منتديات تداول

منتديات تداول (https://www.tdwl.net/vb/index.php)
-   اســــتراحـة الــــمســاهــمين (https://www.tdwl.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   من بغاه كله ... خلاه كله (https://www.tdwl.net/vb/showthread.php?t=78359)

ابوخمايل 06-11-2004 12:54 PM

من بغاه كله ... خلاه كله
 
الان


_ أبو علي تسمع اللي أنا اسمعه ؟؟
_ إيه أسمعه... كأن الصوت جاي من البير ..؟؟
سار الرجلان بسرعة يدفعهما الفضول والحيرة ناحية الصوت , أطل أبو علي أولاً وصرخ بذعر
_ أعوذ بالله ! يا ساتر..!
نظر صاحبه إلى البئر وقال محدثاً نفسه..
_ هذا فرخ...! وذولا...
____________________________

\\ قبل يومين //

_ تصدق حتى حميّد دهّن رجلينه بذا وراحت شطوبه !.
أنهى "فراس" عبارته وصمت , متـأملاً أن يتسرب حديثه في أذن فيصل حتى يصل عقله!. كان الأخير يهز رأسه بطرب مع الأغنية وهو يأكل الخبز المغمّس بالشاي
_ تحسبن أبهك عليك ؟ قسم بالله لو تجرب ماتندم !.
فجأة توقف فيصل عن الاهتزاز ونظر إلى فراس
_ أنت مهبول تبين أدهن رجليني بشحم سيارات ؟ وش قالوا لك تحسبن جاي على سيكل من باكستان ؟!.
_ لا يا دبشه ذا ماهوب حق سيارات, هذا مخصص لرجلين الأوادم , حتى شف الصورة اللي على الكرتون!.
رفع فيصل الكرتون وأخذ يقلبه بعناية , تفحص الصورة قليلاً ثم رمى بالكرتون على فراس بغضب
_ مكتوب عليه (غير صالح للاستهلاك البشري) !
_ إيه يعني ما يوكل , بس ما كتب عليه ( غير صالح لتدهين رجول الأوادم)! أقر اسمه (لا شطوب بعد اليوم).

فجأة سمعا صوتاً قادم من آخر المزرعة , قفز فيصل كالملدوغ حاملاً معه عصاً غليظة
_ قم يا فراس شكله ذا حرامي الدجاج اللي قاعد أتحراه !
_ يا أخي هماه ضف أمس كل دجاجك على بال أبوك إنه جاين ينكسهن يعني ؟وش الحرامي اللي مسكت معه تأنيب ضمير على آخر الليل؟.
ركض فيصل بسرعة ناحية الصوت أما فراس فكان يسير ببطء بسبب حمله لكرتون (لا شطوب بعد اليوم)
ما أن وصلا إلى شبك الدجاج حتى شاهدا اللص يحاول اصطياد فرخ صغير بالركن , تقدم فيصل وضرب اللص على رأسه بالعصا , تأوه الأخير وحاول الخروج أثناء دخول فراس للشبك , أصطدم فراس باللص وسقطا على لوح خشبي مرمي على الأرض. أحتضن فراس الكرتون بيده الشمال وأخذ يسدد اللكمات للص بيمينه
_ تبي تسرق كرتون (لا شطوب بعد اليوم) بعد ؟ ما سدنك الدجاج؟
وقف فيصل على طرف اللوح الخشبي وقال لفراس بخوف
_ لا تحرك ! عطن الكرتون وقم بشويش !.
_ لا يا حبيبي أعطيك شويش وأقوم بالكرتون ! تبي أبيع لك ميخالف, أما تسرقه عيني عينك هذي ماصارت !
_ يا كرتون يلي ماسك الكرتون ! أنت منسدح على (البير) . قم شوشوي لا تكسر اللوح !
_ الحين وش يدريك إن أسم الحرامي (البير) أخس والله الحرامي اسمه فرنسي.
_ بالفصحى أنت منسدح على (البئر) اللي يطلعون منه الناس الماء ! والخشبة تبي تنكسر!
ما أن سمع اللص كلمة فيصل الأخيرة حتى أخذ يضرب اللوح بقدميه وكأنه خنفساء مقلوبة !. فجأة مال اللوح من ناحية فراس , وتشبث بقدم اللص محاولاً سحب نفسه إلى الخارج , أخذ اللوح يميل بسرعة وفراس واللص يحاولان التمسك بأي شيء يستطيعان الوصول إليه ,فجأة سقط اللوح بعد أن انقسم إلى جزأين , ضغط اللص بقدمه على وجه فراس وقفز متعلقاً برقبة فيصل! كان فراس متعلقاً بالقدم اللص اليمنى والأخير متعلقاً برقبة فيصل الذي كان يحاول التخلص من اللص
_ فكن يا أبن الكلب ! طح لحالك !يااااااااااا ربيـــــــــه.....!
وهكذا سقط فراس ومن ثم اللص وآخراً وليس أخيراً فيصل داخل البئر.

