![]() |
جريمة حرب أم حرب عادلة: دعوي قانونية ضد بلير
:619: عرض لكتاب: جريمة حرب أم حرب عادلة: دعوي قانونية ضد بليرقصف بريطانيا للعراق منذ عام 1920 مرورا بعام 1940 وحتي 2003 ليس من أجل تحرير العراقيين أمريكا استخدمت لغة عنصرية ممزوجة بخطاب ديني جعلت العراقي العدو بمنزلة المتحالف مع الشيطان 01/05/2005م عرض وتقديم: ابراهيم درويش جريمة حرب أم حرب عادلة؟ هذا كتاب غاضب، عن حرب العراق وعن المغامرة البريطانية فيه وبالتحديد اكثر هو عن توني بلير، الذي يتهمه المؤلف نيكولاس وود بجرنا لحرب قتلت آلاف العراقيين وشوهت آلافا اخرين. ويقول الكاتب كلما قرأت عن مسلم تعرض للتعذيب باستخدام عصي المكانس او روعته الكلاب لدرجة بال فيها علي نفسه من الخوف، اشعر شخصيا بأني منتهك، مشيرا الي ان هذه الاساليب هي جزء من لعبة الجنود الامريكيين. وعندما يقول توني بلير ان معلومات حيوية تم استخلاصها من معتقلي غوانتانامو، قلت لنفسي كم هو شرير هذا البلير، وعندما اشاهد اطفالا عراقيين اطرافهم مشوهة يصرخون بين ايدي والديهم ابكي. التدمير الكامل لمدينة الفلوجة يشبه حكاية من زمن التوراة، لماذا جر بلدي لهذه الحرب؟ قيل لنا انها من اجل نزع اسلحة الدمار الشامل التي يمكن ان تستهدف هذا البلد في غضون خمس واربعين دقيقة. ولكن الكاتب يري ان الحرب التي شاركت فيها بريطانيا امريكا، هي حرب عن التضليل وفقر المعرفة بتعقيدات الوضع العراقي. فهو يقول ان توني بلير، او جورج بوش لم يكونا يملكان ادني المعرفة بالوضع العراقي، التاريخي والاجتماعي والسياسي. فكونهما مسؤولين فانهما عندما يزوران بلدانا في زيارات رسمية يقضيانها بين القصور والفنادق الباذخة. ومن هنا فهما لا يعرفان شيئا عن تاريخ العراق، تنوعه الاثني، والازدهار الذي حصل فيه في السبعينات والمعركة الناجحة التي خاضها للقضاء علي الامية، ام انهما عرفا ما ارادا معرفته وهو عالم السياسة الواقعية لعالم صدام حسين، قسوته، وخطره علي اسرائيل. ولكن معلومات بوش وبلير جاءت من المتطرفين المسيحيين ومن المحافظين الجدد والمنتفعين الانتهازيين من المعارضة العراقية، حيث صب هؤلاء في اذانهم كل السموم والاكاذيب والتي اخفت الحقيقة عن كرامة وكرم ولطف العراقيين ولو لم يستمعا لهذا الحشد من المتعصبين لقاما بالجهد الاكبر كي يتجنبا الحرب، وربما احبا العراق والعراقيين والفرات الذي يمر هادئا من بابل. ولكن الكاتب نيكولاس وود، لا يقدم عرضا وادانة لموقف بوش وبلير من الحرب بل سعيهما الدائم لتدمير العراق باسم التخلص من صدام حسين، وهو تلخيص قانوني يقدم الادلة التي تجعل منهما ومن كل من شارك في هذه الحرب غير العادلة محلا للمساءلة القانونية بل والوقوف امام المحاكم مدانين بجرائم الحرب. دوافع الحرب ويري وود اننا لا نستطيع عزل انفسنا عن الحرب الدائرة في العراق لسبب بسيط وهو اننا دفعنا الضريبة، ولدينا ثروة كبيرة باعتبارنا الدولة الثانية في تصنيع السلاح في العالم . غزو العراق لم يسر حسب الخطة الامريكية، التخلص من صدام حسين وتنصيب حكومة موالية لها في بغداد. فمع ان صدام ذهب الا ان العراق تحول لاتون يجذب اليه كل القوي المعادية لامريكا، ويبدو ان بوش وبلير ذهبا للحرب بدون خطة، فبحسب الاستراتيجي العسكري كلاوفتيز الذي كتب عن خبرته في القتال في الحروب النابلويونية الحرب هي دائما في خدمة السياسة.. وبدون خطة جيدة فالنجاح في الحرب غير محتمل . وبالنسبة لامريكا وبريطانيا فالحرب في العراق كانت