منتديات تداول - ركة أعمار مقال الإستاذ الفوزان مهم مهم

الاثنين 4 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 21 مايو 2007م العدد (2425) السنة السابعة

كتاب اليوم

عبدالله ناصر الفوزان*

غموض آخر في القوائم المالية لشركة إعمار السعودية قلت في مقال الاثنين الماضي إنني عندما قرأت ذلك الإعلان المقتضب الذي قالت فيه شركة إعمار السعودية إنها أضافت مساحات جديدة للأرض المخصصة لمشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بما يقارب أربعة أضعاف المساحة القائمة شعرت بالذهول لأن المساحة الأصلية لا بد أنه تم تحديدها بناء على دراسات وخطط وتقدير للحاجة والإمكانات فكيف يتم إضافة كل هذه المساحات الهائلة حتى قبل أن يبدأ العمل في المدينة؟ وكيف سيفي رأس المال بالغرض بعد هذه التوسعة الهائلة ما دام أنه قد حدد وفقا للمساحة السابقة؟ وكيف قامت الشركة بكل هذه التوسعة بموجب هذا الإعلان المقتضب دون أية إيضاحات أو مبررات ودون أن توضح كيف حصلت على المساحات الجديدة وبأي قيمة؟ وتساءلت عن مغزى الشركة من ذكرها في الإعلان أن التوسعة تمت تجسيدا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين مع أن إعمار شركة مساهمة عامة اكتتب فيها ملايين المواطنين ولم تأخذ الشركة رأيهم في هذا الأمر البالغ الأهمية عبر جمعية غير عادية، وقلت كذلك إني عدت للقوائم المالية للشركة المعلنة في موقع "تداول" لعلي أتوصل من خلال قراءة الأرقام إلى تفسير مقبول لذلك الأمر الغامض فلم أتوصل إلى شيء مفيد بل على العكس وجدت غموضا آخر.

نعم.. لقد عدت للقوائم المالية الموجزة للربع الأول من العام الحالي 2007 فلم أجد من المعلومات المهمة عن الموضوع عدا إيضاحين يحدد أولهما المبالغ المستثمرة في الأراضي بـ(3.779) ثلاثة مليارات وسبعمئة وتسعة وسبعين مليون ريال، ويحدد الثاني المبالغ النقدية التي لم تستثمر بعد بـ(4.584) أربعة مليارات وخمسمئة وأربعة وثمانين مليون ريال، وإذا علمنا أن رأسمال الشركة في الأصل (8.500) ثمانية مليارات وخمسمئة مليون ريال وأضفنا لهذه المعلومة أنه لا يوجد في المطلوبات أية حقوق للغير من أراض لم تدفع قيمتها فإن هذا قد يعطينا بعض الإضاءة للموضوع.

وقد رجعت بعد ذلك للقوائم المفصلة لعام 2006 لعلي أتوصل لمعلومات أخرى ولكن بدلاً من ذلك وجدت غموضاً آخر، فقد ورد في القوائم المالية تفصيل لذلك المبلغ المستثمر في الأراضي والذي قلنا إنه 3.779 مليارات ريال، إذ تمت تجزئته إلى رقمين الأول مبلغ (2.079) مليارين وتسعة وسبعين مليون ريال وقيل إنه تم به شراء عقارات استثمارية، والرقم الثاني - وهو مربط الفرس - مقداره (1.700) مليار وسبعمئة مليون ريال وقد قيل إنه عبارة عن إصدار رأس المال مقابل عقار استثماري وقد ورد بعد ذلك إيضاح لهذا الأمر اللافت للنظر، فقيل إن كامل مساحة أرض المدينة 168 مليون متر مربع، ومن ضمن هذه المساحة أرض مساحتها 37 مليون متر مربع قدمها مساهم كجزء من مساهمته في رأس المال مقابل مبلغ تم الاتفاق عليه مقداره (1.7) مليار وسبعمئة مليون ريال لقاء أسهم في الشركة بهذا المبلغ. وهكذا يمكننا اعتمادا على هذا الإيضاح الوارد في المركز المالي أن ندرك أن كامل مساحة أرض المدينة البالغة 168 مليون متر مربع تنقسم إلى جزأين، الجزء الأول تبلغ مساحته 138 مليون متر مربع وقد دفعت فيه الشركة مبلغ 2.079 مليار ريال، أما الجزء الثاني فتبلغ مساحته 37 مليون متر مربع ولم يتم شراؤه بل هو حصة عينية ساهم بها صاحبها في الشركة وحسبت له بمبلغ 1.700 مليار ريال، أي أعطي عنها (170) مليون سهم.

ماذا يعني هذا...؟ يعني أن الشركة اشترت الـ138 مليون متر مربع بسعر (15) خمسة عشر ريالا تقريبا للمتر الواحد، في حين أنها احتسبت لذلك المساهم أرضه البالغة 37 مليون متر مربع على أساس (46) ستة وأربعين ريالا للمتر الواحد، وهذا ما تقوله الأرقام والإيضاحات، فلماذا يا ترى دفعت الشركة لذلك المساهم 46 ريالا للمتر في حين أن غالبية الأرض كان سعرها 15 ريالا تقريبا للمتر الواحد..؟

لقد بحثت أكثر من مرة في إيضاحات الشركة وقوائمها التفصيلية لعلي أجد تفسيرا لهذا الأمر الغامض ولم أوفق في العثور على ما يزيل هذا الغموض وإذا فإن الشركة في رأيي مطالبة حتى تكون خطواتها شفافة وواضحة ليس فقط بتقديم تلك الإيضاحات والمبررات التي ذكرتها في مطلع المقال ولكنها مطالبة كذلك بإيضاح أسباب هذا التفاوت الكبير في سعر أرض المدينة.

والخلاصة على أية حال أني خرجت بعد اطلاعي على إعلانات الشركة وقوائمها المالية بانطباع مفاده أنها تفتقر للوضوح والشفافية وهذا ما لا ينبغي لشركة كبرى ساهم فيها ملايين المواطنين، واللافت كذلك أن هذا الغموض تبدى كذلك في إعلاناتها الأخيرة عن بعض الإنشاءات التي أرستها على بعض الشركات وقد يكون هذا موضوعا لمقالات أخرى قادمة.

http://www.alwatan.com.sa/news/write...=494&Rname=110