[المخرج]

«معادن» تحول وحدة الذهب إلى شركة مساهمة
محمد البسام من الرياض
06/06/2005 http://www.aleqt.com/SiteImages/EqNews/11735.jpg تنفذ شركة التعدين العربية السعودية ''معادن'' حاليا إجراءات تحويل وحدة الذهب الاستراتيجية والمعادن النفيسة والأساس التابعة لها، إلى شركة مساهمة وطرح أسهمها للاكتتاب العام تمهيدا لإدراجها في سوق المال نهاية العام الحالي. وأوضح لـ ''الاقتصادية'' مصادر مطلعة أن شركة معادن تدرس حاليا حجم رأسمال الشركة الجديدة تمهيدا لتحديد أسهم الحصة التي ستطرح للاكتتاب العام، وأسهم حصة ''معادن'' التي ستكون حصة أغلبية.
وأضافت المصادر أن هذه الخطوة في إطار توجه شركة معادن لتخصيص وحدات الإنتاج التابعة لها، تمهيدا لتخصيصها بالكامل وفقا لقرار مجلس الوزراء السعودي بتخصيص القطاعات الحكومية والشركات التابعة لها.
وأكد متخصصون في قطاع التعدين أن الاستثمار في قطاع التعدين والصناعات التحويلية المتعلقة به أحد أبرز خيارات التنويع الاقتصادي، بعد أن ركزت الدولة على هذا القطاع في خططها التنموية، ووفرت الأموال والخبرات لإجراء المسوحات الجيولوجية، وتطوير الاستكشاف المعدني في المملكة، على أمل الاستفادة من الخامات المعدنية المكتشفة في تنويع مصادر الدخل، وتوفير الفرص للاستثمار في هذا القطاع.
ونجح القطاع الخاص في استغلال الصخور والمعادن اللازمة لأعمال البناء، واستغلال أحجار الزينة مثل الجرانيت والرخام، بسبب قلة المخاطرة في مثل هذه المشاريع، بينما لم يجازف في الاستثمار في المعادن الأخرى لتكلفتها العالية، قلة المردود، وطول فترة استرداد رأس المال.
وأثبتت الدراسات الفنية والاقتصادية وجود العديد من الخامات المعدنية الواعدة القابلة للاستثمار من أهمها خامات الفوسفات، البوكسيات، المجنيزايت، الحديد، النحاس، الزنك، الذهب، والفضة، حيث سيؤدي تشغيل مشروع الفوسفات إلى استخدام كميات كبيرة من الغاز والكبريت المتوافرة في المملكة لتصنيع الأسمدة وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
كما سيؤدي تشغيل مشروع البوكسيات إلى تزويد مصاهر الألمنيوم الموجودة في منطقة الخليج بمادة الألومينا، إضافة إلى استغلال خام المجنيزايت الموجود في منطقة ضرغط خلال السنوات المقبلة لإنتاج الصودا الكاوية وبعض المنتجات عالية القيمة. كما أن استغلال خام الحديد في وادي الصواوين سيسهم في تزويد مصانع الحديد في الجبيل، ويمكن استغلال خام النحاس في جبل صايد وتصديره أو الاستفادة منه في إقامة مصهر للنحاس، وأيضا خام الزنك في الأمار والخنيقة يمكن استغلاله وتركيزه وتصديره أو الاستفادة منه في مصهر الزنك المتوقع إنشاؤه في ينبع الصناعية. أما خامات الذهب المستغلة فإنه لا يمكن تصنيعها في المملكة دون وجود مصفاة ذهب على أساس تجاري.
ويتوقع قيام عدة صناعات تعدينية تحويلية تعتمد على خامات المعادن الصناعية المكتشفة مثل التوسع في صناعات الأسمنت الأبيض والأسمنت المقاوم والخرسانة خفيفة الوزن والزجاج والخزف والجبس، وذلك لتوافر كميات كبيرة من الخامات اللازمة لهذه الصناعات في المملكة.
كما يتوقع أيضا أن يساهم الاستثمار في قطاع التعدين خلال العقود المقبلة في التنمية الاقتصادية والمتوازية، حيث سيسهم في تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة الاقتصادية وتحقيق موارد إضافية لخزانة الدولة، وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، إضافة إلى جذب الرساميل نحو النشاط التعديني والصناعات التحويلية المتعلقة به، وتحقيق المزيد من الصادرات وتنويعها مما سيحقق عوائد جيدة، علاوة على إيجاد فرص جديدة لإقامة أنشطة صناعية تحويلية في المملكة، وتوسيع القاعدة الإنتاجية، وتوفير فرص الاستثمار في مجال الخدمات المساندة لعمليات التعدين، ونقل وتوطين واستخدام التقنيات الحديثة بالاستثمارات المشتركة مع الشركات العالمية لرفع الكفاءة الإنتاجية، وضمان المنافسة، وتطوير مناطق التعدين بقيام مدن حديثة مشتملة على البنية الأساسية مما يسهم في وقف الهجرة إلى المدن، وتنمية المناطق النائية التي تتواجد بها الخامات المعدنية، وإيجاد فرص عمل جديدة وتدريب الكوادر الوطنية للانخراط في مجال الصناعات التعدينية والصناعات التحويلية المتعلقة بها، إضافة إلى ضرورة التركيز على تشجيع القطاع الخاص على إقامة الصناعات التحويلية التي تعتمد على الخامات المحلية، والتصدير للأسواق العالمية مما يساهم في تسريع النمو الصناعي، وزيادة المردود الاقتصادي، ولن يتم ذلك إلا بجذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع، والاستفادة من تقنيات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.