منتديات تداول

منتديات تداول (https://www.tdwl.net/vb/index.php)
-   تداول الآداب والشــعر (https://www.tdwl.net/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   صلى الله عليه وعلى آله وسلم (https://www.tdwl.net/vb/showthread.php?t=324442)

أليا صهل 21-04-2013 07:27 AM

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالى

من حكمة الله تعالى ابتلاء العباد بالمصائب والفتن، منها الزلازل
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كافة إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لفعل ما يرضيه وجنبني وإياهم أسباب سخطه وعقابه، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد أنعم الله علينا معشر المسلمين بنعم كثيرة وخيرات وفيرة، أهمها وأعظمها نعمة الإسلام، تلكم النعمة الكبرى التي لا يعادلها شيء، من عقلها وشكرها واستقام عليها قولاً وعملاً فاز بسعادة الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ[1]، ويقول سبحانه وتعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ[2]؛ فالواجب على الجميع شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم والحذر من عدم الشكر، قال تعالى ممتنا على عباده: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[3]؛ فشكر الله على نعمه جملة وتفصيلاً قيد لها، ووسيلة لدوامها وسبب للمزيد منها، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[4]، وقال تعالى: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[5]، وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ[6]، وقال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ[7].
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه أن يدعو بهذا الدعاء في دبر كل صلاة: ((اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))[8]، وبشكر الله على نعمه واستعمالها فيما يرضيه تستقيم الأمور وتقل الشرور.
وإن من خير ما تحلى به أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم من الصفات الفاضلة هو شكرهم للنعمة وطلبهم التوفيق لذلك، قال الله تعالى عن نبيه سليمان عليه الصلاة والسلام: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ[9]، وقال مثنياً على نبيه نوح عليه الصلاة والسلام: إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا[10].
ومن علامات شكر النعمة استعمالها في طاعة الله سبحانه وتعالى، وعدم الاستعانة بها على شيء من معاصيه، وكذا التحدث بها على وجه الاعتراف بها لله والثناء عليه، لا تطاولاً وفخراً على من حرمها، ولا رياءً وسمعة، وعلى العكس من ذلك كفران النعمة وعدم شكرها فهو نكران للجميل وجحد لفضل المنعم وعامل من عوامل زوالها عمن أنعم الله بها عليه، وهو ظلم للنفس يجر عليها أسوأ العواقب، قال الله سبحانه وتعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا[11] أي دنسها بالمعاصي. وبتقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه تحصل الخيرات وتندفع الشرور والمكروهات وتدوم النعم، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[12]، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[13].
ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يختبر عباده فيبتليهم بالخير تارة وبالشر أخرى، فيزداد المؤمنون إيماناً على إيمانهم وتعلقاً بالله ولجوءاً إليه سبحانه وتعالى، ويصبرون على ما قدره الله وقضاه ليتضاعف لهم الأجر والثواب من الله، وليخافوا من سوء عاقبة الذنوب فيكفوا عنها، قال الله سبحانه وتعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[14]، وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[15]، وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[16]، وقال سبحانه وتعالى: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[17]، وقال تعالى: وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ[18]، وقال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[19].
وكل هذه الآيات يبين الله سبحانه وتعالى فيها أنه لا بد أن يبتلي عباده ويمتحنهم كما فعل بالذين من قبلهم من الأمم، فإذا صبروا على هذا الابتلاء وأنابوا إلى الله ورجعوا إليه في كل ما يصيبهم عند ذلك يثيبهم الله رضاه ومغفرته، ويسكنهم جنته، ويعوضهم خيراً مما فاتهم، وما يحصل في هذا الكون من آيات تهز المشاعر والأبدان كالصواعق والرياح الشديدة والفيضانات المهلكة للحرث والنسل والزلازل، وما يسقط بسببها من شامخ البنيان وكبار الشجر، وما يهلك بسببها من الأنفس والأموال، وما يقع في بعض الأماكن من البراكين التي تتسبب في هلاك ما حولها ودماره، وما يقع من خسوف وكسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويف منه سبحانه وتعالى وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان، وحث لهم على الرجوع والإنابة إليه واختبار لمدى صبرهم على قضاء الله وقدره ولعذاب الآخرة أكبر ولأمر الله أعظم.
ولما كذبت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر الله نبيه أنه قد أهلك الأمم المكذبة للأنبياء والمرسلين السابقين عليه في قوله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ[20]. وأنزل بعدها قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ[21]؛ فعلى المؤمنين جميعاً أن يتقوا الله ويراقبوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وإذا ما حلت بهم نازلة من النوازل فعليهم أن ينيبوا إلى الله ويرجعوا إليه ويفتشوا في أنفسهم عن أسباب ما حصل؛ لأن الله يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[22]، وعليهم أن يتوبوا إلى الله مما حصل منهم من نقص في الطاعات أو اقتراف للسيئات، فإن التوبة من أسباب رفع المصائب، وعليهم أن يصبروا ويحتسبوا أجر ما حصل لهم من مصائب عند الله، قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[23]، وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[24]، المعنى من أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويؤمن أن الله سيعوضه عما فاته في الدنيا هدى في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه أو خيراً منه، وكون بعض الحقائق قد تبين أن شيئاً من الكسوف أو الخسوف وما أشبههما يعرف بالحساب أو ببعض الأمارات قد يحصل، فهذا لا ينافي قدرة الله سبحانه وتعالى وتخويف عباده فهو يوقعها متى شاء، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[25].
وحينما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بأصحابه صلاة الكسوف، خطب فيهم خطبة بليغة أخبرهم فيها أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده، وأمرهم بالصلاة والصدقة والتكبير والذكر والاستغفار والعتق، وقال في خطبته: ((يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته, يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً))[26] الحديث، وإن واقع أكثر المسلمين اليوم يدل على استخفافهم بحق الله وما يجب من طاعته وتقواه، والمتأمل يسمع ويرى كثيرا من العقوبات للأمم والشعوب، تارة بالفيضانات وتارة بالأعاصير، وتارة بالهزات الأرضية، وتارة بالمجاعات، وتارة بالحروب الطاحنة التي تأكل الرطب واليابس، كما بين سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بعض أنواع العقوبات التي أنزلها بالعاصين والمنحرفين عن الصراط المستقيم من الأمم السابقة المكذبين لرسلهم ليتعظ الناس ويحذروا أعمالهم، قال تعالى: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[27].
وإن للمعاصي والذنوب من الآثار القبيحة المضرة بالقلب والبدن والمجتمع والمسببة لغضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة ما لا يعلم تفاصيله إلا الله تعالى، فهي تحدث في الأرض أنواعاً من الفساد في الماء والهواء والثمار والمساكن، قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[28]، وقال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ[29]، وإن فيما يقع من هذه الكوارث عظة وعبرة، والسعيد من وعظ بغيره، وبالجملة فإن جميع الشرور والعقوبات التي يتعرض لها العباد في الدنيا والآخرة أسبابها الذنوب والمعاصي، وإن من علامات قساوة القلوب وطمسها والعياذ بالله أن يسمع الناس قوارع الآيات وزواجر العبر والعظات التي تخشع لها الجبال لو عقلت؛ ثم يستمرون على طغيانهم ومعاصيهم، مغترين بإمهال ربهم لهم، عاكفين على اتباع أهوائهم وشهواتهم، غير عابئين بوعيد ولا منصاعين لتهديد، قال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ[30].
كما أن الاستمرار على معاصي الله مع حدوث بعض العقوبات عليها دليل على ضعف الإيمان أو عدمه، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ[31]، وقال تعالى: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ[32]، وقال تعالى: كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ[33].
أيها الإخوة في الله لقد حدث في الأيام القريبة الماضية حدث عظيم فيه عظة وعبرة لمن اعتبر، ومن واجب المؤمنين أن يعتبروا بما يحدث في هذا الكون، قال تعالى: فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ[34]، ما حدث هو ما سمعنا عنه في الإذاعة وقرأنا عنه في الصحف والمجلات، وما شاهده الناس على شاشة التلفاز، وتحدث به القريب والبعيد، ذلك هو ما تعرض له اليمن الشمالي من الزلازل والهزات التي اجتاحت كثيراً من مدنه وقراه، وما نتج عن ذلك من ذهاب كثير من الأنفس والأموال والممتلكات، وخراب الكثير من المساكن، وجرح الكثير ،وبقاء أسر كثيرة فاقدة أموالها ومساكنها، وأبناءها وأزواجها، فترمل الكثير من النساء، وتيتم الكثير من الأطفال، وكل هذا حصل في وقت قصير، وهو دليل على عظمة الله وقدرته، وأن العباد مهما تمكنوا في هذه الدنيا وكانت لهم قدرة وقوة وعظمة ضعفاء أمام قدرة الله تبارك وتعالى..
وإن من الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا العظة والعبرة مما حصل، وأن يتوبوا إلى الله وينيبوا إليه ويحذروا أسباب غضبه ونقمته، وندعو الله لموتى إخواننا اليمنيين بالمغفرة والرحمة، ولأحيائهم بالسكينة وحسن العزاء، وأن يجعل الله ما حصل لهم مكفراً لسيئاتهم ورافعاً لدرجاتهم وموقظاً لقلوب الغافلين منا ومنهم، كما يجب علينا أن نواسيهم بالتعاون معهم والعطف عليهم ببذل ما ينفعهم من أموالنا إحساناً إليهم وصدقة عليهم جبراً لمصيبتهم وتخفيفاً من عظمها عليهم، قال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا[35]، وقال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ[36]، وقال سبحانه: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[37]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[38] رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))[39]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)) وشبك بين أصابعه[40]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))[41] متفق عليه، فعلينا جميعاً المبادرة إلى مد يد العون لإخواننا في اليمن وبذل ما نستطيع ليتحقق معنى الأخوة الإسلامية التي أشار إليها الرسول في هذه الأحاديث الصحيحة، ولنحصل على الأجر العظيم الذي وعد الله به المنفقين والمحسنين، وفق الله المسلمين عموماً وإخواننا في اليمن خصوصاً للصبر والاحتساب، وضاعف لنا ولهم الأجر والثواب، وأنزل على المصابين السكينة والطمأنينة وحسن العزاء، ومن على الجميع بالتوبة النصوح والاستقامة على الحق والحذر من أسباب غضب الله وعقابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد [1] سورة إبراهيم الآية 34.

