منتديات تداول - خرافة صانع السوق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نبارك لجميع المسلمين بشهر رمضان المبارك، جعلنا الله وإياكم ممن يصومه إيماناً واحتساباً، وأسأله

تعالى أن يختمه لنا بالمغفرة والرحمة والعتق من النار إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تعريف: هو جهة واحدة ــ حكومية كانت أو مستقلة ــ تستطيع التدخل في سوق الأسهم وبصورة منفردة

لكبح جماح الارتفاع أو وقف نزيف الخسائر.

عندما يتطلب الحال وجود هذا الصانع ولا يتواجد؛ فإنه بالضرورة غير موجود، أو أنه لم يستطع التدخل

لأي سبب.

بما أنني من غير المؤمنين بوجوده.. سأقتصر هنا على ذكر المكتسبات المرجوة لتحفيز هذا الصانع لكي

يبادر إلى التدخل.

من التعريف يتضح أن هذا الصانع سيبادر بشراء بعض الأسهم عند هبوط الأسعار إلى قيم دنيا،

وسيساهم هذا الشراء على الأقل في استقرار تلك الأسهم واحتمال قوي لارتفاعها لاحقاً. ومن التعريف

أيضاً، فإنه سيقوم ببيع بعض الأسهم عند ارتفاع الأسعار إلى قيم عليا، وسيفضي هذا البيع على الأقل

إلى استقرار تلك الأسهم واحتمال قوي بنزولها لاحقاً. ومن التعريف أيضاً، فإنه من الملاءة بمكان

بحيث أنه لا بد وأن يؤثر (بصفته صانع) في تغيير اتجاه تلك الأسهم والسوق ككل، مع وجود مكاسب

متحققة؛ لأنه يبيع في قمم ويفرض عدم تجاوزها، ويشتري في قيعان ويحرص على بقاءها كذلك.

ولكننا لم نر هذا الصانع وهو يسهم في المحافظة على توازن العرض والطلب عند تضخم أسعار الأسهم

في العديد من الدول!، ولم نجده كذلك عند الحاجة للحد من انهيار الأسعار إبان آخر أزمتين ماليتين

عصفت بالجميع!.

لنأخذ على سبيل المقارنة في السوق السعودي .. الهبوط الحاد للمؤشر في أوائل شهر مارس الماضي

والذي بررت أسبابه في حينها بتداعيات الربيع العربي، ومن ثم ما لبث وأن ارتد السوق وبوتيرة حادة

أيضاً ليقترب أو يتجاوز قيمة المؤشر قبل الهبوط بعد تصريحات بعض المسؤولين مع بقاء مؤثرات

الربيع العربي!. ولنأخذ كذلك هبوط غالبية شركات السوق إلى النسب الدنيا يوم السبت الماضي. فمن

أشعل فتيل النزيف وسعى في تأجيج هذا الاشتعال هو حتما يسعى لاقتناص تلك الأسهم المستنفذة

وبأسعار دنيا، يساعده في ذلك تهافت مجموعات أخرى تسرع في تحقيق هذا الهدف. وحدها .. المحافظ

الاستثمارية الكبرى في البنوك وغيرها هي من لديه القدرة على إشعال هذا الفتيل ليبدأ مسلسل الهبوط

وهي من تتلقف ما تجود به محافظ اليائسين لتبدأ به مسلسل الصعود، أي أنها تبادر وتصنع الحدث لكي

تقتات لتبقى، ويبقى صانع السوق والذي من مهامه المحافظة على مدخراتي كمتداول.. مجرد نعت

أطلقه أحد المتفيقهين ولا وجود له، كالغول والعنقاء.

للجميع خالص الود والتقدير،،