![]() |
هيئة سوق المال ... بين المطرقة والسندان
مسكينة هيئة سوق المال ، فهي في وضع لا تحسد عليه .
هوامير السوق ( كبار المضاربين ومديري المحافظ وصناديق الإستثمار في البنوك وبعض الجهات الحكومية ) لا يحبونها . " وجمهور السوق " وغالبيتهم من صغار المستثمرين يلومونها . وهي تفهم ، كما نفهم نحن , لماذا لا يحبها كبار السوق . لكن ما يحزنها ، وربما يربكها ، ملامة جمهور المتداولين . ولا يمكن لنا أن ندعي ضعف الذاكرة . فمايو مازال قريبا ، والكهرباء كانت أداته . يومها .. دبّج الهوامير قصائد الغزل في مؤسسة النقد لأنها لم تتدخل وتركت السوق لآلياته ......... يقصدون " آلياتهم " . واحتج صغار المستثمرين ممن خسروا مدخراتهم متظلمين من وقوفها موقف المتفرج وعدم تحديدها لنسب تذبذب منخفضة لوقف انهيار السوق . اليوم .. عندما تدخلت الهيئة في سهم الكهرباء ، فقط لتتحقق ، لامها الكثيرون من هوامير السوق وجمهوره . والكل وجد مدخله للملامة . بعضهم بإسم من تبقى من " متعلقي " مايو . وأشك أنهم كثرة . واعتقد أن كثيرين منهم قد تصرفوا وعوضوا ، وأكثر من أبقوا على السهم الى الآن هم من لديهم القدرة على العمل في غيره ، والله أعلم . لكن مثل هذه القرارات ليست معنية ، للأسف ، بالحالات الفردية . البعض تحدث عن التوقيت ، وفي الأمر خلاف قابل للنقاش . والبعض تساءل عن عدم تحديد ارتفاعات سابك والبنوك وغيرها من القياديات متجاوزا ما يعرفه عن " جماهيرية " سهم الكهرباء وأثرها الواقعي والسيكولوجي على السوق والمتداولين . والبعض تحدث عن قانونية القرار ومشروعيته . وأعيد هنا ما ذكرته في مداخلة أخرى " أن المطالبة بمشروعية مطلقة لقرار الهيئة تتطلب توفر مشروعيات أخرى تتعلق بممارسات تحالف كبار المضاربين ومديري المحافظ وكبار مسؤولي الشركات ومجاسبيهم القانونيين ومن فتل فتلهم" كثيرون تحدثوا عن القرار . ولم يخل الحديث في غالبه من الملامة والسخط أحيانا ، كلٍ حسب موقفه من السوق وفي السوق . لكن ما كان ثابتا أن الهية قالت كلمتها : أنها ستتدخل . ليس فقط عندما يحدث تجاوز أو تلاعب ، ولكن عندما تشك ـ مجرد شك ـ أن هناك احتمال لذلك . لست مدافعا عن الهيئة ، وهي إلى الآن لم تكشف لنا عن وجهها ولا نعرف ملامحها الحقيقية ، وأعتقد لكونها " هيئة جماهيرية " أنها تفتقد إلى مهارات الاتصال الفاعل والمقنع بجمهورها ، وأتفق مع الكثيرين أن خطواتها أبطأ مما نأمل ، وأن منجزها أقل من طموحنا ، لكن قبل الإسراف في اللوم دعونا نتأمل ما يلي بشيء من الموضوعية : -: أن نتأمل " البيئة العامة " التي تعمل فيها الهيئة : مستوى قيم العمل وقيم النظام واحترامه، وقيم الإنجاز وقيم النزاهة " ومستوى خطوط الدعم المتوفرة لها " . -: أن نتذكر صراع المصالح ومراكز القوى التي يهمها تعطيل عمل الهيئة أو على الأقل احتوائها، ويفرحها تعثرها . -: أن نتذكر أن أكثر من يهمهم نجاح الهيئة واشتداد عودها هم جمهور السوق وصغاره وليس نخبته وكباره . والأهم أنه في حين أن الهيئة تملك السلطة النظامية ، فهي بحاجة إلى " السلطة المعنوية " التي تستمدها من جمهور السوق في مواجتها لكباره ، وأن مساندتنا لها تمنحها الثقة في مواقفها وقراراتها . ولا يعني هذا أن لا ننتقدها . ولكن لنكن بجانبها ان عثرت ، وليكن نقدنا نقد النصير . لنقل لها : شكرا .. ولكن . أحسنت .. وحبذا . ومن حقنا أن نطالها بالمزيد لكن دون أن نكون سندانا لمطرقة خصومها . والله من وراء القصد ،،، |
الساعة الآن 07:15 AM. حسب توقيت مدينه الرياض |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.