[2] سورة النحل الآية 53.

[3] سورة النحل الآية 78.

[4] سورة إبراهيم الآية 7.

[5] سورة الزمر الآية 66.

[6] سورة البقرة الآية 152.

[7] سورة سبأ من الآية 13.

[8] رواه النسائي في السهو برقم 1286، وأبو داود في الصلاة برقم 1301.

[9] سورة النمل من الآية 19.

[10] سورة الإسراء من الآية 3.

[11] سورة الشمس الآيتان 9 – 10.

[12] سورة الأعراف الآية 96.

[13] سورة الرعد الآية 11.

[14] سورة البقرة الآيات 155 – 157.

[15] سورة البقرة الآية 214.

[16] سورة آل عمران الآية 142.

[17] سورة العنكبوت الايات 1 – 3.

[18] سورة العنكبوت الآية 11.

[19] سورة الأنبياء الآية 35.

[20] سورة ق الآية 36.

[21] سورة ق الآية 37.

[22] سورة الشورى الآية 30.

[23] سورة البقرة الآيات 155 – 157.

[24] سورة التغابن الآية 11.

[25] سورة الحديد الآيتان 22 – 23.

[26] رواه البخاري في الجمعة برقم 986، ومسلم في الكسوف برقم 1499.

[27] سورة العنكبوت الآية 40.

[28] سورة الروم الآية 41.

[29] سورة الأعراف الآية 13.

[30] سورة الجاثية الآيتان 7 – 8.

[31] سورة يونس الآيتان 96 – 97.

[32] سورة يونس الآية 101.

[33] سورة المطففين الآيات 14 – 17.

[34] سورة الحشر من الآية 2.

[35] سورة المزمل من الآية 20.

[36] سورة سبأ من الآية 39.

[37] سورة البقرة من الآية 195.

[38] رواه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة برقم 4867، والترمذي في البر والصلة برقم 1853.

[39] رواه البخاري في المظالم والغصب برقم 2262، ومسلم في البر والصلة والآداب برقم 4677 واللفظ متفق عليه.

[40] رواه البخاري في الصلاة برقم 459، ومسلم في البر والصلة والآداب برقم 4684 وأحمد في مسند الكوفيين برقم 18799.

[41] رواه البخاري في الأدب برقم 5552، ومسلم في البر والصلة والآداب برقم 4685 واللفظ له.



http://www.binbaz.org.sa/themes/binb..._article_f.jpg
http://www.binbaz.org.sa/mat/8652

أليا صهل 21-04-2013 10:25 AM

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالى


علاقة الجني بالإنس وعلاماة المس



ما مدى علاقة الجني بالإنس، وكيف نعلم بوجود الجن في الإنس؟


الجن جيلٌ مستقل خلقهم الله لعبادته كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فهم جنس مستقل وجيل مستقل من خلق الله، وهم أنواع في خلقتهم وهم مكلفون، وفيهم المسلم وفيهم الكافر، وفيهم الجهمي والشيعي وغيرهما من أصناف الفرق الكافرة والمبتدعة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة الجن عنهم أنهم قالوا: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَفمنهم المسلم ومنهم القاسط الجائر، الخارج عن الإسلام ومنهم الصالح والطالح، وعلاقتهم بالإنس علاقة الإسلام والكفر، فمن أسلم منهم واتقى الله فهو أخو الإنس في دين الله، ومن كفر فهو عدو المسلم كالكافر من الإنس ومصير الجميع الجنة والنار، ومن أسلم من الجنسين فله الجنة وله الكرامة، ومن حاد عن الإسلام فله النار والخيبة سواءٌ كان من الجن أو من الإنس، وفيهم الفاسق الظالم الذي تعدى على الإنس بالملابسة للإنسي حتى يكون شبه مجنون، وفيهم الظالم الذي قد يتعدى على الإنس بالسرقة وأخذ بعض ماله وإيذاءه، وإيذاءه في أمواله فيهم الفساق والمجرمون والظلمة والمؤذون مثلما في الإنس سواء (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ) فهم أجناس وفرق وطوائف مختلفة، فمن اتبع الشرع المطهر الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو مؤمن سعيد كالإنسي المستقيم، ومن خالف شرع الله واتبع الهوى وأطاع الشيطان فهو من جنس الإنسي الكافر، كلهم إلى النار، ومن وحد الله واستقام على التوحيد ولكن عنده معاصي فهو مثل الإنسي الذي عنده معاصي، موعود بالجنة وإذا مات على معاصيه فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه، ثم مصيره بعد التطهير إلى الجنة، هكذا لا فرق بين الإنسي والجني، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) هذا يعم الإنس والجن،من مات على التوحيد وعدم الشرك فله الجنة ومعاصيه تحت مشيئة الله كالذي يموت على الزنا أو السرقة ما تاب أو الغيبة أو النميمة ما تاب، أو الربا هذا تحت مشيئة الله إذا مات على التوحيد والإيمان، ومن مات على الاستقامة والتوبة الصادقة فله الجنة والكرامة من أول وهلة، ومن مات على الكفر بالله فله النار: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وقال في الكفار: أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ نسأل الله العافية والسلامة. تكملة سؤاله لو سمحت يقول: كيف نعلم بوجود الجني في الإنسي؟ يعلم بنطق الإنسي بما يدل على ذلك وأعماله التي تدل على ذلك، فإن الجني إذا خالط الإنسي قد ينطق ويقول أنا فلان، وأنا دخلت فيه بسبب كذا وكذا ويبين الأسباب، قد يبين قبيلته وقد يبين اسمه وقد يبين الأسباب وقد لا يبين بعض ذلك، فيعرف مما يجري منه على لسان الإنسي، ويعرف أيضاً بأعمال الإنسي واختلافها وتغيرها فإن المجنون لا يخفى أمره إذا أصيب بتخبط الجني، لا يخفى تصرفه، ولا تخفى أعماله، والجني ينطق على لسانه في الغالب بما يريد، يقول لابسته لأجل كذا فعل بي كذا، ضرب ولدي ضرب دابتي فعل كذا فعل كذا، قد يكون يلابس الجني الإنسية من باب العشق، والإنسية كذلك من باب العشق، قد يكون لأسباب أخرى قد يكون الإنسي آذاهم بضربٍ أو طرح شيء ثقيل عليهم أو ماءٍ حارٍ عليهم أو ما أشبه ذلك مما قد يؤذيهم فيحصل تلبسهم بأسباب ذلك، وفيهم الطيب الذي إذا نصح خرج بسهولة وفيهم الفاجر الذي يعاند، وفيهم الكافر الذي لا يبالي ولا يقبل النصيحة ــ.

http://www.binbaz.org.sa/mat/10414

أليا صهل 21-04-2013 02:05 PM

http://www.afaqdubai.com/album/album...496512b80b.jpg

أليا صهل 22-04-2013 11:29 AM

لماذا نشعر بالإطالة في الصلاة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد:

الصلاة تهدأ بها النفس، ويطمئن بها القلب، وتسمو بها الأرواح، حتى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُذهب عناءَ نفسه وهمَّها وتعبها ونصبها بالصلاة فعن سالم بن أبي الجعد قال: قال رجلٌ قال مسعر "أراه من خزاعة":ليتني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك! فقال: سمعت رسول الله - صلىالله عليه وسلم - يقول: ((يا بلال أقم الصلاة؛ أرحنا بها))1، "(فاسترحت)أي بالاشتغال بالصلاة؛ لكونه مناجاة مع الرب - تعالى -، أو بالفراغ لاشتغال الذمة بها قبل الفراغ عنها، ((يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها))،قال في النهاية: أي نستريح بأدائها من شغل القلب بها، وقيل: كان اشتغاله بالصلاة راحة له؛ فإنه كان يعدُّ غيرها من الأعمال الدنيوية تعباً، فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله - تعالى -، ولهذا قال: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))، وما أقرب الراحة من قرة العين. كذا في مرقاة الصعود"2.

فلماذا لا تحصل الراحة لكثير من الناس الآن بالصلاة رغم أنها قد جُعِلَت قرة عين له؟

ألم يسمعوا إلى حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حُبِّبَ إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة))3،وهل يحب المحبوب أن يفارق حبيبه، ومن كانت الصلاة عنده هكذا فإنه لا يحب أن يفارقها، فضلاً على أنه يشعر بالإطالة قال ابن حجر - رحمه الله -: "ومن كانت قرة عينه في شيء فإنه يود أن لا يفارقه، ولا يخرج منه؛ لأن فيه نعيمه، وبه تطيب حياته، وإنما يحصل ذلك للعابد بالمصابرة على النصب فإن السالك غرض الآفات والفتور"4، وهذه الحال تحصل لمن كان عارفاً بالله - عزوجل -، عالماً به، فلا يستوي من يعلم ومن لا يعلم {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}5، وليس ذلك من خصوصيات النبي - صلى الله عليه وسلم- بل قد يدخل في ذلك كل من جاهد نفسه، وآتاه الله - تعالى - من فضله، قالصاحب فيض القدير: " (جُعِلَت قرة عيني في الصلاة)؛ لأنه كان حالة كونه فيها مجموع الهمِّ على مطالعة جلال الله وصفاته، فيحصل له من آثار ذلك ماتَقرُّ به عينه، (تنبيه) سُئِلَ ابن عطاء الله: هل هذا خاص بنبينا - صلىالله عليه وسلم - أم لغيره منه شرب؟ فقال: قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود، وليس معرفة كمعرفته، فلا قرة عين كقرته. انتهى، ومحصوله أنه ليس من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - لكنه أُعطي في هذا المقام أعلاه، وبذلك صرح الحكيم الترمذي فقال: إن الصلاة إلى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كلهم فلمحمد - صلى الله عليه وسلم - من ربه - تعالى -بحر؛ ولما سواه أنهار وأودية، فكلٌ إنما ينال من الصلاة من مقامه،فالأنبياء ثم خلفاؤهم الأولياء ينالون من الصلاة مقاماً عالياً، وليس للعباد والزهاد والمتقين فيه إلا مقام الصدق، ومجاهدة الوسوسة، ومن بعده ممن عامة المسلمين لهم مقام التوحيد في الصلاة، والوساوس معهم بلا مجاهدة،والأنبياء وأعاظم الأولياء في مفاوز الملكوت، وليس للشيطان أن يدخل تلك المفاوز، وما وراء المفاوز حجب وبساتين شغلت القلوب بما فيها عن أن يخطر ببالهم ما وراءها. انتهى"6.

