alshaker
02-10-2004, 10:34 AM
احببت مشاركة اخواني في الاستفادة من هذه الموعظة لأني وجدت ان الشيخ حفظه الله ذكر كثيرا من الملاحظات التي يقع فيها المساهمون وخصوصا بعض اعضاء المنتديات و اهل التوصيات
خطبة الجمعة ونصائح للمستثمرين
---- " واس : مكة المكرمة 17 شعبان 1425هـ الموافق 1 اكتوبر 2004م "-------
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن والاستعداد ليوم المعاد لأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام عباد الله ان تنافس الناس في نيل مطامع الدنيا هو الديدن المعهود في غابر الأزمان وحاضرها وانه ليزداد هذا التنافس مع الطمع كلما ازداد اللهث وراء المكنون من زينتها ومفاتنها حتى ان النفس المغامرة لتشرئب أمام السراب في القيعة تحسبه ماء وليس بماء وما ذلك الا من شدة ولع الناس بالدنيا وزخرفها وان على رأس هذه المفاتن المال الذي أودعه الله بين عباده يتناقلونه فيما بينهم يبيعه بعضهم لبعض ويرابح بعضهم لبعض يجد الناس في هذا المال طاقات متفتقة بين الحين والآخر في اذكاء المضاربات والمرابحات حتى يصبح التنافس والتهافت سمة من سمات مغامرات الناس ومخاطراتهم وكأنهم بذلك يفرون من فقر محقق يدعون اليه دعا حتى وقعوا فيما حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم بقوله ( فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما اهلكتهم ) .
واوضح فضيلته أن هذا التنافس المحموم لم تسلم براجمه من اوخاذ الظلم والبهتان والكيد والحسد وأكل اموال الناس بالباطل اذ ما من تنافس يخرج عن اطار الاعتدال والتوسط الا وتكون العواقب فيه وخيمة والآفات المتكاثرة عليه أليمة ومن هنا تنشأ الفتنة بين الناس فيبغي بعضهم على بعض ويلعن بعضهم بعضا وهذه النتيجة انما هي مصداق لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ) .
وبين امام وخطيب المسجد الحرام أن كره الفقر وحب الغنى أمران فطريان والشريعة الغراء لاتقف كالحة في وجه الفطرة التى فطر الله الناس عليها ولكنها في الوقت نفسه تبرز كمصححة للمسار حاثة على الاعتدال في كل شئ حتى في المال لأن النبي صلى الله عليه و سلم قد استعاذ بالله من شر الغنى والفقر .
وقال إن الاسلام لم يحث قط على الفقر لأن الفقر كاد يكون كفرا ولم يحرض الناس على اللهث الأعمى وراء المال لأن الانسان قد يطغى أن رآه استغنى وقد ذكر الرسول صلى الله عليه سلم أن الساعة لاتقوم حتى يفيض المال وإن من المقرر المشاهد في هذا الزمن كثرة المال وتنوع موارده وامتلاء الساحة بالاطروحات الاستثمارية و المساهمات الربحية ما جعل الناس يتهافتون اليها تهافت الفراش على النبراس حتى انها لم تدع بيتا الا واصابته بدخنها وليس هذا هو العجب عباد الله فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا بهذا التنافس وانما العجب حينما يكون هذا الانكباب والأنغماس في حمئة الطفرة المالية لدى المستثمرين عاريا عن الأناة والوضوح والفرز بين ما احله الله وبين ما حرمه وأن تكون غاية الكثيرين التحصيل كيفما اتفق دون النظر الى الضوابط الشرعية والقواعد المرعية في ابواب المعاملات بين الناس بيعا وشراءا ومرابحة وأن مثل هذه المعرة لم تأتي بغتة دون مقدمات بل انها رجع صدى لقلة العلم وضعف الحرص على استجلاب المال من طرقه الواضحة البينة من حيث الحل والحرمة.
وأعتبر أن ما نشاهده اليوم من عروض استثمارية متنوعة يعتريها شبه وشكوك بل يعتريها ظن راجح بأنها ملتاثة بشئ من الطرق المحرمة في المعاملات انما هو يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم ( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال بحلال أو بحرام ) .
