![]() |
مكتـــــب حنـــــان(للتقبيل)
اقفلت حنان أدراج مكتبها للمرة الأخيرة! ظل ذلك المكتب مغلقا طيلة ثلاثة أشهر تقريبا...منذ أن توفيت في شهر رجب من عام 1430 الى الخامس عشر من شهر شوال الحالي منذ أن انتقلت إلى هذه المدرسة وانا أتامل مكتبها وأقول في نفسي جازمة إن بصاماتها مازالت عالقة بين رفوفه واتمتم بدعائي لها بالرحمة.. فأنا لم أعرف حنان ولم أقابلها ولكنني سمعت نبأ وفاتها من زميلاتها..فحين قدومي للمدرستي الجديدة في شهر شعبان كان مازل الجرح طريا والذكر شذيا..فحنان معلمة الرياضيات ذات الطبع الهاديء والخلق الراقي..توفيت متأثرة بورم سرطاني في رئتها عاودها في الشهر الأخير من حملها الأول فدخلت على أثره العناية المركزة وتم توليدها وحضيت برؤيته وتسميته ثم توفاها الله .. وفي يوم من أيام العودة في شهر شوال دخلت لغرفة المعلمات سيدة ثلاثينية ..تسأل عن المديرة ..سألتها شخصها قالت: (أخت حنان) ارشدتها إلى غرفة المديرة ..وماهي ألا دقائق حتى عادت المديرة وبرفقه أخت حنان..لتفتح مكتب حنان رحمها الله.. لحظة عصيبة سادها الصمت وترقرق الدموع في العيون صمت مزقه بكاء الخالة(المستخدمة) التي خرجت ولم تحتمل الموقف!! لرقة قلبها ولطول عشرتها بحنان..فحنان كانت اول معلمة تؤسس المدرسة مع المديرة والخالة أم مازن كان الفضول ينتابني لمعرفة ماذا بمكتب حنان ..التي سمعت عنها ولم أعرفها..كانت الأدراج تغص بالأوراق والملفات والأقلام وبعض الحاجيات الخاصة ..قامت أخت حنان بأسى بالغ ودمع جارف وبكاء يحرق القلوب بإخراج محتويات الأدراج على سطح المكتب ليتم فرزها فما كان يخص المدرسة تتناوله المديرة ويتم وضعه على مكتب آخر وما يخص حنان يبقى على سطح مكتب حنان..كان الموقف أشبه وبولادة متعسرة مؤلمة يشارك فيها الجميع ولكنها ولادة بدون صراخ لقد كان الصمت سيد الموقف وفي شجاعة غير معهودة مني..تحركت لغرفة مجاورة لابحث عن كيس نضع فيه حاجيات حنان .وأخذت أساعدأخت حنان في فرز الأوراق والملفات لفت نظري أول ملف يقع في يدي فقد ألجمني ..وصدمني بل زلزلني بقوة بالغة فكان ملف الصندوق متوجا بهذه الآية الكريمة (وقفوهم إنهم مسؤولون)!!!! يالله لم أشعر برهبة هذه الآية كما شعرت بها تلك الحظة !!!وبدون تفكير أخذت أمررها على زميلاتي ليزددن صمتا و وجوما وألما!! وانا أتخيل حنان( التي قالوا لي زميلات انها تشبه اختها كثيرا )وهي مازالت واقفة تحاسب على كل صغيرة وكبيرة في تلك الأوراق والملفات.. فسألت الله ان يجعل حسابها يسيرا وييسر حسابنا...فكم في حياتنا من ملفات ومن أوراق ومن حسابات لم نلقي لها بالا اللهم يمن كتابنا الذي لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.. كتبت هذه القصة الواقعية للعظة والعبرة |
بسم الله الرحمن الرحيم
بالفعل قصه معبره فيها الكثير من الفوائد ولعل من نافله القول أن العبره الكبرى من هذه القصه هي الحرص على الأمانه وحسن التعامل مع الآخرين . والمهم يضا من يفكر في أخذ إجازه من العمل أن يسلم كل مايخص العمل بما في ذلك مفتاح المكتب !!! وتسمي في بعض الأحيان (العهده ) وجزاك الله خير على هذا الموضوع الجميل . |
رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها
|
اللهم ارحمها,, وارحمنا إذا صرنا إلى ما صارت إليه...
|
اللهم ارحمها رحمة واسعة وأكرم نزلها وارحمنا إذا ما صرنا إلا ما صارت إليه |
اقتباس:
شكرا لمرورك الراقي وإضافتك الرائعة |
اقتباس:
شكرا لمرورك ا لجميل |
عظم الله اجر من يهمهم الامر
وعظم الله اجرك وربي الكعبه لودريت ان الموضوع بالحزن هذا ماقريته معذرتا الموضوع حيل مؤسف لكن عزاي :- ان من تقع عيناه على هذه الاسطر لاأن يقول رحمك الله ياحنان رحمة واسعه وجعل قبرها روضه والله ياختي يكفينا من الهم الكثير وهذا سبب اعتذاري لو كنت اعلم ان الموضوع بالحزن هذا دمتي بود وخير جعل ربي مايوريك مكروه في عزيزٍ لديك |
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جنانه لله ما أعطى ولله ما أخد.. أحسن الله عزاؤكم أختي |
اقتباس:
جزاك الله خيرا |
الساعة الآن 07:38 PM. حسب توقيت مدينه الرياض |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.