المحافظ أنشط ربحا وأقل إزعاجا وأريح نفسيا؟
الصرافة والتجارة والاستثمار العقاري والصحي هي أبجديات الوعي التجاري الذي اكتسبناه من سيدي الوالد الشيخ محمد صالح باشراحيل ـ رحمه الله بعفوه وكرمه ـ فهو صاحب مدرسة تجارية مازلنا ننهل من معين آثارها ما يحقق التفاعل الإنساني والوطن. ولقد استفدت وإخوتي من تلك التجارب الحياتية، وأستطيع القول بعد هذه الخبرة إن الاستثمارات العقارية تمثل ربحية مقنعة إلى حد كبير وبالفعل هي أقل إزعاجاً مادياً ونفسيا.

رغم نجاح قطاع الصناعة الطبية في السعودية وإلزام السعودية المقيمين والمواطنين ببرنامج الضمان الطبي، إلا أنكم لم تتوسعوا في هذا النشاط بشكل كبير؟
القطاع الصحي في المملكة إذا قيس عمره الزمني فهو عمر غير طويل، لكنه برغم حداثته يمثل قاعدة رائدة في التجارب الصحية، إذ إن المستوى الطبي مرتفع الأداء على المستويين الحكومي والخاص، إلا أن درجة الوعي الاجتماعي مازالت في مستوى أقل، لأن الثقافة الصحية لدى الفرد في أدنى حدودها قياساً في الدول الغربية والأمريكية التي كان لها السبق للتعريف بقيمة الوعي الصحي لدى المواطن، إضافة إلى سعة التجارب البحثية التي تقدم للإنسان الخدمات الطبية والعناية في محاولة تخفيف الأمراض المزمنة الطارئة والرعاية الأولية التي توفرها الدول المتقدمة للأسر والمواطنين على كافة مستوياتهم بشكل مجاني.
لكن عدم الاهتمام بتقنين المفهوم الطبي في الدول الفقيرة، والدول العربية خاصة، جعل الفرد يأخذ بأشكال الاتكالية، ما يسبب تفاقم المشاكل الصحية على المستوى الطويل، إنما إذا تمت الموافقة على التأمين الصحي للمواطن سيكون القرار فاعلاً في الاستشعار الفردي للمواطن والإحساس الوطني بقيمة المواطن السعودي، لأن العلاج ربما يكون مكلفا في بعض الأحيان حسب الحالات المرضية التي ربما يعجز عنها الفرد العادي، هذا جانب، والجانب الآخر إذا تم إقرار التأمين الصحي للمواطن فسيدعو ذلك إلى تحسين مستوى الأداء الطبي الحكومي والخاص بما يتوافر من إمكانيات طبية ومادية تستطيع أن تقف على قدر كبير من التأهيل الطبي للقدرات السعودية البشرية واستحداث المعدات المتطورة، ولكن كما أسلفت إذا ارتفع مستوى الوعي الفردي للمواطن والمقيم بأهمية الرعاية الطبية سيؤدي ذلك إلى رفع كفاءة الأداء أكثر فأكثر، ويساهم القطاع الخاص الطبي جنباً إلى جنب مع القطاع الصحي الحكومي ليوجدا الشكل الطبي المتكامل والمتميز للإنسان السعودي وغير السعودي.

يقال إن الاستثمار الطبي في مكة غير مجد، ما رأيكم؟
الاستثمار الطبي في مكة مجد رغم تفاوت المعايير المادية والطبية، ولكنه في حالة التقنين والتشجيع وصدور التأمين الصحي المنظم سيكون أكثر جدوى وأفضل وأكثر تقدما.

دأبت مجموعة باشراحيل على تنفيذ مشاريع بيع المخططات، هل هناك خطة للدخول في مجال الاستثمار في الوحدات السكنية؟
هذه الفكرة أول من أحدثها والدي ـ رحمه الله، في مكة المكرمة في مخطط العابدية وقام بتنفيذها، حيث تم استيراد بيوت جاهزة من بريطانيا وتم إنشاؤها في مخطط العابدية إلا أنها لم تصب حظاً وافراً من القبول وخصوصاً في مكة. ونحن لدينا عدة مشاريع سترى النور قريباً إن شاء الله للاستثمار العقاري في مكة وجدة، على مستوى الشباب وذوي الدخل المحدود.

