![]() |
أداء سـوق الأسهـم السعوديـة-مركز بخيت للاستشارات المالية
استمر سوق الأسهم السعودي في أدائه المتذبذب مواصلاً إتجاهه الصعودي نحو تحقيق أرقام قياسية جديدة خلال شهر ديسمبر 2005، حيث بلغ المؤشر العام بنهاية تعاملات يوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2005 أعلى قيمة إغلاق في تاريخ السوق عند 16988.1 نقطة. وبالرغم من التقييم المرتفع جداً لمعظم أسهم الشركات السعودية المساهمة فإن السوق ما زال محافظاً على اتجاهه الصعودي دون اكتراث المستثمرين بالتقلبات السعرية التي تحدث بين الحين والاخر أو مخاوف من تراجع تصحيحي يكاد يكون حتمياً بعد هذه الارتفاعات وإن كان تحديد التوقيت يبقى أمر صعب في ظل توفر عوامل صعود السوق وأهمها السيولة المالية، حيث بلغت قيمة السيولة النقدية - ن2 كما في نهاية شهر نوفمبر 2005 ما قيمته 444 بليون ريال بارتفاع نسبته 9% عن مستوياتها في شهر نوفمبر من العام الماضي. كما تم الإعلان في 12 ديسمبر عن أضخم ميزانية سنوية في تاريخ المملكة خصصت لعام 2006، بإيرادات تقدر بنحو 390 بليون ريال ومصروفات تقدر بنحو 335 بليون ريال، أي بفائض مقداره نحو 55 بليون ريال، في حين بلغت الإيرادات المتوقعة لعام 2005 نحو 555 بليون ريال والمصروفات المتوقعة نحو 341 بليون ريال، أي بفائض متوقع يبلغ 214 بليون، وقد شكل الارتفاع الكبير في أسعار النفط خلال هذا العام الداعم الرئيسي لهذا الفائض، حيث عادت أسعار النفط لترتفع فوق مستوى 60 دولار للبرميل خلال شهر ديسمبر، متأثرةً ببرودة الطقس في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد أكبر مستهلك لوقود التدفئة في العام، مما أدى إلى تراجع مستويات مخزون مشتقات النفط الأمريكية. وقد بلغ سعر برميل نفط "غرب تكساس" بنهاية شهر ديسمبر 61.1 دولار ، بارتفاع قدره 3.7 دولار أو ما نسبته 6.5% عن سعره في نهاية الشهر الماضي. الجدير بالذكر أن متوسط سعر برميل نفط غرب تكساس خلال العام 2005 قد بلغ 56.6 دولاراً، بارتفاع نسبته 36% عن متوسط سعر البرميل خلال العام 2004 والبالغ 41.5 دولار. وقد شكلت جميع هذه العوامل دافعاً لمواصلة صعود الأسهم وتضخم أسعارها لتصل إلى مستويات قياسية وتعكس مكررات ربحية مرتفعة جداً تتجاوز 100 مكرر للعديد من الشركات، حيث تجاوز مكرر ربحية السوق في نهاية شهر ديسمبر 40 مكرر!، الأمر الذي ينذر بضرورة حدوث تراجع تصحيحي يعيد أسعار أسهم الشركات المدرجة إلى مستوياتها العادلة وخصوصاً شركات المضاربة التي باتت تشكل مصدر خطورة على السوق بسبب ارتفاعاتها الحادة والغير مبنية على أي أسس استثمارية، حيث عادة ما تؤثر على السوق بوجه عام في حال تراجعها بسبب الارتباك الذي تسببه بين المستثمرين. هذا وقد سجل مؤشر "مركز بخيت لأكبر 20 سهم مضاربة" ارتفاعاً حاداً هذا الشهر بلغت نسبته 16% وسط عمليات تداول مكثفة هي الأكبر منذ إنشاء السوق فقد بلغت قيمة تداولاتها لهذا الشهر نحو 162 بليون ريال