:619:

سوق الأسهم وأنواع "المزاح":

فرصتك قبل "النظرة الأخيرة"

قينان الغامدي
لا بد من تهنئة ضحايا سوق الأسهم السعودي بعدم وجود مبرر جوهري لهذه الكارثة التي حلت بهم خلال الأسبوع الماضي، فالدكتور عبدالرحمن التويجري رئيس هيئة سوق المال أكد للزميل حزام العتيبي من صحيفة "عكاظ" يوم أول من أمس أنه لا توجد مبررات جوهرية لهذا الانخفاض في أسعار الأسهم. والانخفاض الذي لا مبرر جوهريا له بلغ مئة وثمانية وثمانين مليار ريال هي مجموع خسائر الأسهم من قيمتها الاسمية خلال الأسبوع الماضي وفق ما كتب الزميل خالد العويد في صحيفة "الرياض" في اليوم نفسه.



هيئة سوق المال كما أكد رئيسها حريصة على مصلحة المتداولين في السوق وجميع المؤشرات تدل على أن الاقتصاد السعودي في خضم نمو كبير يصحبه المزيد من الاستثمارات مما سوف ينعكس إيجابيا على أداء الشركات المساهمة، وهيئة سوق المال تتمنى من المتداولين عدم الانقياد وراء الشائعات وما تروجه بعض المنتديات، وعليهم التروي والحكمة في اتخاذ قراراتهم المتعلقة باستثماراتهم في سوق الأسهم.



قلت قبل هذه المرة إنني لست مستثمرا في السوق، ولا أفهم فيه ولذلك فإن ما تقدم من مصطلحات وأرقام اقتصادية نقلته من الصفحات الاقتصادية حرفيا، ولم أستوعب بعد لأي سوى أن هناك كارثة خسائر، وأنه لا توجد أسباب جوهرية لها. ولهذا ولأن هذه الكارثة تحدث للمرة الثانية في سوقنا "اللغز"، فقد حاولت إيجاد سبب غير جوهري، ولم أجد سوى "المزاح"، فالشائعات وعدم الحكمة والتروي لم تقنعني لأن المتداولين في السوق مؤمنون، وقد قلنا إن الشائعات وعدم خبرتهم وحكمتهم هي سبب الكارثة في المرة الأولى ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فلم أقتنع أنها هي السبب غير الجوهري في هذه الكارثة الثانية. وليس أمامي سوى اعتبار "المزاح" هو السبب، و"المزاح" يأتي للترويح عن النفس بين الأصدقاء، لكنه أنواع فبعضه لتكريس المحبة والتعبير عن المودة، وبعضه ثقيل جالب للعداوة، وبعضه فيه "دلاخة وهبالة وسماجة"، وبعضه لـ "الدغل" وهو شبيه قتل "الغيلة" وبعضه للسرقة والنشل، ولكل نوع اسم وصفة وسمة، والمتداولون في السوق لا شك أصبحوا أصدقاء وشركاء، وهم جميعا يدركون أنه لا يوجد ولا يمكن سن قوانين تنظم "المزاح"، ومعظمهم ـ وأنا أتحدث عن معرفة بربعي السعوديين ـ يحبون "يتمازحون" ويصنعون "المقالب" في بعضهم بعضا. ولذلك أحب أن أطمئنهم بأنه لا توجد "لعبة" ولا "لاعبون" أكبر من هيئة السوق ومن مؤسسة النقد ومن الحكومة كلها. وليس هناك "سر" يكمن وراء تفليسهم المنظم، فهذه هي الشائعات فعلا. أما الحقيقة فإن المسألة "مزاح في مزاح"، أصدقاء يتبادلون "المقالب"، فتلفت أيها المتداول "المفلس" حولك في أصدقاء السوق لا السوء، وانظر ـ يا رعاك الله ـ من مزح معك منهم ونفض محفظتك ومن "مقلبك" وقلبك في مقلب الفقر، وعليك أن تبحث عن مزحة لرد "المقلب". وقبل أن تشتكي من عجزك وهوانك على أصدقائك "المازحين" أود أن أذكرك أيها المتداول "المبطوح أو المسدوح" أنكم شلة شباب في رحلة. ملحها "المزاح" ومن أبرز شروطها التحمل حتى لو انتهت بكم الرحلة إلى حيث ألقت رحلها "أم قشعم"، ولا تفكر الآن في "أم قشعم" هذه ولا "أم نهب"، فكر في "المزحة الأخيرة" فهذا التركيب يصلح عنوانا لرواية قد تتهيأ فرصة لتكون أنت كاتبها، هذا إذا أسعفك الحظ ولم تكن نظرتك إلى شاشة "تداول" الآن هي "النظرة الأخيرة". فهذا قدرك رحمك الله. إنا لله وإنا إليه راجعون.