ألا فلنراجع أنفسنا، ولننظر في قلوبنا؛ أين نحن من صفات أهل الإيمان الذين ذكرهم الله - عز وجل - في كتابه الكريم؟ يقول - تعالى -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}7، فتجدهم في صلاتهم قد حلقوا بأرواحهم في سماء الخشوع، وسمت قلوبهم في فضاء الخضوع،فترنموا بما يتلى من آيات، وتلذذوا بما سمعوا من كلمات، فلانت قلوبهم،واقشعرت جلودهم عندما سمعوا كلام مليكهم {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}8 ، وذلك وصف خاص بأهل الإيمان لا يتعدى إلى غيرهم قال الله - تعالى -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}9، فلنستشعر وقوفنا بين يدي ملك الملوك، ولنتدبر ما نسمع من الآيات التي لو تليت على جبل لرأيناه خاشعاً متصدعاً من خشية الله،ولنعش تلك اللحظات الغالية عندما ننطرح بين يدي الرب بكل ذل وانكسار، ركوع وسجود، دعاء ورجاء، خشوع وخضوع، أبعد كل هذا نشعر بطول الصلاة؟

اللهم أصلح فساد قلوبنا، وارزقنا الخشوع في صلاتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين آميــــــن،








منقول

أليا صهل 22-04-2013 02:23 PM

http://i30.servimg.com/u/f30/15/10/23/04/dowaa10.gif

أليا صهل 22-04-2013 02:36 PM

http://up.3ros.net/get-11-2009-ejvqphqr.jpg

أليا صهل 22-04-2013 09:07 PM

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالى




التقوى سبب كل خير


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، سيدنا وإمامنا ونبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم القيامة، أما بعد:
فلشدة الحاجة إلى التقوى ولعظم شأنها، ولكون كل واحد منا، بل كل واحد من المسلمين في أشد الحاجة إلى التقوى والاستقامة عليها، رأيت أن أكتب فيها كلمة موجزة عسى الله أن ينفع بها المسلمين.
فأقول: كل من تدبر موارد التقوى في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، علم أنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة. فأنت يا عبد الله إذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره تجد التقوى رأس كل خير، ومفتاح كل خير، وسبب كل خير في الدنيا والآخرة، وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها، فالتقوى هي سبب السعادة والنجاة، وتفريج الكروب، والعز والنصر في الدنيا والآخرة، ولنذكر في هذا آيات من كتاب الله ترشد إلى ما ذكرنا، من ذلك قوله جل وعلا: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[1]، قال بعض السلف: (هذه الآية أجمع آية في كتاب الله)، أو قال: (من أجمع آية في كتاب الله)، وما ذاك إلا لأن الله رتب عليها خير الدنيا والآخرة، فمن اتقى الله جعل له مخرجاً من مضائق الدنيا ومضائق الآخرة، والإنسان في أشد الحاجة، بل في أشد الضرورة إلى الأسباب التي تخلصه من المضائق في الدنيا والآخرة، ولكنه في الآخرة أشد حاجة وأعظم ضرورة، وأعظم الكربات وأعظم المضائق كربات يوم القيامة وشدائدها، فمن اتقى الله في هذه الدار فرج الله عنه كربات يوم القيامة، وفاز بالسعادة والنجاة في ذلك اليوم العظيم العصيب، فمن وقع في كربة من الكربات فعليه أن يتقي الله في جميع الأمور، حتى يفوز بالفرج والتيسير، فالتقوى باب لتفريج كربة العسر، وكربة الفقر، وكربة الظلم، وكربة الجهل وكربة السيئات والمعاصي، وكربة الشرك والكفر إلى غير ذلك، فدواء هذه الأمور وغيرها أن يتقي الله بترك الأمور التي حرمها الله ورسوله، وبالتعلم والتفقه في الدين حتى يسلم من داء الجهل، وبالحذر من المعاصي والسيئات حتى يسلم من عواقبها في الدنيا والآخرة، فالسيئات لها عواقب في الدنيا من عقوبات قدرية، أو عقوبات شرعية، من الحدود والتعزيرات والقصاص، ولها عقوبات في الآخرة أولها عذاب القبر، ثم بعد الخروج من المقابر بعد البعث والنشور عقوبات وشدائد يوم القيامة، ومن عقوباتها أيضاً أن الإنسان يخف ميزانه بسبب إضاعة التقوى، ويرجح ميزانه بسبب استقامته على التقوى، ويعطى كتابه بيمينه إذا استقام على التقوى، وبشماله إذا انحرف عن التقوى، ويدعى إلى الجنة إذا استقام على التقوى، ويساق إلى النار إذا ضيع التقوى، وخالف التقوى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والإنسان محتاج أيضاً إلى الرزق الحلال الطيب في هذه الدار، وإلى النعيم المقيم في الآخرة، وهو أحسن نعيم وأعظم النعيم ولا نعيم فوقه، ولا طريق إلى ذلك ولا سبيل إلا بالتقوى، فمن أراد عز الدنيا والرزق الحلال فيها، والنعيم في الآخرة، فعليه بالتقوى.
والإنسان محتاج إلى العلم والبصيرة والهدى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا[2]، والفرقان كما قال أهل العلم: هو النور الذي يفصل به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال.
ولا يخفى على من تأمل أن الاجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى، وبذلك يحصل النور والهدى، وهما الفرقان.
فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها الإيمان والعمل الصالح؛ كما قال الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ[3]؛ وكما قال عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[4]، فالتقوى حقيقتها إيمان صادق بالله ورسوله، وبما أخبرت به الرسل عما كان وعما يكون، ثم عمل صالح وهو مقتضى الإيمان وموجبه، ومن ذلك التعلم والتفقه في الدين وهما من التقوى كما تقدم؛ ولذلك رتب الله على التقوى الفرقان؛ لأن من شعبها التعلم والتفقه في الدين، والتبصر في ما جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام.
فالإنسان قد تضيق أمامه الدروب، وتسد في وجهه الأبواب في بعض حاجاته، فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير لها، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[5]، وقد جرب سلفنا الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، كما جرب قبلهم رسل الله عليهم الصلاة والسلام الذين بعثهم الله لهداية البشر، وحصلوا بالتقوى على كل خير، وفتحوا بها باب السعادة، وانتصروا بها على الأعداء، وفتحوا بها القلوب، وهدوا بها البشرية إلى الصراط المستقيم.
وإنما حصلت لهم القيادة للأمم، والذكر الجميل، والفتوحات المتتابعة بسبب تقواهم لله، وقيامهم بأمره، وانتصارهم لدينه، وجمع كلمتهم على توحيده وطاعته، كما أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات وحط الخطايا، وغفران الذنوب وسبيل هذا هو التقوى، كما قال عز وجل: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ[6]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[7]، ومن أعظم الأجر الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على أعدائهم، والسلامة من مكايد الأعداء، ولا سبيل إلى هذا إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ[8].
فالمسلمون إذا صبروا في طاعة الله وفي جهاد أعدائه، واتقوا ربهم في ذلك بإعداد العدة المستطاعة البدنية والمالية والزراعية والسلاحية وغير ذلك، نصروا على عدوهم؛ لأن هذا كله من تقوى الله، ومن أهم ذلك إعداد العدة المستطاعة من جميع الوجوه، كالتدريب البدني والمهني والتدريب على أنواع الأسلحة، ومن ذلك إعداد المال وتشجيع الزراعة والصناعة وغير ذلك مما يستعان به على الجهاد، والاستغناء عما لدى الأعداء، وكل ذلك داخل في قوله سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[9] ولا يتم ذلك إلا بالصبر.
والصبر من أعظم شعب التقوى، وعطفها عليه في قوله سبحانه: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا[10] من عطف العام على الخاص، فلابد من صبر في جهاد الأعداء، ولابد من صبر في الرباط في الثغور، ولابد من صبر في إعداد المستطاع من الزاد والبدن القوي المدرب، كما أنه لابد من الصبر في إعداد الأسلحة المستطاعة التي تماثل سلاح العدو أو تفوقه حسب الإمكان، ومع هذا الصبر لابد من تقوى الله في أداء فرائضه وترك محارمه، والوقوف عند حدوده، والانكسار بين يديه، والإيمان بأنه الناصر، وأن النصر من عنده لا بكثرة الجنود ولا بكثرة العدة، ولا بغير ذلك من أنواع الأسباب، وإنما النصر من عنده سبحانه، وإنما جعل الأسباب لتطمين القلوب وتبشيرها بأسباب النصر، كما قال جل وعلا: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[11] الآية، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[12]، وقال عز وجل: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ[13] الآية.
