استفسارات عديدة تأتينا من كثير من الاخوان عن وضع السوق للأيام القليلة الماضية و القادمة و أحببت أن أشارككم في موضوع بهذا الشأن.
من منطلق نظرتنا للأمور و بواقعية مجردة لا نجد أي سبب أو عامل يجعلنا نتخوف من تطور السوق و نغير توجهنا الايجابي فيه.
في المراحل المتعددة للصعود تعتبر فترات جني الأرباح القصيرة و التي نشاهدها من حين لآخر هي فرص للشراء في أسهم مختارة و بدون هذه الفرص و العروض المقدمة من المضاربين الذين يقومون بالبيع لا يستطيع المستثمر الحصول على أسهمه التي يحتاجها لمحفظته. لذلك نصيحتنا للمستثمر عندما يشاهد جني أرباح و ما يصاحبها من أسعار سلبية في السوق هي ليست الا فرص للشراء في سوق لازالت دعائمها سليمة و قوية.
الخوف الذي ينتاب البعض من مشاهدة أرقام حمراء في أسعار الأسهم هو العامل الرئيسي الذي يجب أن يتعلم المستثمر توظيفه لصالحه في القيام بالشراء و ليس البيع. و العكس صحيح أن مشاهدة أرقام خضراء متتالية تولد عند المستثمر شعور الطمع للمزيد و يجب أن يوظفها لجني بعض الأرباح في مراكزه التي اشتراها في السابق.
و هكذا يعاود الكرات مرات عديدة في السوق ليخرج بمحصلة ايجابية لمجمل صفقاته التداولية في السوق.
طبعا و من الأسس التي يجب مراعاتها في جميع الأحوال هي وضع حد للخسارة في حال نزل السهم عن سعر شراءه بنسبة معينة و هي تدل على خطأ في توقيت الدخول و عليه الخروج من السهم و عدم التعلق فيه اطلاقا حتى يكون في حرية تامة لاختيار أسهم واعدة أخرى.
التجارة في السوق ربح و خسارة و ليست ملزمة أن تكون كل صفقة مربحة و لكن اذا استطاع المستثمر أن يصل الى أكثر من 70% من مجمل صفقاته بالربح فيكون هذا بفضل الله عليه و كرمه. و من يمنى بخسارة في صفقاته بنسبة أكبر فلا يعتقد أنه الوحيد صاحب الحظ السيء فهذا يحصل في جميع أسواق العالم و لجميع المستثمرين حول العالم. و عليه الاجتهاد أكثر في البحث عن صفقات مربحة و لكن بشرط الالتزام بما أشرنا اليه سابقا.
و هو حسن الاختيار و توقيت الدخول الجيد و الالتزام بالخروج لجني الأرباح أو حد الخسارة.
ما أريد أن أطمئن المستثمرين به أنه لا يوجد في أي مكان في العالم و لا يوجد أي مستثمر في أي مكان في العالم و في أي بورصة مهما كانت لا يوجد أي مستثمر يحقق أرباح فقط و لا يخسر في أي صفقة. لأنه لو وجد هذا المستثمر فسيملك جميع الأموال في العالم. و هذا طبعا ضرب من الخيال.
لذلك المهم لكل متداول ألا يعول على كل صفقة أن يربح فيها و يفرح أو يحزن للخسارة. بل يركز اهتمامه على الشراء و البيع المستمر و يحسب مجمل عملياته و صافي ربحه من خسارته.
بعد هذه المقدمة البسيطة رأيي في السوق هو التالي:
بصفة عامة السوق قوي و مازال للصعود بقية كبيرة باذن الله و لمن يرغب في متابعة أرقام المؤشر فنحن نتطلع للصعود بين 13,000 ثم 15,000 في الأيام القريبة قبل أن تكون لنا وقفة تدقيقية للسوق مرة أخرى.
ما يلغي هذه النظرة لدينا هو قيام المضاربين بهلع جماعي عن طريق بيع غير مبرر خصوصا في الأسهم الاستثمارية و بجنون ليكسر المؤشر تحت 10,000 و وقتها سننتظر الدخول للسوق عند نقاط سعرية جديدة من الأسفل من أجل التقاط أسهم استثمراية مميزة و قيادية بأسعار ستكون مغرية جدا لنا و لمراكز استثمارية طويلة الأجل (3 الى 6 أشهر).
مع خالص التحية و حظا موفقا للجميع