بارتفاع نسبته 23% مقارنةً بالشهر الماضي، وشكلت نحو 26% من إجمالي قيمة تداولات السوق، في حين أن الحجم السوقي لهذه الشركات لا يتجاوز 2% من إجمالي السوق. من جهة أخرى، أنتهت عملية الاكتتاب في شركة ينساب (17 ديسمبر - 29 ديسمبر) وهي أكبر عملية اكتتاب يشهدها السوق من حيث عدد المكتتبين الذين قدروا بنحو 8.9 مليون مكتتب، أي ما يزيد عن نصف التعداد السكاني للمملكة، وتمت تغطية الاكتتاب بنحو 2.9 مرة. هذا وقد اغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي في نهاية شهر ديسمبر عند مستوى 16712.64 نقطة بارتفاع نسبته 2.5% عن إغلاق شهر نوفمبر الماضي، وبذلك يرتفع المؤشر منذ بداية العام 2005 بنسبة 104%. أما من حيث قيمة التداول في السوق فقد سجلت هذا الشهر أعلى مستوى لها في تاريخ السوق حيث بلغت 635.6 بليون ريال بارتفاع نسبته 50% عن قيمة تداولات السوق في شهر نوفمبر الماضي والبالغة قيمتها 422.7 بليون ريال. الجدير بالذكر، أن قيمة تداولات السوق منذ بداية العام قد بلغت 4139 بليون ريال وهي تزيد عن مجموع قيمة تداولات السوق منذ بداية إنشائه في عام 1985 وحتى عام 2004، أي أن السوق قد حقق قيمة تداول خلال سنة واحدة (2005) ما يزيد عن مجموع قيمة تداول السوق لفترة 19 سنة سابقة، الأمر الذي يعكس الازدياد الحاد في حجم الإقبال على الاستثمار في سوق الأسهم السعودي في ظل توفر السيولة العالية. هذا وقد تم تداول اسهم 77 شركة مدرجة في السوق، ومن ناحية الأداء فقد ارتفعت أسعار أسهم 60 شركة فيما انخفضت اسعار أسهم 17 شركة، وقد جاء اداء قطاعات السوق على النحو التالي:
قطاع البنوك: بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها قطاع البنوك منذ إعلان نتائجه المالية للأشهر التسعة الأولى 2005، تعرضت معظم أسهم القطاع خلال هذا الشهر لعمليات بيع لجني الأرباح أدت لتراجعها بشكل متفاوت، مما خفض من مكرر ربحية أسهم القطاع الذي ما زال يعتبر مرتفعاً، ويصل معدله إلى 40 مكرر. هذا وقد أنهى مؤشر القطاع أداؤه لشهر ديسمبر بتراجع نسبته 3.5% عن الشهر الماضي, فيما بلغت قيمة تداول القطاع 23 بليون ريال مقابل 26 بليون ريال للشهر الماضي. قطاع الصناعة: ما زالت أسهم القطاع تشهد تبايناً ملحوظاً في أدائها، فمن جهة تشهد أسهم الشركات القيادية في القطاع ارتفاعات محدودة بانتظار ظهور نتائجها المالية السنوية للعام 2005، ومن جهة أخرى تستمر عمليات المضاربة المكثفة على أسهم الشركات الصغرى التي توصف بأسهم المضاربة لتحقق ارتفاعات حادة وخصوصاً سهم "شركة المصافي" الذي شهد صعوداً حاداً جداً في شهر ديسمبر، حيث ارتفع سهر السهم من 1990 ريال إلى 5012.75 ريال خلال فترة أسبوعين فقط أي بارتفاع نسبته 152%!