وهذه الأعمال من شعب التقوى، وبهذا يعلم معنى قوله سبحانه: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا[14]، فإذا أراد المسلمون النصر والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة، وتفريج الكروب، وتيسير الأمور، وغفران الذنوب، وتكفير السيئات، والفوز بالجنات، إلى غير هذا من وجوه الخير فعليهم بتقوى الله عز وجل. والله وصف أهل الجنة بالتقوى فقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ[15]، وقال عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ[16]، وقال تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ[17]، فبين سبحانه أنه أعد الجنة لأهل التقوى، فعلمت يا أخي أنك في أشد الحاجة إلى أن تتقي ربك، ومتى اتقيته سبحانه حق التقوى فزت بكل خير، ونجوت من كل شر، وليس المعنى أنك لا تبتلى، بل قد تبتلى وتمتحن، وقد أبتلي الرسل وهم أفضل الخلق وأفضل المتقين حتى يتبين للناس صبرهم وشكرهم، وليقتدي بهم في ذلك، فبالابتلاء يتبين صبر العبد وشكره، ونجاته وقوته في دين الله عز وجل، كما قال سبحانه: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ[18]، وقال تعالى: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[19]، فلا بد من الامتحان والفتنة كما تقدم، وكما قال جل وعلا: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ[20]، وقال سبحانه: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[21]، وقال سبحانه: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[22]، فالاختبار لابد منه، فالرسل وهم خير الناس امتحنوا بأعداء الله.
نوح ما جرى عليه من قومه، وهكذا هود وصالح وغيرهم، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وإمام المتقين، وأفضل المجاهدين، ورسول رب العالمين، قد عُلم ما أصابه بمكة وفي المدينة وفي الحروب، ولكنه صبر صبراً عظيماً حتى أظهره الله على أعدائه وخصومه، ثم ختم له سبحانه وتعالى بأن فتح عليه مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فلما أتم الله النعمة عليه وعلى أمته، وأكمل لهم الدين، اختاره إلى الرفيق الأعلى، وإلى جواره عليه الصلاة والسلام بعد المحنة العظيمة، والصبر العظيم والبلاء الشديد، فكيف يطمع أحد بعد ذلك أن يسلم أو يقول متى كنت متقياً أو مؤمناً فلا يصيبني شيء، ليس الأمر كذلك بل لابد من الامتحان، ومن صبر حمد العاقبة، كما قال الله جل وعلا: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ[23]، وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[24]، فالعاقبة الحميدة لأهل التقوى، متى صبروا واحتسبوا وأخلصوا لله وجاهدوا أعداءه وجاهدوا هذه النفوس فالعاقبة لهم في الدنيا والآخرة، كما قال عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[25].
فأنت يا عبد الله في أشد الحاجة إلى تقوى ربك ولزومها والاستقامة عليها، ولو جرى ما جرى من الامتحان، ولو أصابك ما أصابك من الأذى أو الاستهزاء من أعداء الله، أو من الفسقة والمجرمين فلا تبالي، واذكر الرسل عليهم الصلاة والسلام، واذكر أتباعهم بإحسان، فقد أوذوا واستهزئ بهم، وسخر بهم، ولكنهم صبروا فكانت لهم العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة.
فأنت يا أخي كذلك اصبر وصابر فإن قلت: ما هي التقوى؟ فقد سبق لك شيء من بيانها، وقد تنوعت عبارات العلماء في التقوى، وروي عن عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين رضي الله عنه ورحمه أنه قال: (ليس تقوى الله بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى أداء فرائض الله وترك محارمه، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير) أ.هـ. فمن رزق بعد أداء الفرائض وترك المحارم نشاطاً في فعل النوافل وترك المكروهات والمشتبهات فهو خير إلى خير.
وقال طلق بن حبيب التابعي المشهور رحمه الله: (تقوى الله أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تدع معاصي الله على نور من الله تخاف عقاب الله). وقال بعضهم في تفسيرها: التقوى طاعة الله ورسوله، وقال آخرون: التقوى أن تجعل بينك وبين غضب الله وعقابه وقاية تقيك ذلك بفعل الأوامر وترك النواهي.
وكل هذه العبارات معانيها صحيحة. فالتقوى حقيقتها هي: دين الإسلام، وهي: الإيمان والعمل الصالح، وهي: العلم النافع والعمل به، وهي: الصراط المستقيم، وهي: الاستسلام لله والانقياد له جل وعلا بفعل الأوامر وترك النواهي؛ عن إخلاص كامل له سبحانه، وعن إيمانه به ورسله، وعن إيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، إيماناً صادقاً يثمر أداء الخير، والحذر من الشر، والوقوف عند الحدود، وإنما سمى الله دينه تقوى؛ لأنه يقي من استقام عليه عذاب الله وغضبه، ويحسن لربه العاقبة جل وعلا، وسمى هذا الدين إسلاماً؛ لأن المسلم يسلم نفسه لله وينقاد لأمره، يقال: أسلم فلان لفلان، أي انقاد له، ولهذا سمى الله دينه إسلاماً في قوله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[26] وغيرها من الآيات؛ لأن المسلم انقاد لأمر الله وذل لعظمته، فالمسلم حقاً ينقاد لأمر الله، ويبتعد عن نهيه، ويقف عند حدوده، قد أعطى القيادة لربه فهو عبد مأمور، رضاه وأنسه ومحبته ونعيمه في امتثال أمر الله وترك نهيه، هذا هو المسلم الحق.
ولهذا قيل له: مسلم، يعني منقاداً لأمر الله، تاركاً لمحارمه، واقفاً عند حدوده، يعلم أنه عبد مأمور عليه الامتثال، ولهذا سمي الدين عبادة كما سمي إسلاماً، سمي عبادة كما في قوله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ[27]، وفي قوله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[28]، فسمي عبادة؛ لأن العباد يؤدون أوامر الله ويتركون نواهيه عن ذل وخضوع وانكسار، وعن اعتراف بالعبودية، وأنهم مماليك لله وأنه سيدهم، وأنه القاهر فوقهم، وأنه العالم بأحوالهم، وأنه المدبر لشؤونهم، فهم عبيد مأمورون ذليلون منقادون لأمره سبحانه وتعالى. فلهذا سمى الله دينه عبادة؛ لأن العبادة عند العرب هي: التذلل والخضوع والانكسار، يقولون: طريق معبد، يعني مذلل قد وطأته الأقدام، ويقولون أيضاً: بعير معبد، يعني قد شد ورحل حتى ذل للركوب والشد عليه، فسميت طاعاتنا لله عباده؛ لأننا نؤديها بالذل والخضوع لله جل وعلا، وسمي العبد عبداً؛ لأنه ذليل بين يدي الله مقهور مربوب للذي خلقه وأوجده، وهو المتصرف فيه سبحانه وتعالى.
وسمي هذا الدين أيضاً إيماناً؛ لأن العباد يؤدونه عن إيمان بالله وتصديق به ورسله، فلهذا سمي دين الله إيماناً لهذا المعنى، كما في الحديث الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم. فبين عليه الصلاة والسلام أن الدين كله إيمان، وأن أعلاه قول: لا إله إلا الله، فعلمنا بذلك أن الدين كله عند الله إيمان، ولهذا قال سبحانه: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[29] فسماهم بذلك، لأنك أيها المؤمن بالله واليوم الآخر تؤدي أعمالك وطاعتك، وتترك المحارم عن إيمان وتصديق بأن الله أمرك بذلك، ونهاك عن المحارم، وأنه يرضى منك هذا العمل ويثيبك عليه، وأنه ربك ولم يغفل عنك وأنت تؤمن بهذا، ولهذا فعلت ما فعلت، فأديت الفرائض، وتركت المحارم، ووقفت عند الحدود، وجاهدت نفسك لله عز وجل.
وسمى الدين براً؛ لأن خصاله كلها خير. وسمى هذا الدين هدى؛ لأن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير الأخلاق وإلى خير الأعمال؛ لأن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليكمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وفي حديث أنيس أخي أبي ذر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى مكارم الأخلاق)، فهذا الدين سمي هدى؛ لأنه يهدي من استقام عليه إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى[30]، وقال في أهله: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ[31]، وقال في أهله أيضاً: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[32] وبهذا تعلم يا أخي معنى هذه الألفاظ: "الإسلام"، "الإيمان"، "التقوى"، "الهدى"، "البر"، "العبادة"، إلى غير ذلك.
وتعلم أيضاً أن هذا الدين الإسلامي قد جمع الخير كله، فمن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو متقٍ لله، وهو موعود بالجنة والكرامة، وهو موعود بتفريج الكروب وتيسير الأمور، وهو الموعود بغفران الذنوب وحط الخطايا، وهو الموعود بالنصر على الأعداء والسلامة من مكائدهم إذا استقام على دين الله وصبر عليه، وجاهد نفسه لله، وأدى حق الله وحق عباده، فهذا هو المتقي وهو المؤمن، وهو البر، وهو المفلح، وهو المهتدي والصالح، وهو المتقي لله عز وجل، وهو المسلم الحق.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين ومن حزبه المفلحين، وأن يمن علينا بالاستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا، والدعوة إلى ذلك والصبر عليه إنه سبحانه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
[1] سورة الطلاق الآية 2-3.

[2] سورة الأنفال الآية 29.

[3] سورة لقمان الآية 8.

[4] سورة النحل الآية 97.

[5] سورة الطلاق الآية 4.

[6] سورة الأنفال الآية 29.

[7] سورة الطلاق الآية 5.

[8] سورة آل عمران الآية 120.

[9] سورة الأنفال الآية 60.

[10] سورة آل عمران الآية 120.

[11] سورة الأنفال الآية 10.

[12] سورة محمد الآية 7.

[13] سورة الحج الآية 40-41.

[14] سورة آل عمران الآية 120.

[15] سورة الذاريات الآية 15.

[16] سورة الطور الآية 17.

[17] سور القلم الآية 34.

[18] سورة العنكبوت الآيتان 2-3.

