السلام عليكم

كنت قرأت في جريدة الوطن مقالة للكاتب / عبد الله ناصر الفوزان ... يتطرق فيها لمعاملات شركة الراجحي المصرفيه وكيفية ترابحها من قطاع ذوي الدخل المحدود خاصة وتساهلة لكبار المستثمرين واصحاب الاموال الكبيرة ......

وكانت المقالة قد كتبت قبل 3 سنوات بالتمام والكمال في تاريخ 2002-05-18

واليكم المقالة:-

هل هذا هو الربح الحلال يا شركة الراجحي المصرفية...؟ (1)

كنت وما زلت أعتقد أنه من المفروض أن تكون شركة الراجحي المصرفية من أكثر المصارف المالية حنواً على أصحاب الدخل المحدود، وتقديراً لأوضاعهم، ورأفة بحالهم، ومساعدة لهم... وأن تترجم كل هذا إلى واقع في العمليات الإقراضية التي توفرها لهم وتسميها (البيع بالتقسيط).

وهذا له مبررات عديدة وقوية أهمها وأبرزها مبررات ثلاثة... الأول: أن شركة الراجحي المصرفية قامت على أسس دينية، واستمدت قوتها ونجاحها من تلك الأسس التي تحض على الرفق بالضعفاء والمحتاجين، والعطف عليهم، وتحض أيضاً بشكل عام على عدم الجشع والاكتفاء بالربح القليل... أما المبرر الثاني فهو أن جميع حسابات العملاء لديها البالغة (40) مليار ريال التي تستثمرها في البيع بالتقسيط وغير التقسيط هي حسابات جارية لا يأخذ أصحابها عليها فوائد بعكس البنوك التي تكون ودائع الناس في الغالب فيها مكلفة أي يأخذ عليها أصحابها فوائد وليست مجانية كما هي حال حسابات العملاء في شركة الراجحي... أما المبرر الثالث فهو أن النموذج الإسلامي للمصارف الذي تمثله شركة الراجحي المصرفية في المملكة في حاجة ماسة لتأكيد نجاحه وإثبات أنه قادر على تلبية متطلبات التنمية وحاجة الناس بأقل كلفة ويقدر أوضاع الضعفاء والمحتاجين وبالتالي يقدم النموذج القادر على تشجيع النمو الاقتصادي وتذليل العقبات التي تعترض طريقه.

ومن أجل كل هذا فقد كنت أعتقد وأنا أتصفح المركز المالي لشركة الراجحي المصرفية للربع الأول من العام المالي الحالي أن الربح الذي ستحققه الشركة من إقراضها أصحاب الدخل المحدود سيكون معتدلاً جداً وربما منخفضاً... ولذلك فقد شعرت بصدمة شديدة عندما اطلعت على جملة الدخل الذي حققته الشركة من إقراض أصحاب الدخل المحدود بتلك العمليات التي سمتها (البيع بالتقسيط).

لقد كنت أقلب صفحات إحدى الصحف المحلية، وبالصدفة رأيت مركز شركة الراجحي المصرفية منشوراً... وبالصدفة أيضاً رأيت في حقل الموجودات مبلغاً تحت بند عنوانه (البيع بالتقسيط) وبالصدفة كذلك وجدت مبلغاً في قائمة الدخل تحت بند يحمل العنوان السابق نفسه (البيع بالتقسيط) فأدركت أن هذا المبلغ الذي في قائمة الدخل هو جملة الأرباح المحققة من استثمار ذلك المبلغ الموجود في حقل الموجودات... فقلت في نفسي... جميل... جميل... سأرى كم نسبة الربح التي تأخذها الشركة من عمليات البيع بالتقسيط لأصحاب الدخل المحدود... ورجعت إلى المبلغ المستثمر في حقل الموجودات فوجدته كان في بداية السنة (6) مليارات وتدرج في الارتفاع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام المالي التي يمثلها المركز المالي حتى وصل في نهاية الشهر الثالث ـ كما يبدو ـ إلى (7) مليارات تقريباً. أي إن متوسط المبلغ الذي يمثله الدخل (6 مليارات و500 مليون ريال)، ووجدت أن جملة الدخل المحقق من استثمار هذا المبلغ في إقراض أصحاب الدخل المحدود أي (البيع بالتقسيط) خلال الأشهر الثلاثة الأولى (226) مليون ريال... فبدأت أضرب وأقسم لأتوصل إلى نسبة الربح.

