كانت سحّارية..ولكنها تحفظ النقد.
كانت القرارات الإستثمارية سابقاً لا تخرج عن رحم الفكرة إلا بعد أيامٍ طوال.
وكانت تواجه بعقبات إدارية وأنظمة بيروقراطية ربما تجهضها قبل أن ترى النور، وقبل ذلك تمر الفكرة بأخذٍ ورد،
وألف إستشارة وإستخارة، ودراسة جدوى وموقع، ورخصة نشاط، وضرائب بلدية.
كل هذا التعقيد..ويوماً فيوم والسحارية تزيد.
وقد تكون خيرة...ربما كان الوقت كافلاً لتنضج الفكرة.
التجارة الإلكترونية اليوم سهلت كل أنواع الفشل
وقدمته دون عقبات..فقط ماعليك إلا بالخوض فيما لا تعرف لتصل الى الخلف.
هالني بالأمس القريب ما رأيت من أحد عينات هذا الفشل.
جائني في أول الدوام وهو يهمس:
أبو سليمان. ممكن كلمة راس؟؟أبغاك في إستشارة إقتصادية.
قلت:سم. آمر.
قال: أبد. لكني اليوم فتحت محفظة إستثمارية وسجلت بالنت ودفعت 600 ريال أبغى أشتغل في الأسهم لكن أحتاج أسألك بعض الأسئلة.
نعم. تفضل.
المهم الرجل أحضر جريدة، وفتح على الصفحة الإقتصادية وأشار الى جدول الأسهم
ثم قال:
وش معنى سعرالإفتتاح؟
قلت أنت كمن بنا نصف البيت ثم سأل عن الخدمات..
صدقوني: إن الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل.
وهذا الرجل تداركناه قبل أن يقع.لكن غيره كثير، رأى طريقاً فسار، في أي إتجاه؟؟
لا يهم..
المهم،أريد الرصيد يزيد.
كل القرارات يتخذها من على بعد مترين من السرير
وهي المسافة التي وضع عندها لوحة المفاتيح.
بالنسبة لي لن أزيد.
لأنها كلمة، أردت بها أن أقيم الحجة
ويبدو أننا بحاجة الى بيروقراطية إلكترونية حتى نحمي أموال أبنائنا من فشلنا.
|