[19] سورة العنكبوت الآيتان 2-3.

[20] سورة محمد الآية 31

[21] سورة الأنبياء الآية 35.

[22] سورة الأعراف الآية 168.

[23] سورة هود الآية 49.

[24] سورة طه الآية 132.

[25] سورة العنكبوت الآية 69.

[26] سورة آل عمران الآية 19.

[27] سورة البقرة الآية 21.

[28] سورة الذاريات الآية 56.

[29] سورة التوبة الآية 72.

[30] سورة النجم الآية 23.

[31] سورة البقرة الآية 5.

[32] سورة البقرة الآية 157.



أليا صهل 22-04-2013 10:46 PM

http://www.malfk.com/uploads/1361771742232.jpg

التقوى سبب كل خير



التقوى سبب كل خير



التقوى سبب كل خير

أليا صهل 23-04-2013 07:41 AM

http://www.dohaup.com/up/2009-02-12/..._633478112.jpg

أليا صهل 23-04-2013 11:57 AM

"آداااااب العطاس والتثاؤب"

قال رسول الله r : {إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب , فإذا عطس أحدكم فحمد الله كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله , وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان , فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع.....}رواه البخاري.

من نِعَم الله علينا العطاس الذي تحصل به نعمة ومنفعة عظيمة وذلك بخروج الأبخرة المحتقنة في الدماغ التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواءً عسرة,لذلك كان من محاسن ديننا أن شرع الله لنا دعاءً نقوله بعد العطاس حمداً لله على هذه النعمة مع بقاء الأعضاء على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها , فبه يحمدون الله , وبه يتراحمون ويسألون الله الهداية وصلاح البال.

1) التقيد بألفاظ الحمد و الرحمة و الهداية كما ثبت في السنة :

لما روى أبو هريرة t قال r : { إذا عطس فليقل : الحمد لله . فإذا قال ، فليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله . فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديك الله و يصلح بالك } .

2) لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله:

لما رواه أبو هريرة t قال : كنا جلوسا عند رسول الله r فعطس رجل فحمد الله, فقال له رسول الله r ( يرحمك الله ) ثم عطس آخر فلم يقل له شيئا ، فقال : يا رسول الله ! رددت على الآخر ولم تقل لي شيئا؟ قال (إنه حمد الله ،وسكَتَّ ) و لا بأس أن يذكره بعض الحاضرين بالحمد ، ليتذكر العاطس حمد الله بعد عطاسه.

3) و ضع اليد أو المنديل على الفم ، و التخفيض من الصوت ما أمكن :

لما روى أبو هريرة t قال : {كان رسول الله r إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فمه، و خفض أو غض - بها صوته }و في ذلك من الفوائد ما لا يخفى ،حيث فيه كف للأذى عن الآخرين، و عدم نشر العدوى، و عدم نشر الضوضاء و التشويش على الآخرين لا سيما في الأماكن العامة.

4) إذا كان العطاس بسبب مرض :

عن اياس بن سلمة قال : حدثني أبي قال : كنت عند النبي r فعطس رجل فقال : يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال النبي r {هذا مزكوم وعن أبي هريرة t قال: شمته واحدة و اثنتين و ثلاثا ، فما كان بعد هذا فهو زكام } و قد ورد أنه يقول له في الثالثة أو بعدها (شفاك الله وعافاك)

5) تشميت غير المسلم بـ ( يهديكم الله ) :

جواز تشميت أهل الذمة إذا حمدوا الله بعد عطاسهم بــ"يهديكم الله ويصلح بالكم " عن أبي موسى الأشعري t قال : كانت اليهود تعاطس عند النبي r رجاء أن يقول لها : يرحمكم الله ، فكان يقول: {يهديكم الله ويصلح بالكم}. ولا يدعى لهم بالرحمة والمغفرة فهم ليسوا أهلاً لذلك .

6) رد التثاؤب ما استطاع :

لما روي البخاري عن أبي هريرة t عن النبي r أنه قال :{إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع}.

7) وضع اليد على الفم إذا ملكه التثاؤب:

لما رواه أبو سعيد عن النبي r قال: { إذا تثاؤب أحدكم فليضع يده بفيه ، فان الشيطان يدخل فيه}

8) كراهية رفع الصوت عند التثاؤب :

حيث يروى فيه أن الرسول الله r قال: {إن الله عز و جل يكره رفع الصوت عند التثاؤب و العطاس}.

ومن الآداب :

@ ينبغي ويستحب للعاطس أن يخفض صوته بالعطاس لحديث أبي هريرة t (أن النبي r كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه ,وغض بها صوته ) وبذلك تحصل ثلاث فوائد:

1) فيه سنة واقتداء بالنبي .

2) تحصل بوضع اليد أوالثوب على الفم أو الوجه انخفاض صوت العاطس .

3) أن العاطس لا يأمن – غالباً- من خروج شئ من فمه فاستحب له أن يضع يده على فيه .

@ أن يقول العاطس :الحمد لله ,أو الحمد لله على كل حال .

@ تشميت العاطس مأمور به ومندوب إليه: وهو فرض على الكفاية إذا فعله الحاضرين سقط الأمر عن الباقين,ولا ينبغي تركه لقوله r : {فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا ًعلى كل من سمعه أن يقول له : يرحمك الله}رواه البخاري

@ يجب تشميت العاطس ويكون عند سماع حمد العاطس . عن أبي موسى الأشعري t قال سمعت رسول الله r يقول: {إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه} رواه مسلم وأحمد

@ إن لم يحمد العاطس الله فلا يشمت ولا يذكر بالحمد عن أنس t قال :عطس رجلان عند النبي r فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر.فقال الرجل:يارسول الله شمت هذا ولم تشمتني؟قال:إن هذا حمد الله ولم تحمد الله } رواه البخاري ومسلم. فالنبي r لم يشمت الذي عطس ولم يحمد الله ولم يذكره وهذا تعزير له وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد,فنسي الله,فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء لله ولو كان تذكيره سنة لكان النبي r أولى بفعلها وتعليمها، والإعانة عليها

@ السنة أن يرد العاطس على المشمت بقوله : يهديكم الله ويصلح بالكم أو يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا ولكم .

@ إذا زاد العطاس على ثلاث فلا يشمت لأنه زكام فعن أبي هريرة t قال سمعت رسول الله r يقول: ( إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه ، وإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ، ولا تشمت بعد ثلاث مرات ).أخرجه أبو داود في سننه

@ يجوز لمن عطس في الصلاة أن يحمد الله ، ولا يجوز لمن سمعه أن يشمته .

@ إذا عطس والإمام يخطب فإنه يحمد الله تعالى إلا أنه لا يشمت ، لأن الإنصات للخطبة واجب .

@ من عطس وهو في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله كما إذا كان في الخلاء - فلو خالف فحمد الله تعالى - في تلك الحالة فلا يستحق التشميت لأن الذكر منهي عنه في الخلاء .





منقول

أليا صهل 23-04-2013 01:34 PM

تغريدات حول خمسون كلمة في القرآن يشيع الخطأ في فهم معناها إلى معنى دارج

عبدالمجيد السنيد
@majeed_sunaid

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله
هذه ٥٠ كلمة في القرآن يتبادر إلى ذهن العامة معنى لها غير صحيح ، وقد تبين لي ذلك بسؤال بعضهم عنها ، فينبغي التنبه للمعنى الصحيح للآيات ، وتنبيه الآخرين لذلك

آل عمران
١) ولقد صدقكم الله وعده إذ تَحُسّونهم بإذنه : ليست من الإحساس كما يتبادر بل من الحَسّ : وهو القتل ، أي إذ تقتلونهم بإذنه ، وذلك في غزوة أحد

الفجر
٢) "جابوا الصخر بالواد" : أي قطعوا الصخر ونحتوه وليس أحضروه كما في اللهجة العامية .

الفجر
٣) "فَقَدر عليه رزقه" : قدر يعني ضيق عليه رزقه وقلله وليس من القدرة والاستطاعة .

آل عمران
٤) "إذ تُصعدون..." : أي تركضون ؛ من الإصعاد وهو الركض على الأرض"الصعيد" ، وليس ترقون من الصعود

التين
٥) "فلهم أجر غير ممنون" : أي غير مقطوع عنهم ، وليس معناها: بغير منّة عليهم، فلله المنّة على أهل الجنة دائماً وأبداً إذ لم يدخلوها إلا برحمته .

الأعراف
٦) "فجاءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون": من القيلولة أي في وقت القائلة ، وليست من القول .

الأعراف
٧) "ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا" : أي تعافوا ؛ من العافية وتحسن الأحوال وليس من العفو والمغفرة .

النساء
٨) "أو جاء أحد منكم من الغائط" : الغائط هنا هو مكان قضاء الحاجة وليس الحاجة المعروفة نفسها

الحج
٩) "إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته" : أي إذا قرأ القرآن ألقى الشيطان الوساوس في قراءته ، وليست من الأماني .

النساء
١٠) "يستنبطونه منهم" : ليس معناها استخراج المعاني الدقيقة من كلام ما، بل المعنى : يتبينون الخبر الصحيح ويتحققونه من معدنه

النساء
١١) "وألقوا إليكم السلم" : لا تعني أنهم بدؤوكم بالتحية "السلام" وإنما : انقادوا لكم طائعين مستسلمين، ومنه قوله :" وألقوا إلى الله يومئذ السلم" ، بخلاف قوله تعالى: لمن ألقى إليكم السلام : فهي تعني إلقاء التحية

النساء
١٢) "مراغماً كثيراً وسعة" : أي منعة وحفظاً وليس ضيقاً وإرغاماً مقابلة للسعة .

القارعة
١٣) "فأمه هاوية" : أي رأسه هاوية بالنار ، لا كما يتبادر .