وقال الشيخ الشريم إن الثورة المالية الهائلة في اوساط المستثمرين قد ولدت شيئا من المحن والمشاحة والدعاوى اضافة الى الاعسار المفاجئ والخسائر المتراكمة التى تحل ببعض الفرص الاستثمارية فتشتعل على أثرها الخصومات والنكبات جراء تلكم الحملات التى لم تكن محض صدفة مع الاعتراف بانها غالبا ما تكون مفاجئة وهذا كله يجعلنا نؤكد على توضيح بعض الامور وتجليتها لمن اصيبوا بالعمى في هذا الميدان واستنشقوا غباره وذلك من خلال الوصايا التالية الوصية الاولى .. أن أمور العباد واموالهم مبنية على المشاحة .. فالمستثمرون في الجملة عميوا البصائر امام صاحب الاستثمار مادام رابحا موفقا لايسألونه عن صغيرة ولا عن كبيرة ناهيكم عن المبالغة في مدحه والثناء عليه والاعجاب به فاذا ما خسر وكبا انقلبوا على وجوههم شاتمين له ومدعين عليه والواقع يؤكد موالاتهم له في الغنم ومعاداتهم له في الغرم .
الوصية الثانية .. أن الأصل في اموال الناس وحقوقهم الحرمة فلا يجوز الاعتداء عليها أو المماطلة والتفريط فيها أو الوقوع في التأويلات المبررة بالتصرفات الممنوعة فيها لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وعند مسلم ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بما تاخذ مال اخيك بغير حق ) .
الوصية الثالثة .. أن القناعة والسماحة في ميدان التجارة أمران مندوب اليهما اذ هما مظنة البركة كما أن الطمع والجشع وعدم القناعة مظنة للكبوة وقلة البركة لان للتجارة ثورة كثورة الخمرة تأخذ شاربها حتى ينتشي فاذا انتشى عاود حتى يصير مدمنا لايفيق من نشوة المغامرة والطمع حتى يستوي عنده حال الخمار والافاقة ولات ساعة مندم ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولايشبع فالسماحة والقناعة هما رأس البركة والرحمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلا سمحا اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى )
واضاف امام وخطيب المسجد الحرام يقول :
الوصية الرابعة .. وهي تصحيح لبعض المفاهيم المغلوطة لدى بعض المرابحين حيث يظنون أن المعاملات المحرمة لا تكون محرمة الا اذا شابها صورة من صور الربا وأن اي معاملة خالية من الربا فهي حلال وهذا ظن خاطئ بل إن المعاملات المحرمة أعم في السبب في ذلك لانها في الحقيقة ترجع الى ثلاثة قواعد اولاهن قاعدة الربا بانواعه وصوره والثانية قاعدة الغرر باقسامه وانواعه والثالثة قاعدة التغرير والخداع بالوانه واحواله وهذا امر قل من يتفطن له من التجار والمرابحين لان المعاملة قد تحرم بسبب نقصانها شرطا من شروط صحة البيع المعلومة وان لم تكن على صورة ربا فالبركة كل البركة في الكسب الحلال والمحق كل المحق في الكسب الحرام اما الوصية الخامسة .. فنوجهها الى من ائتمنهم الناس على اموالهم في الاتجار والمرابحة أن يتقوا الله فيها وأن يسيروا في اتمامها على الوجه المباح والوضوح والخضوع لما احل الله فيها والبعد عن اي موضع ريبة أو شبهة أو تفريط أو اهمال أو استغلال ثقة الناس بهم في ان يتصرفوا فيها على غير ما وضعت له فان من نوى ان يفيء بحقوق الناس كان الله معه والعكس بالعكس .
وقال فضيلته إن الشريعة الاسلامية قد جاءت موافقة لبقية الشرائع السماوية لحفظ الضرورات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والنسب والمال فالبيع والشراء والمرابحة كلها تندرج تحت ضرورة حفظ المال وانطلاقا من حفظ هذه الضرورة فان الشارع الحكيم لم يدع الفرد المسلم حرا في التصرف المالي دون ضوابط لان لايخرج بالمال عن مقصده الذي اكرم به بنو ادم من كونه نعمة ومنة الى كونه نقمة على صاحبه ووبالا يسأل عنه يوم القيامة فقد صح عن الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ) فالواجب على كل مسلم أن يدرك حقيقة المال وأنه سلاح ذو حدين وليحذر اشد الحذر أن ينقلب عليه فتنة وبلاءا لان الله جل شأنه قال عن المال ( وأعلموا انما اموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) فالواجب على ولاة الامور والعلماء والمختصين في المعاملات المالية أن يكون لهم جهود ملموسة في حفظ هذه الضرورة من خلال وضع الضوابط الشرعية والمصالح المرسلة لتكون سياجا منيعا يحول دون العبث باموال الناس ولأجل أن تقلل من ضحايا المرابحين المتهورين والبسطاء المغامرين ولأن لا تكون السوق المالية كلاءا مباحا لكل ساذج يرعى حول حماها وذلك حماية للحقوق والمصالح ودرءا للمفاسد والعبث باموال الناس يقول الله تعالى ( اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وماالحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
__________________
دعاء دخول السوق : ( لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ) .
