الهاربون من ازدحام طوابير البنوك وعناء الانتظار يساهمون في انتعاش حركة التداول عبر الإنترنت
«الشرق الاوسط» ترصد انتشار ظاهرة المتابعة الإلكترونية لسوق الأسهم السعودي
الرياض: سعد الغشام
لاقت التقنية الحديثة عبر الإنترنت في استخدام تداول الأسهم في السوق السعودي، إقبالاً كبيراً من قِبل بعض مستثمري الأسهم، وبعض مستخدمي جهاز الحاسب الآلي، من متابعي حركة الاسهم، الى طريقة التقنية الحديثة عبر الإنترنت في بيع استثماراتهم وتداولها، فضلا عن ذلك فإن مشاهدتهم للأسعار عن قرب وهم في منازلهم من دون عناء سيوفر لهم الوقت من دون تكبد عناء الانتظار والاصطفاف في قاعات وصالات البنوك. في الوقت ذاته اصبحت ظاهرة تحول المدارس والكليات الى صالات لتداول الاسهم، مؤشرا على توسع اهتمام الطلاب بحركة السوق، فماذا يقول الخبراء والاقتصاديون في هذه الظاهرة؟ وكيف استطاع البعض تحقيق ارباح من مشاركته في السوق؟.
«الشرق الاوسط» رصدت هذه التطورات عبر آراء مختلفة من مختلف الشرائح، فماذا يقولون؟..
في هذا الصدد يعلق زياد العتيبي، وهو معلم بالقول: «إن التقنية الإلكترونية ساهمت في معرفة حركة الأسهم بدرجة أن كل شخص يمكنه متابعة أسعار الأسهم وحركتها في السوق المحلي من خلال ارتفاع الأسهم وانخفاضها، كذلك المكاتبات الشخصية بدلا من التزاحم والوقوف عند صالات البنوك المكتظة بالمواطنين»، مشيرا الى «ان الإنسان يجب أن تكون لديه القدرة والمعلومات الكافية بالدخول إلى موقع حركة الأسهم إلكترونيا، كذلك على دراية كاملة بالبيع والشراء آليا ومعرفة المواقع المخصصة للتداول».
ولفت العتيبي بقوله إن الإقبال زاد من قِبل المواطنين على الأسهم وبشكل لافت للنظر، فهي بالنسبة لبعض الأشخاص تعتبر ـ على حد قوله ـ مصدرا لكسب المال السريع مع اهتمام الناس بالأسهم، لا سيما انك ستجد الجديد فيها في كل مجلس ولا يكاد تجمع يخلو من أحاديث تنصب على هذا الموضوع، كما انه لا يخلو أي إنسان، سواء كان صغيرا أو كبيرا، إلا ويشاركك برأيه في الأسهم.
واكد العتيبي أن المتابعة إلكترونيا قد لعبت دورا كبيرا في متابعة الأسهم وحركتها، وقد حققت نتيجة ممتازة في متابعتها إلكترونيا بشكل كبير ومثمر جدا للمساهمين في تلك الأسهم.
في الوقت ذاته قال حسن صبياني «معلم»، إن الأسهم قد انتشرت بشكل واسع جدا بين الناس، خصوصا خلال السنوات الماضية، لا سيما انها في السنتين الأخيرتين، حيث أشار صبياني الى أن التقنية الإلكترونية التي ظهرت قريبا ساهمت بشكل كبير في معرفة حركة الأسهم، لكن القليل من المواطنين وتجار الأسهم والمستثمرين قد استخدم هذه التقنية، كما انها تحتاج إلى وقت كي يتم التعامل فيها بين عامة الناس.
مشيرا الى أن الإقبال على هذه الأسهم قد ازداد بشكل واسع، لا سيما انهم عرفوا قيمة الفائدة المادية التي يجنونها من هذا الاكتتاب. مؤكدا انه بعد تداول هذه الأسهم في السوق المحلي، ما يلبث الا أن يبيع كل مكتتب نصيبه بعد أن حققت له أرباحا لا بأس بها في سوق الأسهم.
وذكر ان تداول الأسهم عبر الإنترنت، قد أسهم بشكل كبير في التخفيف من الازدحام في صالات البنوك والانتظار لمشاهدة الأسعار، والقيمة التي وصلت عليها هذه الأسهم، كما أن التداول عبر الإنترنت والتقنية الإلكترونية لم تنتشر كثيرا بين عامة الناس لقلة معرفتهم طريقة الاستخدام لهذه التقنية الحديثة.