البقرة
١٤) "ويستحيون نساءكم" : أي يتركونهن على قيد الحياة ولا يقتلونهن كفعلهم بقتل الصبيان ، لا من الحياء .

البقرة
١٥) "وما كان الله ليضيع إيمانكم" : هنا إيمانكم بمعنى صلاتكم ، وذلك بعد أن خشي المسلمون على صلاتهم التي صلوها إلى جهة بيت المقدس

الأعراف
١٦) "إن تحمل عليه يلهث" : أي تطرده وتزجره وليس من وضع الأحمال عليه ؛ إذ الكلاب لا يحمل عليها بهذا المعنى .

النمل
١٧) "فلما رآها تهتز كأنها جانّ" : نوع من الحيات سريع الحركة وليس من الجنّ قسيم الإنس .

الزخرف
١٨) "ولما ضُرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصِدون" : بكسر الصاد أي يضحكون ويضجون لما ظنوه تناقضاً ، وليس بضمها من الصدود

سورة ق
١٩) "فنقبوا في البلاد" : أي طافوا بالبلاد وليس بحثوا وفتشوا .

يوسف
٢٠) "قالوا يا أبانا مانبغي" : أي ماذا نطلب أكثر من هذا فهذا العزيز وقد رد ثمن بضاعتنا فكن مطمئنا على أخينا ، وليس من البغي والعدوان .

البقرة
٢١) "يظنون أنهم ملاقوا ربهم" : أي يتيقنون وهذه من الاستعمالات العربية المندثرة لهذه الكلمة وليس معناها هنا: يشكّون

البقرة
٢٢) "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" : ليست التهلكة هنا الموت .. بل بالعكس هو ترك الجهاد والانشغال بالملذات .

البقرة
٢٣) "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" : الفتنة أي الكفر وليس النزاع والخصومة على الدنيا

البقرة
٢٤) "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" : الوسط هو الخيار والأفضل وليس المراد به ما كان بين شيئين متفاوتين .

الأنفال
٢٥) "إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم" : ليس المراد ذكر اللسان إنما المراد تذكر الله ومراقبته فيوجل العبد ويجتنب المعصية ومنه قوله: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا...

الأنفال
٢٦) "واضربوا منهم كل بنان" : البنان هنا لا يختص ببنان الأصابع بل المراد كل مفصل وطرف .

الحجر
٢٧) "قال أنظرني إلى يوم يبعثون" : بمعنى أخّرني وأمهلني إلى يوم القيامة ، وليس المراد انظُر إليّ.

الأعراف
٢٨) "وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين" : من القسَم أي حلف لهما الشيطان ، وليست من القسمة .

الأعراف
٢٩) "هل ينظرون إلا تأويله" : أي هل ينظرون إلا ما وُعدوا في القرآن وما يؤول إليه أمرهم وهو يوم القيامة، وليس معناها "تفسيره" .

الأعراف
٣٠) "كأن لم يغنوا فيها" : أي لم يقيموا فيها - أي في ديارهم - وليس معناها يغتنوا وتكثر أموالهم

التوبة
٣١) "ولكنهم قوم يفرقون" : أي يخافون ؛ من الفَرَق وليس من الفُرقة .

هود
٣٢) "ويتلوه شاهدٌ منه" : أي يتبعه وليس من التلاوة .

يوسف
٣٣) "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً" : أي ألقوه في أرض بعيدة وليس إيقاعه على الأرض

يوسف
٣٤) "فجاءت سيارة" : السيارة نفرٌ من المارة المسافرين

النحل
٣٥) "أيمسكه على هون أم يدسه في التراب" : أي يبقيها حية على هوان وذل وليس على "مهل"٠

النحل
٣٦) "أن لهم النار وأنهم مفرَطون" : أي متروكون منسيون في النار ، وليس من التفريط والإهمال .

الإسراء
٣٧) "فإذا جاء وعد الآخرة" : أي وعد الإفساد الثاني لبني اسرائيل ، وليس المقصود به وعد يوم القيامة .

الحج
٣٨) "فإذا وجبت جنوبها" : أي سقطت جنوبها بعد نحرها "أي الإبل" وليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام .

النور
٣٩) "ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم" : المتاع أي الانتفاع والتمتع والمصلحة وليس المراد بها الأغراض أو"العفش" ، وذلك كدور الضيافة .

النور
٤٠) "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" : الجيوب أي فتحات صدورهن ، فينسدل الخمار من الوجة إلى أن يغطي الصدر.

الشعراء
٤١) "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" : المصانع هنا أي القصور والحصون ، وليست المصانع المعروفة الآن .

القصص
٤٢) "ولقد وصلنا لهم القول" : أي بيّنا وفصلنا القرآن ، وليس المراد إيصاله إليهم .

سبأ
٤٣) "وأنى لهم التناوش من مكان بعيد" : أي التناول والمعنى : كيف لهم تناول الإيمان وهم في الآخرة، وليس التناوش من المناوشة أي الاشتباك والإقتتال .

الشورى
٤٤) "أو يزوجهم ذكراناً وإناثا" : أي يهب من يشاء أولاداً منوعين "إناث وذكور" ، وليس معناه يُنكحهم .

الانشقاق
٤٥) "وأذنت لربها وحقت" : أي سمعت وانقادت وخضعت ، وليس الإذن من السماح .

الجن
٤٦) "وأنه تعالى جد ربنا" : أي تعالت عظمة ربنا وجلاله وغناه ، لا كما يتبادر تنزّه الله وتقدس .

المدثر
٤٧) "لواحة للبشر" أي محرقة للجلد مسودة للبشرة - أي نار جهنم - ، وليس معناها هنا أنها تلوح للناس وتبرز لهم .

الإنسان
٤٨) "وسبحه ليلاً طويلا" : أي صلّ له ، وليس معناها ذكر اللسان .

الدخان
٤٩) "أن أدوا إلي عباد الله" أي سلّم إلي يافرعون عباد الله من بني اسرائيل كي يذهبوا معي ، وليس معناها اعطوني ياعباد الله

الرحمن
٥٠) "خلق الإنسان من صلصال" : أي الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة ، وليس الصلصال المعروف .

الرحمن
٥١) وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام : الأعلام هي الجبال ، أي تسير السفن في البحر كالجبال ، وليس كالرايات .

هذا ماتيسر جمعه ، أسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم لي ولكل من ينشرها

حق على كل من استفاد منها أن "يرتوت" مع شكري لكم

أخوكم / عبدالمجيد السنيد
@majeed_sunaid



http://www.saaid.net/twitter/54.htm

أليا صهل 23-04-2013 08:03 PM

الموقع الر سمي لسماحة الشيخ
عبد العزبز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالى



صفة التوبة النصوح


إني فعلت ذنوباً كثيرة، وأريد أن أعود إلى الله وأتوب إليه توبةً نصوحاً, فما هي صفة التوبة؟ بارك الله فيكم.