في البداية أحب أن أحيط إخوتي الكرام علماً أن نسبة الفائدة السائدة الآن على الدولار والريال السعودي في حدود 2% حسب تحديد البنوك المركزية... ولذلك فقد كان هذا الرقم راسخاً في ذهني وأنا أضرب وأقسم لأعرف نسبة الربح الذي أخذته الشركة من أصحاب الدخل المحدود... أي إني كنت أقول هل ستكتفي الشركة بـ2% وهو معدل الفائدة...؟ ولا أستبعد هذا... بل يراودني هاجس بأن الشركة قد تأخذ أقل من هذا لكون حسابات العملاء لديها جارية أي مجانية بلا فوائد... ولكني أحياناً أقول... لا... قد ترفع الشركة النسبة إلى 3%... لكني أضع 4% كحد أعلى مقبول... ولذلك فقد شعرت بالصدمة الشديدة بعد اكتمال حساباتي حين توصلت إلى النسبة التي اتضح أن الشركة قد أخذتها كربح من عمليات البيع بالتقسيط على أصحاب الدخل المحدود... وأنا واثق أنكم ستشعرون بما شعرت به أيها الإخوة القراء... فاستعدوا للمفاجأة... وما دمتم مستعدين الآن فإني أقول: إني وجدت أن النسبة 14% تقريباً... أي والله 14% بالتمام والكمال.

طبعاً أنتم لن تصدقوا... وستقولون كيف...؟؟ ولذلك أقول: إن التوصل إلى تلك النسبة لم يتطلب مني جهداً كبيراً... ولن يتطلب منكم عناء في المتابعة معي... فالمسألة مكشوفة... وقد اتضحت لي حين نسبت جملة الدخل الذي حققته الشركة من البيع بالتقسيط الموجود في قائمة الدخل والبالغة (226) مليون ريال إلى المبلغ المستثمر نفسه (البيع بالتقسيط) الموجود في حقل الموجودات البالغ (6500) مليون ريال بالطريقة التالية (226 x 100 ÷ 6500 x 4= 13.90% أي 14% تقريباً، ولعلكم تلاحظون أنني أخرجت أولاً نسبة أرباح الأشهر الثلاثة ثم ضربت الحاصل في أربعة لأتوصل إلى نسبة الربح السنوي... ولمزيد من التأكد سأستخدم طريقة أخرى فأضرب جملة الدخل الذي حققته الشركة في الأشهر الثلاثة في أربعة لأتوصل إلى الدخل الافتراضي في العام ثم أخرج النسبة... هكذا (226 x 4 = 904 x 100 ÷ 6500 = 13.90 أي 14% تقريباً).

لقد احترت جداً حين توصلت إلى هذه النسبة المرتفعة... فقلت لعل هناك خطأ ما وقعت فيه... فاتصلت بأحد فروع شركة الراجحي المصرفية، واستفسرت من المسؤول في الفرع ممنياً نفسي أن أكتشف أني مخطئ في طريقة تحليلي... لكني مع الأسف اكتشفت أن هناك (مصيبة) أخرى لم أكن على إحاطة بها ولم تخطر لي على بال... وسيكون الحديث عنها هو موضوع مقالي يوم الاثنين المقبل بإذن الله.

عبد الله ناصر الفوزان

والموضوع عبارة عن 5 حلقات

روابط المقالات التالية:

اتمني ان تنتهج شركة الراجحي ماهو مفيد للمواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود فهم ذخر وفخر الوطن...

تحياتي

:619:
نسأل الله لنا وله التوفيق .

ألأخ فارس الأسهم
ألرجاء تطمنا عن صحة أخونا
أبو يزن
FNMZ-Z
أن شاء ألله إنه أحسن ألآن
ألرجاء أن تبلغه خالص وأصدق دعواتنا له بدوام الصحة ويقوم متعافي
اخوكم
majdek