بعد أن مرت فترة لا بأس بها قضاها الثلاث في أداء أغنيه ( آه ونص) في قاع البئر , تنبه فيصل إلى صوت غريب
_ أوص.. أنثبروا شوي.. ماهوب ذا صوت الفرخ ؟؟
أجاب اللص بثقة بعد أن تحسس جيب ثوبه
_ إلا هذا صوت الفرخ , تصدق أحسبه انفعص مع الطيحه , ولكن ربي كتب له عمر جديد!.
أشعل فراس القداحة وأخذ ينظر مع اللص وفيصل إلى الفرخ وهو يحرث الأرض بقدمه غير مبالٍ بما آل إليه مصيره.
قال اللص بعد أن حملق طويلاً بالفرخ
_ يلعن أبو سعة الصدر يا شيخ ! نعنبو داره حنا نبي نموت وهو قاعد يدور شي ياكله!.
أطفئ فراس القدّاحة وقال بيأس
_ الحين وش نبي نسوي ؟ الولاعة تبي تخرب بعد شوي لازم نلقى حل.
_ الحل موجود!
أنهى فيصل عبارته ونظر إلى كرتون ( لا شطوب بعد اليوم) بخبث وغمز للص , فهم اللص فكرة فيصل وأنقض على فراس وثبته بالأرض. أفرغ فيصل محتويات الكرتون وأخذ يلف الكرتون , كل هذا يحدث وفراس ينظر إلى كرتونه يمزق أمامه.
فتح فيصل أحد العلب ودهن بها رأس الكرتون وأشعله بحذر. قضى الثلاثة وقتاً "منيراً" داخل البئر ومع ذا لم يشعر أحدٌ منهم بالطمأنينة ! فاللص كان يفكر بموقفه المحرج فهو أمام صاحب (الفرخ المسروق) ويعجز عن الهرب , أما فيصل فكان يختلس النظر إلى وجه اللص بتوجس , أما فراس فقد مل من مراقبة كرتونه المشتعل وراح يحدق بفرخ الدجاج الذي كان بدوره يحاول اصطياد حشرة تتسكع مع (الأربعة) في قاع البئر. بعد دقائق انفجر فيصل غاضباً وصرخ بوجه اللص
_ الحين أنت يا أغبى مخلوقات ربي , ماسدنك الدجاج وجاي تسرق الفرخ ؟ فرخ يا ظالم وش الجشع ذا كله ؟!
_ يا أخي بدون تجريح لو سمحت .. ترى هذي أسوء مهمة سويته بحياتي! أصلاً أنا ما جيت اسرق الفرخ أنا مخطط على البقرة اللي كانت أمس مربوطة عند الدجاج.. بس ما كتب الله نصيب!.
قفز فيصل على اللص وصارا يتبادلان اللكمات , وفي هذه الأثناء كان الفرخ يحرث الأرض وفراس يراقبه بغضب
أخيراً نهض فراس وقفز على الفرخ
_ مت يا أبن الكلب ! أنت اللي سببت لنا كل ذا..!
ناور الفرخ بمهارة متفادياً قدم فراس الذي سقط على مؤخرته بعد أن فقد توازنه ؛ توقف اللص وفيصل عن الشجار وتقدما ناحية فراس , ما أن رفعاه عن الأرض حتى انكشف أمامهم كيس قديم مربوط بإحكام في المكان الذي سقط عليه فراس. رفع فيصل الكيس وفتحه
_ وشن ذولي..؟
نظر اللص إلى الكيس وقال
_ هذولي ليرات عثمانية .. هذولي ذهب ! لا هذولي أغلى من الذهب ! صرنا أغنيا !
_ هيه يا سيد حرامي , ما تلاحظ إنك بيخته شوي ! هذا الذهب كله لي أنا راعي المزرعة والبير!
نظر فراس إلى صاحبة وقال وهو غير مصدق لما يسمع
_ لك لحالك ؟! وأنا صديقك ؟.
_ أنت أنثبر ومالك إلا خمسين ريال حقت الكرتون واحمد ربك !
انقض فراس واللص بدون أي تخطيط مسبق على فيصل الذي تسلق البئر بسرعة , سحب اللص قدم فيصل فسقط بقوة على رأسه بقوة وأخذت الدماء تسيل من رأسه بغزارة , صرخ فراس
