منتديات تداول - توقعات توحيد فترتي تداول الأسهم من 4,30 إلى 8,30 يومياً

عبدالله الطياري - جدة

يدرس مجلس الشورى خلال الفترة المقبلة المقترح الذي ستقدمه هيئة السوق المالية بشأن تحويل فترتي التداول الى فترة واحدة ، وقالت مصادر (المدينة) بان هذا الاقتراح قدم لهيئة سوق المال من اللجان الخاصة التي كلفت في وقت سابق من قبل بعض البنوك المحلية ، وشركات تقييم دولية تعاقدت معها الهيئة السابقة (ابان رئاسة جماز السحيمي لها).

وأشارت المصادر الى إن نظام الفترتين لم يعد معمولا به سوى في السوق الخليجي وبعض الدول العربية نظراً للإمكانيات الألكترونية المتواضعة في مثل هذه الأسواق ، مقارنة بالآليات المعمول بها في نظام تداول بالسوق السعودي.

وأضافت المصادر إن انظمة السوق السعودي التي ستطبق خلال الفترة القادمة ستمنح ادوارا أكبر لمؤسسات وشركات الوساطة المالية للقيام بدور الوسيط في التداولات وادارة المحافظ بدلاً من البنوك المحلية ، حيث سيصل عددها خلال المرحلة المقبلة الى ما يقارب 10 شركات وساطة مالية محلية وعالمية.

وأكدت المصادر إن قرار تداول الفترتين تم انسجاما مع دوام البنوك المحلية التي تعمل لفترتين ، وأن هذا القرار اتخذ قبل تأسيس الهيئة بأكثر من 14 عاماً تقريباً دون اجراء أي تغيير عليه .. وأضافت المصادر إن المقترح الذي توصلت اليه اللجان ومستشارين من البنوك المحلية اقترح بأن تكون الفترة الواحدة من الساعة الرابعة والنصف عصراً وحتى الساعة الثامنة والنصف بمعدل أربع ساعات فقط ، نافية المصادر بان تكون فترة التداول من الساعة التاسعة صباحاً الى الساعة التاسعة ليلاً كما يتردد حالياً في أوساط المتداولين.

ومن جانبه قال المحلل المالي الدكتور أسعد جوهر أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز: أولاً ما يجري في السوق في الفترة الراهنة ليس له علاقة بعامل الوقت انما له علاقة بما يعاني منه السوق أصلاً منذ فترة ليست بالقصيرة ، ثم زادت بعد ما حدث من انهيار منذ 25 فبراير الماضي ، وبالتالي مشاكل السوق متعددة الجوانب ولا أعتقد إن توحيد النظام وبالذات في الفترة الراهنة ، وبما يعانيه السوق من فقدان للثقة سيعطي دفعة جديدة للسوق أبدا ، اذ لا بد من حل المشكلة الأساسية والاعتراف علناً بها من قبل هيئة السوق المالية الجديدة.

واضاف: ثانياً منذ ما يقارب سنة ونصف تكلمت وتحدثت عن الجوانب النفسية للسوق وذكرت إن نظام الفترة الواحدة أفضل من نظام الفترتين وخصوصاً فيما يتعلق بالجانب النفسي للسوق وليس الجانب الاقتصادي ، حيث إنه خلال الفترة الواحدة يستطيع المضارب من الناحية النفسية إن يتخذ قراراته ويصحح قراراته ويستطيع إن يدرس السوق دراسة متأنية لا تقوم على مبدأ (الحق قبل ما تفوتك الفرصة) ، ولكن في الظروف الراهنة والوضع الحالي الذي يعاني منه السوق كما ذكرت ، يصعب علي إن أرى جانبا مضيئاً في هذا القرار ، إذ ان الأولوية ليست لتوحيد فترة التداول ، وإنما للاعتراف بحقيقة المشكلة ، الاعتراف بأن الهيئة السابقة ارتكبت بعض الأخطاء ومحاولة وضع مجموعة من القرارات لإصلاح السوق في الأجل القصير وليس في الأجل الطويل ، وعدم الهروب من المشكلة بمجموعة قرارات تقنية وفنية لا توثر على الجانب النفسي ، وبدون ذلك لا أعتقد بأن السوق ستقوم له قائمة. وحول الانتهاء من الأولويات التي تحدث عنها ، وما هي رؤياه لتوحيد الفترة الواحدة وتأثيرها في تنشيط وتحريك السوق قال: من دون شك إذا أتت هذه القرارات ضمن مجموعة قرارات وإصلاحات اقتصادية شاملة ، أول ما تطال مؤسسة النقد حول طريقة تعاطيها مع السوق والقطاع البنكي وهو القطاع الذي تشرف عليه المؤسسة وسبل تعاملها مع المتغيرات التي يجب إن تؤخذ في الاعتبار بعيداً عن متغيرات صندوق النقد الدولي بكثافة ، وتوحيد الفترتين سيكون له الجانب الكبير في التأثير على السوق وفي حجم وكميات التداول لكن لن يستطيع التوحيد ان يحدث ذلك بين عشية وضحاها وانما لو تم ضمن إصلاحات نقدية جذرية. ومن جانبه قال المحلل المالي خالد بن فهد الحارثي صاحب مكتب الحارثي للاستشارات المالية بجده بأن الفترة الواحدة تعطي للسوق زخماً ماليا كبيرا من خلال دخول أموال جديدة للسوق والوصول به الى أعلى المستويات في حجم السيولة النقدية المتداولة في اليوم ، للعدد الكبير الذي سيدخل للسوق خاصة إذا قرر إن تكون الفترة في الفترة المسائية ، كون الموظف والتاجر والصانع سيجدون الوقت مهيئا لهم في العمل بالسوق وخاصة بعد المغرب وحتى انتهاء السوق. وتوقع الحارثي ان يلعب الجانب النفسي دوراً كبيراً في إنعاش السوق والوصول به الى مستويات طيبة ، غير ان النتائج الإيجابية للتحول من فترتين الى فترة واحدة لن تخرج بسرعة ، اذ لا بد إن تمر بالعديد من المراحل الى ان يستقر المتداول نفسياً ويتهيأ كثيراً في برمجة الاوقات التي سيعمل بها في الفترة الواحدة.