لها الكثير من الدوافع منها التخلص من صدام حسين ونشر الديمقراطية، ولكن اية ديمقراطية، فالمتحالفان في الحرب لم يدرسا التعقيد العراقي. وفي حالة بلير، فانه تجاهل تقارير ومذكرات وزارة الخارجية التي حذرت من مخاطر المغامرة في العراق، كما ان نظاما يحل محل صدام حسين سيتحول تدريجيا لصورة عن النظام السابق، ولكن الديمقراطية والحرية الامريكية لم تنظر الي المحاذير ولكنها نظرت بعين سياسة السوق، اضافة للاطماع النفطية. وهذه الاطماع تعود الي عام 1973 عندما تلقي رئيس الوزراء في حينه ادوارد هيث تحذيرا من ان الولايات المتحدة لديها خطة لغزو مناطق النفط في الشرق الاوسط خاصة بعد الحظر النفطي الذي فرضت الدول العربية واوبك. ومن الدوافع الاخري وهو طموح اسرائيل، حيث قامت الولايات المتحدة واسرائيل بعدد من دراسات الجدوي لاجل انشاء خط مياه من نهر الفرات لاسرائيل. وركزت اسرائيل كثيرا علي الاكراد حيث قامت بانشاء شبكة من الاتصالات معهم ومساعدتهم في مطالبهم الاستقلالية. ويقول الكاتب ان دعم صدام للفلسطينيين اثناء الانتفاضة كان جزءا من هذا التعاون الكردي ـ الاسرائيلي كما ان اللوبيات الصهيونية تطمح دائما للتوسع غربا. اما الدافع الرابع للحرب فله علاقة بالتواجد العسكري الامريكي في السعودية، حيث يبدو النظام السعودي مهتزا بفعل الضربات التي وجهتها القاعدة له. وبناء عليه فنصائح الخبراء عن آثار الغزو الخطيرة تم تجاوزها. وفوق هذا الجهل التي تزاوجت مع طموحات الرموز التي وقفت وراء مشروع القرن الامريكي الجديد، فان امريكا وبمعونة بريطانية شنت حربا علي العراق، البلد الذي تقول تقارير الصليب الاحمر ومنظمة العفو الدولي (امنستي انترناشونال) ان نسبة الاحداث والاطفال تحت سن الثالثة عشره هي 50 بالمئة، وفوق هذا استخدمت امريكا الرموز النازية الالمانية لوصف قصفها المكثف للعراق الصدمة والترويع حيث سقطت الصواريخ والقذائف علي بلد فقير في الاعداد العسكري بعد اكثر من عشرة اعوام من الحصار. والحرب الامريكية القصيرة التي لم تستمر اكثر من ثلاثة اسابيع ادت الي انهيار نظام صدام حسين، وبدلا من ان يستقبل العراقيون الغزاة الجدد بالورود والرياحين، استقبلوهم بالنهب والقنابل المخففة مما يعني ان حرب بوش وبلير فشلت ايضا في الوفاء بشرط اخر من شروط الحرب الناجحة حسب كلاوفيتر اذا لم تحتل كل الاراضي فانت لم تفتحها . ما ظهر بعد الغزو السريع ان بريطانيا وامريكا اخلتا بالكثير من المواثيق الدولية، مباديء محكمة العدل الدولية، ميثاق جنيف، او مبادئ محكمة نيورمبيرغ، او مبادئ المحكمة الجديدة لجرائم الحرب. وبدلا من تبني مبادئ الماغنا كارتا التي قامت عليها الديمقراطيات الحديثة من عام 1215 قام الغزاة الجدد بفتح نفس السجون التي استخدمها صدام حسين. كما ان جورج بوش استخدم خطأ وصفا للحرب بانها حملة صليبية فهو يمثل قيادة فقيرة ذات ارضية مسيحية متطرفة، ومن هنا فالعبارات الدينية تم استخدامها في الحرب علي العراق من اجل حماية الجنود الامريكيين، مما يعني ان العراقيين الذين جاء الامريكيون لتحريرهم اصبحوا في هذه المصطلحات الدينية العدو المتحالف مع الشيطان. تصرفات سادية واضافة لهذا فالوسائل التي استخدمها الجنود الامريكيون، القسوة، الانتهاكات الجنسية والتصرفات السادية والاذلال والتلذذ بتدمير بيوت العراقيين واهانة اطفالهم غطت علي كل النوايا التي قامت عليها هذه الحرب. كتاب وود، ليس تحليلا معمقا للحرب، فهو لا يهدف لهذا بقدر