مخاوف من تجدد عملية التذبذب الحاد في الأسهم السعودية
المتعاملون ينتظرون قرارات أكثر صرامة من هيئة سوق المال
أبها: علي البشري
تستهل سوق الأسهم السعودية تعاملاتها اليوم السبت في الوقت الذي يظل فيه المستثمرون في حالة ترقب للنتائج المالية للشركات المساهمة، وخصوصاً الشركات القيادية التي ستحدد اتجاه السوق. ويرى المستثمرون أن تعاملات هذا الأسبوع يكتنفها بعض الغموض في ظل التذبذب الحاد الذي شهدته خلال الاسابيع الماضية، مشددين على ان القرارات القوية التي تصدرها هيئة سوق المال بثت فيهم روح التفاؤل وذلك لكبح جماح كبار صناع السوق.
وكانت سوق الأسهم السعودية قد شهدت أداء متفاوتاً خلال الأسبوع الماضي وسط تداول مكثف، هو الأعلى في تاريخه حيث ارتفع المؤشر بقوة يوم السبت الماضي بنسبة 2.9 في المائة لكنه شهد تذبذباً حاداً يوم الأحد 19 يونيو (حزيران) حين ارتفع في الفترة المسائية إلى 13997 نقطة مقترباً من الحاجز النفسي 14000 نقطة، إلا أنه خسر بعد ذلك 1144 نقطة أو ما نسبته 8.2 في المائة إلى مستوى 12853 نقطة ثم استمر في التذبذب بعد ذلك بين صعود وهبوط في اليوم ذاته. وعاد المؤشر ليغلق عند أعلى مستوى في تاريخ السوق في اليوم التالي عند 13798.50 نقطة بدعم من «سابك» بالتزامن مع الارتفاعات القياسية لأسعار النفط وكذلك عودة أسعار البتروكيماويات للارتفاع من جديد. ولاحظ التقرير الأسبوعي لمركز بخيت للاستشارات المالية أن أسهم المضاربة استمرت في الانخفاض الشديد في الأيام اللاحقة حيث تراجع «مؤشر مركز بخيت لأكبر 20 شركة مضاربة» بنسبة 19 في المائة حتى يوم الأربعاء 22 يونيو، وذلك بعد الارتفاعات الحادة غير المبررة خلال الأسابيع الماضية. وتنتمي تلك الأسهم في الغالب لشركات صغيرة الحجم، ومعظم مؤشراتها المالية ضعيفة. كما أنها تنخفض بحدة في كثير من الأحيان بدون أي مقدمات مما يسبب ارتباكا بين المستثمرين جاذبةً معها أسهم الشركات الاستثمارية، لكن السوق استطاعت أن تعوض بعضاً من خسائرها يوم الخميس 23 يونيو، منهية الأسبوع بارتفاع نسبته 2.9 في المائة. واشار التقرير الى حرص هيئة السوق المالية على الشفافية في سوق الأسهم بعد ان أصدرت قراراً يقضي بفرض غرامات مالية على 44 من أعضاء مجالس إدارات وكبار تنفيذيي 35 شركة مدرجة أسهمها في السوق لمخالفتهم بعض قواعد التسجيل والإدراج. كما وافقت هيئة السوق المالية على طرح 30 في المائة من أسهم شركة «المراعي» أي 4.5 مليون سهم للاكتتاب العام بداية من يوم الاثنين 4 يوليو (تموز) إلى نهاية يوم الأربعاء 13 يوليو بسعر 512 ريالا للسهم. وأغلق المؤشر الأسبوعي بارتفاع نسبته 2.9 في المائة عن إغلاق الأسبوع قبل الماضي. وبذلك يكون المؤشر قد ارتفع بنسبة 66.7 في المائة منذ بداية العام. أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد ارتفعت هذا الأسبوع حيث بلغت 115.9 مليار (30.6 مليار دولار) مقابل 105.2 مليار ريال للأسبوع قبل الماضي.
وقد استحوذت أسهم سابك هذا الأسبوع على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 17 في المائة، تلتها أسهم المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي بنسبة 8 في المائة.
