[smalki]

ليس شرطاً أن يكون طرحي لهذا الموضوع صائباً لدى البعض, فما أقوله لايعدو أن يكون وجهة نظر وإن كنت أعتبرها حقيقة لامناص من وقوعها .

إن المتتبع البسيط لحركة السوق السعودي في الآونة الأخيرة لاسيما بعد انتهاء محفزات السوق من منح وإعلان لأرباح الربع الأول , ليعجب أشد العجب مما يحدث على باحة هذا السوق من ارتفاعات خيالية للكثير من الأسهم , وهي ارتفاعات لايحكمها سوى الشائعات والأخبار المغلوطة التي لا أساس لها من الصحة , وقد تساوى في ذلك كل من أسهم العوائد وأسهم (الخشاش) فالكل أصبح على حد سواء , فقد اختلط الأمر بينهما فأصبح من يريد الشراء يتسآل من منهما يستحق الشراء ؟!فلم يعد العائد على السهم ولا الربح الموزع هو الحد الفاصل بينهما .

ولنأخذ مثلاً سافكو والدوائية والمصافي والاتصالات ,وإن كانت هذه الأخيرة أهونهم في حدة الارتفاع , فما الذي رفع هذه الأسهم إلى أسعارها الحالية ؟! طبعاً سيجيب البعض أن عليها أخباراً طيبة , إما بزيادة في رأس المال وإما بإعطاء منحة , ونحن نقول إن هذه الأخبار الطيبة إنما هي محض شائعات , وقد قام بنشرها أشخاص أصحاب مصالح شخصية في هذه الأسهم , وهم يعلمون أنهم بذلك سيغررون بالكثيرين من البسطاء الذين هم أسرع استجابة من غيرهم , والغريب في إطلاق هذه الشايعات أنه لم تعد كسابق العهد بها , فسابقاً قد تُبث قبل التأكد من صحتها بوقت قصير, أما هذة الآونة فقد تمتد لأكثر من شهر وقد تصل إلى حدود شهرين , والأكثر غرابة في ذلك أن هذه الشركات وإدارتها قد تنفي مايتردد من شائعات ,وتفيد بأنه ليس لديها أشياء جوهرية يمكن التصريح بها , وبالرغم من هذا ولقوة تأثير أصحاب هذه الشائعات ومدى نفوذهم عبر العديد من القنوات الفاعلة في تسريبها نجد أنها تسري بين الناس كالنار في الهشيم.

والحق أننا هنا لاندعو إلى اتباع طرق التحليل الفني واستخدام أدواته وإن كان ذلك ضرورة لاينبغي تجاهلها , لكنني أدعو إلى التروي ومراجعة حساباتنا حول مدى استجابتنا وتأثرنا بهذه الشائعات والتي قد تخسرنا أموالاً طائلة ربما لايتيسر جمعها في عشرات السنين لكنها قد تضيع في بضع لحظات , والحق كذلك أنني لا أنكر المستقبل الواعد لبعض هذه الشركات وما قد تحققه من نمو متوقع خاصة ماتعلق منها بالبترول وارتفاعه, وإن كان السوق كله ليس بمنأى عن هذا التزايد السعري للبترول حتى وإن كان ذلك السهم مندرجاً في قطاع الاتصالات أو الخدمات فكلاهما متأثر بطريقة غير مباشرة بأسعار البترول , فهذا المستقبل الواعد لهذه الشركات وأعني تلك التي لها صلة وثيقة بالبترول قد يجعلنا أن نقيمها بأسعار غير ما يجب أن تكون عليه , لكنها لاتبتعد كثيراً ,وذلك ليس بناءً على ما يدور حولها من شائعات بل من زاوية نموها المستقبلي .

أما إذا انتقلنا لما يسمى( بالخشاش) فستجد تضخماً واضحاً للكثير من الأسهم ,فلن يستطيع أحد منا أن ينكر أن الصحراء تعتبر سهم خشاش فليس هناك كيان موجود لهذه الشركة حتى توزع أرباحاً أو يكون لها نمو في المستقبل , فما المبرر المنطقي الذي رفعها إلى خانة الأربعمئة ؟! لن تجد مبرراً سوى لعبة المضاربة , ثم بالله مالذي جعل اللجين تقفز إلى 180 وهي لم تحقق أرباحاً تعطيها الحق حتى الوصول إلى خانة المئة أصلاً, هل هي مفاوضات مع سابك التي لم تثبت بعد؟! وحتى إن ثبتت فلن يكون لها الحق أن تصل إلى هذه الأسعار , ثم للننظر إلى صدق , ألم تعلن هذه الشركة خسائر في إعلان أرباحها ؟! أليس من عدالة السوق أن يجعلهاتتراجع سعرياً ؟! بالعكس وجدناها ترتفع سعرياَ , فما السبب في ذلك إنه لعبة المضاربة , والتي ستجنى أرباحها على روؤسنا نحن البسطاء , أما صناع السوق فهم من ينتفع من وراء ذلك , إن القائمة تطول والأسهم المتضخمة تزداد يوماً بعد يوم,وهذا والله العالم نذير شؤم وليس بشارة خير .
إنني أذكر بما حدث في مايو من نكسة , ولعمري إن أرى بوادرها الآن ماثلة أمامي , فلنأخذ حذرنا ,فلا نندفع مع هذه الشائعات ولا نساهم في تضخم أسعار الشركات التي لاتستحق حتى أن تكون ضمن قائمة السوق السعودي.