شهدت السوق قبل أقل من عام نشاطا محموما في المساهمات العقارية، كيف تنظرون لهذا النشاط من حيث انعكاسه على المستثمر والمواطن؟
النظرة إلى السوق العقارية في المملكة هي النظرة إلى التوسع العمراني نظراً لاستمرارية الكثافة السكانية ونموها، وإذا كان المشهد العقاري يتنامى فإن ذلك من طبيعة الأشياء، فالمملكة آخذة بالعديد من المشاهد التنموية لملاحقة التزايد السكاني المطرد، وهذا أحد دوافع التقدم الذي تواكبه حكومة هذا الوطن، وذلك يعتبر ظاهرة صحية لأي مجتمع ينشد التطور والتقدم لما يحقق رفاهية الوطن والمواطن من خلال المتغيرات الصناعية والتقنية الحديثة، ولا شك أن ذلك سيعود على المواطن بفتح مناخات تجارية متعددة تحفز وتشجع المستثمرين على تحقيق الربحية وإيجاد أسواق للإنتاج بما يؤثر إيجابياً على دخل الفرد في المملكة وإلى عودة الرساميل المهاجرة باستثمارها داخـل الوطـن، حيث الاستقرار السياسي والحاجات الملحة والضرورية والكمالية مازالت تتنامى مع تنامي الأجيال المتعاقبة، إضافة إلى إمكانية جلب استثمارات خارجية لما تحتمله المرحلة من احتياجات في إقامة البنى التحتية والخدمات والتطور العمراني القابل للتمدد نظراً لزيادة الطاقة البشرية، الأمر الذي يتطلب التوسع في إقامة الخدمات المساندة لذلك.

يغيب عن السوق السعودية وجود قاعدة معلومات عن العقارات توفر البيانات الواقعية والمعطيات الدقيقة عن قطاع الإسكان والسكان للمستثمرين العقاريين والجهات ذات العلاقة. هل تؤيد إنشاء مثل هذه القاعدة؟ وما مقترحاتكم بهذا الشأن؟
وجود مركز معلومات عن العقارات في المملكة يُعدّ من العوامل المهمة لإمكانية دراسة السوق العقارية، إضافة إلى تحقيق دراسات تساهم إلى حد كبير مع الدراسات الحكومية للجهات ذات الاختصاص، كذلك تساهم في صنع الخطط التنموية الدقيقة والجادة. وأنا أُؤَيد، بل أدعو إلى إقامة مركز معلومات عقاري عبر هيئة متخصصة منتخبة من جميع الغرف التجارية في المملكة تعد لها اللوائح ونظم تقوم عليها، يتم على أساسها إيضاح الصورة العقارية، وضع برنامج يخطط للأولويات العقارية، الاهتمام بالمناطق العشوائية ووضع التصورات الهادفة إلى إعادة تخطيطها بما يتلاءم مع طبيعة الأشياء والظروف وفق أفكار مقنعة لأطراف العلاقة وتشجع المستثمرين على العمل البناء والربحية المعقولة لرأس المال وفق ضوابط نظامية لا يجوز الخروج عليها أو إهدارها من خلال فوضويات العقليات العقيمة التي لا هم لها إلا مصالحها الذاتية.

هل تعتقد أن سوق العقارات بحاجة إلى تطوير أنظمة التمويل العقاري كأداة للإسكان الميسر وتنويع القطاعات والهيئات التمويلية في مجال الإسكان؟
بادئ ذي بدء هناك سؤال ملح: ماذا قدمت البنوك السعودية في عملية المشاركة التنموية في المجالات العقاري، الصناعي، والتجاري؟ إنها مازالت تراوح مكانها كمصارف وليست كبنوك من أهم أهدافها إيجاد مساحات تجارية وصناعية وعقارية ضمن شروط تكفل حقوقها وتساهم في تقدم الفرد والوطن والشركات العاملة، وإلا فإنها ستكون إحدى المعوقات المحققة للتضخم المالي وزيادة أعداد البطالة. يجب على البنوك السعودية أن تضخ الأموال للمشاركة والقروض بضمانات المشاريع التي تستوعب القدرات وتحريك الرساميل الجامدة عبر دورات ربحية تحقق الفائدة لأطراف العلاقات الاستثمارية، وعلى الدولة أن تحمي وترعى تنفيذ الاتفاقات بما يحقق الأهداف ويضمن حقوق الهيئات والبنوك والشركات والأفراد.

