منتديات تداول - تحليل إكتتاب و دخول شركة الإتصالات المتكاملة لسوق الإتصالات

تحليل إكتتاب و دخول شركة الإتصالات المتكاملة لسوق الإتصالات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

باديء ذي بدء، أنا مختص في مجال الإتصالات و عندي أسهم في شركة الإتصالات السعودية و شركة إتحاد إتصالات "موبايلي" و شركة إتحاد عذيب "جو".

عند الحديث عن سوق الإتصالات لا بد لنا من الحديث عن دور هيئة الإتصالات الغير موجود و فشلها في تنظيم السوق التي أوُكل لها مهمة تنظيمه.

بأختصار، أعتقد أن السماح للشركة السعودية للإتصالات المتكاملة بطرح أسهمها للإكتتاب هو قرار متهور و تصرف غير مسؤول من قبل الجميع، سواء في هيئة الإتصالات أو في هيئة سوق المال.

سوق الإتصالات يعاني من فوضى و تسيب بسبب غياب الأنظمة و التشريعات المناسبة لضمان نجاح أي منافسة. الشركة الوحيدة التي نجحت هي شركة موبايلي و كانت بسبب:

1- إجتهاد رئيس هيئة الإتصالات السابق في دعم الشركة

2- بالإضافة بالطبع للإدارة الحكيمة في شركة موبايلي

3- أيضا بسبب طبيعة السوق في ذلك الوقت و نسبة إنتشار الموبايل (لم يتعدى 40% عند دخول موبايلي مقابل 120% عند دخول زين)

4- طبيعة الرخصة و الدعم المطلوب (رخصة الثابت لشركة عذيب و شركة المتكاملة تحتاج أنظمة و تشريعات مهمة فشلت هيئة الإتصالات في طرحها و تنظيمها حتى هذه اللحظة!!)

5- الإسترايتجية الناجحة و القرار الصائب من قبل هيئة الإتصالات في ذلك الوقت في فرض بناء شبكة الياف ضوئية (Fiber Optics) تربط مدن المملكة بين الثلاث شركات (موبايلي/بيانات/المتكاملة) مما أسهم بشكل فعال في إمكانية المشاركة في مصاريف بلغت أكثر من مليار و خمسمائة مليون من شبكة حول المملكة تربط كل المدن و القرى المهمة.

مؤخرا، هيئة الإتصالات لا تبدو مهتمة بنجاح المنافسة بقدر إهتمامها بتلبية شروط منظمة التجارة الدولية (WTO) في منح رخص إتصالات لشركات متعدده بغض النظر عن مدى إمكانية نجاح هذه الشركات. هذا القرار يبدو قرار سياسي!!

لنأخذ على سبيل مثال زين:

1- حتى اليوم بلغت الخسارة المتراكمة 8 مليار و 267 مليون ريال. مبلغ مهول لا شك و تمثل ما يقارب من 60% من رأس مال الشركة البالغ 14 مليار ريال.

2- لا تبدو في الأفق أي بوادر تغير إتجاه الشركه نحو خسارة رأس مالها كله نظرا أن الخسارة الربع سنوية تستمر على نفس المنوال بدون تحسن. الخسارة الربع السنوية لأخر ثلاث أرباع هي على ماهي (540 مليون لكل ربع)

شركة زين في حال صعب للغاية.

نأخذ شركة عذيب

1- بلغت الخسارة المتراكمة 950 مليون ريال. على الرغم من أن المبلغ أقل من مبلغ خسارة زين إلا أنه يمثل 95% من رأس مال الشركة البالغ مليار ريال فقط. و هنا نسأل، لماذا سُمح للشركة بتاسيس الشركة برأس مال هزيل. فشركة مثل هذا لا بد من رأس مال لا يقل عن 4 مليار ريال.

2- هناك تغير إيجابي طفيف في الخسارة الربع سنوية لشركة عذيب، حيث أنخفضت الخسارة لأخر ربع من 143 مليون إلى 122 مليون. لكن الطريق لا يزال طويل قبل أن تبداء الشركة في تحقيق أرباح.

شركة عذيب في حال صعب، مشكلتها هي في راس مال هزيل و على الرغم من التحسن البسيط في اداء الشركة إلا أنها تضل فريسة سهلة لأي تقلب في السوق.

الأن نعود للشركة السعودية للإتصالات المتكاملة لنحلل المخاطر التي سوق تواجهها:

1- رأس مال هزيل يبلغ مليار ريال. لا أعلم ماذا يدور بخلد مؤسسي الشركة و لكن راس مال مثل هذا سيذهب في أول سنة و ليس في سنتين كما هو الحال في عذيب. يكفي أن مصاريف قبل التشغيل تبلغ تقريبا 200 مليون وهذي بحد ذاتها تعني تبخر 20% من رأس مال الشركة حتى قبل أن تبداء. أضف إلى ذلك مليار ريال قيمة الرخصة و التردد و بهذا الشركة أصبحت بلا رأس مال حتى لشراء طاولة رئيس الشركة.

2- أهم مخاطرة تواجهه الشركة برأيي هي غياب أي دور لهيئة الإتصالات في تنظيم السوق و سن قوانين و تشريعات تضمن نجاح المنافسة. على الأقل، كان على مؤسسي الشركة أن يعتبروا مما حدث لشركتي زين و عذيب.

مما سبق، برأيي السماح للشركة بالإكتتاب هو قرار غير مسؤول و تهور بأقل تقدير من الجميع، سواء مؤسسي الشركة أو هيئة الإتصالات أو هيئة سوق المال.

إقتراحي لكل إنسان يريد الإصلاح و الخير لهذا البلد أن ينصح ما يلي لولي الأمر:

1- إيقاف إكتتاب الشركة السعودية للإتصالات المتكاملة

2- يجب أن تبداء هيئة الإتصالات جديا مباحثات لدمج شبكات زين و عذيب و الشركة السعودية للإتصالات المتكاملة في شبكة واحدة تضمن لهم أقل التكاليف في إنشاء و إدارة شبكة موحدة مع الإبقاء التجاري و القانوني لكل شركة على حده.

3- يجب أن تبداء هيئة الإتصالات جديا في طرح أنظمة و قوانين جديده أسوة بالدول التي لها خبرة في هذا المجال و لا أتحدث عن دول مثل أوروبا أو أمريكا بل دول عربية مجاورة نجحت في تخصيص قطاع الإتصالات مثل الإمارات العربية و البحرين. و يُفضل أن يتم تغيير الطاقم الإداري بهيئة الإتصالات بشخصيات ذات حياد و قدرة على إتخاذ القرار المناسب لتحسين وضع شركات الإتصالات و تحسين الخدمات بشكل فعلي.

اللهم أني بلغت اللهم فأشهد

أخوكم سليمان الحارثي

ملاحظة: هناك تفاصيل مهمة في نشرة الإكتتاب و تدعو اي عاقل للتعجب كيف فات على هيئة سوق المال مثل هذه التفاصيل التي تجعل اي انسان لديه أي مباديء محاسبية يحكم فورا بفشل الشركة. لتحميل نشرة الإكتتاب أضغط هنا