[النوخذة]

خلط الأوراق الذي يمارس كثيرا .. بسبب وبدون سبب .

والمساومات التي تتم كثيرا بسبب وبدون سبب .

وأراؤنا التي يمكننا - كثيرا - أن نقولها .. أو لا نقولها .

كل ذلك قد نقبله .. أو لا نقبله .. فالامر سيان .. مادام يصب في مصالح دنيوية .. نأخذ بها

أو لا نأخذ .. وفاتت علينا أم لم تفت .

وأما أن يصل الأمر بنا أن نتجرأ على علماء راسخين في العلم .. فلا أظن أبدا ان هذا الموضوع

يقبل النقاش .. بل من الأولى إلجام من يحاول ذلك .. ولو لم نسمع ماأراد قوله ..

الثوابت .. لا يمكن أن تتحرك .

والمتغيرات لا يمكن أن تثبت إلا أن يشاء الله .. وهذا من فضل الله علينا .

علماؤنا ياأخوة .. لا يصل إلى ذهن أحد منا بأنهم يمكن أن يتنازلوا عن مبادئ مقتنعون به لمجرد دنيا زائلة .

ومهما كانت تلك المغريات .. فهم يعلمون أن ماعند الله خير وأبقى .. فقد درسوا ذلك ودرسوه لطلبتهم .

والشأن الاقتصادي .. لا أظن أنه سيطغى على الشأن الديني عندنا نحن الأصاغر طالبي الدنيا .. فكيف سيطغى عند الأكابر - نحسبهم والله حسيبهم -

والذي يحاول أن يقدم مصالحه الدنيوية .. على مصالحنا وثوابتنا سنقول له اخرس ولا كرامة .

نعم ياأخوة .. العلماء - علماؤنا - وخاصة في هذا البلد .. قد أتتهم الدنيا صاغرة - ولله الحمد والمنة - ولو أرادوا الاستزادة منها لما قصرت .. ومع ذلك .. لا يخالجنا شك بانهم أحرص على أخرتهم منا على دنيانا ..

لنكف ألسنتنا عن الحديث عنهم بغير الخير .. قبل أن يطالنا الشر .


وإذا سمحنا لكل من هب ودب بالحديث عنهم بالسوء .. فاعلموا أن هلاكنا قد قرب .. وساعتها لن تنفعنا أسهمنا .. أو دنيانا التي جعلتنا ننال منهم بسببها .

هؤلاء علماؤنا .. إما ذكرهم بالخير والدعاء لهم , وإما الشرب من ماء البحر .