هناك من يطالب بدراسة إمكانية الاستفادة من الزكاة والوقف في تمويل قطاع الإسكان؟
بالنسبة إلى الزكـوات والأوقـاف هـذه تخضع للثوابت الشرعـية واجتهادات العلماء في ذلك، إذ إنـها تتحدد بشروط والتزامات شرعية تقنن مواردها ومصارفها، وهذا من اختصاص أهل العلم، لأن ذلك يتعلق بقواعد وضوابط شرعية دقيقة تحددها وتعمل بها. ثم إن ذلك يرفع لولي الأمر لإقـرار ما أجمع عليه علماء الأمة في هذا الشأن، وليس من حق العامة أو البسطاء إبداء الآراء إلا وفق مقولة الشرع الحنيف.

وماذا عن إجراء الدراسات حول التحكم في أسعار الأراضي والحد من المضاربة فيها؟
الدراسات حول التحكم في أسعار الأراضي والحد من المضاربة فيها ذلك تقييد لحرية التجارة المشروعة، فالله سبحانه وتعالى يقول (أحل الله البيع وحرم الربا)، وهذا ضرب من الخيال لا يقدم ولا يؤخر في شيء، لأن السوق العقارية تحددها قوانين العرض والطلب، وحرية التجارة المشروعة والكسب الحلال، وإلا لكان أول التفاعلات هو الكساد والإحجام عن شراء وبيع الأراضي إلا في حدود الحاجة الملحة والضرورية، ولأدى ذلك إلى تدهور أغراض التجارة، وتم التدخل في أرزاق الناس المقسومة والموزعة من الله. هذا رأي لا يمكن قبوله أو تطبيقه لا على المستوى الشرعي ولا المستوى العقلي.

هل ترى ضرورة أن يأخذ التخطيط العمراني للمدن والمحافظات في المملكة في الاعتبار أهمية توفير السكن الميسر في المخططات، خاصة في حجم الأراضي والخدمات والمرافق العامة؟
توفير السكن الميسر هـو مـن اختصاص الدولة التي تقيم مشاريـع الإسكان من خلال صندوق التنمية العقاري، وهذا واجب الدولة، أن توفر السكن والتعليم والعلاج الصحي للمواطن والعمل، وليس ذلك من قبيل الاجتهاد الفردي، إذ إن ذلك يعتبر من الثوابت الأخلاقية للدولة، وتوفير السكن الميسر في المخططات إذا كان في المخططات الخاصة فهذا يسري عليه نظام التخطيط والبناء الذي يخضع للأمانات البلديـة فـي مختلف إدارات الشؤون البلدية، أما أن يقتطع من الأراضي المخصصة للخدمات والمرافق العامة فهذا يخالف مبدأ التخطيط الذي يوفر خدمات ومرافق لسكان المنطقة والحي، ويدعو إلى الفوضى وتغيير معالم التخطيط وانتقاص حقوق المواطن في الاستفادة من المرافق والخدمات، الأمر الذي يُشكّل عبئاً مضافاً على أجهزة الدولة في كافة اتجاهاتها الأمنية والمدنية، ويؤدي إلى الخروج عن القواعد المنظمة للخطط التنموية.

كيف يمكن تيسير حصول المواطنين على الأراضي السكنية المخدومة؟
يمكن تيسير حصول المواطنين على الأراضي السكنية المخدومة إمّا عن طريق الدولة ـ كما هي حال المنح، أو عن طريق المخططات الخاصة، ويمكن للدولة المشاركة في تنفيذ مخططات المنح مع الشركات الخاصة بالتنفيذ واقتطاع حصة من الأرض تباع لحساب الشركة المنفذة تغطي تكاليف التنفيذ وتعطي ربحية معقولة ومقنعة تحقق الفائدة للدولة والشركة والمواطنين.
ما رأيكم حول فكرة تنشيط مبدأ التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والتكامل في توزيع الأدوار بينهما في مجالات إنتاج السكن، كالتمويل وتوفير الأرض وتمديد الخدمات لتسهيل الحصول على المسكن؟
رأي جيد إذا تم وضع الدراسات التخطيطية والاقتصادية له يساهم فـي إيجاد تعاون مشترك يهدف إلى الصالح العام.

ألا ترى أننا بحاجة اليوم إلى وضع الأنظمة والتشريعات والأساليب المناسبة للتجديد العمراني للأحياء السكنية القديمة للمحافظة على المخزون الإسكاني واستمرارية الاستفادة منه في توفير الإسكان الميسر؟
رأي جيد وصعب في الوقت نفسه، لأن إمكانية تحقيقه تتطلب دراسة لا تضر بالملاّك ولا تضر بالمستثمرين، وإذا ما تمت دراسة اقتصادية وهندسية وجدت قناعة على التميز فإنّ ذلك سيقدم مشاريع حضارية تهدف إلى رفاه المواطنين وتسعى بهم إلى تحسين أوضاعهم الفوضوية.

