الأحساء (من لا يعلم فليعلم) دروس وعبر
أخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسأل كثير من الأخوان عن شركة الأحساء ويستفسر عن مصير استثمارهم في هذه الشركة ويبدي الكثير تذمره من سلوك السهم ومعاكسته للسوق والنزيف السعري المستمر للسهم ولهذ سأقدم نظرة شاملة عن ماضي و واقع ومستقبل الشركة من وجهة نظر شخصية لكن قبل ذلك أود أن أبدأ بمقدمة من واقع خبرة وتجربة في السوق.
مثلما البترول محرك أساسي لاقتصادياتنا فالمراكز المالية لأي شركة هي المحرك الأساسي لقيمة الشركة السوقية وخلال السنوات الماضية وقبل بداية الطفرة كان هناك عدد من الشركات المتعثرة البعض منها متأثر بالأوضاع الاقتصادية والآخر في مراحل البناء والآخر بسبب سوء الإدارة وهناك من هو بسببهم جميعاً. وسأذكر لكم تجربة مررت بها مع ثلاث شركات ( مبرد - التصنيع الوطنية - زجاج)
- مبرد -
بدايتي مع سهم مبرد كانت بسعر 46 ريال قبل تجزئة القيمة الأسمية 100 أي بسعر 23 ريال وقبل تخفيض رأس المال- مبرد كانت من الشركات الخاسرة لدرجة أن رئيس مجلس الإدارة الحالي اللحيدان رفع شكوى ضد الإدارة القديمة حتى أنه اشترى أغلب أسهم الشركة وأخرج الإدارة القديمة وطالب بتخفيض رأس المال وقام ببيع جزء كبير من اسطوله النقلي وجدد الكثير منه وخفض المصاريف وباع استثمارات قديمة والنتيجة تحولت الشركة من خسائر متراكمة لزيادة في حقوق المساهمين ( السعر اليوم 160)
- التصنيع الوطنية - (شركة قابضة)
بدايتي مع التصنيع كانت بسعر 50 ريال وقد كانت هذه الشركة من أسوء الشركات لكن بدخول مبارك الخفرة ومؤيد القرطاس في إدارة هذه الشركة تحولت الشركة 380 درجة فأول قرار اتخذوه بيع أي استثمار خاسر 2- بيع أي استثمار لا تملك الشركة فيه نسبة 51% أي لا تستطيع تغير أوضاعه (هذا مرتبط بزجاج) 3- مادة البولي بربلين تنتجه سابك لاكنها لا تغطي الطلب العالمي فكان طريق استراتيجي للشركة وتم الاتفاق مع شركة باسل ببناء المصنع 4- زيادة رأس المال عن طريق اصدار أسهم للشاعر مقاصة مع نصيبة في كريستال. والنتيجة تحول الشركة إلى واحدة من أفضل شركات السوق.
- زجاج-
بدايتي مع زجاج كانت بسعر 70 ريال ولم يكن أحد يعرف أن هناك شركة في السوق اسمها زجاج حتى أني أتذكر أن وسيطي ينصحني ببيع زجاج بسعر 77 لأنه لايعرف هذه الشركة ويضحك علي وأنا أقول له السهم سيصل 150 ( وأنا متحفظ)
زجاج كانت من الشركات المتعثرة ولهذا رأى مجلس الإدارة إيقاف خط انتاج مصنع الدمام من إنتاج القوارير بسبب المنافسة الشديدة مع العبوات البلاستيكية وغيرت استراتيجية الشركة بالتحالف مع قلفقارد وإنشاء مصنع الألواح الزجاجية قاردين الفريد في الشرق الأوسط وإعادة تشغيل مصنع الدمام وتغير خط إنتاجه والتوجه لعبوات الأدوية وهناك نية لفتح خط إنتاج لمبات الفلورنس وزيادة رأس المال وتكثيف العملية الإنتاجية مع تخفيض التكاليف والنتيجة زجاج من أفضل شركات السوق والسعر 260
-------------------
الأمثلة المشابهه كثيرة كسابك سافكو صافولا البحري الآن (تغير استراتيجية النقل من نقل البضائع إلى نقل البترول والخط الجديد الغاز) لكن أتمنى أن يدرك الجميع أن التحولات السعرية هذه لم تاتي بين يوم وليلة بل بعد ضغط سعري ونفسي حتى تتحول الدراسات والاستراتيجيات إلى أرض الواقع تعطي هذه الشركات احقية سعرية تحافظ عليها حتى بعد الهزات ليس كباقي الأسهم التي تحركها أهواء مضاربيها
-------------------
أعتذر عن المقدمة الطويلة لكن لأهمية الدروس المستفادة منها قدمتها بشكل مسهب
--------------------
الأحساء للتنمية
هي شركة قابضة تأسست عام 1993 ارتبطت مؤاخراً باسم مجموعة السعدان الاستثمارية حتى أنها كانت في وقت من الأوقت من ممتلكات السعدان بمايزيد عن نسبة 50%.