وحمل الأسبوع الماضي عددا من الإعلانات حيث وقعت الشركة العربية للتنمية الصناعية (نماء) العقود الخاصة بتنفيذ مشروع «حصاد» التابع لنماء مع المقاولين الرئيسيين. جدير بالذكر ان المقاولين المعنيين قد شرعوا في تنفيذ المشروع منذ اربعة اشهر بناء على الاتفاقيات الاولية تم خلالها العمل على تنفيذ اعمال التصاميم النهائية والتجهيزات الاساسية. من جهة اخرى، وافق صندوق التنمية الصناعي أخيرا على تمويل المشروع، ويتم العمل على الانتهاء من التمويل المصرفي للمشروع والذي سينتج 250 الف طن سنوي من المواد الكيماوية المختلفة وبتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 600 مليون ريال (160 مليون دولار)، وسيبدأ الانتاج في الربع الثاني من عام 2007. ووقع البنك السعودي ـ الفرنسي وبحضور رئيس مجلس إدارته إبراهيم عبد العزيز الطوق في لندن قرضا مشتركا آجلا مدته 5 سنوات وتديره مجموعة اتحاد مصارف إقليمية ودولية بـ 650 مليون دولار، وهو أكبر قرض من نوعه لمصرف سعودي حتى الآن. وتم ترتيب هذه العملية من قبل مجموعة من خمسة مصارف; على رأسها بنك كاليون للتمويل والاستثمار، ديوتش بنك، سيتي بنك، بنك الخليج الدولي، سوميتومو ميتسوي بانكينغ كوربوريشن. وبالنظر إلى الاستجابة القوية التي حظيت بها العملية من البنوك تم إقفال العملية على مبلغ 650 مليون دولار، في مقابل الطلب المبدئي لـ500 مليون دولار. وقد علق جان ماريون، عضو مجلس الإدارة المنتدب للبنك السعودي ـ الفرنسي على العملية بقوله «إن السبب في نجاحها يُعزى إلى الثوابت التي ينطلق منها البنك وإلى مكانته المرموقة في السوق السعودية والعلاقات التي تربطه بأحد أكبر المصارف في العالم». وأردف قائلا «إن نجاح العملية يؤكد على القوة المالية للبنك السعودي ـ الفرنسي والمكانة الرفيعة التي يتحلى بها لدى المؤسسات المصرفية العالمية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا». وقرر مجلس إدارة شركة جرير للتسويق بأن يخضع جميع قروض الشركة مع البنوك التي تتعامل معها الشركة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. وقرر مجلس إدارة شركة الإسمنت السعودية في اجتماعه الذي انعقد الثلاثاء صرف أرباح نصف سنوية عن العام المالي 2005 بنسبة 18 في المائة من رأس المال أي بواقع 9 ريالات لكل سهم على أن تكون أحقية صرف هذه الأرباح لمالكي الأسهم في الشركة كما في نهاية تداول يوم الخميس الموافق 30 يونيو الجاري. كما قرر المجلس أن تبدأ عملية صرف الأرباح اعتبارا من يوم السبت الموافق 16 يوليو(تموز) 2005 .
الى ذلك، صرح عبد الرؤوف مناع، العضو المنتدب لمجموعة صافولا، بأنه من المتوقع أن تحقق مجموعة صافولا أرباحا رأسمالية من عملية طرح 30 في المائة من أسهم شركة المراعي، تتجاوز 700 مليون ريال (187 مليون دولار)، حيث أن المجموعة تمتلك نسبة 40.33 في المائة من أسهم شركة المراعي، كما تشكل حصة صافولا المطروحة للاكتتاب 12 في المائة من إجمالي أسهم الشركة المصدرة، وبذلك تنخفض ملكية صافولا في شركة المراعي إلى 28.33 في المائة بعد اكتمال عملية الاكتتاب. واشارت الشركة في بيان لها إلى ان الأرباح المحققة ستكون نتيجة لهذا الاكتتاب ضمن النتائج المالية لمجموعة صافولا عن الربع الثالث لعام 2005 . من جهة أخرى، أضاف مناع أن مجموعة صافولا ستعقد جمعيتها العامة غير العادية يوم السبت الموافق السادس عشر من شهر يوليو المقبل، وذلك للموافقة على توصية مجلس الإدارة الخاصة بزيادة رأسمال المجموعة من 1.25 مليار ريال إلى 1.5 مليار ريال عن طريق منح (سهم مجاني) لكل خمسة أسهم مملوكة لمساهميها المسجلين بتاريخ انعقاد الجمعية.