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإن التوبة واجبة على جميع المسلمين، بل وعلى جميع الكفار المكلفين، على كل مكلف من كافر ومسلم أن يتوب إلى الله، فالكافر يتوب إلى الله من شركه وكفره ويدخل في الإسلام؛ لأن الله خلقه لذلك، يقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) سورة الذاريات, فعلى جميع الكفار من جن وإنس ونصارى ويهود وشيوعيين وغيرهم من أنواع الكفرة، عليهم أن يدخلوا في دين الله وأن يلتزموا بدين الله –الإسلام- وأن يتوبوا مما هم عليه من الكفر والضلال، قبل أن يموتوا، وعلى كل مسلم أن يتوب إلى الله من سيئاته وذنوبه، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا(8) سورة التحريم ) وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور, وقال سبحانه: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال ) فعلى الجميع أن يتوب إلى الله, والله سبحانه هو الجواد الكريم يقبل التوبة من عباده، كما قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(25) سورة الشورى, والمذنب عليه أن يرجع إلى الله ويندم على ذنوبه الماضية ويعزم أن لا يعود فيها وبذلك يغفر الله له، وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور: الأمر الأول: الندم على الماضي والحزن على ما مضى من سيئاته، من زنا أو شرب خمر أو عقوق أو ربا أو أكل مال يتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندماً عظيماً ويحزن على ما مضى منه، وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها، وعليه أمرٌ ثالث: وهو العزم الصادق أن لا يعود، هكذا التوبة تشمل هذه الأمور الثلاثة، أن يندم على الماضي منها مهما كانت عظيمة حتى الكفر، والأمر الثاني أن يقلع منها ويحذرها، الأمر الثالث أن يعزم عزماً صادقاً أن لا يعود فيها، وهناك شرطٌ رابع عام لجميع الأعمال وهو النية أن تكون لله وحده أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ يقصد وجهه سبحانه رغبةً فيما عنده، وحذراً من عقابه، ويندم على ما مضى ويعزم أن لا يعود ويقلع منها خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له سبحانه وتعالى، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله، من صلاة وصومٍ وصدقة وغير ذلك. ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها، أن يلزم الأخيار ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرون إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة ومن أسباب استمرارها وكمالها، أن تبتعد عن جلساء السوء الذين كنت تجالسهم، حتى تسلم من شرهم، وأن تحرص على صحبة الأخيار حتى تستفيد منهم ويعينوك على الخير، ومن أسباب تمامها وكمالها –أيضاً- أن تزيل ما عندك من آثارها، آلات لهو تزيلها، خمر تريقه، دخان تتلفه، وهكذا ما كان عندك من آثارها وبقائها تزيله حتى لا يجرك الشيطان إليه، تريق الخمر، تتلف الدخان، تكسر آلات اللهو، إلى غير هذا مما يجرك إلى الشر، تزيله عنك، حتى تتم لك التوبة وتبقى وتستمر، ولكنها مقبولة إذا استوفت الشروط حتى ولو كان عندك بقايا خمر أو بقايا دخان، التوبة مقبولة لكن عليك أن تحذر ما بقي، عليك أن تزيله، فبقاءه عندك ولو بقي عندك يوم أو يومين أو ثلاثة لا يبطل التوبة، التوبة ماشية صحيحة، إذا كنت صادقاً في التوبة، في ندمك وإقلاعك وعزمك أن لا تعود صادقاً في ذلك راغباً ما عند الله، فالتوبة يمحو الله بها الذنوب، جميع الذنوب يمحوها الله، يمحوها الله عنك، فلا تقنط ولا تيأس يقول الله جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر سبحانه وتعالى، يعني للتائبين، أجمع العلماء على أنها للتائبين، ونهانا عن القنوط لا تقنطوا يعني لا تيئسوا من روح الله، فالمؤمن لا ييأس ولا يقنط بل يبادر بالتوبة، ويحسن الظن بربه جل وعلا، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" فإذا تبت من الذنب بالندم والإقلاع والعزم أن لا تعود فإنه يمحى عنك إذا فعلته لله -سبحانه وتعالى- أما إن فعلته من غير إخلاص لله، بل تركت الذنب وندمت عليه، ولكن لم تفعله لله، بل لأنه أضرك، أو مراعاة لخاطر أهلك، أو لأمر زيد أو عمرو لا لله، فإنه يبقى عليك؛ لأنك ما تبت لله، أولاً تكون التوبة لله، تبقى عليك هذه الجريمة حتى تتوب إلى الله من ذلك، لكن في المستقبل الذي ما فعلت فيه الجريمة لا شيء عليك إذا تركته، إنما عليك الجرائم الأخرى التي فعلتها حتى تتوب إلى الله توبة صادقة خالصة لله، تتضمن الندم على الماضي والإقلاع منها والحذر منها والعزيمة أن لا تعود فيها، ترجوا ما عند الله تخشى عقابه -سبحانه وتعالى- ثم إذا فعلت ذنباً بعد التوبة، تؤخذ بالأخير، إذا فعلت ذنباً بعد التوبة أعدت الذنوب عليك إثم الأخير بس، أما الأول فقط مضى, ومحي عنك بالتوبة، إذا كنت صادقاً، أما إذا كانت التوبة باللسان وأنت مقيم بقلبك على المعصية مصر فهذه التوبة ما تنفع, ما تصح، لا بد من عدم الإصرار أن تتوب بقلبك، وأن تدعها بجوارحك وبدنك، تقلع منها وتندم عليها وتعزم أن لا تعود فيها هذه التوبة، فإذا نزغ الشيطان وعدت إليها تؤخذ بالذنب الجديد بس، الذنب الجديد إلا أن تتوب بعدها إذا تبت تاب الله عليك وهكذا، كلما عاد المسلم إلى التوبة تاب الله عليه، فلا يقنط ولا ييأس والله يقول: وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ (87) سورة يوسف. ومما ينبغي للتائب أن يتبعها بالعمل الصالح، والاستكثار من الخير حتى تستقيم وتنموا وتكمل، وحتى تبدل سيئاته حسنات –أيضاً- إذا أتبعها بالعمل الصالح بدلها الله له حسنات، قال تعالى لما ذكر الشرك والقتل والزنا قال بعد ذلك: وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (68-70) سورة الفرقان. فالنعمة من الله جل وعلا، فإن العبد إذا تاب توبة صادقة وأتبعها بالعمل الصالح أبدل الله سيئاته حسنات مع محو الذنب، تمحى الذنوب ثم تعطى بدل كل سيئة حسنة؛ بسبب إيمانه الصادق وعمله الصالح بعد ذلك، وهذا من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى، وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى(82) سورة طـه ). جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.


http://www.binbaz.org.sa/mat/17227

أليا صهل 24-04-2013 06:21 AM

الموقع الر سمي لسماحة الشيخ
عبد العزبز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالى



قضاء التائب عن ترك بعض الصلوات



من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم أعاذه الله من وساوس الشيطان ووفقه لما فيه صلاح أمر دينه ودنياه، بعده:
وصلني كتابك المتضمن: بيان أشياء وقعت منك وأشكل ­عليك أمرها، وخفت من عاقبتها، وقد سبق أن أجبناك في 13/ 7/ 1390هـ بطلب حضورك فلم يتيسر ذلك، ونحن الآن نجيبك إن شاء الله على ما في خطابك: أولاً: ذكرت أنك تصلي في بعض الأوقات وتدع الصلاة في أوقات أخرى، ويحصل منك العزم على التوبة في بعض الأوقات، ثم ترجع عن ذلك، وربما أفضى بك ذلك التساهل إلى ترك بقية الأركان، وقد عزمت على التوبة الصادقة والإقلاع التام فهل تقبل توبتك، أم تكون من الذين قال الله فيهم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ[1] الآية؟ وهل يشترط في التوبة النطق بالشهادتين بمسمع عالم؟ وهل لا بد من الغسل وصلاة ركعتين... إلى آخره؟



قد بين الله في كتابه العظيم أنه سبحانه يقبل التوبة من عباده مهما تنوعت ذنوبهم وكثرت، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[2]، أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه أنه يغفر الذنوب جميعاً لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه بالندم، ­والإقلاع من الذنوب، والعزم أن لا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة، ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته، وهو اليأس مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع، وعفوه أعظم، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ[3]، وقال في حق النصارى: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[4]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها))،والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فالواجب عليك الإقلاع من جميع الذنوب، والحذر منها، والعزم على عدم العود فيها، مع الندم على ما سلف منها إخلاصاً لله، وتعظيماً له، وحذراً من عقابه، مع إحسان الظن به سبحانه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني))، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)) أخرجه مسلم في صحيحه. فاتق الله يا عبد الله، وأحسن ظنك بربك، وتب إليه توبة صادقة؛ إرضاء له سبحانه، وإرغاماً للشيطان، وأبشر بأنه سبحانه سيتوب عليك، ويكفر سيئاتك الماضية إذا صدقت في التوبة، وهو سبحانه الصادق في وعده، الرحيم بعباده.
­أما الشهادة على مسمع عالم فليس ذلك بشرط، وإنما التوبة تكون بالإقرار بما جحدته، وبعمل ما تركت، فإذا كان الكفر بترك الصلاة فإن التوبة تكون بفعل الصلاة مستقبلاً، والندم على ما سلف، والعزيمة على عدم العود، وليس عليك قضاء ما تركته من الصلوات؛ لأن التوبة تهدم ما كان قبلها، أما إن كنت تركت الشهادتين، أو شككت فيهما فإن التوبة من ذلك تكون بالإتيان بهما ولو وحدك، فتقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله) عن إيمان وصدق بأن الله معبودك الحق لا شريك له، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله إلى جميع الثقلين، من أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
أما الغسل فهو مشروع، وقد أوجبه بعض العلماء على من أسلم بعد كفره الأصلي، أو الردة، فينبغي لك أن تغتسل، وذلك بصب الماء على جميع بدنك بنية الدخول في الإسلام، والتوبة مما سلف من الكفر، أما صلاة ركعتين بعد الغسل فلا تجب، ولكن يستحب لكل مسلم إذا تطهر الطهارة الشرعية أن يصلي ركعتين؛ لأحاديث وردت في ذلك.
وأما قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا[5] فليس معناها أن من زاد كفره أو تكرر لا يتوب الله عليه، وإنما معناها عند أهل العلم استمراره ­على الكفر حتى يموت، كما قال الله سبحانه في الآية الأخرى في سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ[6]، وقال تعالى في سورة آل عمران: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ[7]، وقال أيضاً في سورة البقرة: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[8]، فقد أوضح الله سبحانه في هذه الآيات الثلاث أن حصول العذاب واللعنة وعدم القبول وحبوط الأعمال كل ذلك مقيد بالموت على الكفر.
وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الكافر مهما تنوع كفره ومهما تكررت ردته فإنه مقبول التوبة عند الله إذا تاب توبة نصوحاً، وهي المشتملة على الإقلاع عن الكفر، والعزيمة على عدم العودة فيه، والندم على ما مضى منه، وإنما اختلفوا في حكم من تكررت ردته في حكم الشرع في الدنيا، هل يقبل منه ويسلم من القتل، أم لا تقبل منه ويقتل؟ ­هذا محل الخلاف، أما فيما بينه وبين الله سبحانه فليس في قبولها خلاف إذا كانت توبة نصوحا كما تقدم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه لك مقنع وكفاية.
والواجب عليك البدار بالتوبة الصادقة، والضراعة إلى الله سبحانه، والإلحاح في الدعاء أن يتقبل منك، وأن يثبتك على الحق، ويعيذك من نزغات الشيطان ووساوسه، فإنه العدو المبين الذي يريد إهلاكك وإهلاك غيرك، كما قال الله سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[9]، فبادر إلى إرغامه بالتوبة الصادقة، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، والسلامة من النار، مع قبول التوبة إذا صدقت في ذلك، وأوصيك بالإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتحميده، وكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أفضل ذلك أن تكثر من كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" ومن الكلمات الآتية: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم". ­كما نوصيك أيضاً بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم والتدبر لآياته، فإن فيه الهداية لكل خير والتحذير من كل شر، ونوصيك أيضاً بمطالعة ما تيسر من كتب الحديث المعروفة، مثل: "رياض الصالحين" و"بلوغ المرام" فإن فيها ما ينفعك ويعينك على الخير إن شاء الله، أما صوم النافلة كالإثنين، والخميس، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فهو قربة وطاعة وفيه أجر عظيم، وتكفير للسيئات، ولكن إذا كانت أمك لا ترضى بذلك فلا تكدرها، فإن الوالدة حقها عظيم، وبرها من أهم الواجبات، ولعلها تخاف عليك من الكسل إذا صمت، وعدم القيام بالواجب في طلب الرزق والقيام بحاجات البيت، ومعلوم أن طلب الرزق الحلال لإعاشة العيال وأهل البيت من أفضل القربات، بل من أهم الواجبات، وهو أفضل من التفرغ لصوم التطوع، وصلاة التطوع. وبكل حال فالذي أنصحك به هو أن تسمع قولها، وتطيعها في مثل هذا، وإذا رأيت مجالاً في المستقبل لطلبها الإذن فاستأذنها في الصوم إذا كان الصوم لا يعطلك ولا يضعفك عن المهمات المذكورة آنفاً. والله المسئول أن يمنحك الفقه في الدين، ويهديك صراطه المستقيم، ويمن علينا وعليك بالتوبة النصوح، ويعيذنا وإياك وسائر المسلمين من نزغات الشيطان، وشر النفس وسيئات العمل، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه.

نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

[1] سورة النساء الآية 137.

[2] سورة الزمر الآية 53.

[3] سورة الشورى الآية 25.

[4] سورة المائدة الآية 74.

[5] سورة النساء الآية 137.

[6] سورة البقرة الآيتان 161 – 162.

[7] سورة آل عمران الآية 90.

[8] سورة البقرة الآية 217.

[9] سورة فاطر الآية 6.



أجاب سماحته على هذا السؤال عندما كان رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد العاشر.




أليا صهل 24-04-2013 08:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم




أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي


قال الله تعالى:
(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) .


[الأنعام: 82]


الحياة كنوز ونفائس

أعظمها الإيمان بالله . . .
وطريقها مناره القرآن الكريم...،،
فالإيمان إشعاعه أمان . . .
والأمان يبعث الأمل . . .
والأمل يثمر السكينة . . .
والسكينة نبع للسعادة . . .
والسعادة حصادها أمن وهدوء نفسي . .
فلا سعادة إنسان بلا سكينة نفس، ولا سكينة نفس بلا اطمئنان القلب.

مما لا شك فيه أن كلاً منا يبحث عن السعادة ويسعى إليها، فهي أمل
كل إنسان ومنشود كل بشر والتي بها يتحقق له الأمن النفسي
والسعادة التـي نعنيها هي السعادة الروحية الكاملة التـي تبعث الأمل والرضا،
وتثمر السكينة والاطمئنان ،
وتحقق الأمن النفسي والروحي للإنسان فيحيا سعيداً هانئاً آمناً مطمئناً.


وليس الأمن النفسي بالمطلب الهين فبواعث القلق والخوف والضيق ودواعي التردد
والارتياب والشك تصاحب الإنسان منذ أن يولد وحتى يواريه التراب.


ولقد كانت قاعدة الإسلام التي يقوم عليها كل بنائه هي حماية الإنسان من
الخوف والفزع والاضطراب وكل ما يحد حريته وإنسانيته والحرص على
حقوقه المشروعة في الأمن والسكينة والطمأنينة وليس هذا بالمطلب الهين فكيف يحقق الإسلام للمسلمين الأمن والسكينة والطمأنينة.


إن الإسلام يقيم صرحه الشامخ على عقيدة أن الإيمان مصدر الأمان،
إذن فالإقبال على طريق الله هو الموصل إلى السكينة والطمأنينةوالأمن ،
ولذلك فإن الإيمان الحق هو السير في طريق الله للوصول إلى حب الله والفوز بالقرب منه تعالى.

ولكن كيف نصل إلى هذا الإيمان الحقيقي لكي تتحقق السعادة والسكينة
والطمأنينة التي ينشدها ويسعى إليها الإنسان لينعم بالأمن النفسي.

إننا نستطيع أن نصل إلى هذا الإيمان بنور الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
ونور الله هنا هو القرآن الكريم الذي نستدل به على الطريق السليم ونأخذ منه دستور حياتنا . . وننعم بنوره الذي ينير القلب والوجدان


والنفس والروح والعقل جميعاً. أليس ذلك طريقاً واضحاً ووحيداً لنصل إلى نعمة الأمن النفسي؟


لقد عُنـي القرآن الكريم بالنفس الإنسانية عناية شاملة . .
عناية تمنح الإنسان معرفة صحيحة عن النفس وقاية وعلاجاً دون أن ينال ذلك من وحدة الكيان الإنساني ،
وهذا وجه الإعجاز والروعة في عناية القرآن الكريم بالنفس الإنسانية ،
وترجع هذه العناية إلى أن الإنسان هو المقصود بالهداية والإرشاد والتوجيه والإصلاح.


فلقد أوضح لنا القرآن الكريم في الكثير من آياته الكريمة أهمية الإيمان للإنسان
وما يحدثه هذا الإيمان من بث الشعور بالأمن والطمأنينة في كيان الإنسان وثمرات هذا الإيمان هو تحقيق سكينة النفس وأمنها وطمأنينتها.


والإنسان المؤمن يسير في طريق الله آمناً مطمئناً ،
لأن إيمانه الصادق يمده دائماً بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته،
وهو يشعرعلى الدوام بأن الله عز وجل معه في كل لحظة، ونجد أن هذا الإنسان المؤمن يتمسك بكتاب الله لاجئاً إليه دائماً،
فهو بالنسبة له خير مرشد بمدى أثر القرآن الكريم في تحقيق الاستقرار النفسي له .


فمهما قابله من مشاكل وواجهه من محن فإن كتاب الله وكلماته المشرقة بأنوار الهدى كفيلة بأن تزيل ما في نفسه من وساوس ،
وما في جسده من آلام وأوجاع ، ويتبدل خوفه إلى أمن وسلام، وشقاؤه إلى سعادة وهناء كما يتبدل الظلام الذي كان يراه إلى نور يشرق على النفس ، ويشرح الصدر ،


ويبهج الوجدان . . فهل هناك نعمة أكبر من هذه النعمة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على حب الله وحنانه الكبير وعطائه الكريم لعبده المؤمن .


إن كتاب الله يوجه الإنسان إلى الطريق السليم ، ويرشده إلى السلوك السوي الذي يجب أن يقتدى به . .
يرسم له طريق الحياة التـي يحياها فيسعد في دنياه ويطمئن على آخرته .


إنه يرشده إلى تحقيق الأمن النفسي والسعادة الروحية التي لا تقابلها أي سعادة أخرى ولو ملك كنوز الدنيا وما فيها.


إنه يحقق له السكينة والاطمئنان، فلا يجعله يخشى شيئاً في هذه الحياة فهو يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة الله تعالى ،
كما يعلم أن رزقه بيد الله وأنه سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين الناس وقدَّرها ،
كما أنه لا يخاف الموت بل إنه حقيقة واقعة لا مفر منها ،

كما أنه يعلم أنه ضيف في هذه الدنيا مهما طال عمره أو قصر، فهو بلا شك سينتقل
إلى العالم الآخر، وهو يعمل في هذه الدنيا على هذا الأساس،
كما أنه لا يخاف مصائب الدهر ويؤمن إيماناً قوياً بأن الله يبتليه دائماً في الخير
والشر، ولولا لطف الله سبحانه لهلك هلاكاً شديداً .

إنه يجيب الإنسان على كل ما يفكر فيه ، فهو يمنحه الإجابة الشافية والمعرفة الوافية ،
لكل أمر من أمور دينه ودنياه وآخرته .

إن كتاب الله يحقق للإنسان السعادة لأنه يسير في طريقه لا يخشى شيئاً إلا الله ، صابراً حامداً شاكراً ذاكراً لله على الدوام ، شاعراً بنعمة الله عليه . .

يحس بآثار حنانه ودلائل حبه...
فكل هذا يبث في نفسه طاقة روحية هائلة تصقله وتهذبه وتقومه وتجعله يشعر بالسعادة والهناء ،
وبأنه قويٌ بالله . . .
سعيدٌ بحب الله ، فينعم الله عز وجل عليه بالنور والحنان، ويفيض عليه بالأمن والأمان ،
فيمنحه السكينة النفسية والطمأنينة القلبية.

مما سبق يتضح لنا أن للقرآن الكريم أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي ،
ولن تتحقق السعادة الحقيقية للإنسان إلا في شعوره بالأمن والأمان ،
ولن يحس بالأمن إلا بنور الله الذي أنار سبحانه به الأرض كلها،
وأضاء به الوجود كله . . . بدايته ونهايته ، وهذا النور هو القرآن الكريم .

ويؤكد لنا القرآن الكريم بأنه لن يتحقق للإنسان الطمأنينة والأمان
إلا بذكره لله عز وجل :
قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:28]


إذن علينا أن نتمسك بكتاب الله ونقتدي به ، ونتدبر في آياته البينات ،
ونتأمل في كلماته التي لا تنفد أبداً :

قال تعالى:
( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي
ولو جئنا بمثله مدداً)
[الكهف:109]

حتى نتحلى بالإيمان الكبير في هذه الرحلة الروحية مع آيات الله فنتزود
بما جاء به القرآن الكريم من خلق عظيم، وأدب حميد ، وسلوك فريد،
ومعرفة شاملة بحقيقة النفس الإنسانية كما أرادها الله عز وجل أن تكون،
وترتقي حيث الحب والخير والصفاء والنورانية ، فننعم بالسلام الروحي
الممدود ، والاطمئنان القلبي المشهود ، والأمن النفسي المنشود .



منقول

أليا صهل 24-04-2013 09:11 AM

http://up50.s-oman.net/-33lf.gif

أليا صهل 24-04-2013 09:21 AM

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1259601983.gif

أليا صهل 24-04-2013 03:14 PM

http://toratheyat.com/vb/image.php?u...ine=1344966419

أليا صهل 24-04-2013 04:45 PM

http://swarih.com/storeimg/img_1335356451_456.jpg

أليا صهل 25-04-2013 02:04 AM

http://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphoto...51911020_n.jpg

أليا صهل 25-04-2013 02:55 AM

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...173368b462.jpg


الساعة الآن 10:09 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.