وللمعلومية لم تكن شركة الأحساء من شركات الخشاش بمعنى الكلمة كالمواشي وأشكالها لكنها كانت تعاني من مرحلة البناء فالأعباء المالية التي تتكبدها الشركه ناتجه عن إنشاء المستشفى والتكاليف العالية لمصنع الأقمشة ولا أريد أن أطيل عند هذه النقطة لأني أعتقد أنها من الماضي فخسائر الشركة المتراكمة بلغت حوالي 42 مليون ريال من أصل 300 مليون ريال (ساعود لهذه النقطة)
من أهم مميزات الشركة هي أنها شركة قابضة مصرح لها بمزاولة العديد من الأنشطة كـ إقامة المشروعات الصناعية وتملك العقارات والأراضي وإستثمارها وإقامة مخازن التبريد وأساطيل النقل ومحطات الوقود وأعمال الصيانة، وإدارة وتشغيل المدن الصناعية والتجارية والسكنية.
أهم تحول للشركة هو قرار دخول السعدان للشركة وبكل أمانه فقد فلتت مني هذه الشركة فلم أكن أعلم عنها كزجاج والتصنيع وسافكو لأني لم أعلم بهذا التحول إلا بعد ارتفاع أسعار الشركة فقد كنت وقتها أعتقد أنها مسألة مضاربة ترفع السهم من 100 إلى 294 لكن ولله الحمد عادت أسعار السهم إلي من جديد.
طبعاً دخول السعدان للأحساء وإعلان تملكهم لـ 50 % من الشركة ليست من الأمور العادية يمكن إغفالها فالنتيجة الطبيعة لهذا الدخول والإعلان هو مسك زمام الأمور من قبل السعدان للشركة فكان أول قرار هو ترشيح خالد السعدان لرئاسة الشركة وتعين مجلس إدارة تابع له تبعها تغير مدير عام الشركة ، القرار الآخر الذي يحسب لخالد السعدان هو معراضته للإدارة القديمة من بيع استثمار المجموعة السعودية البلغ 1.18 أو ما يعادل حوالي 280 الف سهم في المجموعة بأسعار 250 وتم بيعها بـحوالي 350 بصافي ربح 78.5 مليون ريال وإعادة استثمار المبلغ في سابك والاتصالات وزجاج والبحري وبدون شك لدي ستظهر آثار هذا الاستثمار في نتائج الربع الرابع لهذا العام.
من القرارات الاستثمارية التي صرح بها السعدان في مجالات رسمية وغير رسمية هي تصفية التكاليف التشغلية للشركة من خلال 1- بيع إنتاج مصنع الأقمشة بـ50 مليون ريال سنوي لمدة خمس سنوات 2- النية لتأجير مستشفى الأحساء وبهذه الطريقة ستتخلص الشركة من الخسائر الناتجة أصلاً من تشغيل المصنع والمستشفى وستتفرغ الإدارة للتوسع في المشروعات والدخول بشكل جدي في النشاط العقاري الذي هو في الأصل نشاط السعدان. فمن المشاريع المقترحة مثلاً إقامة الجامعة الأهلية في الأحساء (ومن ثم تأجيرها) الدخول في مجال البترول وتنقيبه وعدد من المشاريع الأخرى والنتيجة الحتمية لهذا التوجه هو زيادة رأس المال. في خلال هذا الوقت ستتفرغ الإدارة لتوجه لاستثمارات ذات عائد ممتاز هم أكثر دراية فيه وهو العقار واستثمار محفظة الشركة في الأسهم حتى أنهم أعلنوا عن هذا مع إعلان الربع الثالث بنيتهم للتوجهة لالستثمارات ذات المردود السريع.
موقف الشركة المالي الآن أكثر من ممتاز فقد تم تغطية جميع الخسائر المتراكمة وخسائر الاستثمارات المتعثرة وانتهى بهم المطاف لتحقيق 4.8 مليون ريال أرباح مبقاة وهو الذي لم يفهمه الكثير عند نزول الإعلان فالربح المحقق في الربع الثالث كان 47.7 مليون.
قبل أن أختم أحب أن أقول أن العقاريين بالذات هم من أكثر المستثمرين خشية على سمعتهم واسمهم ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يعرض السعدان اسمه التجاري والعقاري للخطر لمجرد أن يحقق ربح من مضاربه في الأحساء فحسب معلوماتي هم الآن من صناع السوق أي أنهم يستطيعون تحقيق ارباح كبيرة من مضاربات في أسهم أخرى من دون أن نعلم.
لهذا فأنا أعتقد أن هذا السهم سيكون هو الحصان الأسود في السوق وسيفاجئنا بإعلانات لم تكن في الحسبان كما أعتقد أن سبب نزول السهم الرئيسي هو بسبب التهميش حتى يقرب وقت ساعة الصفر من تغيرات في الشركة أي ليس تصريف أو تجميع بمعنى الكلمة.
هذا مالدي عن هذا السهم وللأمانه أنا من ملاك هذا السهم وأملك كميات جيدة وساقوم بمضاعفتها عند قرب التحول في الشركة وللمعلومية من يملك هذا السهم هو يخاطر لأنه يراهن على أمور لم تحدث وإنما متوقع حدوثها لهذا أنصح الجميع بجعل وزن من المحفظة الهدف منه استثمار بعيد فأنا لن أتفاجئ لو وصل هذا السهم مايزيد عن 350 ريال في المستقبل.
والله الموفق
هذا التحليل مقدم مني خاصة لأخي وصديقي ماجد (أبو محمد) لأنه هو من كان وراء دخولي في التصنيع وزجاج بالأسعار القديمة فهو هدية مني له ولجميع قراء المنتديات الاقتصادية
أخوكم أبو نايف
|