يتذمر العديد من رجال الأعمال من ضعف التمويل البنكي للعديد من المشاريع، هل تعتقد أن تكرار تلك المشاريع أو ضعف الضمانات المقدمة يعوق تنفيذها؟
البنوك في رأيي لا تعتبر بنوكاً فاعلة، وإنما هي لا تعدو كونها مصارف لا تخدم التنمية إلا في حدود ضيقة، ومصالح خاصة، ولو أنها أخذت بالنظم البنكية العالمية لأمكن لها الاستفادة بشكل أكثر ربحية، ولقدمت أكثر في تقدم وتنمية الوطن والمواطن. أما الخوف على مواردها فهناك أشكالاً للضمانات التي تلزم المقترض بالتسديد أو إيجاد عقوبات صارمة ضد من يتلاعب بمقدّرات ومكتسبات البنوك، إذ إنها في النهاية هي حقوق وطنية وفردية لا يجوز إهدارها أو إضاعتها أو تركها نهبا للاحتيال والأعذار والذرائع مهما كان شكلها.

ما النشاطات التي تعتقد أن الاستثمار غاب عنها ومشجعة لمستثمرين جدد للدخول فيها؟
النشاطات التي ربما يكون الاستثمار غاب عنها كثيرة، منها الكثير من المواد الأولية والكثير من الصناعات البسيطة التي ما زلنا نستوردها، كذلك تصنيع كسر الزجاج والاستفادة من المواد في جبال المملكة كالألمنيوم والحديد وكثير من المواد الخام التي تتوافر في كثير من مناطق المملكة. كذلك صناعة السياحة بالاهتمام بالآثار وفتح أبواب السياحة الداخلية إضافة إلى التعدين بأشكاله المختلفة.

تجار مكة غائبون عن الاستثمار في خدمات العمرة، البعض منهم أدرك ذلك متأخرا ولحق ببناء وحدات سكنية، ما رأيكم؟
بالعكس، فإن أغلب أبناء مكة المكرمة يعملون في خدمـات الحـج والعمرة، لأنها مهنه آبائهم وأجدادهم، والدليل مؤسسات الطوافة وما ينبثق عنها من مؤسسات تعمل في هذا المجال، ولن ينجح في هـذه المهنة غيرهم، لأنـه كما قيل (أهل مكة أدرى بشعابها).

الكثير من صغار المستثمرين ورجال الأعمال يشتكون من قلة الدعم والمساندة من البنوك لتمويل مشاريعهم؟
سبق أن ألححنا على هذا الموضوع وعزونا ذلك إلى أن البنوك لدينا لازالت مصارف، ولكن الظروف المستقبلية وإلزام الدولة لهذه البنوك سيغير كثيراً من الأوضاع السائدة، لأن العالم يتغير بما حوله من متغيرات، ولن تظل البنوك هكذا وإلا ساهمت في تراجع الوطن وتراجع التقدم على كل الوجوه.

هل صحيح أن الغرف التجارية نادي الأقوياء؟
الغرف التجارية في المملكة لم تتوافر لها الإمكانيات والقدرات الفكرية التجارية التي تخرجها من ضيق الأفكار إلى رحابة التطور، لذلك فهي بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

يقال إن تجار مكة تركوا الغرفة التجارية الصناعية؟
الصحيح أن هناك بعضاً من تجار مكة ما زالوا في الغرفة التجارية الصناعية.
هل المشاريع الجديدة لمجموعة باشراحيل في الداخل أم الخارج؟
إن مشاريع مجموعة الباشراحيل للإنماء هي داخل الوطن وليست خارجه، ومشاريعنا الجديدة ستكون في التصنيع والعقارات والفنادق، منها ما هو تحت التنفيذ ومنها ما هو تحت الدراسة ومنها ما هو معد للافتتاح والحمد لله.

للدكتور عبد الله باشراحيل اهتمام كبير بالأدب والإنتاج الفكري، ما أسباب ذلك؟
اهتمامي بالأدب والإنتاج الفكري هو خليقة الموهبة التي حباني بها الله سبحانه وتعالى.

