تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : *هل تعتقد ان الحرب السعودية على الإرهاب انتهت ؟


الفارس
31-10-2004, 09:28 PM
*هل تعتقد ان الحرب السعودية على الإرهاب انتهت ؟

الأمير نايف وزير الداخلية المعروف بخبرته الطويلة والكبيرة من خلال الازمات الأمنية التي مررنا بها سواء كان ذلك في موسم الحج ، أو حركة جهيمان، أو حرب الخليج: "ان الحركة المتطرفة او جماعة التكفير والتفجير تم تحجيمها".
كان الأمير نايف يستخدم لفظ تحجيم ، وهذا يعني أن الحرب ما زالت مع هؤلاء قائمة ولا تزال طويلة، ووزارة الداخلية بجهود رجال الأمن استطاعوا ان يلقوا القبض على مجموعة من "أرباب الفكر المتطرف"، كما اجبروا بعضهم على قتل أنفسهم انتحارا استجابة لفتاوي مشائخهم بان يقتلوا انفسهم حتى لا يقعوا في ايدي رجال الامن، كما تم اجبار بعضهم على تسليم انفسهم، كما تم قتل بعضهم أثناء محاولتهم قتل رجال الامن ، وهم من القيادات التي تغلل الفكرالمتطرف في عقولهم واصبحوا خطرا ليس على السعودية فقط وانما على العالم الدولي ، كما تم اكتشاف العديد من من مخابئ الاسلحة، والمتفجرات، والسيارات المشركة التي ربما كان يمكن ان تدمر احياء كاملة، ويُقتل فيها نساء، وأطفال، وشيوخ.
ومثل ما قال الأمير نايف في عدة تصريحات بأن الفكر لايجابه الا بفكر ، وانه لابد للمؤسسات الفكرية ، والاعلامية ، والثقافية، والتربوية، والدعوية ان تقوم بواجبها ، ومن وجهة نظري أن هذا الامر لايزال يحتاج الى نشاط اكثر لان مجابهة الفكر المتطرف لابد أن تكون قوية، ومدروسة حتى لايتأثر السعوديون بالفكر المدسوس الذي ربما يمرر عن طريق الانترنت ، او عن طريق التكفيريين الموجودين للاسف بيننا .

*إذا بإمكاننا ان نقول ان تنظيم القاعدة في السعودية انتهى ، وتم القضاء عليه ؟
-كل الإشارات تقول إن هناك جماعة اسمها جماعة التكفير والتفجير. هؤلاء الاشخاص ينطلقون من تكفير المجتمعات، وينطلقون من محاولة الإساءة للمملكة العربية السعودية . إنهم يتلونون باسماء مختلفة في كل دولة ، وفي كل منطقة. رأيناهم في الجزائر يبقرون بطون النساء والأطفال. رأيناهم في اسطنبول، وفي اندونيسيا ، وفي إسبانيا ، وفي اليابان. رأيناهم في كل مكان. هؤلاء ينطلقون من معاداة الانسانية، ومحاولة القتل والتفجير من خلال أفكار الخوارج، الخوارج الذين وصفهم الرسول صلى الله علية وسلم بقوله "تحقرون صلاتكم الى صلاتهم ، وصيامكم الي صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".
أعتقد أن هذا الذي نراه الآن هو امتداد لهذا الفكر الخارجي الذي كفر اشرف الرجال في عصره وقتله الا وهو سيدنا على بن ابي طالب . المسميات لاتعني شيئا ، وانما يعني الفكر الذي يكفر المجتمع ، الذي يعزل الشاب عن أهله وأسرته . يعودونه على الكذب على اهله. يجعلونه لايرى المجتمع إلا من خلال منظارهم الذهو القتل ،والزهد في الدنيا . يعتقدون أنك عندما تفجر نفسك ، أو تقتل نفسك بحزام ناسف فإن حوريات الجنة ينتظرك منهن 70 حورية .