خطبة الجمعة ونصائح للمستثمرين
---- " واس : مكة المكرمة 17 شعبان 1425هـ الموافق 1 اكتوبر 2004م "-------
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن والاستعداد ليوم المعاد لأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام عباد الله ان تنافس الناس في نيل مطامع الدنيا هو الديدن المعهود في غابر الأزمان وحاضرها وانه ليزداد هذا التنافس مع الطمع كلما ازداد اللهث وراء المكنون من زينتها ومفاتنها حتى ان النفس المغامرة لتشرئب أمام السراب في القيعة تحسبه ماء وليس بماء وما ذلك الا من شدة ولع الناس بالدنيا وزخرفها وان على رأس هذه المفاتن المال الذي أودعه الله بين عباده يتناقلونه فيما بينهم يبيعه بعضهم لبعض ويرابح بعضهم لبعض يجد الناس في هذا المال طاقات متفتقة بين الحين والآخر في اذكاء المضاربات والمرابحات حتى يصبح التنافس والتهافت سمة من سمات مغامرات الناس ومخاطراتهم وكأنهم بذلك يفرون من فقر محقق يدعون اليه دعا حتى وقعوا فيما حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم بقوله ( فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما اهلكتهم ) .
واوضح فضيلته أن هذا التنافس المحموم لم تسلم براجمه من اوخاذ الظلم والبهتان والكيد والحسد وأكل اموال الناس بالباطل اذ ما من تنافس يخرج عن اطار الاعتدال والتوسط الا وتكون العواقب فيه وخيمة والآفات المتكاثرة عليه أليمة ومن هنا تنشأ الفتنة بين الناس فيبغي بعضهم على بعض ويلعن بعضهم بعضا وهذه النتيجة انما هي مصداق لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ) .
وبين امام وخطيب المسجد الحرام أن كره الفقر وحب الغنى أمران فطريان والشريعة الغراء لاتقف كالحة في وجه الفطرة التى فطر الله الناس عليها ولكنها في الوقت نفسه تبرز كمصححة للمسار حاثة على الاعتدال في كل شئ حتى في المال لأن النبي صلى الله عليه و سلم قد استعاذ بالله من شر الغنى والفقر .
وقال إن الاسلام لم يحث قط على الفقر لأن الفقر كاد يكون كفرا ولم يحرض الناس على اللهث الأعمى وراء المال لأن الانسان قد يطغى أن رآه استغنى وقد ذكر الرسول صلى الله عليه سلم أن الساعة لاتقوم حتى يفيض المال وإن من المقرر المشاهد في هذا الزمن كثرة المال وتنوع موارده وامتلاء الساحة بالاطروحات الاستثمارية و المساهمات الربحية ما جعل الناس يتهافتون اليها تهافت الفراش على النبراس حتى انها لم تدع بيتا الا واصابته بدخنها وليس هذا هو العجب عباد الله فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا بهذا التنافس وانما العجب حينما يكون هذا الانكباب والأنغماس في حمئة الطفرة المالية لدى المستثمرين عاريا عن الأناة والوضوح والفرز بين ما احله الله وبين ما حرمه وأن تكون غاية الكثيرين التحصيل كيفما اتفق دون النظر الى الضوابط الشرعية والقواعد المرعية في ابواب المعاملات بين الناس بيعا وشراءا ومرابحة وأن مثل هذه المعرة لم تأتي بغتة دون مقدمات بل انها رجع صدى لقلة العلم وضعف الحرص على استجلاب المال من طرقه الواضحة البينة من حيث الحل والحرمة.
وأعتبر أن ما نشاهده اليوم من عروض استثمارية متنوعة يعتريها شبه وشكوك بل يعتريها ظن راجح بأنها ملتاثة بشئ من الطرق المحرمة في المعاملات انما هو يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم ( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال بحلال أو بحرام ) .
وقال الشيخ الشريم إن الثورة المالية الهائلة في اوساط المستثمرين قد ولدت شيئا من المحن والمشاحة والدعاوى اضافة الى الاعسار المفاجئ والخسائر المتراكمة التى تحل ببعض الفرص الاستثمارية فتشتعل على أثرها الخصومات والنكبات جراء تلكم الحملات التى لم تكن محض صدفة مع الاعتراف بانها غالبا ما تكون مفاجئة وهذا كله يجعلنا نؤكد على توضيح بعض الامور وتجليتها لمن اصيبوا بالعمى في هذا الميدان واستنشقوا غباره وذلك من خلال الوصايا التالية الوصية الاولى .. أن أمور العباد واموالهم مبنية على المشاحة .. فالمستثمرون في الجملة عميوا البصائر امام صاحب الاستثمار مادام رابحا موفقا لايسألونه عن صغيرة ولا عن كبيرة ناهيكم عن المبالغة في مدحه والثناء عليه والاعجاب به فاذا ما خسر وكبا انقلبوا على وجوههم شاتمين له ومدعين عليه والواقع يؤكد موالاتهم له في الغنم ومعاداتهم له في الغرم .