من جانبه قال عبد العزيز السميح «موظف حكومي»، إن هذه التقنية الإلكترونية، ما زالت في بدايتها، حيث ان بعض البنوك لم تقدم لعملائها هذه الخدمة. وحول التعامل مع هذه التقنية في تداول الأسهم، أشار الى أن من يعرف الكتابة والتعامل مع الحاسب الآلي، يستطيع أن يتقن هذه التقنية الحديثة. وحول الإقبال على هذه الأسهم، أكد أن الإقبال يزداد بصفة مستمرة بين المواطنين، سواء رجال أو نساء أو أطفال، وتطرق إلى المتابعة الإلكترونية عبر الإنترنت قد حققت الكثير من التقدم والمتابعة، مثل الأخبار، خاصة الأسهم السعودية أثناء تداولها في السوق المحلي.
عيون الطلاب على شاشة الأسهم
* أما الطالب فهد عبد الله، في تقنية الرياض ـ قسم الهندسة المدنية، فقد أكد أن التقنية الإلكترونية قد ساهمت بشكل كبير جدا في تداول الأسهم عبر الكومبيوتر المنزلي، كما انها تعتبر وسيلة حديثة في السرعة لمعرفة الأسعار عبر الكومبيوتر آليا. أما بالنسبة للمعايير التي يجب أن تتوفر، فهي السرعة في عرض الأسعار، لكي يتمكن المساهم للنظر بشغف لحركة بعض الأسهم، التي ساهم فيها، ومراقبة كيفية نزولها وانخفاضها على الشاشة الإلكترونية. موضحا أن هناك بعض العوائق التي تطرأ على مشاهدة الأسهم، مثل البطء في حركة الأسهم آليا.
واشار الى أن الإقبال على تلك الأسهم من قِبل المواطنين، قد زاد بشكل ملحوظ وواضح، حيث ان الكثير منهم قد أدرك قيمة هذه الأسهم وبدأ في الاكتتاب والمساهمة لكونها عائدا ماديا لا بأس به. مشيرا الى أن كثيرا من المواطنين قد استخدم وسيلة الحاسب الآلي والإنترنت لمتابعة تداول هذه الأسهم وهو جالس في المنزل من دون العناء والذهاب إلى صالات العرض في البنوك المحلية. وأبان أن استخدام المتابعة آليا عبر الكومبيوتر في حركة تداول الأسهم، قد حققت طموحات الكثير من المستثمرين والمساهمين في تلك الأسهم، وقد حققت المقاصد المرجوة من خلال شاشات العرض في الكومبيوتر الموجود عنده بالمنزل أو مكان عمله الرسمي، مما أراح الكثير من المواطنين والمساهمين في تلك الأسهم.
اقتصاديون: التقنية الإلكترونية ساهمت في معرفة حركة السوق وفي هذا الصدد أكد عبد الله سعود القحطاني، أحد المهتمين بسوق الأسهم، أن التقنية الإلكترونية لتداول الأسهم قد ساهمت في معرفة حركة السوق، مستشهدا بذلك إقبال المواطنين عن طريق التقنية الإلكترونية، وأبان انه يجب أن يكون هناك سرعة في الاتصال مثل dsl، ذلك ليكون المتداول متابعا لحركة الأسهم لحظة بلحظة، ولكي يكتسب معرفة وخبرة في حركة الأسهم بشكل كبير، ويكون اتصاله سريعا ومتواصلا. وتطرق إلى الإقبال الكثيف من قِبل المواطنين في التعامل بالأسهم، حيث أبان أن أغلبية الحديث حاليا في المجالس بين عامة المواطنين لا تكاد تخلو من الحديث والكلام عن هذه الأسهم. كما أشار إلى مدى تحقيق نتيجة المتابعة الإلكترونية للأسهم، التي تعبر عن مدى معرفة الشخص المستخدم لها واستيعابه لها وكيفية استخدامه لهذه التقنية الحديثة، ومدى خبرته في استخدامها ومتابعتها لا سيما المتابعة الإلكترونية.
كما يؤكد محمد الضحيان، وهو اقتصادي ومحلل مالي وصاحب مركز استشارات، أن استخدام تقنية الحاسب الآلي للإنترنت في التداول للأسهم، قد أظهرت فعالية كبيرة وميسرة جدا للمساهمين والمستثمرين، حيث ان هذه الطريقة في الآلية الإلكترونية، قد أعطت كل شرائح المجتمع التداول عبر الإنترنت ومعرفة الأسعار، كذلك البيع والشراء، مما سهل مهمتهم في ذلك، خصوصا عندما يكون الشخص خارج البلد لأنه يستطيع التداول من أي مكان في العالم. مشيرا ـ الضحيان ـ الى أن هذه التقنية قد ظهرت أخيرا، التي سلكها الكثير من المواطنين والمستثمرين مما خفف الوجود في صالات البنوك بشكل كبير جدا. مؤكدا انه خلال السنتين المقبلتين سوف يستخدم كافة البشر التداول عبر الإنترنت وتخلو صالات البنوك من وجود المواطنين.