العالم إقتصاد
الرأي الاقتصادي
الاندفاع في شراء الأسهم
المصدر : د.وليد عرب هاشم*
جريدة عكاظ يوم الجمعه 5/4/1426هـ
عندما نصل الى مستوى يقوم فيه سائق سيارة الأجرة باعطاء نصائح حول الأسهم, ويقترح لنا الشركات التي يجب أن نساهم فيها, فلنعلم بأن نهاية ارتفاع الأسهم قد اقتربت.
أنا ليس لي أي تحفظ حول سائقي سيارات الأجرة, أو على أي صاحب مهنة شريفة, فجميعنا سواسية, ولكن أضرب بهم المثل فقط لتوضيح نقطة هامة ألا وهي أنه عندما يصبح المتعاملون, أو الخبراء الناصحون في أي سوق, هم حدثاء عليه, أو ربما دخلاء عليه, وليس لهم من خبرة سوى ما عاصروه خلال أشهر قليلة, أو سنة, أو سنتين, فان هذا لا يبشر بأي نمو في هذا السوق, بالعكس فانه عادة ما يكون دليلاً على انتكاسة قريبة للسوق.
وما يحدث في سوق الأسهم السعودية يتماشى مع توقعات بقرب الانتكاسة مما قد يضر بالكثير من المتعاملين لا سمح الله.
نحن شاهدنا هذا السوق يتضاعف بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال أقل من سنة ونصف, ومع ذلك فاننا في الأول لم نعارض ذلك أبداً, بل كان هناك توقع باستمرار زيادة أسعار الأسهم, وذلك لعدة أسباب, منها انتعاش الاقتصاد السعودي, وزيادة أسعار النفط, وتوفر السيولة, وفي نفس الوقت كانت أسعار الأسهم السعودية منخفضة نسبياً قبل سنتين, وبالتالي عندما ارتفعت أسعار النفط وتوفرت السيولة الضخمة, ووجد الأفراد أن الأسهم السعودية تعطي مردودات عالية وأن أسعارها معقولة -ان لم تكن منخفضة- بدأ الاتجاه الى الأسهم, وتزايد هذا الاتجاه مع استمرار تحسن أوضاع الاقتصاد, ومع استمرار تحسن أوضاع الشركات المساهمة ذاتها, فتحسن الاقتصاد وتحسن أسعار النفط, كان لا بد وأن ينعكس أيضاً على أداء شركاتنا المساهمة والتي هي جزء من الاقتصاد, فارتفعت أرباح سابك, وصافولا وشركات الأسمنت, والبنوك, وغيرها, وهذا التحسن في الأرباح أيضاً ضاعف من الاتجاه لشراء الأسهم, وهكذا استمرت العجلة.
ولكن لا بد لهذه العجلة أن تتوقف - أو على الأقل تتوقف عن الارتفاع- وخصوصاً عندما نجد أن غالبية المندفعين لشراء الأسهم اليوم ليسوا الا أشخاصاً ليس لهم خبرة أو دراية بهذا السوق, ولكنهم يتدافعون ويشترون فقط لأن غيرهم أشترى وكسب, وليس لسبب آخر, وهذا الاندفاع شبيه بأي اندفاع لشراء سلعة سواء كانت أسهم شركات سعودية أو بطاقات سوا أو الاشتراك في أنظمة الاستثمارات الهرمية الوهمية, فمع اختلاف الاستثمارات أو الوسيلة الا أنه في النهاية لا بد للاندفاع أن يتلاشى, وعلينا أن نكون جاهزين لهذا الاحتمال - بل أنه أكثر من احتمال - والله أعلم, وعندما يحدث ذلك نرجو أن نكون متأكدين من قيمة الأسهم التي لدينا, وأن لا تكون أسهم لشركات لا قيمة لها , فلا أرباح لها, أو نمو.
|