علي سعد الموسى
في اليوم الأول لتداولها في سوق الأسهم، حققت شركة المراعي ربحاً مضاعفاً لما يقرب من ضعفي قيمتها الدفترية لحظة الاكتتاب. هي هنا، مثل مثيلاتها من الشركات القادمة إلى السوق ولكن يبقى السؤال: ما هي الشرائح الاجتماعية التي يجب علينا أن نوجه ذات السوق لما يخدم مصلحتها؟ بل من هو المستفيد الحقيقي من سوق الأسهم المتصاعدة؟ بالطبع، لا يمكننا الحجر على ضرورات السوق المفتوح ولكن ما يمكن لنا أن نفعله ليس إلا أن نوجه حركات الاكتتاب للشركات القادمة لما يخدم الشرائح الشبابية بالتحديد. تعبنا من مصطلح - الهوامير - وآن الأوان أن يأخذ الصغار حصتهم من فخذ دجاجة تلد ذهباً.
كيف؟ هنا نوعان من الشركات. شركات خاصة يصعب فرض قوانين اقتصادية على أصحابها وهم ينزلون بأسهمهم إلى حراك السوق. وشركات أخرى حكومية يتم بيع جزء من رأس مالها إلى القطاع الخاص مثلما حدث لشركات الاتصالات ومثلما هو للكهرباء ومثلما سيكون أيضاً في القريب القادم للخطوط السعودية وشركات البترول المساندة والمياه وغيرها. حتى الشركات الخاصة من النوع الأول قامت في الأساس على قروض رسمية حكومية واغتسلت في الأصل بالمال العام. ما هو المقترح إذا؟ المقترح أن نجد آلية تنظيمية تحد من سطوة الهوامير على الاكتتاب في الشركات القادمة إلى السوق وفي ذات الوقت تجعل لقطاع الشباب حصة أكبر في عدد الأسهم المتاحة للاكتتاب في هذه الشركات. آليات تقرر للشباب دون الخامسة والعشرين وللأسر الفقيرة ولأصحاب المراتب الوظيفية الدنيا ولطلاب الجامعات فرصة أولية لدفع رأس مال اكتتاب هذه الشركات على أن يفتح الباب للشرائح الأعلى على إكمال ما تبقى من رأس المال المطلوب إذا لم تتمكن الشرائح الأقل من الوفاء به. في شركة الاتصالات الأخيرة، قفز المؤشر إلى خمسة عشر ضعفاً لقيمة السهم وإذا ما افترضنا أننا أتحنا لكل شاب الفرصة للمساهمة بخمسة آلاف ريال في اكتتاب هذه الشركة فهذا يعني أن مبلغ الأرباح الذي سيحصل عليه اليوم كاف جداً لوضع حجر الأساس لبناء أسرة. وبالقياس، يمكن لنا تطبيق ذات المسطرة على الشرائح المقترحة. وإذا كنا غير قادرين على دفع هذه الشرائح إلى السوق الفعلية، فنحن قادرون على فتح الباب لهم لحظات الاكتتاب. لا يمكن لنا أن نوازن وأن نساوي بين أصحاب الملايين وأهل الملاليم في توزيع الأسهم من إقفال الاكتتاب فليكن للجميع حصصهم العادلة. تخيلوا لو أن شركة واحدة كالاتصالات السعودية طرحت عشرة بالمئة من رأس مالها الباقي لهذه الشرائح التي تحاول الوصول إلى - المائدة - مع الكبار فلا تستطيع لأن النظام دائماً في صف القادر القوي!.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد - حمد حلوه تبليط البحر :509: