الدولار الأميركي يتراجع أمام اليورو بعد انخفاض الطلب على السلع المعمرة في الولايات المتحدة
لندن: «الشرق الأوسط» والوكالات - الشرق الاوسط
تراجع الدولار الأميركي امس في أعقاب صدور تقرير حكومي أظهر انخفاض الطلب على السلع المعمرة في الولايات المتحدة في شهر يوليو (تموز) بنسبة تفوق التوقعات.. وأظهر تقرير حكومي امس أن الطلبيات الجديدة للسلع المعمرة في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 4.9 في المائة بما يفوق التوقعات في يوليو الماضي لتسجل أكبر انخفاض منذ 2004 مع تراجع الطلب على معظم السلع. وتراجع الطلب أيضا حتى عند استبعاد وسائل النقل التي يتباين عليها الطلب بشدة من شهر لآخر فانخفض بنسبة 3.2 في المائة، متجاوزا التوقعات أيضا. وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا انخفاض الطلبيات 1.2 في المائة وتراجعها بنسبة 0.6 في المائة فقط عند استبعاد وسائل النقل. كما تراجع الطلب على أجهزة الكومبيوتر والمنتجات الإلكترونية بنسبة 5.9 في المائة وعلى الالات 6.2 في المائة والمعدات الكهربائية بنسبة 2.0 في المائة. وعلى وسائل النقل 8.6 في المائة بينما هوى بنسبة 20.2 في المائة على الطائرات المدنية وقطع غيارها. وارتفعت العملة الاوروبية الموحدة عقب صدور التقرير الى 1.2274 دولار لليورو من نحو 1.2215 دولار قبل اعلان البيانات. وانخفض الدولار الى 110.20 ين من نحو 110.35 ين. إلا أن هذه التحركات لاسعار الصرف تمثل رد فعل تلقائيا أوليا لأن من المستبعد أن تحول البيانات في حد ذاتها دون استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في رفع أسعار الفائدة وتراجع الين بعد صعوده هذا الشهر بفعل التفاؤل بشأن الاقتصاد الياباني الذي رفع مؤشر نيكي الرئيسي للاسهم الى أعلى مستوى منذ أربع سنوات، وبفضل التأييد الذي يحظى به رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي وخططه الاصلاحية قبل الانتخابات العامة التي تجري في سبتمبر ()ايلول).
وقال بنك بي.ان.بي باريبا الفرنسي في تقرير ان انتعاش الدولار يشير الى أن فروق أسعار الفائدة أصبحت من جديد القوة الدافعة في أسواق الصرف الاجنبي العالمية. ومنذ بداية العام، ارتفع الدولار بنسبة 10 في المائة أمام اليورو بفضل توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيواصل رفع أسعار الفائدة لتتجاوز 4 في المائة. وحتى الآن رفع المجلس أسعار الفائدة عشر مرات متتالية لتصل الى 3.5 في المائة. وهبط الجنيه الاسترليني امام الدولار واستقر امام اليورو امس قبل صدور بيانات اقتصادية بريطانية ينتظر ان تظهر تحسنا في الطلبيات الصناعية.
وقال ايان ستانارد، كبير محللي أسعار الصرف في بنك بي.ان.بي باريبا، «هناك انتعاش عالمي في كثير من مؤشرات النشاط. وربما تأمل السوق بتحسن في بريطانيا ايضا». واضاف «الافضل التحلي ببعض الحذر لأنه اذا لم يحدث التحسن المرتقب فقد تتجدد الضغوط على الاسترليني. وفي ضوء انتعاش الدولار فان الاسترليني يبدو هشا الى حد كبير»، إذ انخفض 0.5 في المائة امام الدولار المرتفع بشكل عام ليصل الى 1.7926 دولار. وبلغ الجنيه 67.88 بنس لليورو دون تغير يذكر عن اغلاق السوق الأميركية.
وفي اسواق المال والبورصات العالمية، أغلق مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية امس فوق مستوى 12500 نقطة للمرة الاولى منذ عام 2001 بعد أن عاود المستثمرون الاجانب شراء اسهم بنوك عملاقة مثل مجموعة ميزوهو المالية مما دفع المؤشر للارتفاع 0.24 في المائة. كما ارتفعت اسهم قطاعات اخرى مثل شركات الرقائق الإلكترونية ولكن لم تحقق مكاسب واسعة النطاق حيث باع المستثمرون بعض الاسهم التي صعدت أخيرا مثل كوماتسو واسهم شركات الصلب. وهبط سهم نيكون كورب لانتاج الكاميرات بعد أن خفضت شركة سمسرة تصنيفها الائتماني للسهم بينما ارتفع سهم هويا كورب لانتاج زجاج العدسات الطبية الى مستوى قياسي جديد بعد أن رفعت شركة سمسرة اخرى السعر المستهدف للسهم.
