![]() |
ماذا تعني الحرب بالنسبة لقطاع الأعمال في الشرق الأوسط؟
هل هي مجرد أزمة عابرة تليها حقبة من السلام والازدهار وارتفاع أسعار النفط؟
أم أنها بداية لتدهور مريع؟ مع تزايد تهديدات الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق،بدأ رجال الأعمال يتساءلون عن الانعكاسات الفورية للحرب المحتملة على منطقة الشرق الأوسط.وهي تساؤلات منطقية في مثل هذه الظروف، لكن الإجابة عليها ليست بسيطة في الواقع،لأن الوضع في عمومياته يتوقف على نوعية العمل التجاري والموقع الجغرافي الذي يتواجد فيه. فبالنسبة لقطاع السفر والسياحة مثلا، يعني اندلاع الحرب أن الأمور لن تكون على ما يرام. ولعلنا نذكر في هذا المقام كيف تسببت حرب الخليج الثانية في شل حركة السفر،و إرغام شركات الطيران على وقف سفرياتها إلى المنطقة،مما أدى إلى انحسار كبير في الحركة السياحية وبقاء السياح في بلدانهم،على الرغم من أن بعض مدن المنطقة، مثل دبي وعمان، تكاد تكون خلت من أية مخاطر. ولذلك فإن اندلاع أي حرب جديدة للإطاحة بالنظام الحاكم في العراق، سوف تتمخض عنه بلا أدنى شك، انعكاسات غير محمودة على قطاع السياحة خلال الموسم الحالي،حتى لو كانت حربا خاطفة قصيرة الأمد. وما هو متوقع بالنسبة للسياحة ينطبق أيضا على قطاع التجارة، إذ أن بعض المتاجر في دبي تعتمد في 25 في المائة من نشاطها على حركة السياح والزوار.بالإضافة إلى ذلك سوف تدفع حالة الحرب السكان والمقيمين للإحجام عن الإنفاق،عوضا عن الظلال السلبية التي ستلقيها على نشاط المعارض التجارية والمؤتمرات، والحيلولة دون تنظيمها. وفيما يتعلق بالكويت والأردن، الجارتين القريبتين من العراق، فالمتوقع أن يكون الوضع أسوا من ذلك بكثير، حيث سيسارع ميسوري الحال من السكان على الفور إلى مغادرتهما بمجرد إطلاق الإشارات الأولى للحرب.كما أنهم لن يفكروا في العودة ما لم يتأكدوا من أن الحرب انتهت وأن إطلاق النار توقف.وبالطبع سوف يؤدي ذلك إلى انحسار كبير في مبيعات السلع الكمالية والاستهلاكية والسيارات،والتي يتوقع أن تتراجع عائداتها بنسب عالية جدا. غير أن بعض المصرفيين يتوقعون عودة الاستقرار سريعا إلى الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد "صدام حسين"،بحيث تصبح المنطقة ملاذا آمنا ومناسبا للاستثمار والعمل التجاري.وفي ضوء ذلك، فهم يتوقعون حدوث انفتاح اقتصادي سريع في العراق،يحوله إلى سوق واعدة لها أهميتها الكبيرة في الاقتصاد العالمي.كذلك سيبعث هذا الوضع الجديد الآمال في تبني إيران لسياسات أكثر انفتاحا أمام الاستثمارات الأجنبية، علما بأن هناك مؤشرات مشجعة في هذا الصدد ظهرت في الآونة الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، إذا تمت السيطرة على الأوضاع في العراق، فربما تشعر الولايات المتحدة بأنها ملزمة أخلاقيا بإعادة النظر في انحيازها المطلق لإسرائيل،والعمل بجدية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.وان تحقق هذا فسيدخل الشرق الأوسط وقتها في مرحلة جديدة من السلام والازدهار. من ناحية أخرى توقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بنسبة تصل الى4,7 في المائة خلال العام المقبل،وهي أعلى نسبة نمو متوقعة بالمقارنة مع أي منطقة أخرى في العالم.كذلك ستؤدي الحرب على الأرجح إلى رفع أسعار النفط،وهو ما سينعكس بدوره في شكل عائدات كبيرة على خزائن الدول النفطية في المنطقة،وذلك يعني بدوره توفير موارد مالية إضافية تدعم أكثر نشاط قطاع الإنشاءات الذي يشهد أصلا انتعاشا ملحوظا في الوقت الراهن. وعليه،فالآفاق أمام قطاع الأعمال الشرق أوسطي تبدو واعدة في حال شنت الحرب على العراق،لأن الراجح هو حدوث انتعاش نفطي ثالث،وليس تراجعا طويل الأمد كما يظن البعض.وأية اضطرابات ستتعرض لها الأعمال بسبب هذه الحرب، ستكون فترتها محدودة.صحيح قد تظهر بعض المخاوف،ولكن ليس هناك أي أسباب حقيقية تبرر هذه المخاوف،باستثناء ما إذا كانت نابعة ممن يعيشون داخل العراق أو في الدول القريبة منه. بيتر كوبر...رئيس تحرير اي ام انفو |
الساعة الآن 12:42 AM. حسب توقيت مدينه الرياض |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.