الوصية الثانية .. أن الأصل في اموال الناس وحقوقهم الحرمة فلا يجوز الاعتداء عليها أو المماطلة والتفريط فيها أو الوقوع في التأويلات المبررة بالتصرفات الممنوعة فيها لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وعند مسلم ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بما تاخذ مال اخيك بغير حق ) .
الوصية الثالثة .. أن القناعة والسماحة في ميدان التجارة أمران مندوب اليهما اذ هما مظنة البركة كما أن الطمع والجشع وعدم القناعة مظنة للكبوة وقلة البركة لان للتجارة ثورة كثورة الخمرة تأخذ شاربها حتى ينتشي فاذا انتشى عاود حتى يصير مدمنا لايفيق من نشوة المغامرة والطمع حتى يستوي عنده حال الخمار والافاقة ولات ساعة مندم ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولايشبع فالسماحة والقناعة هما رأس البركة والرحمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلا سمحا اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى )
واضاف امام وخطيب المسجد الحرام يقول :
الوصية الرابعة .. وهي تصحيح لبعض المفاهيم المغلوطة لدى بعض المرابحين حيث يظنون أن المعاملات المحرمة لا تكون محرمة الا اذا شابها صورة من صور الربا وأن اي معاملة خالية من الربا فهي حلال وهذا ظن خاطئ بل إن المعاملات المحرمة أعم في السبب في ذلك لانها في الحقيقة ترجع الى ثلاثة قواعد اولاهن قاعدة الربا بانواعه وصوره والثانية قاعدة الغرر باقسامه وانواعه والثالثة قاعدة التغرير والخداع بالوانه واحواله وهذا امر قل من يتفطن له من التجار والمرابحين لان المعاملة قد تحرم بسبب نقصانها شرطا من شروط صحة البيع المعلومة وان لم تكن على صورة ربا فالبركة كل البركة في الكسب الحلال والمحق كل المحق في الكسب الحرام اما الوصية الخامسة .. فنوجهها الى من ائتمنهم الناس على اموالهم في الاتجار والمرابحة أن يتقوا الله فيها وأن يسيروا في اتمامها على الوجه المباح والوضوح والخضوع لما احل الله فيها والبعد عن اي موضع ريبة أو شبهة أو تفريط أو اهمال أو استغلال ثقة الناس بهم في ان يتصرفوا فيها على غير ما وضعت له فان من نوى ان يفيء بحقوق الناس كان الله معه والعكس بالعكس .
وقال فضيلته إن الشريعة الاسلامية قد جاءت موافقة لبقية الشرائع السماوية لحفظ الضرورات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والنسب والمال فالبيع والشراء والمرابحة كلها تندرج تحت ضرورة حفظ المال وانطلاقا من حفظ هذه الضرورة فان الشارع الحكيم لم يدع الفرد المسلم حرا في التصرف المالي دون ضوابط لان لايخرج بالمال عن مقصده الذي اكرم به بنو ادم من كونه نعمة ومنة الى كونه نقمة على صاحبه ووبالا يسأل عنه يوم القيامة فقد صح عن الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ) فالواجب على كل مسلم أن يدرك حقيقة المال وأنه سلاح ذو حدين وليحذر اشد الحذر أن ينقلب عليه فتنة وبلاءا لان الله جل شأنه قال عن المال ( وأعلموا انما اموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) فالواجب على ولاة الامور والعلماء والمختصين في المعاملات المالية أن يكون لهم جهود ملموسة في حفظ هذه الضرورة من خلال وضع الضوابط الشرعية والمصالح المرسلة لتكون سياجا منيعا يحول دون العبث باموال الناس ولأجل أن تقلل من ضحايا المرابحين المتهورين والبسطاء المغامرين ولأن لا تكون السوق المالية كلاءا مباحا لكل ساذج يرعى حول حماها وذلك حماية للحقوق والمصالح ودرءا للمفاسد والعبث باموال الناس يقول الله تعالى ( اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وماالحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
__________________
دعاء دخول السوق : ( لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ) .