، إلا أن السهم عاد للتراجع كعادة أسهم المضاربة في نهاية الشهر ليصل إلى 3375 ريال. وكان هذا الارتفاع قد بني على إشاعات كانت الشركة قد أعلنت عدم صحتها في السابق وتفيد الشائعات بأن الشركة كسبت قضية متعلقة بحصولها على أسهم في "المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي" والتي كانت الشركة قد تنازلت عن حقها في الاكتتاب فيها عام 2003. هذا وقد أنهى مؤشر القطاع أداؤه هذا الشهر بارتفاع نسبته 3.5%، كما ارتفعت قيمة تداول القطاع بشدة لتصل إلى 257 بليون ريال مقابل 172 بليون ريال للشهر الماضي. قطاع الاسمنت: واصلت جميع أسهم شركات الاسمنت ارتفاعها بحدة في ظل تفاؤل المستثمرين بزيادة انتاجية القطاع وارتفاع أرباحه مستقبلاً بعد إعلان عدد من شركات القطاع عن بدء تشغيل خطوط انتاج جديدة ستغطي الطلب المتزايد على مواد البناء في السوق المحلية مستقبلاً. هذا وقد سجل مؤشر القطاع أداءاً مميزاً هذا الشهر بارتفاع نسبته 19.2%، فيما ارتفعت قيمة تداول القطاع بحدة لتصل إلى 40 بليون ريال مقابل 19 بليون ريال في الشهر الماضي. قطاع الخدمات: تواصل غالبية أسهم شركات الخدمات صعودها الحاد الغير مبرر وسط استمرار عمليات المضاربة المكثفة عليها، مما دفع مؤشر القطاع للارتفاع بحدة بنسبة بلغت 16.5%, فيما بلغت قيمة التداول 178 بليون ريال مقابل 126 بليون ريال للشهر الماضي. قطاع الكهرباء: واصل سهم "السعودية للكهرباء" أداءه المتذبذب للشهر الرابع على التوالي وسط إقبال مكثف من المستثمرين، حيث تضاعفت معدلات تداول سهم الشركة هذا الشهر لتصل إلى 29 بليون ريال مقابل 15 بليون ريال في الشهر الماضي. هذا وقد أنهى سهم الشركة أداؤه لشهر ديسمبر بارتفاع نسبته 4.7%. قطاع الزراعة: ما زالت عمليات المضاربة المكثفة تسيطر على أداء أسهم القطاع، لتدفعه نحو ارتفاعات حادة. فقد سجل مؤشر القطاع ارتفاعاً حاداً بنسبة 33%، كما ارتفعت قيمة التداولات بحدة لتصل إلى 78 بليون لهذا الشهر مقابل 48 بليون خلال الشهر الماضي. قطاع الاتصالات: استمر التذبذب في أداء سهمي الشركتين المتنافستين وذلك مع ترقب المستثمرين لنتائجهما المالية السنوية للعام 2005، ويأتي ذلك وسط ازدياد ملحوظ في الحملات الدعائية للشركتين خلال الفترة الأخيرة بهدف جذب أكبر عدد من العملاء لكل منهما. هذا وقد ارتفع مؤشر القطاع بنسبة 2.5%، كما ارتفعت قيمة التداولات بحدة لتصل إلى 28 بليون ريال مقابل 14 بليون ريال للشهر الماضي. قطاع التامين: شهد سهم "التعاونية للتامين" استقراراً نسبياً وسط تذبذبات ضمن نطاق محدود، أنهى السهم خلالها أداؤه لشهر ديسمبر بانخفاض طفيف تبلغ نسبته 0.8%. فيما بلغت قيمة تداولات أسهم الشركة 3 بليون ريال وهي تعادل تقريباً قيمة تداولات الشهر الماضي. توقعات الشهر المقبل: يظل التذبذب السمة الرئيسة التي تغلب على أداء سوق الأسهم السعودي إلى حين صدور النتائج المالية السنوية لعام 2005 للشركات السعودية المساهمة, وبشكل خاص الشركات القيادية وشركات البتروكيماويات والتي سيكون لها الأثر الأكبر في تحديد اتجاه السوق. |
الساعة الآن 07:48 PM. حسب توقيت مدينه الرياض |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.