ولكن الكتّاب والأدباء دائما ناقمون على رجال الأعمال؟
الكتّاب والأدباء إذا كانوا ينقمون على رجال الأعمال إنما هم يمثلون الطبيعة الإنسانية التي تحتقر قلوب البشر إلا من رحم ربك.. فهي ليست صفة موقوفة على الأدباء والكتّاب، وإنما هي طبيعة النفوس البشرية التي تسعى إلى التملك والتي لم تقرأ جيداً قول الله سبحانه (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) وقوله سبحانه (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) ونسوا أن كلاً ميسر لما خلق له، لو رجع الإنسان إلى التدبر في آيات الله وقدرها حق قدرها لتمثلت لديه القناعة التامة بالقضاء والقدر، ولو علم الإنسان ما في الغيب لآمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأكبر عظة وذكرى هو قارون الذي آتاه الله حظاً ومالاً كثيراً وخسف به الأرض.

كم عمر صالون باشراحيل الأدبي وعدد الضيوف الذين استضافهم؟ وهل هناك مشاريع لنقل نشاط هذا الانتاج للإطلاع عليه؟
عمر منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل ـ رحمه الله ـ يزيد على 25 عاما، استضاف خلاله عدداً كبيراً من الشخصيات الثقافية والأدبية، ربما يفوق عدد ضيوفه 300 شخصية، وبالفعل سنقوم بنشر فعاليات المنتدى في كتاب يضم جميع ما تم إنجازه وخصوصاً بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة.

مَن الأديب الذي تتمنى أن تعيد له إقامة ليلة ثقافية؟
المنتدى حرص على تنويع ندواته وأمسياته لتكون أشبه بحديقةٍ غنّاء يجتمع فيها كل أشكال الزهور والورود والثمار، لذلك فإنني أتمنى أن يكون هذا المنتدى مركز إشعاع فكري وثقافي يتفيأ الجميع ظلاله، وكل ضيوف المنتدى هم أزاهيره وطلع غراسه، ولا أميز أحداً، فأنا أقدرهم وأحبهم جميعاً.

مكة عاصمة الثقافة الإسلامية، ماذا عمل صالون باشراحيل لهذه الاحتفالية؟
منتدى باشراحيل أقام بقدراته المتواضعة وجهد المقل بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة، ولولا أعاطير الأدباء والمثقفين والحضور لما كان لهذه المناسبة أن تتميز بالشكل الذي تحدثت عنه صحافتنا القديرة والمقدرة مني ومن أُدباء الوطن. أتمنى فقط أن أكون عند حسن ظن الأدباء والضيوف جميعهم، وأعتذر عن أي تقصير، فالكمال لله، ونحن عائدون إن شاء الله لاستكمال فعاليات هذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً أبناء هذا الوطن بلا تفريق بين منطقة أو أخرى أو مدينة وغيرها، فلدينا إن شاء الله محاضرات وندوات للعديد من الأدباء والمفكرين، منهم الدكتور حسن باجودة، الأستاذ عبد الله الحقيل، الدكتور عبد الله العسكر، الأستاذ عبد الله الجفري، الأستاذ محمد سروجي، الدكتور زهير كتبي، الدكتور صالح السيف، الدكتور محمد عبده يماني، الدكتور راشد الراجح، الدكتور محمود سفر، الدكتور محمد الحارثي، الدكتور عياد الثبيتي، الدكتور محمود عمار، والأستاذ الأديب العالم حسن العبادي. كما أن هناك أمسيات شعرية ستكون لكبار أدبائنا وشعرائنا إضافة إلى أمسيات للشعراء الشباب المتميزين، ومحاضرة للأستاذ محمد الحميد والأستاذ إبراهيم التركي. كما أن المنتدى قام بطباعة بعض الكتب من سابق، وكذلك بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية والعربية.

أي الرياضات التي تحرص على أدائها؟
اهتماماتي الرياضية تتحدد في السباحة والمشي.

مَن ترشح أبرز القيادات الاقتصادية خلال هذا العام؟
لا أستطيع ترشيح شخصية اقتصادية لعدم تمكني من معرفة القدرات الاقتصادية جميعها.

أي المدن تساعدك على اتخاذ القرار؟
مكة المكرمة، أُحس فيها بالطمأنينة والهدوء والنجوى، وأنطلق في اتخاذ قراراتي العلمية والأدبية والعملية.

أي الشركات السعودية ترى أنها أسرع نموا؟
شركات: سابك، الصحراء، والاتصالات، وغيرها.

كم ساعة تعمل في اليوم؟
طوال اليوم ما عـدا ساعات أنامها، فأنا متعدد الأعمال والآمـال والأوقات، طالما أنني أعيش، أسأل الله لي وللمسلمين العفو والعافية.