فصاحة فتاة عربية, من التراث الأدبي العربي
 

قيل أن أحد الأمراء مر بفتاة صغيرة تتغني بابيات شعر تقول فيها:
قولي لطيفك ينثني = عن مضجعي وقت المنام
كي استريح وتنطفي = نار تأجَّجُ في العظام
دنف تقلبه الأكف = على بساط من سهام
أما أنا فكما علمت = فهل لوصلك من تمام

فقال لها: لمن هذه الأبيات

قالت: هذه الأبيات لي

قال: كذبت

قالت: بل هي لي

قال: إن كانت لك فهاتيها وغيري قافيتها واحفظي المعنى

فقالت: حبا وكرامة
قولي لطيفك ينثني = عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريح وتنطفي = نار تأجَّجُ في الفؤاد
دنف تقلبه الأكف = على بساط من سهاد
أما أنا فكما علمت = فهل لوصلك من سداد

فقال: هاتيها مرة ثانية.

فقالت:
قولي لطيفك ينثني = عن مضجعي وقت الهجوع
كي أستريح وتنطفي = نار تأجَّجُ في الضلوع
دنف تقلبه الأكف = على بساط من دموع
أما أنا فكما علمت = فهل لوصلك من رجوع
فقال: هاتيها الثالثة

فقالت:
قولـي لطيفـك ينثـنـي عن مضجعي وقت الوسن
كـي أستريـح وتنطفـي نار تأجَّـجُ فـي البـدن
دنـف تقلبـه الأكــف على بساط مـن شجـن
أمـا أنـا فكمـا علمـت فهل لوصلك مـن ثمـن

فقال: صدقت والله هي لك, فأمر لها بعطاء وأكرمها وأكرم أهلها