ما يريد تقديم ارضية قانونية لادانة بوش وبلير، ولهذا فهو يقدم معلومات نافعة عن تاريخ العراق لمن لا يعرف شيئا، ويركز الكاتب هنا في تاريخه علي نفط العراق، منذ عام 1810، وهو العام الذي بدأ فيه البريطانيون المسح الاركيولوجي للعراق، ويقول الكاتب ان النهب البريطاني المنظم للعراق بدأ عام 1845، عندما قام الباحث الاثري اوستن هنري ليلارد بعمليات تنقيب اثري في نمرود ونينوي، حيث قام بشحن قطع كبيرة من الاثار الاشورية الي بريطانيا، ومنذ ذلك الوقت تنافس البريطانيون مع الفرنسيين والالمان والامريكيين حول المواقع الاثرية العراقية. ونتيجة لذلك امتلأت المتاحف الاوروبية بقطع تحف من الاثار العراقية التي تمثل تاريخا يمتد الي الاف السنين. ويقول الكاتب ان ما يظهر من التاريخ البريطاني في العراق هو الاستخدام المستمر للطائرات الحربية في ضرب العراقيين، مشيرا الي ان التبرير الذي ساقته بريطانيا للذهاب للحرب هو ان صدام استخدم الغاز ضد الاكراد في حلبجة عام 1988، وهذا الفعل هو صورة عن عمليات قامت بها القوات الجوية البريطانية في العراق في الاعوام 1917،1920،1924، 1925، 1930، 1931، 1932، 1941، 1991، 2003 مشيرا ان كل عمليات القصف هذه لم تكن من اجل تحرير العراقيين. ولاكثر من مئة عام وبريطانيا تتعامل مع العراق باعتباره الكعكعة التي يمكن ان تقطع منه بعض القطع، مشيرا في هذا الاتجاه الي تصريحات جاك سترو عام 2003 الذي قال قمنا بالمخاطرة ودفع التكاليف، ولا يمكن ان نسمح للفرنسيين والالمان لحشر انفوفهم في الكعكة ، اما جيرمي غيرنستوك، المبعوث البريطاني الخاص للعراق فقد قال ان الشركات البريطانية يجب ان تحصل علي قطعة من العمل. وفكرة العراق والكعكة تعود للحرب العالمية الاولي حيث قال رئيس الوزراء البريطاني في حينه اسكويث معلقا علي سقوط الدولة العثمانية اذا تركنا الدول الاخري تتنافس علي تركيا بدون ان نأخذ شيئا فاننا لا نقوم بعمل الواجب . اما لورد كيروزن فقد قال عام 1914 ان اثر احتلال بغداد سيكون له اثر في كل انحاء اسيا، وستكون قطعة ثمينة حيث ستبدأ لعبة الشطرنج . وفي عام 1915 قال لورد كرو انه ينتظر مشاكل مع فرنسا عندما تقسم الكعكة . وعن اهمية هذه الكعكة يتحدث الكاتب عن الاهمية الاستراتيجية للعراق، حيث يقع في الطريق الي الهند جوهرة التاج البريطاني، وفي سرد الكاتب هنا لمحاولات بريطانيا السيطرة علي العراق صورة عن حرب بريطانيا علي كل محاولات التحديث للعراق والعالم العربي، فالمانيا مثلا كانت تطمح لبناء خط حديدي من استنبول الي بغداد ومنها الي البصرة للوصول الي الخليج العربي، ولكن بريطانيا ارسلت القوارب الحربية لمواجهة هذه الخطط وبالتالي احتلت البصرة. وكانت القوات البريطانية، للغرابة، بلاك ووتش، الفرقة الاسكتلندية التي لعبت دورا دعائيا في الهجوم علي الفلوجة وتدميرها، قامت في الحرب العالمية الاولي باحتلال محطة السكك الحديدية في بغداد. ويلاحظ الكاتب ان لورنس العرب، الباحث الاركيولوجي، كان يراقب من منظاره في سورية عمليات بناء الخط الحديدي الحجازي، وهو الخط الذي سيقوم بتدميره مع بداية الثورة العربية عام 1916. ويشير الي الطريقة التي اقتطعت فيها بريطانيا العراق الكعكة من الدولة العثمانية واقامت عليه دولة لم تعرف طبيعة سكانها ولا تنوعاتهم وورثت هذه الدولة، العراق مشاكل الحدود مع الكويت، وهي الميناء الذي احتلته بريطانيا في اثناء الحكم العثماني. وفكرة انشاء ديمقراطية في العراق دون الاخذ بعين الاعتبار تعقيدات الوضع في البلاد، تظهر من التجربة البريطانية، في العشرينات من القرن الماضي. ففي عام 1953 قدم ستيفن لونغريغ دراسة العراق 1900 ـ 1950 تحدث فيها عن معوقات الديمقراطية، خاصة المفروضة من الخارج. وبنفس السياق فالاوراق والمذكرات التي سربت للاعلام، حملت تحذيرا من وزارة الخارجية من ان محاولة السيطرة علي العراق بالقوة، تعني تواجدا طويلا فيه، فالطريق للاطاحة بصدام واركان حكمه بالقوة يعني اعادة بناء المجتمع لمدة طويلة. يحتوي الكتاب علي عرض مختصر لكل القوانين والاعراف المتعلقة بالحرب من الماغنا كارتا (1215) وميثاق جنيف، وميثاق هيغ (1907)، وميثاق الامم المتحدة، ومحكمة نيورمبيرغ (1945) وغيرها من القوانين التي يقدمها الكاتب كأرضية يفرش فيها الاتهامات والادانة التي تديــن كلا من توني بلير وجورج بوش. مسؤولية مشتركة ويقول الكاتب ان حرب العراق هي عملية غير شرعية مشتركة بين اللاعبين الرئيسين: امريكا وبريطانيا، ومن هنا فافعال بريطانيا تشترك مع الافعال الامريكية، وفي حالة انتهاء العملية المشتركة بسحب القوات او نهاية العمليات، فان جرائم الحرب التي ارتكبت فيها يجب ان تكون مسؤولية اي منهما او مسؤوليتهما . ويستعرض الكاتب هنا بشكل كورنولوجي ما سماه التآمر والخداع للحرب التي لم يكن لديها مبرر او سبب مقنع. وعن سياسة بلير، يقول انه اتخذ سياسة قاسية تقوم علي تكريس بريطانيا للمشاركة في الحرب، مستعينا هنا بمذكرات العديد من الوزراء والخبراء القانونيين الذي اشاروا الي ان بلير قرر مسبقا المضي قدما في المشروع الامريكي لتغيير النظام في العراق، ويقول يبدو ان هناك القليل الذي كان من الممكن عمله، لايقاف بلير عندما قرر السياسة حول العراق ، وبني موقفه علي لماذا لا يتقبل الناس حسن نيتي واخلاصي طالما قبلت حسن نيتهم واخلاصهم في معارضة الحرب . يري وود ان تدمير العراق، من خلال تدمير البني القائمة للدول، المؤسسة المدنية، وعمليات الاضطهاد السياسي التي تبعت الغزو تمثل عددا من الحالات القانونية التي يمكن استخدامها في تحضير ملف ادانة لبلير وبوش. وتدمير البنية التحتية العراقية اثر علي الخدمات الاساسية التي تحرم الناس، المواطنين العراقيين من الحياة الانسانية الكريمة، بما في ذلك وجود مستشفيات ومراكز علاج صحي جيدة، كما ان الغزو، دمر التراث الثقافي العراقي من خلال عمليات النهب والسرقة والتدمير التي تعرضت لها المتاحف والمؤسسات الثقافية العراقية، خاصة المتحف العراقي الذي يحتوي علي معظم تراث العراق الانساني. ومثلما فشل الغزاة في حماية المؤسسات المدنية، فقد فشلوا بحماية المعالم التاريخية، بما في ذلك المتاحف والمكتبات. ويقول الكاتب ان البريطانيين شجعوا علي النهب في البصرة، علي الاقل في البداية، والذي نجم عنه عملية سرقة وتدمير كبيرة، وهذه الافعال تعتبر خرقا لعدد من المواثيق التي تلزم المحتل والغازي بحماية واحترام السكان الذين وقع عليهم الاحتلال والغزو. كما يقول ان امريكا وبريطانيا من خلال السيطرة علي الموارد العراقية وارصدته، قد انتهكتا قوانين محكمة جرائم الحرب الدولية. ويري الكاتب ان عمليات التخصيص والدمقرطة لهما علاقة بسياسات العولمة الامريكية، فكل القوانين التي سنتها هيئة الاحتلال المؤقتة سواء فيما يتعلق بالنفط او الموارد الزراعية وعقود الاعمار اكدت علي سيطرة الشركات الامريكية العملاقة. العراقيون اعداء المحررين وفي مقابل هذه السياسات التي حاولت السيطرة علي