قيمة الريال السعودي
توقَّفتْ داخل أحد المجمعات التجارية الكبرى أمام محل لشراء مشروبات غازية هي وزميلاتها، طلبت قارورتي ماء وساندويشا، دفعت مائة ريال، أعاد لها المحاسب البنغلاديشي النقود، جاءت صديقتها فطلبت منها سفن أب، فزادت الطلب، صار بين يديها فاتورتان وعملات ورقية، قرر البائع أنه باقي المائة ريال، وفي انتظار الطلب، وبالصدفة، ولأول مرة عدَّت النقود، عندما رآها البائع تعد النقود صاح موضحا: باق لك ريال، ولكن ليس لدي الآن «فكَّة» انتظري قليلا!
عندما ارتبك دققت في الفاتورتين فوجدت أن كل فاتورة سُرق منها ريال، راجعت البائع المسلم، قالت له: ليس الباقي ريالا فقط بل ريالان!
قال: لا.. ريال فقط، وليس لدي «فكَّة» انتظري.
أشارت للفاتورة الثانية، مكتوب أمام السفن أب ثلاثة ريالات، يعني باقي ريال!
أشار ناحية الريال الذي تحته، له تعريف غامض في الفاتورة، وقال: زدت هنا ريالا لأن لا توجد الآن أكواب مقاس عادي بل مقاس كبير ولهذا طلبت لك مقاسا كبيرا.
قالت له: ولماذا لم تسألني إن كنت أريد مقاسا عاديا أم (دلو) من المشروب، لا أريد مقاسا كبيرا، الغ الطلب.
ـ لا أستطيع إلغاءه.
تدخل الرجل السعودي بجانبها وقال لها: يا بنت الحلال مجرد ريال، مشي الموضوع ريال واحد!
قالت: لا.. مخالفتك كثيرة، ستلغي الطلب، وستعيد الريال الباقي وستتحدث معي بأدب وإلا طلبت المدير. وقبل أن يقبل المدير وجدت أن البنغلاديشي الذي ادعى أنه لا يملك «فكَّة» فتح الصندوق ووضع أمامها ريالا!
في المحل المجاور كل البضائع تتبع النظام «الحرامي» لإيهام الزبون بأن السعر أقل مما يتصور، فالأسعار تنتهي برقم تسعة لتوهم المشتري بأن السعر أقل مما هو عليه، فالأسعار 59، 69، 179، 199، ليبقى لك ريال دائما من كل سعر، البائع السعودي عندما تدفع له ينظر إليك باستهتار شديد ويقول: باق لك ريال.
وعلى الرغم من انه هو المسؤول عن الصندوق وهو من يأخذ النقود، فالمشكلة مشكلتك أيها المشتري، «باق لك ريال وليس لدي فكَّة!». فماذا تفعل؟ هل ستضيع وقتك وتنتظر طويلا أمامه علشان ريال، يا عيب الشوم، مجرد ريال، لتجد نفسك تقول: طيب خلاص مش مهم ريال. في الصيدليات يحتفظون بعلوك ومناديل ليردوا لك باقي الربع ريال، ثم صاروا يحتفظون بمناديل ليردوا لك النصف ريال ثم صاروا يردون لك نصف ريال وعلك، صاحبنا في محطة البنزين احتج على سرقة مال السعوديين بهذه الحيل. قال: في الغرب يعيدون لك القرش قبل العملة الورقية، باق لي خمسة وخمسون هللة، أعيدوا لي الهلل قبل النقود. ركض العمال ليجمعوا له فكات الخمسين قبل الأربعمائة الورقية. عندما وصلوا إليه وضعوا في يده كل الهلل، فانطلق بسيارته مسرعا مزهوا بالنصر ولم ينتبه أن العامل كان يعد باقي الفلوس، أربعمائة ريال ورقية ظلت في يد العامل مع دهشة من هذا الرجل، هذا الذي أقام الدنيا من أجل خمسين هللة وترك المئات، فهز رأسه قائلا: سعودي مجنون!