وارتفع مؤشر نيكي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى 29.33 نقطة ليغلق على 12502.26 نقطة، مسجلا أعلى اغلاق منذ الخامس من يوليو 2001 ومواصلا مكاسبه لثالث جلسة على التوالي. وصعد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.28 بالمائة توازي 3.61 نقطة لينهي اليوم على 1275.61 نقطة.
احتجاجات عمالية
* أ علن ممثلون عن حوالي 900 نقابة عمال أنهم سيبدأون تنظيم العمال في عدة دول للضغط على الشركات متعددة الجنسيات مثل سلسلة متاجر التجزئة وول مارت من اجل تحسين المزايا والأجور للعاملين.
وقال ستيفن ليرنر، المدير في النقابة الدولية لعمال الخدمات، على هامش مؤتمر نقابي دولي عقد في شيكاغو اول من امس الثلاثاء «اننا نحاول الاستفادة من العولمة في تحسين معايير العمل. الشركات العالمية تتحمل مسؤوليات عالمية». ويعقد زعماء نقابيون يمثلون 15.5 مليون عامل اجتماعات بدأت يوم الاثنين وتستمر حتى اليوم تحت راية «شبكة النقابات الدولية»، وهي اتحاد نقابي مقره سويسرا، وذلك بهدف رسم استراتيجيات لتنظيم العمال للضغط من أجل تحسين الاجور والرعاية الصحية ومزايا اخرى. وقال الممثلون النقابيون ان وول مارت اكبر شركة سلسلة لمتاجر التجزئة في العالم تقاوم منذ سنوات قيام تنظيم نقابي للعاملين فيها البالغ عددهم 1.6 مليون عامل.
وقال آلان سبولدنغ، مدير الاستراتيجيات العالمية في لرويترز في مقابلة ان «نقابة عمال متاجر الاغذية والمتاجر التجارية» ومقرها واشنطن العاصمة جعلت قضية وول مارت محورها الرئيسي.
وتسعى النقابة الى تنظيم العمال في متاجر وول مارت في البرازيل والارجنتين وكوريا الجنوبية وبريطانيا والمانيا. كما تستعد النقابة ايضا لبدء حملة في روسيا والهند حيث تتأهب وول مارت للتوسع. وانخفضت الاسهم الاوروبية في اوائل المعاملات امس لتواصل تراجعها عن أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام مقتدية بالهبوط الذي سجلته الاسهم الأميركية اول من أمس الثلاثاء. وانخفض سهم شركة بي.اتش.بي بيليتون للتعدين اثر أنباء أفادت أن الشركة تتوقع أن يكون النمو العالمي أقل منه العام الماضي، مما أثر سلبا على أسهم ريو تينتو واكستراتا. وساهمت قوة قطاع الموارد الاساسية في أوروبا بفضل الطلب القوي على السلع الاولية في رفع الاسهم الاوروبية في الاشهر الاخيرة الى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام.
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الاوروبية الكبرى بنسبة 0.1 في المائة الى 1185.43 نقطة. وتراجع سهم تليكوم اوستريا النمساوية 1 في المائة بعد ان أعلنت هوامش مخيبة للآمال ضمن نتائجها في الربع الثاني من العام رغم ان ارباحها فاقت التوقعات.
واستقرت الاسهم الأميركية بدون تغير يذكر في بداية التعاملات في وول ستريت امس اذ أظهر تقرير ان مبيعات المنازل الجديدة ارتفعت على غير المتوقع الشهر الماضي وهو ما حد من أثر انخفاضات في وقت سابق من جراء بيانات اضعف من المتوقع عن طلبيات السلع المعمرة. وقالت وزارة التجارة ان مبيعات المنازل الجديدة ارتفعت 6.5 في المائة في يوليو تموز. وكان محللون تنبأوا بهبوط سنوي قدره 1.33 مليون وحدة. وزاد مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 0.87 نقطة بنسبة 0.01 في المائة الى 10520.45 نقطة. وكذلك ارتفع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 1.07 نقطة بنسبة 0.09 في المائة الى 1218.66 نقطة. وفتح مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا مرتفعا 0.61 نقطة بنسبة 0.03 في المائة الى 2137.86 نقطة.