_ مات ! ذبحته... مات..!
_ اسكت لا تنكبنا.. ما أحد ذبحه , يا أخي هذا قضاء وقدر طاح بقاع البير ومات.
_ طيب الحين وش نسوي ؟؟.
_ الحين لازم نطلع بدون ما أحد يشوفنا...والي بالكيس نصه لي ونصه لك.
راقت الفكرة لفراس المذهول وهز رأسه موافقاً , إلا أن شيئاً واحداً كان يشغل باله , وهو كيف سيخرج من البئر من دون أن يراه أحد. جلس الاثنان ينظران لرأس فيصل المهشم وعلامات الرعب المرتسمة على وجهه "البارد" . نهض اللص وطلب من فراس أن يرفعه للأعلى وهو بدوره سيحاول التشبث وتسلق المسافة الباقية. ضحك فراس بعصبيه وقال
_ لا يا حبيبي ! أنا أطلع أول شي بعدين أسحبك.. ولا تخاف ابجيب معي حبلين الأول أربط نفسك به والثاني اربط به الكيس.
أقتنع اللص بالفكرة , لا لعقلانيتها بل لأنه رأى في فراس شخصاً مسالماً وبسيطاً ولن يقوم بشيء غير متوقع.
صعد فراس على كتفي اللص, وتسلّق المسافة التي تفصله عن الخارج , بعد أن خرج من البئر أطل برأسه على اللص وقال
_ ارم العلب علي .. أخاف أحد يجي ويشوفهن بعدين ينكشف أمرنا.
أخذ اللص يرمي بالعلب على فراس , ومع السرعة حمل العلبة المفتوحة التي دهن بها (المرحوم) الكرتون , وانتثر الدهان على ثوب فراس الذي لم يبالي إلا بعد العلب , لا حباً بها بل ليبعد الشبهات عنه إذا ما كشف أمر البئر. أخيراً أنطلق بسرعة ليحضر الحبلين.. كان اللص يفكر باحتمالية خيانة فراس له حاول أن يبعد أفكاره السوداء إلا أن تأخر فراس أزاد من شكوكه , همس لنفسه بحسرة ( لو فكرنا إننا نطلع بالطريقة ذي يوم كنا ثلاثة , كان ما وصلت الأمور للحد هذا..!)
أخيراً أتى فراس وأنزل الحبلين للص , الذي ربط نفسه أولاً ومن ثم الكيس بسرعة ولم يضيع أي ثانية بالحديث.
_ أسحب الحبل بسرعة .. وتراي ماسك حبل الكيسة يعني لا تفكر تسحبه قبلي !.
أخذ فراس يسحب اللص الذي كان ممسكاً بالحبل المربوط بالكيسة والمشعل بيده اليمنى , عندما وصل اللص إلى حافة البئر نظر إليه فراس وقال بعد أن ارتسمت على وجهه ابتسامة غامضة
_ هل توقع إنك راح تموت لو طحت من المسافة ذي على راسك..؟!
نظر اللص إلى فراس بذعر.. أرخى فراس الحبل وركل اللص على وجهه بقوة !.. رمى اللص بالمشعل وسقط في قاع البئر على طرف اللوح الخشبي وصار ينزف بغزارة.. أما فراس فقد شب فيه الحريق بعد أن وقع المشعل على المكان الملطخ بالدهن .. وصار يقفز كالمجنون على حافة البئر حتى زلّت قدمه فسقط في قاع البئر بجانب فيصل واللص صريعاً مثلهما إلا أنه كان وحده من (أنار) المكان بحق !.

_________
هامش :
الدنيا مليئة بما يكفي حاجاتنا , لا بما يكفي جشعنا. ((غاندي))

____________________


الساعة الآن 03:07 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.