تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا قال الشيخ سعود الشريم حفظه الله ؟!!


القرار الحكيم
02-10-2004, 11:47 AM
اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته في السر والعلن وتجنب نواهيه، والمحافظة على المال والتصرف فيه قبل ان يسأل عنه يوم القيامة.
وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام ان تنافس الناس في نيل مطامع الدنيا لهو الديدن المعهود في غابر الازمان وحاضرها، وانه ليزداد هذا التنافس مع الطمع كلما ازداد اللهث وراء المفتون من زينتها، حتى ان النفس المغامرة لتشرئب امام السراب في القيلة تحسبه ماء وهو ليس بماء، وما ذلك الا من شدة ولع الناس بالدنيا وزخرفها، وان على رأس هذه المفاتن المال الذي اودعه الله بين عباده يتناقلونه فيما بينهم، مشيراً الى انه يجد الناس في هذا المال طاقات متفتقة بين الحين والآخر في اذكاء المضاربات والمرابحات حتى يصبح التنافس سمة من سمات مغامرات المال، وكأنهم بذلك يفرون من فقر محقق يدعون اليه حتى وقعوا فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "فوالله لا الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم تتنافسون كما تنافسوها وتهلككم كما اهلكتهم".
واضاف ان هذا التنافس لم يسلم من التنافس المحموم والكيد والحسد وأكل اموال الناس بالباطل، موضحاً ان الفتنة بين الناس يطغى بعضهم على بعض ويلعن بعضهم بعضاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "ان لكل امه فتنة وفتنة أمتي المال".
والإسلام لم يحث قط على الفقر لأن الفقر كاد ان يكون كفراً ولم يحرض الناس على اللهث الاعمى وراء المال لأن الإنسان قد يطغى ان رآه استغنى.
واضاف امام وخطيب المسجد الحرام ان في هذا الزمن ظهرت كثرة المال وتنوعت موارده وامتلأت الساحة بكثرة الاطروحات الاستثمارية والمساهمات الربحية مما جعل الناس يتهافتون إليها، حتى انها لم تدع بيتاً الا واصابته بدخانها وليس هذا هو العجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا بهذا التنافس ولكن العجب حينما يكون هذا الانغماس في قمة الطفرة المالية لدى المستثمرين عارياً عن الاناة والوضوح، وان تكون غاية الكثيرين هي التحصيل كيفما اتفق دون النظر للضوابط الشرعية والقواعد المرعية في ابواب المعاملات بين الناس بيعاً وشراء ومرابحة.
وبين فضيلته ان ما نشاهده اليوم من عروض استثمارية متنوعة يعتريها شبه وشكوك انما هو يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "ليأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بما اخذ من المال بحلال او بحرام".
وأكد فضيلته ان الثورة المالية الهائلة في اوساط المستثمرين قد ولدت شيئاً من المحن والمشاحنة والدعاوى اضافة الى الاعسار المفاجئ والخسائر المتراكمة التي تحل ببعض الفرص الاستثمارية فتشتعل على اثرها الخصومات والنكبات.
ودعا فضيلته لاتباع عدة وصايا منها الوصية الاولى ان امور العباد واموالهم مبنية على المغافلة فالمستثمرون بالجملة عمي البصائر امام صاحب الاستثمار ما دام رابحاً موفقاً. الوصية الثانية ان الاصل في اموال الناس وحقوقهم الحرمة فلا يجوز الاعتداء عليها او المماطلة والتفريط فيها. والوصية الثالثة ان القناعة والسماحة في ميدان التجارة هما من فضيلة البركة كما ان الطمع والجشع وعدم القناعة تؤدي لقلة البركة. اما الوصية الرابعة فهي تصحيح لبعض المفاهيم المغلوطة لدى بعض المرابحين حيث يظنون ان المعاملات المحرمة لا تكون محرمة الا اذا شابه صورة من صور الربا وان اي معاملة خالية من الربا فهي حلال وهذا ظن خاطئ، بل ان المعاملات المحرمة اعم في السبب من ذلك لأنها ترجع الى ثلاث قواعد الاولى قاعدة الربا بأنواعه وصوره والثانية قاعدة النظر بأقسامه وانواعه والثالثة قاعدة التغرير وهذا امر قل من يتفطن له من التجار والمرابحين لأن المعاملة قد تحرم بسبب نقصانها شرطاً من شروط صحة البيع المعلومة، وان لم تكن على صورة ربا فالبركة كل البركة في الكسب الحلال.
اما الوصية الخامسة فتوجه الى من ائتمنهم الناس على اموالهم في الاتجار والمرابحة وان يتقوا الله فيها وان يسيروا في اتمامها على الوجه المباح والوضوح والخضوع لما احل الله فيها والبعد والنهي عن اي موضع ريبة او شبهة او تفريط او اهمال او استغلال ثقة الناس بهم في ان يتصرف الناس فيها على غير ما وضعت له، فإن من نوى يحفظ حقوق الناس كان الله معه والعكس بالعكس.
وأكد امام وخطيب المسجد الحرام ان فتنة هذه الامة المال لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً).

mazinf16
03-10-2004, 01:50 AM
جزاك الله كل خير على هذا النقل وبارك الله في الشيخ سعود

تحياتي لك

الرابح
06-10-2004, 10:36 PM
جزاك الله كل خير على هذا النقل وبارك الله في الشيخ سعود