موارد العراق ومستقبله، يشير الكاتب وود الي اللغة الدينية المستندة علي المسيحية الاصولية التي عاملت العراقيين باعتبارهم اعداء. وقد استخدمت هذه اللغة ورموزها في تعذيب العراقيين واعطاء الجنود ارضية اخلاقية تبرر افعالهم. ولان الجنود يقلدون قادتهم، فالامريكيون والبريطانيون الجنود عاملوا العراقيين، مقاتلين وغير مقاتلين في حمي المعركة كاعداء متحالفين مع الشيطان، ولهذا تحولت الحرب بعيدا عن التعاليم المسيحية الحقيقية، الي حرب عنصرية تستند علي مقولات دينية قيامية. فالوسائل التي استخدمها الجنود البريطانيون والامريكيون قامت علي استباحة الحريات الخاصة للسكان في بيوتهم، حيث كان الجنود يدخلون البيوت العراقية بدون اذن، تحت ذريعة التفتيش. ويري ان مظاهر الغضب ضد الامريكيين والبريطانيين انعكست سلبا علي المسيحيين العراقيين الذي صاروا عرضة للاضطهاد مع انهم لم يتعرضوا لهذا من قبل. ويشير الكاتب هنا الي معاملة اسري الحرب الذين كانوا يربطون باسلاك بلاستيكية من اجل السيطرة عليهم وهذا التصرف يعتبر خرقا ايضا لميثاق جنيف، وبنفس السياق فان تكميم الاسري باكياس بلاستيكية تحرمهم من الهواء النقي، يعتبر مظهراً اخر من مظاهر التعذيب وخرقا واضحا لمواثيق دولية تدعو لمعاملة انسانية للاسري، وقد توفي عراقيان علي الاقل من اثر هذه الممارسات. وتضاف الي هذه الممارسات اللانسانية، استخدام الكلاب لترويع وتخويف الاسري، كما استخدمت الكلاب الضخمة في الدوريات البريطانية والامريكية في الاحياء العراقية الامر الذي ترك اثرا علي مشاعر العراقيين العزل. ويقدم الكاتب عددا كبيرا من الحالات عن معاملة الاسري والمعتقلين والتي استخدم فيها المحتلون اساليب عديدة لاذلال المعتقلين وتعذيبهم مثل الوقوف ساعات طويلة. والاكثر من ذلك عاش العراقيون حالة من الحصار بسبب الاجراءات القاسية اثناء الدوريات وعمليات المداهمة والتفتيش الليلي التي لم تراع حرمة البيوت، وفي معظم الحالات كان الجنود يقتادون الرجال والشباب العراقيين من بيوتهم مقيدين معصوبة اعينهم. كما ان الطريقة التي تصرف فيها الجنود الامريكيون من ناحية اطلاق النار العشوائي الذي لم يأخذ بعين الاعتبار وجود مدنيين في هذه الظروف، يجعل البريطانيين شركاء في تصرفاتهم مع انهم عبروا في الكثير من الحالات عن انضباط في استخدام الرصاص واطلاقه. وينقل الكاتب عن مجموعة من العراقيين قولهم انه اثناء وجود الجنود الامريكيين في عمليات دورية، يتجنب العراقيون النظر اليهم لان مجرد النظر قد يؤدي لعواقب غير محسوبة. والادلة كثيرة عن تصرفات الجنود العشوائية، بما في ذلك قتل متظاهرين في الموصل. وسجلت الكاميرات الكثير من الحالات التي لم يحترم فيها الجنود حرمة الموتي، ايا كانت افعالهم، حيث كانوا يدوسون علي رؤوس الموتي العراقيين ويلتقطون الصور امامها. كما استخدم البريطانيون والامريكيون علامات حبر لتعليم المعتقلين اما علي صدورهم او رؤوسهم، اي مثل تعليم الحيوانات. ويتحدث الكاتب هنا عن حالات قتل عشوائي، مثل عملية القصف الامريكي لعرس في الصحراء، وقتل اطفال يلعبون في شارع حيفا، ومعاناة عائلة حمودي، ويضاف الي هذه التصرفات التي لا تعترف بالاعراف والقوانين الدولية، استخدام القنابل العنقودية واثر اشعاع اليورانيوم علي حياة العراقيين. ومع الاحتلال جلب الامريكيون معهم جيشا من المتعهدين وهم جنود الحراسة الامنية المرتزقة. وباستخدام امريكا وبريطانيا شركات الحراسة الامنية، ومحاولة