منتديات تداول - اسرار وخفايا سوق الاسهم السعودي منذ عام 2006 حتي عام 2024

تضم 17 سائقاً هندياً وبنغالياً ومصرياً ودخلهم يتجاوز 100 ألف ريال يوميا
القبض على أكبر عصابة تخصصت في سرقة وقود الطائرات في الخرج
إحدى المحطات التي تتعامل مع العصابة قدر دخلها السنوي بـ 55 مليون ريال

المحطة الثانية في حي النسيم والتي تم إغلاقها بسبب الغش التجاري

الرياض: طارق النوفل
ألقت الأجهزة الأمنية مساء أمس وبمشاركة فاعلة من مديرية الدفاع المدني وعلى رأسهم المدير العام اللواء سعد التويجري القبض على أكبر عصابة سرقة وقود الطائرات وبعض الأنواع الأخرى من المحروقات في إحدى المحطات المهجورة بالقرب من محافظة الخرج.
و علمت " الوطن" من مصادر مطلعة بالدفاع المدني في كل من الرياض والخرج صحة ما ذهب إليه المواطن ناصر الزهراني الذي أبلغ عن العصابة حيث أكدوا وقوع تلك العملية وروى مصدر مسؤول في الدفاع المدني لـ"الوطن" تفاصيل القضية قائلا:"بالفعل تم القبض على أكبر عصابة في السعودية في سرقة وقود الطائرات والديزل والتي يتم توريدها من شركة أرامكو لقاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج حيث يقوم السائقون أثناء شحن الحمولة بالتوجه لأحد الأوكار في المحافظة وهذا الوكر عبارة عن محطة مهجورة تم استئجارها بمبلغ 100ريال شهريا ويقومون بتفريغ الحمولة حيث يتقاضى السائق حوالي 100 ريال عن كل حمولة يفرغها وتقدر ما يقومون بتفريغه في كل مرة من 1000 إلى 1500 لتر من وقود الطائرات أو الديزل ويوجد لديهم معدات تشميع كاملة تم استيرادها من الخارج حيث يقومون بتشميع صمامات الصهاريج بعد كل تفريغ للحمولة ومن ثم تتجه الصهاريج إلى القاعدة وكأن شيئاً لم يكن .وعند امتلاء الخزانات في الوكر والتي تم دفنها تحت الأرض يقوم عدد من الصهاريج الصغيرة"الدينات" بالانطلاق إلى مدينة الرياض لبيعها ومن الرياض إلى جميع أنحاء السعودية , ويشير المصدر إلى أن سبب شراء محطات الوقود لهذه المادة لكون قيمتها التسعيرية 30 هللة للتر الواحد وعند خلطها مع بنزين السيارات تكون القيمة أقل من هذا السعر.
ويضيف المصدر: من المعروف أن هذه القضية خلفها عصابة مجرمة من العمالة وقد بدأت تنكشف أولى خيوطها بعد ضبط محطتين في الرياض إحداهما في المرسلات والأخرى في النسيم، بعدها تم الوصول إلى المقر الرئيسي لتلك العصابة والتي تقع داخل مزارع الخرج بحوالي 3 كلم وقد كانت العصابة تمرس الموقع بعدد من كلاب الحراسة وكانت هناك سيارة من نوع مازدا موديل 2004 أو 2005 تقوم بمسح طولي لمداخل ومخارج الوكر أو المركز الرئيسي لتلك العصابة.
وكاد كلب الحراسة المتواجد في الموقع أن يفشل خطة أحد الضباط في الكشف عن الوكر فبعد أن قام بالنباح رجع الضابط زحفا حتى لا يرى من قبل العصابة أو السائقين, وبعد ذلك بساعات وبالتنسيق مع الجهات الحكومية في الخرج تمت مداهمة الوكر والقبض على العصابة التي كان عددها 17 سائق تريلا من الجنسية الهندية والبنغالية والمصرية و 2 يعدون من كبار أفراد العصابة ويبلغ دخلهم يوميا 100 ألف ريال كصافي أرباح,وقد بلغت مداخيل إحدى المحطات والتي تم اكتشاف تعاملها مع تلك العصابات حوالي 55 مليون ريال سنويا".
وذكر المواطن ناصر الزهراني وهو موظف سابق في شركة الخطوط الجوية السعودية و الذي أوضح لـ "الوطن"تفاصيل القضية التي كان أبطالها أكثر من 17 سائقاً وعدداً من العمالة المتخلفة في إحدى محطات الوقود المهجورة، أوضح "قبل فترة راقبت محطة في الشمال في حي المرسلات وفوجئت بأحد الصهاريج يفرغ مادة في خزان الوقود الرئيسي في المحطة (تحتفظ الصحيفة باسم المحطة) وهذا نوع من الغش التجاري حيث يتم خلط مادة من نوع Gb8 وهذه المادة وكما هو معروف يتم تداولها فقط في المطارات أو القواعد العسكرية كما عرفت ذلك من خلال اتصالي بأحد المعارف بشركة أرامكو, وقمت بمراقبة المحطة وقمت بإبلاغ الجهة المسؤولة وهي إدارة الدفاع المدني وقد تم ضبط عمال المحطة أثناء تفريغهم لتلك المادة في الخزانات الرئيسية في المحطة".
وأضاف الزهراني"وبعدها بفترة وأثناء قيامي بتزويد سيارتي بالوقود من إحدى المحطات الموجودة في حي النسيم لمحت أحد الصهاريج والذي تشابه مواصفات الصهريج السابق وبنفس الطريقة يقوم بتفريغ حمولته من مادة G B 8 (وتحتفظ الصحيفة كذلك باسم المحطة).
وقد عرفت أن الوكر الرئيسي لتلك العمالة في الخرج وقد علمت ذلك من خلال متابعتي لإحدى الناقلات (دينا) والتي سلكت طريق الخرج و بالقرب من قاعدة الأمير سلطان العسكرية قصدت إحدى المحطات المهجورة, و قد اتضح أن هذا الوكر هو عبارة عن محطة وقود مهجورة يوجد بها 3 مستودعات على شكل صهاريج مليئة بالمادة المذكورة.
ويروي تفاصيل السرقة بأن سائقي الشاحنات والذين يعملون لإحدى الشركات التي تعاقدت مع شركة أرامكو (وقوائم الشركات تحتفظ الصحيفة بأسمائها) لتزويد قاعدة الأمير سلطان بالمحروقات عندما يذهبون لمقر شركة أرامكو لتعبئة صهاريج الشاحنات بالمادة يتم ختم الناقلات بأختام خاصة والتي يستحيل لأحد أن يقوم بفتحها إلا لدى الشركة نفسها و في مقر القاعدة العسكرية فقط وهم في طريقهم للقاعدة يقوم السائقون بفتح تلك الأقفال بطريقة فنية ويفرغون أكثر من 3000 لتر في تلك المحطة المهجورة ومن ثم يتوجهون للقاعدة وكأن شيئاً لم يكن.
ويضيف المواطن ناصر الزهراني: عقب ذلك قمت بإبلاغ أحد الضباط في إدارة الدفاع المدني النقيب عائض القحطاني وتم تشكيل لجنة من إدارة المباحث والدفاع المدني والشرطة ووزارة التجارة و شركة أرامكو وقامت اللجنة بمداهمة ذلك الوكر وقد تم القبض على العصابة والمكونة من عمالة متخلفة و 17 سائقاً تابعين لشركة أرامكو. ويجري التحقيق مع أفراد العصابة في شرطة الخرج.

جريدة الوطن 29/11/2004