* ألم يثبت أن لهم علاقة بتنظيم القاعدة ، مثل ما يدعون في بياناتهم بانهم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ؟
- هناك ارتباط فكري بين الأطروحات التي يطرحها طبيب فشل في الطب مثل الظواهري ، أو شخص فشل في الادارة، وبين أطروحات هؤلاء. مثل هذه الأفكار لها نسيج متقارب ، وهي تكفير المجتمعات ، رفع ما يسمى بالجهاد دون دراية ،ودون وعي ، والهدف ليس الجهاد ضد العدو (على حد اعتبارهم) انما الجهاد ضد المجتمعات العربية والمسلمة ، وضد السعودية بالذات ، لأن اذا كان هناك تشكيك في الدولة فمعنى هذا وفق منطقهم بأنها كافرة ،ولابد أنك تجتهد ، وتجاهد ، وتقتّل ، و تخلق فيها الفوضى .
لايوجد بلد في العالم يطبق الشريعة الإسلامية كما تطبق في المملكة العربية السعودية مثل ما ترى أخوي سلطان عندما ينادى للصلاة في أي مكان تجد إقفال المحلات ، ويتجه الناس جميعا إلى المسجد .هناك حزم ونظام في هذا الامر ، واذا أخذت عمرة في رمضان او غير رمضان تجد الامكانات الهائلة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. لا أعتقد أن هناك دولة إستطاعت أن تقدم للإسلام مثل ما تقدم السعودية،وهذا لا شك يغيظ أعداءها .

*هل ترى ان هناك دورا للمؤسسات التعليمية في إشاعة هذه الافكار المتطرفة، كالمراكز الصيفية مثلاً ، أو جماعات تحفيظ القرآن ؟
-هذا لم يعد سرا. المؤسسات التعليمية، والمؤسسات الدعوية ،والمؤسسات الاعلامية، والفكرية لا شك أن فيها أشخاص يتأثرون بهذا الفكر ،وقد يعملون بطريقة ، او باخرى على نشر افكارهم ، ومعتقداتهم ، ومن ضمنهم قله شاذة من معلمين ومعلمات سبق ان وصفهم وزير التربية والتعليم ، وحذر من خطورتهم . كذلك لا ننسى أن هناك دعاةً أعتلوا المنابر، وخطباء يعملون على تأجيج الكراهية ضد الآخر ،ويعملون على تكفير المجتمعات. ينبغي أن يكون هناك تصدى لمثل هذا الفكر المنحرف لأن مثل هذا الفكر خطورته انه ربما يتغلغل لدى الشباب ، ثم محاولة تفريغ مفهوم الوطنية .
يحاول هؤلاء أيضاً ان يربطوا بين الإرهاب، والفقر، أو البطالة، وأنت تعرف أن غالبية من قبض عليهم هم عمال وموظفون. حتى الذين قاموا بعملية ينبع(غرب السعودية) كانوا اربعة مهندسين ، ورواتبهم عالية ، وحالتهم المادية جيده .هذه الاطروحات التي تروج الى مثل هذه الأفكار هي اطروحات هدفها الحقيقي بالدرجة الاولى هو إشاعة و ترويج الأفكار الأنفرادية. الأفكار التي لا تؤمن بالسلام ، ولاتؤمن بالعلاقات الدولية ، ولاتؤمن بالأمن، وانما محاولة إشعال الفتنة. لاشك أن الازمة التي سببوها للسعودية قد اثرت كثيرا من ناحية تطور بعض المجالات ، لكن لم تؤثر على النسيج الإجتماعي، ورغم هذه الأعمال هناك انتعاش هائل في حركة العمار، إنتعاش هائل في حركة الأسهم. الناس الحقيقة لن تهزهم هذه الاحداث ، وهناك ثقة كبيرة في القيادة ، ثقة كبيرة في المجتمع ، وعليهم أن يدركوا ان أي إخلال في النظام أو الفوضى أول من يتضرر منها أسرة الإنسان وأطفاله .

* هل رصدت الداخلية معلمين في مدارس ينشرون افكارا تحريضية ، أوخطباء في مساجد مثلا ؟
-لابد أن نحدد بالضبط . مثلاً مفهوم الوطنية.أتذكر قبل عشرين عام كنا نردد النشيد الوطني في المدارس . ولكن عندما تأتي عقلية مدير ، أو وكيل ، أو معلم معين لفرضها على تفريغ مفهوم الوطنية لدى الشباب ، وحثهم على عدم الشعور بالولاء للوطن اعتقد أن الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم ستقوم بدورها .
أما الخطباء فمنذ بداية الأزمة كان هناك تجاهل ملحوظ لمايحدث من أعمال ارهابية هنا، وهذا الذي نعاني منه الآن ، و يمكن أن نقول إن 20% فقط من الخطباء هم من يتحدثون عن قضايا وطنية .هناك تجاهل في القضايا العامة مثل ذلك الدعاء لرجال الأمن ، كان رجال الامن يقومون بدور بطولي ورجولي في الدفاع عن أمن مثل هؤلاء الدعاة ، ومع ذلك وللأسف كان هناك تجاهل . نجد الدعاء للأحداث العالمية ، والدولية خارج المملكة ،ولانجد دعاء لمثل هؤلاء الأبطال . والآن صدر تعميمٌ من وزارة الشؤون الإسلامية وهناك تجاوب ملحوظ ، كما أن الداخلية لا تستطيع أن تقوم بكل شي .