استبعادها من العقوبات عندما تخرق القوانين، فامريكا وبريطانيا قامت عن وعي بخرق القوانين والاعراف الدولية، بحسب الكاتب. ويصف الكاتب هنا، عملية احتلال الفلوجة العام الماضي بانها عملية انتقام. ويقول ان سجل امريكا في الفلوجة من ناحية عدم تأمينها للمستشفيات وحماية المؤسسات الطبية ليس جيدا. وينقل العديد من شهادات جنود المارينز الذي دخلوا المدينة يريدون الانتقام لهزيمتهم امامها في نيسان (ابريل) العام الماضي، حيث قال احدهم العدو له وجه، اسمه الشيطان، ويعيش في الفلوجة، وسنقوم بتحطيمه .. ويقول جندي اخر فتحنا باب جهنم واخرجنا منها الكلاب، واطلقناها عليهم، لا يعرفون ما ينتظرهم، جهنم قادمة، واذا تواجد مدنيون هناك فهم في المكان الخطأ و يقول اخر، هذا قتال امريكا، ما اضفنا اليه هو شركاؤنا العراقيون الذين يريدون الدخول وتحرير الفلوجة . وحث قائد اخر جنوده قائلا ستقومون بصناعة التاريخ، هذه مدينة هيو (فيتنام) اخري... . وغيرها من العبارات والتصريحات التي تركت مدينة الفلوجة مدمرة وبعد اكثر من اربعة اشهر من تحريرها من المقاومة لا تزال الفلوجة محاصرة واحياؤها مقفرة. الحرب الامريكية علي العراق لم تلتفت الي الضحايا المدنيين، فحسب عبارات تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الذي اشرف علي عمليات القصف والتخطيط ومنحه بوش وسام الحرية نحن لا نعد الجثث يعني جثث القتلي العراقيين مدنيين ومقاتلين، وبحسب المجلة الطبية لانست فقد سقط منذ بداية العمليات العسكرية اكثر من مئة الف عراقي. وبعد الادلة والحالات التي يقدمها وود يختم كتابه قائلا ان الكثير من ابناء العرب يعتقدون ان هذه الحرب التي ضلت طريقها تعتبر اهانة لهم وجريمة حرب علي درجة كبيرة، وتدميرا للتاريخ والحضارة. ويقول حقيقة ان القوات الجوية البريطانية تقوم بقصف العراق، وان كان بشكل متقطع منذ عام 1920 يدحض الموقف الذي حاول بلير تصويره بانه قائم علي فكرة خيرية وانسانية، تحرير العراقيين. طبعا هذا لا يعني تبرئة صدام من ماضيه ولكن كما قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الحرب يجب ان تكون الخيار الاخير . ويقول اخيرا ان امريكا وبريطانيا في حربهما علي الارهاب اخطأتا الهدف، حيث قامتا بتدمير بلد ضعيف منهك من حصار طويل بدلا من البحث عن الاسباب الحقيقية التي دعت القاعدة لاستهداف امريكا. وهذا الجريمة بحق العراق يجب ان لا تنسي، حتي عندما يبتسم بلير، المحاط بدائرته من المساعدين الموالين ويدعونا لنسيان ما حدث في العراق والتركيز علي المهام القادمة. عنوان الكتاب بالانكليزية: War Crime or Just War? The Iraqi war 2003 - 2005 The Case Against Blair Nicholas Wood. Edited by: Anabella Pellens South Hill Pre London/ 2005 منقول ....منقول ..... منقول... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بريطانيا العجوز الشمطاء. وعد بلفور اللعين. نشر الخمر في الخليج. تحويل البحرين إلي مخمرة ومركز للزنا والايدز في دول الخليج. سلب السلطة من المسلمين في الهند وتسليمها للهندوس. استعمار مصر وفلسطين والسودان والعراق . هذه الدولة بريطانيا مدينة للعرب والمسلمين بجرائم لا تغتفر. هاهي الدولة العظمي تتقلص إلي دويلة ضعيفة تساوى 1:9 من حجم المملكة وتكاد تنقسم إلي اربع دول. الظلم سوف يدمر ما تبقي من بريطانيا. |
الساعة الآن 05:51 PM. حسب توقيت مدينه الرياض |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.