خلط الاوراق ... بعد شظف العيش حزين ان يكونوا آخر من يعلم
 

لا ادري كيف هي طباع تلك القلوب التي هي خشنة على المستضعفين ، لان ما جرى في سابق الايام تنبي بان الامر الذي بيت بليل اصبح اليوم واقعا تعيشه طبقة كادحة تعودت على ان تكون هي التي تكون آخر من يعلم .

حينما تراقب ما يجري حولك اليوم هنا تنظر في كل مرة للاحداث بدهشة وكان الفخ يطبق عليك من دون سابق انذار ، وكلها طريقة واحدة تعددت الوانها ، صياد وفريسة وفخ ليس سوى تغيير لمكان الفخاخ واشكالها .

بعد سبع سنوات عجاف مرت على السوق ، يستيقظ اليوم ثلة ترى الامر كالحلم بعد الاياس وكالمعجزة بعد قطعية عدم حدوثها ، وليسوا ملامين بقدر لوم من اقنعهم بان هذا الحدث معجزة ، ليس الامر سوى مرحلة نزول حاد ومرحلة صعود حاد ، سبع سنوات والجمهور يتهاوى امام مرحلة قاسية اتت على الأخضر واليابس وصحى من رأى مصارع القوم يقول هذا ما كنا نراه سابقا ظنا منه ان الصياد مغفل لكي يصنع له نفس الفخ مرة أخرى .

الامر السيء ان جيل مضى وانقضى امره ينبه جيلا جديدا ماضي بقوة وحماسة ليرتوي والسيء اكثر ان الجيل الجديد يظن ان خبرة الجيل الذي وقع في الفخ ليست مجدية فكيف لم يتيقض لها ووقع فيها ، وذلك لان المشكلة ليست في المعادلة البسيطة... ان يوجد فخ ما ... لان المهم اين هو هذا الفخ .

للحق الجميع لا يعرف اين هذا الفخ سواء من وقع فيه او من لم يقع فيه او من يريد ان يقع فيه لان السر مخبأ وراء جدار قصرت قامات طوال عن الوصول اليه ، لأن ما يطبخ في بيت الصياد حتى وان فاحت ريحته الا انه بقصد ان يقترب الجميع اليها .

لا اعتقد ان العلم يفيد نفعا مع بساطة هذا الصياد الجاهل الذي ترك فنون العلم ليتكئ على فكر بسيط ومعادلة السهل الممتنع الذي لا تحتوي عليه امهات الكتب ، فلا اجدى اليوم من ان نترك ما يقوله العلم وننظر ببصيرة الى تلك الروائح الزكية التي تدعونا اليها وهي ليست سوى دعوة الى المهالك.

اليوم نتحدث عن السوق وهو يجمح عاليا نحو خانات العشرات وليس هذا قصورا بل على العكس غنيمة يجب ان تحترز لكن ما يحزن فعلا ان تمر السبع السنين والكل يحذر من بطشها ، وكان قطعان الذئاب التي قررت الانقضاض على الاسهم في نهاية العام المنصرم ، اطلقت ابواقها بالهجوم .

حينما كان المؤشر بمستوى ستة الاف وخمسمائة كان الجميع يشتري ولم نسمع صوتا واحدا مما تعج به الصحف اليوم والمنتديات يدعو لاقتناص الفرص ، اليوم بعد ان اشترى الذئاب الاسهم بابخس الاثمان يعرضونها وكانها فرصة لن تتكرر وبأسعار كبيرة وللأسف بلا حسيب ولا رقيب وللأسف مرة أخرى ان من اشترى هذه الاسهم هي جهات كان من الاجدى ان تتدأب وتتعامل بميثاق الشرف الذي تعاهد وتدين الله به ، صناديق الدولة وصناديق البنوك وبعض المتنفعين والمرتزقة الذين يحجبون كمياتهم اليوم لتتتضخم اسعار الاسهم وتتداول بمئات المليارات لجر المساكين الى نكبة اخرى.

لذلك وفي هذه المرحلة التي تبدو انها مرحلة خلط كبير للاوراق والتي ستظهر المتناقضات مرة اخرى كما جرى في عام 2005 اعتقد ان في السوق فرصا كبيرة لكنها ليست كما تظهر فالحذر وااااجب وليس يعني ذلك ترك السوق لكن خير ما انصح به ان تكتفي بالاستثمار او المضاربة بـ 50 % من محفظتك على احسن الحالات وترك الباقي سيولة نقدية لان عدم الرؤية اصبح غير واضح نهائيا واصبح صعبا ان تثق في ما يجري في السوق .

بالطبع هذه النصيحة للذين لا يملكون طولا ان يحصولوا على معلومات مؤكدة ، اما طبقة المتنفذين والذين يسيطرون على الاسهم والذين تتسرب لهم المعلومات فليس هذا الكلام يعنيهم في شيء لانهم يعلمون جيدا متى يبيبعون ويشترون واقولها صريحة فإنها ومع انظمة الهيئة التي لم تحقق لنا الى اليوم مبدأ الشفافية كما يجب اصبح مشرعا ان يبحث المتداول عن طريقة للوصول الى المعلومة التي يتم حجبها عنه .

وللهيئة يجب عليكم ان تقدموا المعلومات اظهروا لنا المعلومات التي تحتفظون بها للمتنفعين وتبيعونها بأبخس الاثمان لمن لا يستحقها ، حذروا المتعاملين ، نريد ان نعرف فعلا كمية الاسهم الحرة الحقيقية التي تعرفونها و لا تقدمونها للمتداولين ، لا يعقل انه الى اليوم لا تتمكن الهيئة من كشف المضاربين والذين الى اليوم يعبثون .

صناديق الدولة وصنايق الاستثمارات التي توزع الاسهم بينها لكي لا تظهر ، المحافظ السوداء يجب ان نعرفها يجب ان تفصح هذه الصناديق عن الكميات التي تملكها .

اين السوق الكفؤة التي وعدنا بها ، لا أرى اليوم سوى سوق اسهم سوداء وتخبط لا اعرف ما هي نهياته ، لقد بدانا نرى المحافظ الكبيرة النائمة تتحرك ، من الذي يشتري ويبع في سهم الكهرباء ، من الذي اشترى اسهم عذيب ولم يظهر له اي نسبة تملك ، من الذي يشتري سابك اليوم ، من الذي يحرك المليارات يوميا في البنوك ، من الذي يشتري ويبع في الاسمنتيات اسهم كبيره لا يمكن ان يحركها المتداولين الذين اجزم ان سيولته مجتمعين لا تزيد عن اربعة مليار بينما تتهافت المليارات الضخمه الى السوق يوميا ولا نرى من يتحدث من هيئة سوق المال وسكوت تام والنتيجة اكيد انها ايضا ستكون كارثية بدون ادنى شك حتى وان كان اليوم المتداولين راضين ويحققون ارباح يوميه الا ان ما يجري حدث يجب فعلا ان يستمر لا نريد ان يتم امتصاص هذه السيولة ثم نعود مجددا الى سبع عجاف .

اتمنى ان يجد هذا المقال اذن حق تسمعه فتعيه وتتقي من سيحاسبها واقفة بين يديه بلا حرس ولا محامين.


للجميع اوفر التحايا

جزاك الله خيرا ومشكور