* البعض يقول ان الدولة في فترة من الفترات أذعنت لأصحاب الأفكار المتطرفة ، مثلا قبل حركة جهيمان كان بإمكان السعوديين أن يروا في قناتهم الرسمية الأغاني لكبار المطربات ، وكان النشيد الوطني يسمع في المدارس وترافقه الموسيقى أحيانا ، والحكومة قامت البعض يعتبرها .. ؟
- الدولة قامت على الدين الاسلامي ، والشعب السعودي متدين بطبعه ، ولكن الذي حدث يمكن أن نسمية إستغلال توجه الدولة الطيب ، وإستغلال هذه العاطفة القوية من خلال تمرير افكار ، وهذه الأفكار مختلف عليها ، النشيد الوطني والأغاني هناك خلاف حول جوازها من عدمه.
الآن الناس أصبحوا أكثر وعياً ، وأكثر إدراكا ، وأكثر إنصهارا في بوتقة الدولة . وأنا أود أن أشيد ب حلقة طاش ما طاش التي قدمها التلفزيون السعودي بعنوان وتبقى الحياة وذلك لنجاحها في إيصال فكرة الارهاب وخطورته بطريقة انسانية جميلة جدا وحدت الناس ،وأنزلت الدموع من أعينهم، وأوضحت للناس ما يريد هؤلاء من بلدنا ، كذلك حلقة (واتعليماه) قدمت عناصر شاذة وموجودة في جهازنا التعليمي في محاولة استغلال الشباب ، و استغلال حماسهم.

* كيف تقيم نتائج الحملات الامنية التي تقوم بها السلطات السعودية ؟
- في الرياض لوحدها خمسة ملايين بين مواطن ومقيم ، والمدينة تمتد حوالي 100 كليو متر مربع ،وشوارعها متسعة ، وأحياؤها شيدت بالنظام المفتوح وهذا ايضا متعب لرجال الامن لأن الحي المفتوح تكثر به المداخل والمخارج ،ومع ذلك الناس آمنة ، وتتنقل بين المدن في المملكة بأمن وسهولة . أستطيع أن أقول إن الأمن مستتب رغم الاحداث الارهابية التي لاتوجد دولة في العالم لم تتأثر بها .

* هل هناك مستجدات تتعلق بالمعتقلين السعوديين في غونتنامو؟
- المعتقلون في غونتنامو تتحفظ عليهم دولة اجنبية في ظروف حربية دولية معينة ، و هي حرب افغانستان، ومعظمهم من صغار السن وذهبوا لأعمال خيرية، وأنشطة إنسانية، واعمال اغاثة ، وهم 124 شخصا تتحفظ عليهم القوات الاميركية ،وهناك سعي حثيث جداً من الحكومة السعودية للإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن ، وهناك تواصل كبير مع اسرهم ، تواصل مادي ومعنوي وبكافه الجوانب ومحاولة مساعدتهم اذا احتاجوا مساعدة..

*مساعدات مادية مثلاً ؟

- الدولة تعودت على الوقوف مع المواطن السعودي أياً كان.

* كيف ستتعامل معهم السلطات الأمنية فور عودتهم ؟
هذا يتوقف على الظروف ، من ثبت عليه شي فهذا جانب آخر ، أم من لم يثبت عليه شئ فالدولة حريصة على أن لا تتحفظ على أحد إلا اذا اضطرت إلى هذا الأمر اضطرارا بهدف حماية المجتمع ، وحمايته من هوى نفسه.

* هل تعتقد ان هناك أطرافاً خارجية لها مصلحة في زعزعة الإستقرار في السعودية ؟
-أعتقد أن الممكلة مستهدفة، والأشخاص الذين يتحدثون عن الإسلام وتطبيقه لن يجدوا دولة تطبقه كالسعودية . وهدف محاربة الدولة سياسي وليس ديني كما يدعي جماعة التكفير والتفجير ، والسعودية مستهدفة لأنها ترفع لواء العقيدة الإسلامية